الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والدم والدموع

واصف شنون

2010 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لم يمض اقل من شهر حتى شعرت مرة اخرى بالقرف والتقزز من شمّاعة الإدعاء بالدين وتلبس التعصب وغش القطيع بما يقترفه الفرد والمجتمع ، لكي تزداد محنة الإنسانية اكثر وأشدّ وأقسى ،ففي افغانستان طالبان – كرزاي ،قتلوا بإسم الدين عشرة من البشر المختصين بعلاج امراض العين ، وكانت اولهم الدكتورة البريطانية الشابة (كارين وو) وطبيب عيون الماني (اخضر ) امضى حوالي 30 عاما من حياته في مناطق نائية عن المدنية ليعالج المحتاجين للبصر والذي قالت ارملته ان من قتله (لايملك القليل من البصر فهو لايتصور عالم اخر سوى محبة وعلاج الفقراء بلا بصر )، قتلوا عالم وطبيب عيون ومعه الدكتورة الطبيية النابغة كارين ، والحجة هي ..انهم ( مبشرون ) صليبيون ، ينشرون الرذيلة بين اوساط مجتمع اسلامي محافظ،وفي الحقيقة ان الطبيب المغدور وزميلته الربيطانية والستة الغربيين الأخرين كانوا بلا دين متعارف عليه ، فقد كان دينهم هو (الإنسانية )... وديدنهم هي الحياة من اجل الإنسانية ،وشتان بين الجهل – الدين ( الموت والفقر والمرض ) ،والعلم – الحقيقة ( التقدم والتمدن والصحة )...

مجتمع اسلامي محافظ ..مثل مجتمع جنوب ووسط العراق الذي لايبيح للمرأة بالجلوس في مقهى او الحديث معها ، او الكشف عن الغرام بها ، ويدعي المحافظة والرفعة والعفّة ، ولا يشكو سوى من فقدان اساسيات غير مذكورة بالقرآن مثل التيار الكهربائي ..الخ

شعرت بالقرف الشديد من (الدين ) والتعصب الإسلامي الديني على الخصوص ، وأنا اشاهد مآساة اكبر بلد مسلم في العالم ( باكستان- 280 مليون نسمة ) حيث يغرق الناس في مياه ضحلة وتذوب منازلهم في فيضانات كارثية،ويتشرد اكثر من عشرين مليون نسمه ، عدا الحيوانات والمزارع ،ويتحارب الفقراء على شاشات التلفزة للحصول على عدة حبات من العدس،وفي نفس الوقت لازال الشرف الإسلامي الرفيع يتفاخر بقوة باكستان النووية وليست الإنسانية ، لذا بات علينا ان نعتذر لأسرائيل لأنها دولة نووية واقتصادية وتحترم المواطن وحقوق الأنسان ولا تؤمن بالفقر ولها خطط طوارىء تعالج بها المحن والمآسي والحروب خارجها ، بلد صغير لكنه كبير بالعلم واحترام المواطن ، وبلدان كبيرة شاسعة متعددة لكنها ضعيفة ومتخلفة تأكل ولاتنتج وتعبد الشيخ والمسجد وتتعصب للعنصر والقبيلة والمذهب والدين ولا تحترم الآخر ولاتمنحه الحق بالتنفس من الهواء الطلق ،فالهواء الملوث هو الدين ، الإسلام ، المجتمع ، الإقتصاد ، المعجزات والتاريخ والمثل العظيم ( باكستان - اسرائيل ) ،( السعودية – دبي ) او (مصر – البرازيل ) ...

لكن التفجيرات الرمضانية الأخيرة في بغداد ومدن العراق ، لها طعم اسلامي – ديني مختلف المذاق من حيث القسوة والتشنيع بمخلوقات الله – الرب – المعبود ، فقتل العراقيين أصبح مثل رش مبيدا للذباب في غرفة حلويات قذرة لكنها غالية !!، حتى ان بعض من منفذي جرائم القتل البشعة تفاخروا برفع علم اسلامي فوق المكان الذي حطموا فيه مستقبل وحاضر وماضي العشرات من اطفال ونساء وشيوخ المسلمين العراقيين والولوغ الهمجي الوحشي في هدر الدماء ،و تمت مباركتهم من الأتقياء المسلمين بفعل الخير !! ،اذن هل يتبرأ الدين من الجريمة والشر أو الدين هو سيد الشرور ، فيتبرأ الوطن من دم العباد ، وتتبرأ الأمّة ،من جرائم انسانية باتت مقززة وهي تفضح (الأمّة... ) امام اهتمام المحاكم الغربية بقضايا تتناول تعريض القطط والكلاب الى الأذى غير المتعمد ، او على نطاق اوسع ، مثل شكوى نيوزلنده واستراليا ضد اليابان امام محكمة العدل الدولية بسبب صيد الحيتان الشرعي وغير الشرعي ...!!، بل هل يتبرأ الله فينزل معجزة ، أم تتم تبرئته من هذا القدر الهزيل .



*************

كان يا ماكان رجل شرير وسارق وقاتل ومغتصب معاق في رجله اليسرى وفي عينه اليمنى ، فيناديه القوم ( اعور العين ) و(اعرج الرجل ) ، وصاحبنا على شديد من الذكاء والتجارة والفهلوة وكلما يدعو ربه ليتوب لايصدقه الناس ، حتى قرب موسم الحج ، فاعلن انه ذاهب الى الحج ، وفي مكة وبعد ان اكمل كافة مراسيم الحج ،حيث وقف ليرمي الحجرات على الشيطان ليصبح حجي ( فلان ) ، زاره الشيطان سأله : من جعلك اعرجا ، اجاب : الله
من جعلك اعورا ، اجاب : الله ..

اذن لماذا ترمي علي بالأحجار يا أعور ويا أعرج وياغبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
نيسان عيساوي ( 2010 / 8 / 27 - 07:20 )
تحية طيبة
مبدع دائما مفكر وشايل هم بلدك وناسه.

شكرا لك والف تحية وفائق الاحترام


2 - فرخ البط عوام
ROBIN HOOD ( 2010 / 8 / 28 - 02:09 )
أخي واصف

لا تنسى فرخ البط عوام


3 - تعبنا
فايق علي الموسوي ( 2010 / 8 / 28 - 03:44 )
عزيزي واصف قلبت الدنيا سؤالا عليك وين صرت يابه من رفحا وانا انشد كام ولد غركان
اردتك دينيا فصيرتني انسانيا مدين لك بالكثير
ارجوك راسلني
مللت من سؤال من لايطيقون افكارك


4 - الأخ فائق
واصف شنون ( 2010 / 8 / 28 - 08:20 )

.تستطيع ان تجدني في كل مكان على النيت اتمنى لك صحة وافرة وقلق شحيح

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran