الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!

محمود الزهيري

2010 / 8 / 25
المجتمع المدني


من الصعب أن تكون هناك أوصاف محددة تتعرف من خلالها علي محمد فريد حسنين , السياسي , ورجل الصناعة , وعضو مجلس الشعب المصري السابق , لم يثبت علي حزب سياسي , ولم يعرف عنه ثباته علي مباديء إيديولوجية , عقله حائر , ومتحفز , لعل ماشاهده ومارسه في أوروبا , وماعاشه ومارسه في مصر جعله متحيراً , بأسباب راجعها إلي المقارنات بين أوروبا ومصر , بين أسلوب حياة هناك وأسلوب حياة هنا , وممارسة السياسة هناك وهنا , وفوارق التمدن والتحضر , ومناخ الحريات اللانهائي , وكأنه وصل به الحال إلي التفرقة بين العبيد والأحرار , ولأننا شعوب مستعبدة بأساليب الظلم وطرائق الإستبداد , ولأن سلطات الحاكم مطلقة فكانت فسادات نظامه مطلقة هي الأخري !!
لم تروق لــ محمد فريد حسنين الحياة السياسية في مصر بإنتكاساتها الإقتصادية المؤثرة علي المجتمع المصري المفقور والمهزوم نفسياً في غالبية فئاته الإجتماعية , والذي ينتقل من هزيمة إلي أخري , ومن سواد وظلام إلي سواد وظلام أحلك وأسوأ , فلم يقتنع بالأحزاب لدرجة أنه وصف الأحزاب السياسية الكرتونية بالأحذية , وقال مقولة مشهورة عنه : " غير حزبك , كما تغير حذاءك " في نظرة تشاؤمية إلي الدور الغائب للأحزاب السياسية في مصر أو بمعني أدق الدور المغيب بفعل راجع في أسبابه إلي دور النظام المصري الحاكم ومؤسسات دولة الحزب الوطني الحاكم المختزلة جميعها في رأي واحد فقط هو رئيس الحزب والذي هو ذاته رئيس الجمهورية صاحب السلطات والصلاحيات الواسعة التي تجعل منه صاحب الأمر والنهي وكأنه صاحب سلطات إلهية !!

في ظل هذه الأوضاع عاش محمد فريد ثلاث مراحل في تاريخ مصر فترة الناصرية , والتي قال عنها أنها كانت مستلبة للحريات في مواجهة رغيف الخبز , وفترة ديكتاتورية أنور السادات صاحب دعوي الرئيس المؤمن لدولة مؤمنة , ومبتدع محكمة القيم , والذي عدل الدستور ليؤبد الحاكم لمصر لأخر لحظة في حياته, وفترة مبارك التي إنهارت فيها كل القيم وازدادت حالة مصر والمصريين سوء وفقر ومرض وساد طغيان الجماعات الوظيفية المصنوعة بوعي النظام الحاكم .
فاز بجارة في إنتخابات مجلس الشعب عن دائرة طوخ بمحافظة القليوبية في العام 2000 , وأراد أن يرشح نفسه لرئاسة مجلس الشعب ضد أحمد فتحي سرور وهو يعلم أنه لن يفوز , لرغبته في تلقين المجلس درس من دروس الديمقراطية, وقدم إستقالته لرفضه أن يكون عضو مجلس شعب بدرجة "...... " هكذا قال !!
وهو أول من طالب بترشيح نفسه لإنتخابت رئاسة الجمهورية قبل تعديلات العار التي أجريت علي الدستور , وحينما خاطبه البعض بأن الدستور لايسمح بهذا الترشيح , قال : إن الدستور ليس قرآناً ولم يكن إنجيلاً !!

محمد فريد حسنين طوال هذه الفترات كان لديه الطموح لتحسين أحوال مصر والمصريين في تحقيق أحلامهم بوعي يراه هو ومعه الكثيرين , حيث أنه فوق القدرة وأعلي من طاقة المصريين الذين تم تكسير عظامهم ولم يقدروا علي أن يقووعلي مواجهة الطغيان طوال فترات تاريخية طويلة حيث مواجهة الحاكم تعني علي الدوام الإنتحار أو القتل بإرادة الإستبداد والطغيان , فالمعارضة كبيرة من الكبائر السياسية تستوجب تفعيل حد القتل المعنوي بضم المعارض لصفوف الموالاة , أو لضمه إلي صفوف القتلي من الأموات , ومجرد التعبير عن الرأي صار رجس من عمل الشيطان , والغريب أن تصدر فتاوي من جماعات تدعي الإنتساب للسلف بأن مخالفة الحاكم معصية وبغي يستوجب رده .

خاض إنتخابات مجلس الشعب المصري في دائرة طوخ بمحافظة القليوبية وكانت صداماته الأمنية كثيرة , وكانت مؤتمراته الإنتخابية يحضرها الألاف لدرجة أن حضر أحد مؤتمراته مايزيد علي 12000 مواطن مصري من الدائرة الإنتخابية , وكان يبتدع شعارات خاصة به مملؤة بالحماسة والشجاعة في مواجهة الأمن ومواجهة خصومه .

أصبح محمد فريد حسنين يسبب صداع دائم لمنظومة الفساد , لدرجة محاولة إغتياله ومجموعة من رفاقه في قرية السفاينة مركز طوخ محافظة القليوبية , ومعاينة الشرطة والنيابة لسيارته ولمكان الحادث أثبتت ذلك , إلا أن التحقيق النهائي قد آل إلي الحفظ النهائي ولم يتم معرفة الفاعل لأن الفاعل والمجرم الحقيقي شاخص في منظومة الفساد والطغيان !!

من الصعب أن يصل أحد للأسباب الموضوعية التي جعلت محمد فريدحسنين يصفي أعماله ومشاريعه الصناعية في مصر , فالبعض يرجع هذا إلي شخصية محمد فريدحسنين ذاته , والعديد يرجع هذا إلي الدوائر الأمنية والسياسية وصناع القرار , وآخرين أرادوا ترك الأمر لحسابات ستكشفها الأيام , خاصة وأن محمد فريد حسنين ذاته لم يفصح عن هذا الأمر .

الغريب في الأمر أن محمد فريد حسنين يمثل حالة محيرة لمن يلتقيه , ويتحدث معه , فلديه أحلام لاحدود لها , وطموح يقصر عن جهد العديد من القوي السياسية والأحزاب , وضد طموح النظام الحاكم , حينما يتحمس في الكلام , وتنصت له كأنك تبدو مقتنع , وكأن التغيير أصبح قاب قوسين أو أدني , وحينما تتركه وتصطدم بآليات الواقع المصري المأزوم تصاب بشبه يأس , أو دائرة منقوصة للإحباط , تحدثه ينصت إليك , يتحدث هو كأنك مضطر للإنصات إليه , يبدو حديثه مغموس بالعاطفة والمشاعر الوطنية الجياشة , ينقصه من يؤيده , ويؤيد مشروعه التغيري , الغالبية تخشي الإحتكاك به , فهو كالقنفذ لايمكنك أن تحتويه و تضعه بداخلك , فحتماً أشواكه ستؤذيك , والأفضل أن تشاركه الرأي , ويشاركك المشورة , لأن مشروعه علي الدوام ثوري , تغييري , والقدرة والطاقة , وكأنها فوق قدرة القوي السياسية والأحزاب , لأن مصالح الطغيان غالبة وقادرة حسب ظن العديد من مرتادي نادي التغيير السياسي لواقع مأزوم .

من يقترب منه حتماً مصالحه ستبدو معطلة أو شبه مأزومة , يهوي العودة إلي مصر , ولكن هل يجد له أنصار , يريد أن يحقق حلمه بالطموح تجاه مشروع التغيير , ولكن من سيكون معه ويشاركه حتي مجرد الحلم وليس الطموح لتحقيق الحلم .

محمد فريد حسنين بدأ في مشوار العقد الثامن فهو في بداية السبعين من العمر ويسير قطار العمر سريعاً , فهل إذا عاد إلي مصر سيتحقق حلم التغيير قبل نهاية مشوار العمر , خاصة وأن سقف طموحه أعلي من سقف السلطة , والقوي السياسية والأحزاب سقفها أدني من سقف السلطة ؟.

وإذا عاد إلي مصر سيكون مع من , أو بالأحري من سيكون معه حيث الفاصل النهائي هو من سيكون مع التعديلات الدستورية , والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , من سيكون مع كرامة المصريين , وريادة مصر في المنطقة والعالم , من سيكون مع التنمية لجعل مصر قلعة عملاقة في الصناعة والتجارة والزراعة .
؟!!
ومن سيقوم بدور الصامت المتخاذل ؟!!
الأيام وحدها كفيلة بالإجابة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م