الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ إبليس

رضا عبد الرحمن على

2010 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ليس عجيبا أن تتكرر قصة آدم وسجود الملائكة وطرد إبليس وهبوط آدم من الجنة ، تكررت القصة فى القرآن لهدف واحد هو أن نعتبر وأن نتعظ .
والدليل أن الله تعالى بعد أن قص القصة فى سورة الأعراف نصح أبناء آدم وحذرهم من الشيطان وفضح أساليبه قبل القصة وبعدها مع التأكيد بأنه لا ييأس ولا يقدم استقالته وأنه سيظل يؤدى مهمته فى إغوائنا إلى قيام الساعة ..
والشيء المؤكد حتى الآن أن إبليس ينجح دائما معنا بدليل أن المسلمين ـ مثلا ـ يقدسون الأضرحة أو الأنصاب التي يؤكد القرآن أنها رجس من عمل الشيطان وبدليل أن المسلمين ـ مثلا ـ يقدسون الأحاديث التي تعارض القرآن والتي لم يقولها خاتم النبيين عليه السلام مع أن القرآن يؤكد على أن الشيطان يوحي لأوليائه من أعداء الأنبياء زخرف القول غرورا وأن أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة حق الأيمان تصغي إلى ذلك وتؤمن به .

إلا أن الدليل الأكبر على نجاح إبليس معنا هو أنه جعلنا ننصرف عن القرآن بقلوبنا وعقولنا بالقدر الذي أغرق فيه أفئدتنا وقلوبنا بالتراث الذي يعارض القرآن ويناقضه, وبذلك تحول أكثرنا تدينا إلى أن يكون ـ دون أن يدري أكثر ضلالا وابتعادا عن دين الله تعالى الحق .
ونعود إلى قصة آدم وإبليس والملائكة .. لنأخذ منها مثالا عما سبق .. لقد أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود لآدم وهو أمر غريب أن يأمر الخالق بالسجود لغيره, ولكن الأمر اختيار وابتلاء.. والمؤمن حق الإيمان يبادر بطاعة الأمر لأنه فى الحقيقة يطيع الآمر جلا وعلا, وبعد تنفيذ الأمر يمكن أن يتدبر حكمة التشريع ، وهذا ما فعلته الملائكة.. بادرت بالطاعة والسجود ..وعلى النقيض عصى إبليس ولم يكتف بعصيانه بل برر المعصية وأضفى عليها غطاءا تشريعيا فقال "أأسجد لمن خلقت طينا " وقال " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين .." .. أي أنه أبى وأستكبر ، أي عصى وجعل العصيان طاعة فحقت عليه اللعنة وطرده الله تعالى من الملأ الأعلى .

وجاء الاختبار الثاني لآدم وزوجته في الجنة .. أباح الله لهما الأكل من شجر الجنة إلا شجرة واحدة ، وأغوى إبليس آدم وزوجته فأكلا من الشجرة وعصيا الله تعالى ، ولكنهما بادرا بالتوبة والندم.. فغفر الله لهما.. وإذن فقصة أبوينا آدم وحواء تعطينا ثلاثة مواقف: إما أن نطيع الأمر والنهي مباشرة كما فعلت الملائكة، وتلك مرتبة السابقين المقربين، وإما نبادر بالتوبة إذا أخطأنا وتلك مرتبة أصحاب اليمين.. وهما في الجنة..وتبقى المرتبة السفلى، وهى العصيان.. وذلك ما نفعله غالباً..ولكن أفظع العصيان هو ما وقع فيه إبليس وهو تبرير المعصية وتسويفها وتشريعها.. وذلك ما يقع فيه المتدينون ـ مع الأسف.. والفارق شديد بين "لص" يعرف انه لص يقع في معصية و"لص" آخر يستحل أموال الآخرين عن طريق حديث ضال يبرأ منه رسول الله عليه السلام.. اللص العادي أقرب للتوبة لأنه يعرف أنه مخطأ.. أما الآخر فقد أقنع نفسه عن طريق حديث شيطاني أنه بتلك السرقة قد أصبح مجاهداً في سبيل الله.. فهل ننتظر منه توبة؟

ومن الممكن أن يقاس على ذلك أشياء كثيرة .. غير السرقة..مثلاً.. قتل النفس.. القرآن يؤكد على حرمة القتل إلا بالحق , والحق هو في القصاص فقط, بل إن الدية استثناء يمكن به أن ينجو القاتل من القتل قصاصاً إذا دفع الدية, ومع ذلك فقد خدع الشيطان المسلمين وجعلهم يخترعون أسبابا أخرى لقتل الأنفس البريئة مثل الردة ورجم الزاني المحصن وقتل تارك الصلاة, وحق الإمام الحاكم في قتل من يشاء, والتصريح بقتل صاحب البدعة, وكلها مصطلحات مطاطة قتل المسلمون بها أنفسهم منذ أكثر من ألف عام ولا يزالون ..وهم مع ذلك يعتبرون ما يفعلونه جهاداً وطاعة وتطبيقاً لشرع الله وحباً في سنة رسول الله.. وهم لا يعلمون أنهم وقعوا في خديعة شيطانية كبرى..

ويوم القيامة بعد أن يتم نجاح الشيطان سيقول للمخدوعين "إن الله وعدكم وعد الحق, ووعدتكم فأخلفتكم, وما كان لي عليكم من سلطان, إلا أني دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلموني ولوموا أنفسكم:إبراهيم 22" , ويوم القيامة سيقول الرسول متبرئا من قومه"وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" ، ويقول رب العزة يعلق على ذلك الموقف "وكذلك جعلنا لكل نبياً عدواً من المجرمين, وكفى بربك هادياً ونصيرا: الفرقان30، 31 .
وفي سورة الأنعام يقول تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً : الأنعام 112 .
وما أضاعنا إلا كلام البشر المزخرف ، وأكثرنا تديناً يهلل عند الاستماع إليه مثل الذين قال عنهم رب العزة" سماعون للكذب أكالون للسحت.." المائدة42 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - باعمالنا الشرية نعتقد بتقديم خدمة للخالق
علي سهيل ( 2010 / 8 / 28 - 06:05 )
آكان الشيطان مع آدم في الفردوس؟؟، هل هو الذي أغوى حواء الاكل من الشجرة التي حرمها الله؟؟ فكيف سمح له الدخول إلى الجنة وهو موعود بالنار، -فحقت عليه اللعنة وطرده الله تعالى من الملأ الأعلى- وما الحكمة من ذلك؟؟ الانسان منذ الخليقة ككائن اجتماعي حاول خلق وتطوير قوانين لتتناسب مع حياته المتغيرة وحاول الانسان منذ حمورابي والفراعنة والكنعانيون والكلدانيون والاشوريون اصدار قوانين تحاول الحفاظ على النسيج الاجتماعي من حيث التعاضد والرحمة والتسامح، فنجد في يومنا هذا قوانين الضمان الاجتماعي والتقاعد ودعم الشيخوخة، وتجريم اضطهاد الضعيف واكل الاموال بالحرام. أغلبية البشرية لا تؤمن بهذه القصص ولا بالخالق الذي نؤمن نحن به والسبب بسيط لقد زرعوا الفضائل وابتعدوا عن الرزائل وقد وجدوا صيغة للعيش المشترك نحو الافضل وما يتناسب مع مجتمعاتهم بحيث لا يقتل الانسان ولا يكون انسان وصي على اخيه الانسان إلا بموجب قوانين ومحام وقاضي ولا توجد عقوبة بدون قانون، لا توجد عقوبة الكفر وحد الردة، وحرية الايمان والمعتقدات والعبادة مكفولة لكل البشر، فالانسان خلقه الاهنا على احسن تقويم وعلى صورته ومثاله، لكي نكون الافضل.


2 - اليس ابليس مصفد
فواز محمد ( 2010 / 8 / 28 - 11:39 )
عزيزي الكاتب انت تدعي ان كل الافعال السيئة من وجهة نظرك والمعاصي تتم بغواية ابليس لبني البشر هل لك ان تفسر لنا لماذا تستمر هذه المعاصي في رمضان رغم تصفيد الشياطين وكيف ان ابليس دخل للجنة كي يغوي حواء والتي بدورها تغوي ادام نلاحظ انها من الالف الى الياء قصة من قصص الف ليلة وليلة


3 - إبليس ينجح دائما معنا
سامر السامر ( 2010 / 8 / 28 - 15:23 )
هل يوجد ابليس واحد او عددة ابالسه


4 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 8 / 28 - 17:00 )
هل إبليس هو السبب في كل مايعترض الإنسان من أهواء وإغراءات وشهوات وووووو ؟؟؟؟؟
كيف يمكننا استساغة هكذا قول في الوقت الذي تعلم فيه أن الإنسان لا يمكنه البثة أن يستغني أو يمتنع عن تلبية غرائز طبيعية لصيقة بكينونته .......
فإذا كان إبليس هو هو السبب فلماذا توجد الغرائز ؟؟؟؟؟؟؟ سؤال يحتاج إلى إجابة


5 - الشيطان هو فعلا سبب تخلفنا!
عبد المنطق ( 2010 / 8 / 28 - 23:43 )
إبليس رمز يستطيع من خلاله الإنسان أن يعلق عليه كل أخطائه. إنه وسيلة سهلة تخول له الهروب من المسؤولية و تأنيب الضمير. إنه فعلا سبب تخلف المسلمين و الوسيلة الوحيدة للتخلص منه هي تحمل مسؤولية أخطائنا كاملة. فإذا تمكنا من ذلك تحررنا من الوساوس من جهة و من العبودية لإلاه سادي من جهة أخرى. فلنأخذ مستقبلنا بين أيدينا و لتسقط الآلهة بشياطينها..

بعض التساؤلات التي تفرض نفسها كلما تعلق الأمر بمسألة الشيطان والتي تبين مدى تناقضها مع نفسها:

إذا كان الله خلق الشيطان و هو يعلم بأنه سيخرج عن الطريق المقدر له فلماذا خلقه؟ وإذا كان سبب خلقه هو امتحان الناس بالوسوسة لهم و محاولة إضلالهم و جعلهم أشرار فلماذا يمتحنهم و هو يعرف مسبقا النتيجة؟ وأين هو العدل إذا كان يتدخل لهداية من يريد؟ ألا يعتبر ذلك خداعا ومساعدة على الغش للنجاح في الامتحان؟
وما ذنب الشيطان في هذه الحالة أليس خلق للمساعدة في امتحان بني آدم؟ لماذا يحاسب إذا كان قد نجح في المهمة التي خلق من أجلها؟

تحياتي


6 - اذا عرف السبب
سمير فريد ( 2010 / 8 / 29 - 03:16 )
لرستاذ رضا عبد الرحمان علي هناك قصة قديمة ملخصها كان هناك شخص يطوف بالكعبة وكان يسير بصعوبة وقد فقد احدى يديه لكنه كان يرمي الاحجار بكل همة ويصلي بحرقة فاخذ الشيطان يراقبه وعند الانتهاء من تلك الشعائر وعندم هم هذا المؤمن بالرجوع اقترب منه الشيطان وقال له هل تعرفني قال الرجل كلا قال له الشيطان هل من الانصاف تؤذي شخص لاتعرفه قال الرجل كلا لايجوز قال الشيطان ماذا جرىلساقك قال الرجل انها مشيئة الله لفقداني ساقي قال الشيطان وماذا حل بيدك قال الرجل انها مشيئة الله قال الشيطان ايه الرجل الطيب لماذا تضربني بالحجارة وانا لم اسبب لك اية مشكلة واني احملك رسالة ان تخبر الناس انني لا احمل لهم اية ضغينة وارجوا ان يبحثوا بصورة جادة وعقلانية عن سبب مشاكلهم

اخر الافلام

.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة


.. 145-An-Nisa




.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى