الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....

محمد بودواهي

2010 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد قراءته للواقع المستجد في كل من أوربا وشمال إفريقيا ومنطقة الشام ومصر والعراق ، توصل السيد مدبولي إلى استنتاج هام جدا مفاده أن العرب المسلمين أصبح وجودهم في هذه البقاع غير مرغوب فيه ، وأن المطالبة بعودتهم إلى من حيث أتوا أمر وارد جدا .
وفي سياق كلامه هذا نعت التواجد العربي الإسلامي بغير المطاق ، وأن التحرر منه شبيه بالتحرر من ربقة الاستعمار أو الاحتلال ، وهو أمر إن حدث فإنه يستدعي الرحيل ( ولقد وقع مثل هذا الحدث في كل من الأندلس وزنجبار ) ، وتساءل مدبولي إلى أين يذهب من سماهم بالغلابة ( العرب المسلمين ) في حال حدوثه حيث يؤكد أن لا مستقبل لهم في مصر ولا في سوريا ولبنان وفلسطين والاردن وفي شمال إفريقيا وفي العراق وكذلك في أوربا . فما هو المصير إدن يتساءل ؟ وإلى أين المفر ؟ إنه بالضرورة الرجوع إلى صحراء نجد والحجاز في شبه جزيرة العرب .
هكذا كتب السيد مدبولي كما هي العادة في مجمل كتاباته ومقالاته . فهو غالبا ما يختار من المواضيع تلك التي تحمل في مضامينها بعض الأفكار التحرشية والاستفزازية محاولا بدلك اختلاق الأحداث وصناعة المشاكل وإثارة المزيد من القلاقل عوض العمل على تهدئة النفوس والخواطر. ففي الوقت الذي يكون فيه المجتمع في حالة من الحراك والتدافع السلبي الناتج عن اختلافات مذهبية أو عقائدية أو طائفية أو إثنية ، فمن المفروض على المثقف الواعي والوطني الملتزم بقضايا وواقع ومستقبل شعبه وبلده أن يكون مقتنعا كامل الاقتناع بأن عمله وتدخله الإيجابي يجب أن يكون من منطلق الحياد التام والاستقلالية الكاملة وعدم الموالاة لأي طرف كان على حساب طرف آخر ، بل أن تصب كل مجهوداته في انتقاد الأخطاء والمخطئين وتحديد أماكن الخلل في الأطروحات الضارة والمسيئة لمصلحة الوطن ومستقبل الشعب ، وطرح الأفكار البديلة القادرة على رأب الصدع وإصلاح الاعوجاج الحاصل .
والسيد مدبولي عوض أن يسلك مثل هذا النهج الإصلاحي المحايد والمترفع عن عقلية التخندق والاصطفاف الديني والعقائدي المقيت ، نراه يخوض في نقاشات وكتابات أقل ما يقال عنها أنها مستفزة لمشاعر من هم ليسوا من طائفته أو معتقده ، حيث تصل به الانفعالات في بعض الأحايين حتى مناصرة الظالم على المظلوم ، وتزكية اعتداءات المعتدي ، وتغاضي الطرف عن المسبب الحقيقي للمشاكل وإلصاقها عنوة بالمعتدى عليه كما حصل للأقباط عندما تم اتهامهم بالتسبب في الأعمال الإجرامية التي استهدفتهم مؤخرا ، وذلك من خلال بعض كتاباته التي تضفي على كل تلك الاعتداءات صبغة المشروعية وطابع المصداقية والتي يكون الهذف منها صب المزيد من الزيت في النار المشتعلة أصلا
إن ما هو حاصل حقا ، في بعض ادعاءات السيد مدبولي ، هو استشعار خطورة ما يخطط له المتأسلمون المتزمتون ، أفراد وأحزاب وحركات وحتى دول ذات توجهات إسلاموية متشددة ، من طرف شعوب المنطقة المسماة عربية في الشام ومصر وشمال إفريقيا وحتى من طرف العديد من الدول الأوربية . لقد أصبح الإسلام السياسي مصدر إزعاج حقيقي للعديد من الشعوب والدول التي احتضنت هذا الدين كما احتضنت معه مئات الآلاف بل وملايين العرب الذين نزحوا إلى هذه البلدان في فترات تاريخية متفرقة سواء عن طريق الغزوات التي شنوها إبان أوقات المد الأسلامي الاستعماري ، أو عن طريق الهجرات الجماعية التي حدثت في فترات الجفاف والحروب ، أو طلبا للعمل في أوربا .
والمعرف تاريخيا أن هؤلاء العرب استطاعوا الحفاظ على دينهم الأسلام ولغتهم العربية ، بل وعملوا على نشرهما وسط الشعوب التي استضافتهم دون أن يتعرضوا لأي نوع من الضغط والابتزاز للتخلي عن هذا الدين أو اللغة مقابل اعتناق الدين المحلي أو تعلم اللغة المحلية . وبعد أن تمكنوا من الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلابات التي دبروها انقلبوا على كل شيء وتنكروا لكل الفضائل والسماحة والطيبوبة والسلوك الحسن الذي قوبلوا به ، فكشفوا الستار عن الفضاضة والفجاجة التي تتميز به شحصيتهم فأطلقوا العنان لكل الأعمال الغادرة لاجتثات كل ماهو مخالف لهويتهم العروبية الإسلاموية ، فأبادوا اللغات والثقافات المحلية مقابل نشر اللغة والثقافة العربيتين ، وحاربوا العادات والتقاليد السامية والمتنورة للشعوب اللأصلية وروجوا مكانها لعادات وتقاليد بالية ومتخلفة ، واستهجنوا كل الديانات السماوية والأرضية ليدعوا أن ما جاء به إسلامهم هوالدين الحق والصحيح و الكامل . وقاموا بتثبيث كل هذه المتغيرات على مستوى الدساتير حتى يتم العمل به رسميا وبقوة القانون كلغة وديانة رسميتين ، فأصبحت كل هذه البلدان ، بقدرة قادر ، بلدانا عربية إسلامية لا مكان ولا وجود فيها لقبطي أو أمازيغي أو كردي او آشوري أو تركماني أو كلداني أو بابلي أو فينيقي أو فرعوني أو مسيحي أو يهودي أو زردشتي أو ......... فالعربية والإسلام هي الكل في الكل
وحتىالعقود الخمسة أو الستة الأخيرة - وبتمويل من البترودولارالسعودي والإيراني - استطاع الإسلام السياسي أن يستقطب متعاطفين ومؤيدين كثر على مستوى العالم الإسلامي ، وقد ساعده في ذلك احتضانه من قبل الأنظمة العروبية والعالم ثالثية القروسطية لمحاربة التنظيمات الشيوعية واليسارية والديموقراطية التي تناضل من أجل التغيير الحقيقي لمصلحة الشعوب ، كما ساهم في ذلك أيضا تساهل الدول الغربية اتجاهها حيث الأنظمة الديموقراطية التي لا يمكن بتاتا أن تمس بحرية التعبير وحرية الاعتقاد قيد أنملة . مما جعل الإسلام السياسي يعرف امتدادا أخطبوطيا في كل الاتجاهات وفي جميع مناطق العالم بدون استثناء .
والآ ن ، وبعد أن فطن الجميع لخطورة المخططات الجهنمية لهذه التنظيمات السلفية الرجعية التي لا مشكل لديها في القيام بأي عمل مهما كبرت وقاحته ومهما تعاظمت وحشيته من أجل أسلمة المجتمع الدولي دون مراعاة ما سينجم عن هذه المغالاة من قتل لنعم التعددية والاختلاف وإبادة للمبادئ السامية للديموقراطية والحداثة والعلمانية ، فإن من حق هذا الجميع أن يدافع عن قيمه الحضارية العقلانية المتنورة وعن التقدم الذي أصبحت عليه البشرية بعد أن قدمت من أجله الغالي والنفيس ، ولو بطرد كل معتنقي هذا الإسلام السياسي المتخلف إلى عقر داره بصحراء نجد المقفرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتركه يمر اتركه يعبرعن رايه
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 4 - 22:17 )
بالأمس سادت مقولة/اتركه يمر +اتركه يعمل و اليوم حلت محلها مقولة /اتركه يمر اتركه يعبر عن رايه/ فمرحبا براي الاستاذ مدبولي.
ان اطار تفكير ألأستاذ تجاوزه الزمن بحيث ما يزال تطغى عليه نضرية المؤامرة من جهة و من اخرى ادخل نفسه في متاهة عندما تسائل عن مصيره ان نادى ابناء الأرض برحيله الذي يعتقد خطاءا انه امر وارد .هنا اسائل الأستاذ كيف عن لنفسه اعتباره بهوية غير هوية الأرض التي تاويه اذا كان العرب الغزاة قد فرضوا عقيدتهم بالسيف وفق ما تخبرنا به الوقائع التاريخية فان تواجدهم بالاقطار موضوع الغزو لم ينشا عنه افراغ ارض الحجاز و انتشار اهلها على طول و عرض الجوارذات الهويات المتميزة فالتاريخ يخبرنا ان اشلاءا من قبائل عربية غادرت مستقرها منذ 1400سنة لتستقر بارض الجوار و بالنضر الى عدد افراد القبيلة العربية انذاك يتضح انها لم تكن تتجاوز بضع الاف من البشرو هؤلاء المهاجرون بغرض الأستقرار بارض الغيرلم تكن بالأعداد المؤثرة في التركيبة الاجتماعية لأبناء الأرض كل ما هنالك ان العقيدة لعبت دورا لا يستهان به في نشر لغة القرآن وذلك باحداث مساجد في الحضر و البادية...يتبع


2 - تابع
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 4 - 22:33 )
هذه المساجد انتجت فقهاءا في العلوم الدينية و تولى اهلها مهام كتاب السلاطين و لتعاليهم عن ابناء الأرض بمخاطبتهم لهم بلغة كتاب البس لبوس القدسية جعلهم متميزين ماديا و اجتماعيا و للمزيد من التعالي لعبوا على شجرة الانساب فادعى اكثرهم مكرا و تدليسا النسب القريشي اما الواقع فله حكمه الموضوعي الذي هو التزاوج و الأندماج الذي كانت نهايته الأنصهار الكلي في هوية ابناء الرض الحقيقية اذ الغلبة دائما لهؤلاء لكثرتهم و الأقلية محكوم عليها بالسير على منوال الأغلبية عادات و تقاليد و ثقافة و بالتالي فان الذي يدعي العروبة من ابناء الأراضي المغزوة انما يجني على التاريخ و يحمله ما لا يحتمل. كيف لحفنة من البشر استقرت في شمال افريقيا مثلا و قد قيل عنها من طرف اقدم مؤرخ في الوجود و الذي هو هيرودوت/ انها كانت ظلا واحدا من البحر الى البحر/ كيف لهذه الحفنة ان تدعي الهوية العربية بعد مرور 1400سنة من تواجدها بين احضان ابناء الأرض هل بقي لها وجود؟


3 - كوكتيل من منقوع البراطيش
محمد البدري ( 2010 / 9 / 5 - 00:47 )
شكرا للسيد الفاضل كاتب المقال مع اني لا اضيع وقتي في الرد بكتابات مطولة علي امثال مدبولي واكتفي بتعليق عليه لو انه تجرأ واخذ قدرا من حبوب الشجاعة وفتح باب التعليقات فهو من مثقفي الحقد الاسود الكارة لكل شئ رغم ان ما يدعو اليه هو ذاته ما انتج ما يقف هو ضده باعتباره يمثل كوكتيل اقرب الي شراب شجرة الزقوم من يسارية واسلامية وقومية وعروبية وعنصرية وطائفية وبعضا من منقوع العشب الاشتراكي. كل هذا انتج الوضع الحالي الذي هو ضده. ان مدبولي إذن ضد نفسه دون ان يدري، فعدم درايته بالموضوع الذي ينقده هو دليل علي ان مثقفي هذا الكوكتيل قد وصلوا الي حد الثمالة. اللهم ابعد عنا كل ما هو حرام ويفقدنا العقل والتعقل.


4 - الامازيغ المتفرنسين والمتصهينين والكنسيين
عماد صبحي سليم ( 2010 / 9 / 5 - 04:00 )

بالحقيقة ان الوجود العربي في الشمال الافريقي وفي الشام ومصر والعراق قديم جدا قدم انهيار سد مأرب في الجنوب العربي ومنه تفرقوا في البلاد ولذلك استغربت كاهنة الامازيغ ان وجدت ان بينها وبين اسراها من العرب قرابة ونسب فأوصت اولادها باعتناق الاسلام من باب التعصب العرقي
الان الامازيغ المشبوهين يهاجمون العروبة والاسلام عجبت لك يازمن ؟!


5 - الى المسمى عماد صبحي
ميس امازيــغ ( 2010 / 9 / 5 - 11:35 )
انت حقا حفيد الغزاة العرب و تعليقك كاف لوحده دليلا و برهانا و ما اكثر امثالك اللذين يعيشون اليوم بنفس السلوك و الأفكار بل و حتى الافعال التي كان عليها اجدادهم منذ مايفوق 1400سنة ولا عجب ان من شب على شيء شاب عليه فكل الأجناس تتميز بالتعقل و لو بدرجات لكن جنسك سيدي لا يستعين الا بالخرافة حتى كادت ان تكون نوعا من ماكله ثم ايضا لا عجب مادام ان جنسك هو الوحيد من بين الأجناس البشرية الذي كان يئد الأناث وهن على قيد الحياة انه انتحار جماعي اليس كذلك؟ انه اقتلاع للشجرة اليس كذلك؟
اعود الى خربشاتك/و اسالك لماذا ياترى يقطع عربك راس الملكة ثيهيا وقد امرت ابنائها بالأسلام تعصبا لعرقك لوجود القرابة هه؟ لماذا يا ترى قام عربك بسبي ما يفوق 70000امراة امازيغية و سيق بها الى سوق النخاسة حتى بلغ ثمن الواحدة وزنها ذهبا؟ لماذا سلب عربك من الذين تدعي قرابتك بهم 300قنطار من الذهب؟ ثم سؤال اخيرلأننا مللنا هذه الأسطوانة المشروخة.فدني هل كانت صحراء الحجاز معملا لتفريخ البشر حتى تعذر عليهم البقاء بها فانتشروا بارض الجوار هذه التي كانت طبعا خالية و في الأنتظار؟ كفى اخرج من كهفك اننا في القرن الواحد و العشرين .


6 - الاقلام الماجورة
خلف الكاشف ( 2010 / 9 / 5 - 18:18 )
يااستاذ بودواهي ان امثال حسن مدبولي وغيره ما هم الا اقلام ماجورة جل غايتها هي التهجم على الاخرين لان غايته الرئيسية في كتاباته ما هي الا عملية تهجم على الاقباط بالذات وكانه يكن لهم البغظاء لانهم سلبوا منه ارضا او مالا فلا تخرج مقالاته عن اطار الطعن بهم وبمقدساتهم لصلح ماجريه من الطغمة الحاكمة والاخوان لهذا تراه ينعتهم ويتهمهم بامور ليست سوى انهم يطالبون بحقوق شريعية لكل مواطن ويعتبرها هذا الكاتب خروجا عن المواطنة فهل من ماجور ان يكتب خلاف ما يمليه علية ماجره.تحية وتقدير.

اخر الافلام

.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa


.. 54-An-Nisa




.. 56-An-Nisa