الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين الأيمان و العقل Faith & Reaaon

بطرس بيو

2010 / 9 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلاقة بين المعرفة المستندة على العقل و المعرفة المستندة على الأيمان موضوع أنشغل الفلاسفة و اللاهوتيون ببحثه منذ عصر الحضارة الإغريقية. فالمعرفة المستندة على العقل هي تلك التي تستنتج من البحث العلمي سواء كان ذلك في الامور الذهنية أو الأخلاقية أو الفنية او الدينية. أما المعرفة الأيمانية فهي تلك التي لا يمكن إثباتها عملياً بل تعتمد على أمور ما وراء الطبيعة كالأيمان بوحي سماوي أو أقوال أناس يعتقد أنهم ملهمون.

و قد إدعى بعض المفكرون أن لا تناقض بين الإثنين بينما اكد البعض الآخر أن لا توافق بينهما. فالفيلسوف كيركجارت مثلاً يعتبر الأيمان مناقض للعقل بينما الفيلسوف الإنكليزي لوك يؤمن بموافقة الأيمان مع العقل. أفلاطون و أرسطو حاولا التوفيق بين الفكر و المعتقدات الدينيية التي كانت سائدة في عصرهم بعد تنقيتها من الشوائب الخرافية و الأساطير. و في رايي المتواضع ماذا سيبقى من المعتقدات الدينية بعد تجريدها من الأساطير و الخرافات؟ في إعتقاد القديس أوغسطين أن الأيمان هو إدراك لا يعتمد على العقل بل على الإرادة، و أنه لا يمكن فهم الله إلا بمحبته محبة صادقة .

و قد إتجه المفكرون في القرون الوسطى في أوربا إلى إحياء الفلسفة الإغريقية التي نقلها إليهم المفكرون العرب. و قد ميزفلاسفة الإغريق بين الفرضيات التي تستند على مبادئ ثابتة و الفرضيات التي تستند على أقوال ذوي الرأي. و كان إبن سينا يؤمن أن الدين اذا تم فهمه على حقيقته لا يختلف عن الفلسفة في صحته. أما إبن رشد الذي كان متأثرأ بأرسطو في فلسفته فلم يكن يؤمن بتوافق الأيمان مع العقل. و توما الأكويني يقول أن الحقائق اللاهوتية تتفوق على الحقائق العقلية.

رنيه ديكارت قال أنك و قد علمت أنك موجود تستطيع إثبات وجود الله عقلياً و رياضياً، أما باسكال فلم يوافق ديكارت أنه يمكن تطبيق الإدراك و المنطق في أمور الأيمان.

هذا بعض ما يقوله عظماء المقكرون منذ العهد الإغريقي حتى عصرنا الحالي الأمر الذي يضعنا في حيرة ما هو الصحيح.

و في رأيي المتواضع أعتقد أن الله (إن وجد) خلق لناعقلاً لنعتمد عليه في كل شئ، و مع الإعتراف بأن هذا العقل قاصر أن يعرف الحقيقة برمتها، فهو كل ما لدينا من الواسطة للمعرفة، و هو يدعونا أن لا نؤمن بأي شئ لا يمكن إثباته عقلياً. نعم هناك أمور لا شك في حدوثها و لكن عقلنا يقصر عن فهم كيفية حدوثها، كالتنوبم المغناطيسي و تبادل الخواطر و التنبأ بما سيحدث في المستقبل، و لكن في نظري هذا لا يبرر ان نؤمن بأمور لا يقبلها عقلنا. فأسطورة آدم و حواء، التي تؤمن بها الأديان السماوية الثلاثة، مثلاً لا يقبلها عقلنا، وقد جاء داروين ببديل لها و هي نظرية التطور التي و إن كان يؤمن بها جميع المفكرون في عصرنا هذا - فقط لعدم وجود بديل لها - ألا أنها لا تعدوا ان تكون نظرية لم يتم إثباتها علمياً حتى الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل يقوى الايمان والايمان يزيد العقل رسوخا.
حكيم العارف ( 2010 / 9 / 9 - 03:21 )

من يعرف الله يزداد حكمه وتعقلا ولذلك نجد الرجل الحكيم هو المؤمن الواثق بالله ....

اما اذا اعتمد الشخص على عقله فقط فمن المتوقع ان يشرد بعيدا عن الروح .... والكتاب يقول -عقل الكسلان معمل للشيطان - ..

ولاتنسى ان بولس الرسول كان فيلسوفا ومع استخدامه النعمه فى الايمان ترك لنا كتابات ورسائل بوحى الروح القدس ...

والمسيح هو كلمة الله المتجسده ونطلق عليه ايضا..عقل الله الناطق.
لان نطق الكلمه هى اظهار للعقل ...


واسمح لى الاعتراض على كلمة الديانات الثلاثه ... لان حسب فهمى ان -الله واحد - .... اما الثلاثه هذه فهى توحى بالاختلاف ...

واذا كان فيه اختلاف ... حسب اعمال العقل ... اذا احدهم ليس من الله.

ومرورا بالعهد القديم نجد العديد من الانبياء ولم يدعى احدهم اختلافا عن السابقين ... ولم يجبر احد منهم الشعب بالسيف على تصديقه..
وعندما ارسل السيد المسيح رسله للتبشير لم يبشروا بغير ماهو مكتوب بالكتاب المقدس


2 - من الجهل ماطفح
زين العابدين ( 2010 / 9 / 9 - 04:44 )
السذاجة التى يتم بها تعريف المعرفة العلمية
والتحدث باسم البشرية (لايقبلها عقلنا) أمور لا أعتقد أنها تؤهل للتحدث فى مواضيع تحتاج لمرجعية فكرية علمية راقية المستوى مثل الدين والعلم

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah