الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيانات صغيرة تتشكل وتبقى كردستان الكبيرة خارج السرب

عبدالله مشختي

2010 / 9 / 5
القضية الكردية


خلال السنوات العشر الماضية تكونت وتشكلت كيانات بمثابة دول واعترفت بها مجموعة من الدول وخاصة الكبرى بدعم دولي من الامم التحدة او الدول الكبرى مثل البوسنة واوسيتيا التي تحقق لها دعم روسي باقامة قاعدة عسكرية في اراضيها كرسالة الى جمهورية جورجيا بانها امست دولة مستقلة ولم يعد بامكان جورجيا المطالبة بها او اعادة ضمها
ان هذه الكيانات التي تشكلت ليست الا مجموعات اثنية صغيرة مختلفة عن شعوب دولها التي انسلخت منها ،في حين يبلغ تعداد الكرد على اراضيهم حوالي 45 مليون انسان وارضهم ممتد لمساحات كبيرة ومترابطة مع بعضها وتتميز بوحدة التضاريس او تقاربها عدا تمركز الكرد وهم الاكثرية المطلقة في ارضهم كقومية اثنية لها معالمها وتاريخها ولغتها المشتركة ،ولكن لم تبادر دولة او منظمة عالمية الى دعم هذا الشعب العريق من اجل تحقيق وحدتها او تشكيل دولتها الحرة على اراضيها .رغم الجرائم الغير الانسانية التي ترتكب بحقها من قبا الدول التي تسيطر عليها وتستغلها من قرون عديدة امام انظار المجتمع الدولي دون ان تحرك فيه شيئا غير التفرج على جرائم الابادة التي ترتكب بحقهم من قبل انظمة لا تعير اى اهمية لمبادئ حقوق الانسان او مبادئ حق تقرير المصير الذي وردت في ميثاق الامم المتحدة او المنظمات الدولية الاخرى .
فالمجتمع الدولي كان ومايزال والى اليوم ساكت ازاء ما يرتكب من جرائم بحق ابناء هذا الشعب في موطنهم ،ولم نرى او نسمع الا بيانات ادانة او شجب من هنا وهناك تصدر من بعض المنظمات الانسانية لهذه الجرائم ولم تؤخذ الى الان على محمل الجد كمشكلة دولية لشعب عريق وكبير يتعرض لحملة من الصهر القومي والقتل والتشريد والابادة ،كون هذا الشعب اخضع بقوة وعبر ظروف دولية غير طبيعية الى دول في المنطقة ارضاء لمصلح دول استعمارية في حينه .لم تعرض حتى الان للمنظمة الدولية بشكل رسمي للتداول فيها ،وحتى المؤتمرات الاسلامية ناءت بوجهها عن هذه المشكلة التي تعتبر من احدى المشكلات المعاصرة ليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها ،بل تعتبر مشكلة عالمية تؤثر على الامن والاستقرار الدولي في هذه المنطقة .
اذا كان العصر الحالي هو عصر استقلال الشعوب والاثنيات الصغيرة ااتي تتعرض للابادة والظلم على يد الانظمة التي تمارس القمع بحقها فما الذي يمنع المجتمع الدولي بايجاد حل عادل ومنصف لهذه الامة الكبيرة ،ام ان مصالح الدول الكبرى تمنع المجتمع الدولي من المبادرة الى مثل هذا الحل .الكثير من القوى التي تعاديالكرد تصفهم باصدقاء امريكا واسرائيل والغرب ،فان كان ما يدعونه حقيقة فلماذا لاتبادر هذه الدول بتبني مشروع الدولة الكردية وال عمل على اقامة هذا الكيان ولن يبادروا ابدا حفاظا على مصالحهم ،وهذا دليل على كذب هذه القوى ،ان الكرد ليس لهم اصدقاء جديين لا في الغرب ولا في الشرق الا بقدر الحفاظ على مصالحهم يتوددون الى الكرد .
ان الجرائم التي ترتكب بحق الكرد في سوريا وايران وتركيا والتي ارتكبت سابقا بحقهم في العراق ايضا تدين جبين الانسانية المعاصرة فمن محاولات صهرهم كقومية قائمة بذاتها لها مقوماتها ،وتمير مناطقها وتشريد السكان الكرد من مناطقهم وقراهم واغتصاب حقوقهم السياسية والثقافية ومحاولة طمس الهوية الكردية باتباع كل الوسائل الدنيئة ،ومحاولة كبت اصوات المدافعين عن حق وحريات امتهم بالاعدامات والاغتيالات وملأ السجون بمناضليهم ليس من الرجال فقط بل حتى النساء والاطفال كلها جرائم العصر ترتكب بحق شعب مسالم لم يرتكب جريمة سوى مطالبته بحقوقه التي تضمن له العيش الكريم والحياة الكريمة على ارضه وتقرير مصيره بنفسه والمشاركة في بناء المستقبل لاجياله كما للشعوب والامم الاخرى .
ان الاستجداء من الدول لن تحقق الدولة الكردية ولن ترى النور ابدا بل لابد من طرق تبادر هذه الامة الى الوحدة والاتحاد وان تتوحد في جبهات سياسية ضرورية ،وان تحرج من حالة التشرذم والاختلاف وتبعية هذا الطرف او ذاك ،وان تبادر الى تفعيل واقامة المؤتمر القومي الكردى ،ووضع برنامج قومي شامل للمرحلة المقبلة وان تتوحد الكيانات الحزبية السياسية في اطار تنظيمات قومية وخوض نضال سلمي سياسى ودبلوماسى وفعال وعلى كافة المستويات وتحريك الشارع السياسي الدولي وبقوة من خلال تكوين لوبي كردي قوي في الغرب للتأثير على المحافل السياسية سواء كان في الشرق او الغرب .ان الحلم الكردي لن يتحقق في ظل حالة التشرذم الذي يعيشه الكرد في الدول التي تخضع لها كما هو الحال في سوريا مثلا فوجود عشرات من الاحزاب السياسية الكردية هناك ستقلل من ثقلهم السياسي ويسهل شراء الضمائر واختلاف التبعيات خاصة والانظمة تواقة لسياسة التفريق بين الكرد كي يضعف شأنهم وقوتهم .على هذه الاحزاب ان تتوحد وتصب جهودها الى توحيد كلمة الكرد وماقفهم القومية ،وممارسة النضال السلمي وبقوة داخل اراضيها الخاضعة لانظمة المنطقة والتي ستولد شرارات كبيرة تحولها الى نيران قوية ستجبر هذه الانظمة الاذعان لصوت الحق ،وستنجم عنها هيجان سياسي حتى في الاوساط الطولية التي لازالت غير مهتمة لما يجري في اجزاء كردستان المختلفة ،مع معرفتنا التامة بالظروف الدولية المحيطة بالقضية الكردية كوجود اكثر من 20 دولة عربية ستقف بالضد للارادة الكردية في سوريا او الدول الاسلامية التي تؤيد الدولة التركية وايران وسياساتهما وتسكت عن جرائمهم ضد الكرد ،اضافة الى مواقف الغرب تجاه جليفتهم تركيا .
اضافة الى كل ذلك فهناك الجزء المحرر من كردستان في العراق الذي يمكن له ان يلعب دور اساسي في تجميع وتوحيد القوى السياسية الكردية ،رغم الظروف الدقيقة المجيطة بحكومة اقليم كردستان والتحديات الكبيرة التي تواجهها من اعداء الكرد والذين يترقبون ليل نهار من تقويض هذه التجربة الرائدة التي اذهلت العديد من المعادين للكرد وقضيتهم .
لوكان للكرد اصدقاء حقيقيون لما حدث لهم ما يجدث من قمع وقهر وسلب واغتصاب للحقوق الشرعية ،لو كام معمر القذافي حقا صديقا للكرد وكما يدعي ويعلن الاسى والاسف لعدم قيام الدولة الكردية فليبادر بخطوة في هذا الاتجاه ويحقق مفاجأة للعام باسره كما احدث رجيب طيب اردوغان مفاجأة بخطوته في دعم غزة ومحاولة رفع الحصار عنها .والا فان التصريحات والكلام الطلق لن يجدي الكرد نفعا.ولابد لهم من الاعتماد على قوتهم كامة قبل كب شئ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أليس من المعيب
شوكت خزندار ( 2010 / 9 / 5 - 17:48 )
أليس من المعيب الحديث عن الدول الكبرى التي ساهمت بتقسيم الكورد وكوردستان منذ عام 1914 بين العرب والفرس والترك دون أية إشارة إلى جريمة ستالين بالاتفاق مع الرئيس الامريكي في القضاء على جمهورية مها بات الديمقراطية وتقديم قائدها قاضي محمد إلى حبل المشنقة فلماذا خلت مقالتك ولو إشارة طفيفة ..؟؟


2 - حللت فاصبت .
رستم علو ( 2010 / 9 / 5 - 19:06 )
ولكنك تغافلت عن ذكر الطرف الآخر من المعادلة إي الكتلة الشرقية كما ذكر استاذنا شوكت . تحياتي لكما .


3 - عفوا اخوان
عبدالله مشختي ( 2010 / 9 / 5 - 19:39 )
اولا شكرا للاخوة الكرام على مرورهم على الموضوع.
وثانيا اقيم ملاحظة الاخ شوكت خزندار،واضيف بان الموضوع لم يكن سردا للاحداث التاريخية التي مرت بها الامة الكردية والجرائم التي ارتكبت بحق هذه الامة عبر قرون ،وليس الاجهاض على جمهورية كردستان في مهاباد فقط من قبل ستالين بل اجهاض الجمهورية الكردية الحمراء ايضا على يد ستالين ايضا والمعسكر الاشتراكي لم تقم باية مبادرة جدية عبر التاريخ في مساعدة الكرد للنهوض على قدميها الا من خلال معونات صغيرة من خلال الحرب الباردة التي كان يخوضها ضد المعسكر الغربي .ومن اجل مصالحها فقط .ولنا مواضيع بهذا الشأن قريبا انشاءالله .مع تقديري لكم .


4 - مشكلة الكرد.
محمد يوحنا ابن يعقوب ( 2010 / 9 / 5 - 21:53 )
. كون الاكراد يتوزعون في دول متجاورة سهل محاصرتهم و الحد من انشطتهم.فلا يجدون في دول الجوار من يدعمهم على عكس اقليات بمناطق اخرى .كما ان الشعب الكردي يحب الحرية وما يقدمه في سبيل قضيته لا يكفي .لان الكردي متحرر ولا يتحمل السجون.زد على ذلك ان الاكراد مسلمون و الدول التي ينقسمون بها مسلمة وهذا يزيد من صبر الاكراد في ظل هذه الدول.


5 - اتفق ولااتفق
ايار العراقي ( 2010 / 9 / 6 - 22:11 )
استاذي الفاضل اتفق معك في كل ماجاء في مقالك ولكن لم اجد اية اشارة للقوى اليسارية الوطنية العراقية وعلى راسها الحزب الشيوعي العراقي في دعم نضال الشعب الكردي باتجاه حق تقريري المصير وللاستاذ شوكت اقول لو انك وضعت موقف ستالين في كفة ميزان كموقف يحسب على الاتحاد السوفيتي ووضعت في الكفة الاخرى ماقدمه السوفيت للعموم الكرد في الشرق لرجحة كفة الايجابيات هكذا تحسب الامور في السياسة اما انك تطرقت للموقف السوفيتي فلماذا لم تتطرق لخيانة الامريكان للملا اواسط السبعينات ام ان تغييرك لمقفك باتجاه اليمين قد جعلك تغض الطرف عن هذه وتنتبة لتلكقليلا من الانصاف اخي
اعيد التاكيد على اعجابي بمقالك وفعلا اثبت الشعب الكردي بانه شعب يستحق الحياة وفاطرته تسير على السكة الصحيحة رغم بعض التعرجات

اخر الافلام

.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ


.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا




.. مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مقترح بايدن باستقبال اللاجئين الفل


.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار




.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف