الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد أحمد عيد

حامد كعيد الجبوري

2010 / 8 / 30
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عام 2007 م وجهت لي دعوة رسمية لمناسبة 6 كانون عيد الجيش العراقي من أمر اللواء العميد الركن عبد الأمير ولا أعرف أسم والده بمحافظة بابل ، اعتذرت حينها من تلبية الدعوة فأتصل الرجل بي مباشرة ليرجوني على المشاركة باحتفالهم ، قلت له أنني لا أود المشاركة لأن القادم الجديد الأمريكي والعراقي يسمي الجيش العراقي بالجيش المنحل ، وأن حضرت لهذه الاحتفالية فسأقول قولتي الحق أمامهم ولا أخشى سلطة أحد ، أجابني الرجل لأني أعرف جرأتك بالطرح لذا أدعوك للمشاركة وهذا أولا ، وثانيا أنك ضابط وبرتبة عقيد ومحال على التقاعد فقل ما تشاء ، وبخاصة أن علمت أن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي سيحضر لهذا الاحتفال ،لذا قررت المشاركة فيه ، وحقيقة الأمر أني أعتقد أن الجيش العراقي أسس لغايتين أساسيتان غير حماية الدولة العراقية ، الغاية الأولى قمع حركة كردية أن حدثت ، وثانيا انتفاضة شيعية أن حدثت أيضا ، ولا يعني هذا أن الجيش العراقي لم يحقق شئ لوطنه ومواطنوه فهذا الطرح يجانب الحقيقة تماما ، وأمامنا ثورة تموز الخالدة ، ناهيك عن اشتراك وإشراك الجيش العراقي بمهام وطنية أخرى كحرب 1948 م و 1967 م و 1973 م – سواء كانت هذه الحروب مجيرة اوغير مجيرة لصالح فلان أو فلان - والتي شاركت بها مع زملائي ضباط الجيش العراقي ، وذكرياتي بهذه الحرب – التحريك – طويلة جدا سأحاول كتابتها لا حقا ، تحركت وحدتنا من معسكر المحاويل الى الجبهة الشرقية للحرب – سوريا- ، ليلة الحركة أعلنت قيادة الجيش دعوة مواليد 1946 للالتحاق لتجانيدهم ، وحين وصولنا قضاء الفلوجة لنعبر جسرها متجهون صوب الرمادي وجدت أحد أفراد فصيلي الجندي (أحمد عيد ) منتظرا لنا برأس الجسر ، عرفني وعرفته واستوقفني قائلاً ، سيدي أريد أن ألتحق معكم لوحدتي ، قلت له هل معك كتاب من التجنيد بذلك ، قال لي أمس صدرت الأوامر ولم أذهب للتجنيد ،قلت له هذا غير جائز عسكريا ومن سيتحمل مسؤولية أي شئ يحدث لك ، قال لي هذا لا يكون وسآتي معكم قبلت أم رفضت ، اتصلت بآمري المقدم المصلاوي الشجاع سالم الحاج عيسى ، وقولي شجاع لأنه هكذا فعلا ، إذ سيق لمحكمة عسكرية لانتمائه المزعوم للحزب الشيوعي العراقي ولم يكن الرجل شيوعيا ، بل أصر على أنه وطني مخلص ، فحكم عليه بسنتين حبس ، وهذا طبعا ليس بدولة البعث المقبور ، وكان الرجل صديقا وآمرا لي لتلاقي أفكارنا رغم فارق الرتبة حيث كنت حينها برتبة ملازم ، توقعت منه وهو العسكري المحترف أن لا يوافق على التحاق الجندي أحمد عيد ، ولكنه قال لي دعه يصعد مع فصيله وأخبر لاسلكيا الضابط الإداري النقيب عبد زيد سيد حسين بذلك ، وهكذا ألتحق معنا البطل الشهيد أحمد عيد ، وثقوا أنني لا أعرف لهذه اللحظة أي شئ عن أحمد عيد ، عشيرته ، متزوج أم غير متزوج ، وهل هو أبن الفلوجة أم الأنبار ، وأهم من ذلك كله لا أعرف هويته الطائفية لأننا لا نبحث عن هذه المعتقدات الجديدة القاتلة للشعب العراقي ، وصلت وحدتنا دمشق فرأينا الطائرات الإسرائيلية – فانتوم - تقصف المواقع السورية ، ورأينا صواريخ السام السوفيتيه- سابقا - تتعقبها لتسقطها ، فينطلق المواطنون لجلب طياريها أسارى ، وحادثة أجد ضرورة لذكرها حيث انقلبت سيارة المارسيدس –لوري – وهو محمل بالعتاد – القنابل – بالشارع العام ، والذي وقف على جانبيه المواطنون السوريون ليرحبوا بالجيش العراقي وهم يحملون الطعام لجنودنا ، وحين إنقلاب السيارة صوتت أحدى النساء السوريات بأن ولدها الصبي تحت قنابل السيارة المقلوبة ، هرع الناس وما هي إلا لحظة واحدة لأجد السيارة قد وقفت على إطاراتها الأربعة بقوة عضلات الشباب المتجمهرون حولنا ، حيث أنها كانت متكئة على صناديق العتاد ، وكنت أظن أن الصبي قد مات تحت صناديق العتاد إلا أن زغاريد النسوة علت لأن الصبي كان بكهف من هذه الصناديق حتى أنه لم يخدش جسمه بشئ ، فانطلقنا لأرض المعركة وخصص لنا جزء من مرتفعات الجولان وبالتحديد تل عنتر الذي سقط عليه الدم العراقي ، وأول شهيد سقط الزميل وأبن مدينتي الملازم عصام العذاري ، وملازم حمودي وملازم مشتاق وآخرون ، دعيت لواجب الرصد على قمة تل عنتر مع آمري المقدم سالم الحاج عيسى وحين نهاية الواجب بتحرير تل عنتر عدت لمقري لأجد شخصا موسدا الأرض مغطى ببطانية عسكرية ، ولأنه طويل نوع ما فأن قدماه الحافيتان خرجتا من أطراف البطانية ، قلت هل هو أحمد عيد ؟، نعم أنه أحمد عيد ، لم أبكي عليه ، ذهبت لجثته ، أزحت عنها البطانيه فوجدت الشظية الحاقدة الإسرائيلية قد مزقت صدره واستقرت بين ضلوعه ، أنحنيت بل جلست قريبا لوحهه وقبلته بين ناظريه وقلت له وداعا أيها البطل.
ملاحظة : لم نحاسب عسكريا على التحاقه معنا واستطعنا إنجاز معاملة استشهاده لتحصل عائلته على حقوقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين