الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خياراتك: بين الماضي والحاضر

ماريا خليفة

2010 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" الحياة عبارة عن مجموعة الخيارات التي اتخذناها" ~ ألبير كامو

كلنا ننشد السعادة ونحاول جاهدين ألا نكون تعساء. ومع مرور السنين تتكوّن لدينا عادات نعتقد أنها تجعلنا سعداء وأخرى نعتقد أنها تشعرنا بالتعاسة.

جميعنا متشبثون بعاداتنا. نتمسّك بها فإذا بنا نلزم أنفسنا بعواقبها سواء أكانت جيدة أو لا. ومن هذه العادات تعلّقنا بشخص أو وضع أو شيء نعتقد أنه يسعدنا، فإذا تغيّر هذا الشخص أو الوضع أو ذلك الشيء ينتابنا الخوف. هكذا يسيطر الخوف علينا إذا ما أنهينا علاقةً، أو خسرنا عملاً، أو انتلقنا للعيش في مكان آخر.

لطالما أحببت اتخاذ القرارات. وقد طوّرت أداة تساعدني على تحليل حالتي لتحديد ما إذا كنت سعيدة، تعيسة، أم خائفة. وأود أن أطلعكم على هذه الطريقة. إنه سؤال بسيط:

1. كم كان عمري عندما اتخذت هذا القرار؟

إذا كنت أعتقد أن علّي أن أحيط نفسي بنخبة القوم فقط، أسأل نفسي: كم كان عمري عندما قررت ذلك؟ إذا كنت أعتقد أنني لا أستطيع أن أقود إلا سيارات من نوع معيّن أسأل أيضاً: في أيّ سنّ اتخذت هذا القرار؟ إذا كنت أعمل في مجال معيّن أسأل نفسي كم كان عمري عندما اخترت هذه المهنة؟ وبعد أن أطرح على نفسي هذا السؤال، أسائل نفسي مرة جديدة:

2. هل أودّ أن أجدّد هذا القرار؟

لقد اكتشفت أنني حين أحاول التمسّك بأشياء مألوفة بالنسبة لي، أحدّ خياراتي بقرارات سابقة، كانت حين انخذتها الأفضل والأنسب، علماً أن بعض هذه القرارات تعود إلى مرحلة المدرسة. إنها تنتظر منذ وقت طويل التحديث والتجديد، لكني لم أستطع أن أفعل ذلك لكثرة ما كنت متشبّثة بها. ولم أستطع كذلك أن أستمتع بحاضري لأني ألتزم بشكل أعمى بقرارات الماضي.
أعتقد أنكم مثلي، أصبحتم متعلّقين بقراراتكم، فامتلأ فكركم بها ولم يعد فيه متسع لشيء آخر. أعتقد أنكم لو خصصتم يومين هذا الاسبوع لتسألوا أنفسكم: " كم كان عمري حين اتخذت هذا القرار؟ " ثم " هل أريد أن أجدد هذا القرار؟" يمكنكم أن تبعثوا في حياتكم نضارة جديدة وفرحاً أكبر.

التخلّي عن الأشياء التي تعلّقنا بها ليس سهلاً. نحتاج لأن نبذل جهداً واعياً، ليوم ثم ليوم آخر وبعدئذٍ لأسبوع ولشهر. لكني واثقة بأنكم لو التزمتم بهذا النوع من التغيير، ستبدو حياتكم في نهاية الشهر أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
ابدأوا بطرح الأسئلة التالية على أنفسكم، وبعد كل جواب اسألوا أنفسكم: " كم كان عمري حين اتخذت هذا القرار؟ " ثم " هل أريد أن أجدد هذا القرار؟"

• هل أقبل اللحظة الحاضرة بكل ما تحمله لي؟
• هل أعتقد أن اللحظة الحاضرة تحمل لي ما يكفيني؟
• هل أحاول أن أسيطر على الناس وأتلاعب بهم؟
• هل أنا مرن أم أنني جامد في مكاني؟
• هل أستمتع بحياتي وأشعر فيها بالاسترخاء؟
• هل أنا صديق نفسي المفضّل أم أنني أعتمد على آخرين لأشعر بقيمتي؟
• هل أعطي أهمية لمبادئي الخاصة ولما يشغقني في حياتي، وهل أسعى إلى عيش هذه المبادئ وهذا الشغف؟
• أيمكنني أن أفصل نفسي عن شخص مميّز أنا متعلق به وأظل أرى نفسي متكاملاً من دونه؟
• أيمكنني أن أتواصل مع كل الناس أم أن مجموعة الأشخاص المقرّبين مني محدودة؟
• أيمكنني أن أتخلى عن العلاقات التي لم تعد تنفعني؟

أستطيع أن ألمح الشجاعة الكامنة في كل واحد منكم يا قرّائي الأعزاء. وانا أعلم أنكم تستطيعون أن تستجمعوا هذه الشجاعة لتطرحوا على أنفسكم هذه الأسئلة وتستخدموا النتائج لخير أكبر وفرح أعظم، ولسعادة ونجاح أكيدين في حياتكم. ابدأوا هذا الاختبار واطلعوني على النتائج التي حققتموها عبر البريد الإلكتروني!

" دقيقة واحدة تكفي لاتخاذ القرارات والقيام بالمراجعات، إلا أن دقيقة أخرى قادرة على قلب كل شيء رأساً على عقب." ت. س. إليوت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول