الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتتوالى سقطات اليوم السابع : أنت فين يا محمد !!

صلاح الجوهري

2010 / 9 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة:
====
شاهد حلقة من حلقات (سؤال جرئ) غاية في الجراءة وغاية في العمق الإعلامي المتخصص على قناة الحياة المسيحية يقودها (الأخ رشيد) وهو إنسان مغربي أعتنق الإسلام وأصبح يبشر بالمسيحية وينتقد الإسلام من خلال القرآن والسنة الصحيحة.

هذه الحلقة كانت ترد على إدعاءات جريدة اليوم السابع حيث روجت لفيلم وثائقي أتضح فيما بعد أنه فيلم مدلس مفبرك مسروق من عدة أفلام أخرى يحرف في نصوص سفر نشيد الأناشيد ليثبت أن أسم نبي الإسلام محمد موجود فيه. ولم تكتفي اليوم السابع ممثلة في رئيس تحريرها (هاني صلاح الدين) في تبني الفيلم فقط، بل كان هو شخصيا ضيفا في عده محطات فضائية بسبب هذا الموضوع، وتورط الأستاذ هاني في هذا الموضوع بسبب تسرعه وشوق قلبه ليكون لنبيه مكان وسط الكتاب المقدس.

لا يعنيني مناقشة ما جاء بالحلقة بقدر ردة فعل جريدة اليوم السابع وبالأخص رئيس تحريرها الأستاذ (هاني صلاح الدين) صاحب هذه السقطة. فرد الفعل تعكس حال الإعلام العربي والمصري على وجه الخصوص كما يعكس دور الإعلام المسيحي ودورة في الرد على إدعاءات المسلمين ونشر أخبار وموضوعات لا ينتقيها الإعلام العربي والإسلامي منه. فهو جزء هام جدا من كشف الحقائق. لذا وجب التركيز عليه

الإعلام العربي في مواجهة الإعلام الغربي والمسيحي:
===================================
لاشك أن أن الإعلام العربي قد أخذ مكانته المرموقة التي تليق بمليار عربي ومسلم في العالم بظهور عملاقين إعلاميين هما قناتي الجزيرة وقناة العربية وسحب الإعلام العربي البساط من الإعلام الغربي العالمي فيما يخص أخبار المنطقة عل الأقل، وبثها بطريقة احترافية مشوقة. وكان سباقا لموضوعات حصرية بدأ الإعلام الغربي ينقل منه. وبرز دور هذا الإعلام في تغطية حرب الخليج والحرب على العراق وكذلك حرب لبنان منذ عدة سنوات.

هذه الطفرة الإعلامية العربية بدأت قوية جدا غير انتقائية تطرق كافة المواضيع دون خوف أو حرج.

ولكن تراجع هذا الدور مرة أخرى لصالح المصلحة العربية وخاصة (المصلحة الإسلامية) فأخذ هذا المولود الإعلامي الجبار أخذ في التصاغر ينتقي ما يهوى ويفرض رؤية شخصية على مجريات الأمور لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية وهيبتها وسطوتها. ويحاول أن يعيد هذا الإعلام القوة والنصر التي طالما أفتقدهما الشارع العربي الإسلامي ليثبت للجميع أن انتصارات العرب متوالية حتى ولو كانت انتصارات على الشاشة فقط، وأن الإسلام أحسن ما في الوجود أن انتقاد عقائد الآخرين حق يملكه المسلم فقط.

لذا برز دور القنوات المسيحية في حقها للرد على الشبهات التي تثار حول المسيحية وإبراز حركة الانتقال الثابتة من الإسلام للمسيحية. كما أن القنوات المسيحية بدأت في نشر ثقافة تحض على المحبة والتسامح في مقابل قنوات إسلامية عديدة تبث سموم الكراهية والتحريض وترفع شعار الإسلام. دور هذه القنوات كانت لوضع حد لهذه الأكاذيب ولوضع الحقيقة في مسارها الصحيح وتوضيح الحقائق على الأقل من وجهة نظر أخرى. ورد الأكاذيب التي تثار دائما في الصحافة المصرية.

أنها قنوات صغيرة في عددها لكن مؤثرة جدا في فعلها، يكفي أن قناة الحياة على سبيل المثال تواجهه إعلاما مدججا يحتضنه العالم العربي كله. بل قل أنه برنامجا واحدا يواجه العديد من القنوات الإسلامية والإعلام المنحاز للإسلام التي يتكتم على فضائحه.

الإعلام المصري:
===========
ولكن الإعلام المصري بالأخص قد أخذ منحى مختلفا منذ حداثته هو (الانتقائية) فمصر تعاني من ضعف شديد في السيطرة على الشارع المصري لذا الهاجس الأمني يحكم المنشور منه فلا عجب أن نسمع عن حبس صحفيين أو مصادرة صحف وكتب ووصل الأمر إلى اختفاء صحفيين مثل (رضا هلال) و(عبد الحليم قنديل) لانتقادهم النظام المصري. فالمادة المنشورة في كثير من الأحيان تخضع للرقابة الأمنية.

ومن الموضوعات التي دائما ما تخضع للرقابة الأمنية موضوعات مثل أسلمه واختطاف البنات القبطيات وقضايا التحول عن الإسلام وكذلك معارضة النظام وبالأخص معارضة الرئيس وانتقاده. هذه أمور على قائمة الموضوعات الممنوعة. يأتي في المرتبة الثانية موضوعات انتقاد الإسلام أو أحد رموزه. ولعلنا شاهدنا كم يعاني كتاب شرفاء مثل الأستاذ سيد القمني و الأستاذ عبد المعطي حجازي كيف يتعرضون لمضايقات إسلامية ويواجهون قضايا حسبة فقط لانتقادهم شيوخا وانتقادهم نصوصا إسلامية قد أكل عليها الزمان وشرب.

أيضا تميز الإعلام المصري بانتشار صحف المعارضة والصحف الصفراء التي تقوم على الإثارة فقط بتلميحات غير حقيقية، فأتذكر مثلا صحيفة مثل صحيفة النبأ تنشر صورة كبيرة للفنانة ليلى علوي في صدر صفحتها مع مانشيت عريض (فنانة عربية تخضع لعملية جراحية في منطقة حساسة) ولكن ما أن تدخل في الموضوع في الصفحات الداخلية تجد أن الخبر لا علاقة له بالفنانة ليلى علوي والمنطقة الحساسة هي عيون فنانة عربية أخرى وهي غير معروفة.

أيضا يتميز الإعلام المصري بالانتقائية المنحازة دائما للإسلام والهجوم على العقائد المسيحية ومعاداة الصهيونية هو شعار عام لهذا الإعلام المنحاز فأخبار مثل تفوق إسرائيل في مجالات علمية معينة يتم التكتيم عليها فيظهر للقارئ دائما أن العالم ساكن من حوله لا يتحرك وأن الجميع في سبات عميق مثله تماما. هذا يشجع على مزيد من التراخي والتغييب العقلي الذي نعاني منه منذ قرون.

الإعلام المصري يتخيل أنه الوحيد على الساحة العالمية، فكل ما يقوله سوف يصدقه الجميع ونسى أو تناسى دور الإنترنت والقنوات الفضائية التي تبث وتنشر كل خبر دون كذب أو تعتيم. نسى أننا في عصر المعلومات، ولا شيء يخفى على هذا الكوكب.

وأخطر ما يعيب الإعلام المصري اليوم هو ((عدم مصداقيته)) فكثير من الموضوعات مفبركة غير صحيحة تشوبها الكثير من التشويه وعدم الدقة. وأحيانا يروج لمواضيع غير صحيحة ويتفانى للدافع عن تلك الموضوعات. وهذا نابع من عدة أسباب أهمها غياب التأهيل العلمي للصحفي الذي لا يدقق في مصادره بأسلوب علمي كما سنرى لاحقا، فالصحفي المصري اليوم يسعى إلى الخبر وأحيانا يصنعه من أجل صحيفته بسبب المنافسة الشديدة على سوق مبيعات الصحف دون الاهتمام بالخبر كمادة علمية صحيحة، المهم بالنسبة لهم حجم المبيعات وقدر ما يحصلون عليه من إعلانات. وهو في الحقيقة واقع مؤسف يضع الصحافة والإعلام المصري ضمن السوق الاستهلاكية
كان يحتفظ والدي بقصاصات من الصحف يكتب عليها تاريخ النشر وأسم الصحيفة ويحتفظ بها في ملف خاص اعتزازا وحبا في المادة المنشورة الموثقة والصحيحة والتي لا تتغير بمرور الزمن. تلك القصاصات وقتها وإلى الآن تعتبر بالنسبة لي مراجعا هاما لأنها ما تزال تحتفظ بمصداقيتها طوال هذه السنوات. أما اليوم فإن الخبر القادم إليك غالبا ما يكون كاذبا إلا إذا تفقتد باقي الجرائد وهو عمل غير كافي ولكن إن أردت التأكد مئة بالمئة فعليك بالإنترنت، ساعتها ستنتقي الخبر الذي تبحث عنه بعيدا عن صحافتنا المصرية.

سقطات جريدة اليوم السابع:
=================
أم فيما يخص اليوم السابع فهي الظاهرة التي أتكلم عنها، فهي صحيفة مستقلة ولدت عملاقة ولكن بسبب عدم تثقيف روادها من الصحفيين وبسبب المنافسة الشديدة على المادة ((الحصرية)) اليوم السابع الآن تتهاوي. وإليك عزيز القارئ سقطات اليوم السابع والشهيرة منها (يكفي أن تكتب على الجوجل "سقطات اليوم السابع" أو "فضائح اليوم السابع" سترى العجب)

1- نشر خبر للتحريض ضد أقباط المهجر بزعم أنهم يدعون خيرت فيلدز للوقوف وقفة احتجاجية ضد بناء مسجد نيويورك – وهو ما ثبت عدم صحة هذا الخبر جملة وتفصيلا، فلا أقباط المهجر عارضوا المسجد ولا دعوا خيرت فيلدز.
2- نشر مقال تخيلي للأستاذ ممدوح حسين منشور في المرصد تنقله جريدة اليوم السابع بالحرف وتفبرك منه خبر فيما يعد سرقة ضد حقوق المؤلف وعدم رصد حقيقي للتأكد من الخبر المنشور – كان الخبر عن مؤتمر تخيلي بين الأقباط والمسلمين وهذا بالطبع لم يحدث فنشرت الصحيفة الخير وتوصيات المؤتمر التخيلي كأنه حقيقي.
3- التورط في نشر صورة مزورة لكاميليا شحاتة زوجة القس تداوس تلبس النقاب، وهو صورة مفبركة بالكمبيوتر ولكن عدم التحقيق في مصدر الصورة جعل الصحيفة تتورط وتنشرها دون التأكد.
4- فضيحة نشر والترويج لمدعى النبوة في الفيوم بأن المهدي المنتظر – ثم رجعت الصحيفة وكذبت الخبر وظهرت كم يغطي خبرا عاديا.
5- التورط في نشر فضائح اللاعبين دون تأكد بالأخص (اللاعب ميدو لاعب النادي الأهلي) مما أضطر الأخير لرفع دعوي سب وقذف وتشهير ضد الصحيفة – هذا الخبر صنف الصحيفة ضمن الصحف الصفراء الساعية إلى الفضائح.
6- نشر خبر عن حبل السيدة خديجة زوجة جمال مبارك أثناء علاج الرئيس مبارك في ألمانيا. وهذا كان خبرا غير صحيح اضطرت بعده الجريدة للاعتذار وسحب الخبر من موقعها الإلكتروني
7- التورط في نشر فيلم يدعي وجود النبي محمد في التوراة وهذه أخر فضائح الجريدة، بل أكبرها على الإطلاق.
8- إدعاء الأستاذ (هاني صلاح الدين) دون تمحيص بأن زكريا بطرس صاحب قناة الحياة المسيحية وهو أمر غير صحيح بالمرة فقد ترك القمص زكريا قناة الحياة من فترة طويلة.
9- نجاح أحد المتأسلمين في اختراق موقع الصحيفة الإلكتروني ونشر تحريض ضد الكنيسة والمسيحيين بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه ""مثير للشفقة"". هذا على خلفية تراجع الصحيفة أمام قرائها لنشر رواية (محاكمة النبي محمد) للكاتب أنيس الدغيدي

نلاحظ سياسة هذه الجريدة والقائمين عليها أن عملية النشر تسبق عملية التفكير، وأن سبق الخبر أهم من التأكد منه، لذا تراجعات الصحيفة والاعتذارات كثيرة جدا وآخرها تراجعها لنشر تهنئة عيد ميلاد الأستاذ سيد القمني والاعتذار والتراجع عن نشر رواية يظنون أنها تسيء إلى رسول الإسلام محمد.

الفيلم المزور:
=========
طبعا لا أحد ينكر السقطات الإعلامية لكثير من الصحف، ولكن هناك من يتدارك تلك الأخطاء إما بالاعتذار أو بتقديم الاستقالة أو نشر تكذيب أو تصحيح وإستدراك ... إلخ. فإن الاعتراف بالخطأ فضيلة محمودة، إلا أن الإصرار على الخطأ في ظل وجود إعلام مفتوح هو الغباء بعينه.

وهذا ما ظهر به الأستاذ (هاني صلاح الدين) في سقطته الإعلامية الكبرى للترويج لفيلم مزور كان هو أول المخدوعين به نظرا لقلة ثقافته وعدم قدرته على التمييز بين الأفلام الجادة وأفلام الهواة وهي النقطة التي تكلمت عنها من قبل هو تثقيف الصحفي المصري ليواجه الإعلام المفتوح لينتقي منه الخبر الصحيح من الخبر المزيف. لأن صناعة الخبر الآن في ظل العالم المفتوح يجعل عملية تثقيف الصحفي عملية شاقة.

الفيلم يروج لأسطورة طالما يحلم بحدوثها المسلمين، إلا وهي وجود ذكر النبي محمد في التوراة. ويشرح كيف أنه موجود بالتوراة وبالأخص في سفر نشيد الأناشيد والذي ظهر علينا الأستاذ صلاح بخبرته (الصفر) في اللغات السامية وتاريخ العهد القديم وقال أن ذكر محمد ظهر في سفر (شريهان شرين) متأثرا بشهر رمضان وفوازيره التي كانت بطلتها الفنانة شريهان، فظهر نطقه غير سليم وكذلك معرفة بالعهد القديم أيضا غير سليمة لأن سفر نشيد الأناشيد (شيرها شرين) ليس من التوراة التي كتبها موسى النبي (تكوين خروج لاويين عدد تثنية) فظهر جهله التام بهذه الجزئية.

الفيلم والرد علية من خلال الأخ رشيد سيكتشف كم التزوير والتحريف الذي قام بها من أعدوا الفيلم وكذلك الأستاذ (هاني صلاح الدين) شخصيا في تحريفه كلمة ("كل" مشتهيات) إلى ("هو" محمد)

لن أتطرق للفيلم لأن تم الرد عليه ردا مقنعا علميا وأكاديميا يستند إلى دلائل وحجج منطقية كما يقدم تجربة لمن يريد أن يتأكد بنفسه على صحة ما يدعيه الفيلم في خطوة تفاعلية جيدة جدا من إعلام متمكن واثق من نفسه. كانت هذه حلقة جرئية جدا أرجو من الجميع مشاهدتها لأنها بحق درس في الإعلام القوي، الصادق المبني على الحقائق والذي يحترم عقل المشاهد، لذا لا عجب أن له معجبين كثر والعديد من المسلمين قد تحولوا إلى المسيحية بفضل هذا البرنامج.

الفيلم مزورا بما لا يدع مجالا للشك. ولكن أثارني ردة فعل الأستاذ (هاني صلاح الدين) الذي لم يستقيل ولم يقدم تكذيبا ولم يتدارك خطئه، بل زاد على خطئه خطأ آخر في التمادي بأرعنة في هذا الخطأ متهما قناة الحياة ورشيدها بأنه تطاول عليه وأهانه وأهان اليوم السابع وهي كلها افتراءات لا صحة لها. ولكن الصدمة المدوية التي واجهة بها الأخ رشيد جعل الأستاذ هاني صلاح الدين يفقد اتزانه العقلي وبدأ يلوح يمينا ويسارا كأنه هو المظلوم وهو المجني عليه. والصدمة كانت جهلة وتلفيقة.

هذا يذكرني بموقف سائقي السيارات في مصر عندما يدخلون شارع عكسا للاتجاه فإنهم لا يتراجعون أمام من يسيرون في الاتجاه الصحيح بل يلوحون ويبوقون ويضربون بمصابيح سياراتهم كثيرا حتى يكون لسيرهم في الاتجاه المخالف وجودا شرعيا قانونيا ... بالصوت العالي وبالبلطجة الصحفية يتعامل الأستاذ هاني صلاح الدين بهذا المبدأ.
لأنه لو كنا في بلد يحترم القارئ وينبذ أنصاف المتعلمين من مواقع الريادة، لكان الأستاذ هاني صلاح الدين بعد هذه الفضيحة ملازما لبيته لا يغادره إلى أن يقدم اعتذارا ليس للمشاهد المسيحي بل من أجل المشاهد المسلم المتلهف على وجود اسم نبيه في الكتاب المقدس. في أي بلد محترم يحترم مشاهديه كان لابد أن يغادر مكانه لأصحاب الكوادر أو أن يقدم استقالة فورا بسبب خطأ مثل هذا. لذا أطالبة إما بالاعتذار للمسلمين وإما أن يستقيل.

لأن الموضوع لا يقف عند حد نشر خبر ملفق ومزور بل تعدى هذا أن جميع الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية نقلت من اليوم السابع كأنه خبر صحيح وأن الأستاذ هاني صلاح الدين هو من قام بالتحري عن هذا الفيلم والتعامل معه "بإحتراف" كما قال هو ولكن لم يخبرنا أي إحتراف ؟؟ لابد أنه إحتراف الكذب. متناسيا دور الإعلام المسيحي الذي يرد على هذه الإفتراءات.

أنت فين يا محمد؟:
============
قد لا أفوت الفرصة هذه المرة للحديث عن العقدة المركبة التي يعاني منها المسلمين والشيزوفرنيا العقلية التي تتملكهم في البحث عن محمد في الكتاب المقدس.

لماذا هي عقدة مركبة؟؟ لأن المسلم يتمنى أن يعترف الكتاب المقدس بنبوة محمد وبالتالي بصحة الدين ليعيش المسلم باقي حياته مطمئنا إلى دينه الذي يشك فيه لذا يحتاج لدليل خارجي لكي يطمئن قلبه. ولكن في نفس الوقت يرى في الكتاب المقدس سفرا مزورا ومحرفا، فهو يتمنى أن يجد محمد في هذا الكتاب المحرف ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لا أعلم.
وبالأخص يتمنى أن يجده في سفر نشيد الأناشيد ذلك السفر الذي رماه المسلمين ومازالوا يرمونه بسفر الخلاعة !!!

ألا ترون معي حجم المأساة ؟؟؟ فالمسلمين مثيرين للشفقة لدرجة أنهم يتمنون أن يجدوا محمد في أي مكان هنا أو هناك حتى ولو في سفر يعتبرونه "خليعا" بين دفتي الكتاب المقدس الذي يعتبرونه "محرف" !!! ... أغبياء أم طيبون؟؟ صدقوني في الحقيقة أشفق عليهم من عقولهم ومدى التلاعب بها من قبلهم أيضا (منهم وفيهم يتم التلاعب)

لكن مازال البحث عن محمد في الكتاب المقدس مستمرا

فإن لم يكن البارقليط يمكن أن يكون مخمديم أو مخمديم وإن لم نجد محمد يمكن نبحث بأسم آخر مصطفى مثلا أو أحمد ... يمكن نعين منادي في الأسواق يركب حمارا ويمسك جرسا وينادي (أنت فين يامرزوق؟؟). وإن لم نجد أسماء مطلقا نبحث بالأماكن مثل "بكة" أو غيرها.

هنا لابد من ذكر موضوع هام، هو عملية تسمية الصبية في الجاهلية فكان الأهل يتمنون أن يكون أبنهم ذو شأن عظيم أو أن يكون نبي هذه الأمة فكانوا يسألون الأحبار عن أسماء أنبيائهم ليتشفعوا بهم ويسموا أولادهم باسمه، مثل الحادث اليوم في قرى مصر الفقيرة في العلم فإنهم يسمون أولادهم (مهدي) لعل وعسي أن يكون المهدي المنتظر فأي أسم سيكون ساعتها مذكورا في القرآن والسنة المحمدية. وطبيعي جدا أنك لو أخذت كلمة معينة وحذفت منها حروف معينة لصارت كلمة على هواك وعلى مزاجك.

لو استراح المسلمين وأراحوا غيرهم فإن محمد لم يذكر في الكتاب المقدس بتاتا، لأنه لو ذكر لكن الله في القرآن قال لنا أين ذكر وما السفر الذي ذكر فيه وبأي إصحاح ... إلخ كما فعل رسل المسيح ومن بعده الكنيسة في ضم العهد القديم للعهد الجديد. ولكن.

إن كان محمد كان قد ذكر في التوراة والإنجيل كما ذكرت سورة الأعراف. فيجب البحث عنه في أسفار موسى الخمسة ((و))أحد الأناجيل الأربعة لأنه ذكر فقط في (الإنجيل) بصيغة المفرد لذا يجب على المسلمين أن يتبنوا إنجيلا واحدا من الأناجيل الأربعة ويبحثوا عنه، هذا يعني أن مجال بحث المسلمين دائما سيكون (ستة أسفار فقط، وهم أسفار موسى الخمسة وإحدى الأناجيل). أما البحث يمينا وشمالا في الكتاب المقدس فهو غير شرعي ويخالف نص الآية القرآنية التي تقول (الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة الإنجيل) (الأعراف 157)

إن كان محمد كان مكتوبا في التوراة ((و)) الإنجيل يجب ان يكون موجودا في كلاهما، ويجب أن يكون موجودا بصفته النبي الأمي ويجب أن يكون ((مكتوبا)) لا بالمعنى ولا بالتلميح بل لفظا.

لقد ضيع المسلمين الأوائل جامعي القرآن، فرصة ذهبية لضم الأسفار التي ذكرت محمد. فأيهما نلوم؟ اليهود والمسيحيين على تحريفهم التوراة والإنجيل أم نلوم على جامعي القرآن؟؟

وحتى يحين العثور عليه بين دفتي الكتاب ننادي مع غيرنا من المسلمين ((أنت فين يا محمد!!!)

الفيلم المزعوم "المزور" الذي روجت له جريدة اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=262856
رد قناة الحياة (العلمي)
http://www.islameyat.com/post_details.php?id=3280&cat=24&scat=40&
رد الأستاذ هاني صلاح الدين على قناة الحياة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=270784








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
basem adeeb ( 2010 / 9 / 1 - 17:38 )
شكرا سيدي علي مقالكم الجميل


2 - مقال أكاديمي
منتظر بن المبارك ( 2010 / 9 / 1 - 18:07 )
هذا مقال أكاديمي من كاتب متخصص يعرف ماذا يكتب. وأتمنى أن يكون هذا المقال أطروحة بحث لطلبة كليات الإعلام. ما يحزنني أن هذا هو أول مقال أقرأه للكاتب الكبير. أعترف أنني قرأته بسبب ضمور وقلة المادة التي تستحق القراءة. ولكن ما يسعدني أنني قاريء لك ولكل ما كتبت.
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم


3 - يوسف
حمورابي سعيد ( 2010 / 9 / 1 - 18:59 )
اخي صلاح...اذا كان هذا ال هاني لم يفلح في ادعائه فلا تستغرب ان يظهر احد المتنطعين بادعاء ان يوسف المذكور في القران والتوراة كان اسمه محمد ولكن تم تحريفه الى يوسف .تحياتي


4 - من يستطيع النفاذ الى الحقيقة
عماد صبحي سليم ( 2010 / 9 / 1 - 20:41 )

الاعلام الاهلي في مصر يسعى الى الترويج لمطبوعاته باي شكل من الاشكال وزيادة رقعة التوزيع وارقامه
ولذلك يحاول ان يصنع من اي حكاية قضية كبرى بغرض الترويج

يكفينا كمسلمين ان ينص القرآن الكريم على ان المسيح عليه السلام اقر بعبوديته لله وببشريته قال اني عبدالله وانه قال ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد
اسم النبي العربي مكتوب في الكتب الاصلية لاهل الكتاب ولكن من يستطيع النفاذ الى المكتبة التي تشبه خزانة البنك الاهلي ويخترق الحراسة البشرية والاليكترونية للوصول اليها ؟!


5 - الاسطوانه المشروخه
الي رقم 4 عماد ( 2010 / 9 / 1 - 23:25 )
للاسف الشديد ان الاخوه المسلمين يكذبون ويصدقون كذبتهم فاين الكتاب المقدس الاصلي كما تدعون ومتي تم تحريفه واين الخزينه اللي بتقول عنها يا اخي فوقوا من الغيبوبه اللي انتم فيها وتكلم كلام ناس عاقله وبطلوا الاسطوانات المشروخه


6 - أيـن هم
أيمن قــدرى ( 2010 / 9 / 1 - 23:47 )
أين إختفى الإسلامجيه الأشاوس
لم نعاين منهم أحدا فى هذه الصفحه سوى لتقييم التعليقات
تراهم فى إجازه؟؟


7 - السيد عماد رقم 4
نور المصرى ( 2010 / 9 / 2 - 00:42 )
لاالومك ولكن اشفق واحزن عليك يااخى ...للاسف التعليم فى الدول الاسلاميه جعل الفكر والعقل لايمكن العمل بهما ..فما هو مرصوص ومدون للمسلم لابد من تلاوته وقوله حتى اذا كان يتنافى مع المنطق والعقل (فى الاسلام لايهم العقل المهم ماهو مكتوب )...فيااخى هل يستطيع اهل السنه واهل الشيعه ان يجتمعا ويوحدا المصاحف مثلا او يزيدون كلمات او يحذفون كلمات ؟ ....فكيف اتى لعقل المسلم ان يجتمع اليهود والمسيحيين ويجمعوا من العالم كله النسخ للكتاب المقدس ويحرفونه ؟ وهل لم ياتى لعقل حضرتك ان يجتمع اليهود مثلا لكى يحذفوا من الكتاب المقدس ماتنبأ به الانبياء فى العهد القديم بالمسيح والاحداث التى حدثت فعلا وتاكدت النبوه وهم مصممون على انه ليس المسيح المنتظر ؟..
لابد ان تقول ((اين عقلى )) ..ثانيا يوجد مالايقل عن 6000 مخطوطه اثريه للكتاب المقدس واثبت العلماء انها من نفس زمن كتابة اصحابهاوهؤلاء العلماء اغلبهم من العلمانيين الادينيين ولكنهم امناء فى عملهم ..وهذه المخطوطات مطابقه تماما بالكتاب المقدس المطبوع فى العالم كله ومحفوظه فى متاحف باوروبا يمكن لك ولكل المسلمين رؤيتها .. لماذا لم يحتفظ محمد بنسخه غير محرفه..عجبى


8 - محمد هو الذي ادعى ان اسمه في التوراة والانجيل
سمعان القيرواني ( 2010 / 9 / 2 - 04:18 )
اعتقد ان الورطة ليست ورطة اليوم السابع فقط، بل هي اولا واخيرا هي ورطة محمد نفسه فهو الذي ادعى ان اسمه في التوراة والانجيل، وانا اعتقد ان هذهالغلطة التى وقع فيها محمد هي اكبر دليل على عدم صدقه وبالتالي عدم صحة ادعائه بالنبوه! ومن يعرف التوراة فهي قائمة على الوصايا العشرة التي كتبها الله باصبعه على لوحي الحجر واعطاها لموسى، وهذه الوصايا لاتقتل لاتزني لاتسرق لاتكذب لا تشتهي.. وتلك كسرّها محمد جميعها! فكيف يكون اسمه في توراة هو لم يلتزم بوصايها؟ واما الانجيل فهو الذي ارسى واكمل الخلاص بالمسيح الفادي واعطانا وصايا المحبة والتسامح وهي شريعة الكمال الالهي، بعد اكتمال دور الناموس التمهيدي، فالانجيل ليس فيه مكان لاحد غيرالرب يسوع المسيح الفادي الوحيد والمخلّص الفريد، الذي اكمل عمل الفداء ولم يترك مجال لاحد آخر بعده، وخاصة محمد لانه لم يلتزم لافداء المسيح ولا بوصايا شريعة المحبة والتسامح الكاملة التي جاء بها المسيح، وهكذا نرى ان الورطة هي ورطة محمد بالاساس، والاحباء المسلمين للاسف لن تستطيعوا ان ينقذوه منها، فلا تلوموا اليوم السابع فقط، بل اللوم كل اللوم يجب ان يكون على محمد، وشكرا


9 - شكرا على مشاركاتكم
صلاح الجوهري ( 2010 / 9 / 2 - 08:14 )
أشكر الجميع على التعليقات وسعيدا جدا بأنه نال إستحسانكم
إلى الأخ باسم والأخ منتظر بن مبارك: سعيد جدا بتعليقاتكم وبالأخص تعليق الأخ منتظر بن المبارك لتحيتة وتقديره لشخصي.
إلى الأخ حمورابي سعيد: نعم يا صديقي كان هدف القرآن النقل من الكتاب ليثبت مصداقيته وكانت مسميات العرب تتبع أسماء الكتاب تيمنا بأنبيائه. والغريب أن القصص القرآني مبني على القصة التوراتية وقصص الكتاب المقدس وكل مفسرى القرآن كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الكتاب المقدس لتفسير بعض الأحداث والجمل المبهمة في القرآن. فإن كان ولابد فالأولى أن يؤمنوا بالكتاب المقدس بدل (لا نحبة ولا نقدر على بعاده)
الأخ عماد: سعيد بتعليقك ومشاركتك، لكن في الحقيقة الآية ذكرتها هي بالفعل موجودة بالقرآن ولكن المسيح لم يقل أن سيبشر بني أسمة محمد .. لذا أرسوا على بر، هل نناديه أحمد أم محمد؟؟؟ لم يذكر بالسنة كلها أسم محمد على أنه أحمد ولا حتى في القرآن فلماذا هذا الخلط. أما الكتب التي يجب أن تبحث فيها فهي 6 كتب فقط لاغير (أسفار موسى الخمسة وأحد الأناجيل) وهي الكتب الأصلية وإلا ما الكتب الأصلية التي تقصدها، ليت تذكر لي واحد فقط
---
يتبع


10 - الدليل على تحريف الاناجيل
عماد صبحي سليم ( 2010 / 9 / 3 - 16:27 )

تفضل رابط يثبت تحريف الاناجيل

http://www.youtube.com/watch?v=CGLPvqC5xfQ رابط عن التحريف في الانجيل


11 - الى عماد صبحى تعليق 12
نور المصرى ( 2010 / 9 / 3 - 22:53 )
يبدو انك لسه تلميذ !!!

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت