الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكوردية بين مصطلح اللغة والمواقف السياسية

مسعود عكو

2004 / 9 / 2
القضية الكردية


رغم مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على ولادة أول تنظيم سياسي كوردي في سورية وبالتحديد في الرابع عشر من حزيران من عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين وظهور الأكراد على الساحة السياسية السورية كقومية أخرى تطالب بحقوق قومية شأنها شأن أي قومية أخرى موجودة على وجه الخليقة لا زال هناك الكثير من القصور اللفظي وحتى التعتيم والضبابية اللغوية حول الحالة الكوردية في سورية وأقصد هنا بالحالة دون أن أنعت الكورد كمسألة أو مشكلة أو حتى قضية كوردية لأنني أيضاً من الذين يريدون أجوبة على أسئلة بات الشارع الكوردي يطرحها علينا نحن المهتمين بالشأن السياسي الكوردي وواجب علينا كمثقفين تنوير العتمة على الأقل لفظياً ولغوياً حول ما يعانيه الكورد كقومية أخرى في سورية.

الحالة الكوردية في سورية وخصوصاً بعد أن شكل الأكراد لأنفسهم في أربعينات و خمسينات القرن الماضي أحزاباً وتجمعات وحتى جمعيات جل اهتمامها رفع الغبن والاضطهاد عن كاهل هذا الشعب الذي ما زال يدفع ضريبة تاريخية كونه فقط ولد كوردياً خلقه الله كقومية أخرى مغايرة للعربية والفارسية والتركية قومية وجدت نفسها بين أنياب الشوفينية المتعصبة من قبل القوميات العربية والفارسية والتركية شعب رأى نفسه من الدرجة العاشرة في التصنيف الإنساني والاجتماعي والاقتصادي من ترتيبات المجتمع الذي يعاشرهم إلى هذه اللحظة بمحض إرادته وأحياناً مجبراً ومكرهاً على ذلك.

تلك القومية التي وجدت نفسها بدون وطن يضم أناسه بدون دولة تحميه من بطش القوى الحاكمة له والذي يوصف الآن بأنه بدون أرض وحتى بدون وجود فكيف لقومية تعداد خلقه حوالي الأربعين مليون فرد حتى الآن بدون دولة وبدون وطن وبدون حتى اعتراف جزئي بوجوده كبشر على أرضه التاريخية رغم معرفة تلك القوى بأحقية وجوده وأصالة تاريخيه.

الحالة الكوردية التي تناولها هي وجود الكورد كحالة شاذة في سورية بالإضافة إلى قوميات أخرى تعيش في سورية والتي آن الوقت لكي يعترف بتلك القوميات كشعوب أخرى تعيش مع القومية العربية الحاكمة.

القومية الكوردية التي هي ثاني قومية في سورية من حيث تعداد عدد السكان رغم أنه الحق يجب أن يعطى للقوميات والطوائف والأقليات ليس بعدد أفراده ولكن القومية التي تكون ثاني قومية من حيث التعداد تكون إلى هذه اللحظة مقموعة تعيش في تجاهل لحقه في الوجود وحقه في العيش كقومية حقيقة وليست تابع ولا ذيل لأحد كائناً من يكون هذا الأحد.

لم تنظر الأحزاب الكوردية حتى هذه اللحظة برؤية منطقية إلى الحالة الكوردية في سورية فالبعض يتخبط في المصطلحات والبعض الأخر يبدع من نفسه كلمات باتت في رأيي رجعية متخلفة بحق الوجود الإنساني للكورد السوريين فمصطلح القضية نادراً من نسمعه من الأحزاب الكوردية عند الحوار الجاد وخاصة مع السلطة بل يحرفون ألسنتهم وذلك مخافة الوقع في حرج من القوى المتحاورة معهم والأخر يرى الحالة الكوردية بأنها مشكلة كوردية فالمشكلة برأي تعبير لا يليق بالحالة الكوردية لكون المشكلة صغيرة الحجم وضعيفة اللغة بالنسبة لهذه الحالة الراهنة من الشأن الكوردي ولا حتى المسألة فنحن لسنا في صدد حل مسألة رياضية حتى نقول عن الحالة الكوردية بأنها مسألة وغالباً يكون حل المسألة هيناً وسهلاً ولا أرى في هذه المسألة أية سهولة أو هوانة فالحالة الكوردية متضخمة أكثر بكثير من هذا المصطلح.

أما مواقف التيارات السورية هي أيضاً مشابهة للمواقف والرؤى الحزبية الكوردية فلا زال هناك الكثير من المثقفين العروبيين يرفضون أن تطرح الحالة الكوردية كقضية أو مشكلة بل يأولون كل تلك التجاوزات بحق الكورد إلى مسألة الديموقراطية والتعددية في سورية.

رغم صحة هذا التعبير ومنطقيته لكن الحالة الكوردية ليست فقط هي نتاج للتجاوزات الغير قانونية والدستورية من الجانب الحكومي الرسمي باتجاه الكورد فحتى بعض المعارضين أو ما يسمى بالمعارضة السورية يرفضون حلاً للحالة الكوردية التي باتت تشكل خنجراً في خاصرة الوحدة الوطنية السورية كما وصف أحدهم.

الحالة الكوردية الراهنة اليوم في سورية والتي أصبحت من المسائل التي تحتل أهمية كبرى على أجندة الشارع السياسي السوري هي قضية حقيقية واجب على السلطة والمعارضة والأحزاب الكوردية التوجه الجدي والحقيقي لحلها لكي يعيش كل عناصر البيت السوري بخيرات الوطن الواحد ونحمي الوحدة الوطنية من التدخل الخارجي وخاصة من قبل تلك القوى التي تحمر عينها من سورية وتريد النيل منها فالأجدر بكل القوى السياسية المختلفة التوجه الحقيقي لوضع حد لهذه الحالة التي بات يشتم منها رائحة غير مألوفة من قبل كل المراقبين السياسيين والمتابعين للوضع الداخلي السوري.

الحالة الكوردية هي قضية شعب حقيقي يعيش على أرضه لا يريد الانفصال عن وطنه الأم هذا ما تبديه كافة القوى السياسية الحزبية والثقافية والاجتماعية الكوردية يرد حلاً لقضيته ويتمنى أن تنتهي كل حالات التجاوز بحقه وبحق كافة أبناء الشعب السوري بكل أطيافه وقومياته وأقلياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون في إقليم كردستان يتمسكون بحلم العودة إلى م


.. Ctجولة مفاوضات جديدة تنطلق في مسقط بين الحكومة اليمنية والح




.. إطلاق نار مكثف صوب خيام النازحين بالمواصي


.. شهادات صادمة من سجن سدي تيمان عن عمليات تنكيل وحرمان وتعذيب




.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ