الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحوة أمريكا أمام الحركة الإسلامية

دانيال بايبس

2010 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك إن معضلة مركز قرطبة أو جامع الأرض رقم صفر وما الى غير ذلك من المسميات، لها عواقبها على محيط أمريكا وخارجها. فالنقاش الدائر حول تلك الإشكالية لا هو بالطبيعي وليس في الحسبان عين الوقت. إن أي حدث له صلة بالإسلام من قريب أو بعيد يثير العصب الأمريكي ويربطه بالإرهاب ، وهذا ليس بالغريب لو كان الامر إختراق إسلامي لأجهزة الأمن، نتائج ليست بالحسبان في إستفتاء عام أو خطاب رئاسي مليء بالاعتذارات و غير ذلك.
أما على العكس من ذلك ترى ما هو رمزي بحت تمثّل بإحتمال قيام جامع قرب مركز التجارة العالمي أثار نقاش دام أمده عدة شهور، وتحول الى ما هو متصل بالسياسة الأمريكية الخارجية. رغم ذلك فإن ما أثاره هذا الحدث لا يختلف البته عن أحداث رمزية مشابهة كما هو الحال في أرجاء ألعالم ألغربي، مثل النقاش حول الزي الإسلامي في فرنسا منذ عام 1989، والمنارات السويسرية، وإغتيال ثيو فان كوخ في هولندا، والكاريكاتير الدنماركي.
الغريب في أمر هذا الحدث الرمزي هو عدم تطرق المناقشين له لما هو أجدر بذلك وهي مصدر تمويله. شخصياً لا أعارض بناء هذا المركز، ولكن أعارض أي بناء له علاقة من قريب أو بعيد بالإسلاميين المتطرفين. رغم ذلك فإن قيام هذا المبنى مستقبلاً قد تكون نتائجه سلباً لا ايجاباً على المجتمع الإسلامي الأمريكي.
إن العاصفة المثارة حالياً في الشارع الأمريكي قد تكون بداية لصعاب عدة للإسلاميين، الذين ترجع جذور حركتهم إلى إتحاد الطلبة الإسلامي الذي تأسس في امريكا سنة 1963. الحركة ولدت سياسيا في التسعينيات، و أصبحت قوة لا يستهان بها في الحياة العامة الامريكية. كنت يومها في صراع ضد الإسلاميين و لم يساندني سوى ستيفن أميرسون، وقد فشلت في جهدي بسبب غياب الإسناد الفكري والمادي والإعلامي. وصلت تلك الجهود الى قاع الفشل يوم تحدث ريتشارد كرتس، المتضلع في الشؤون الخارجية في كابيتول هل، عن النجاح الإسلامي الأمريكي و تشبيهه له بالانتصارات الإسلامية في صدر الدعوة المحمدية. ورغم أن الحديث الأخير كان يخص السياسة الامريكية تجاه اسرائيل، لكنه مس بقوة الشارع الإسلامي الأمريكي و لم يتجرأ أحد يومها على مخالفته الرأي.
تغير الحال عندما صحت امريكا يوم التاسع من أيلول.. لم يكن الغضب الأمريكي مصوباً تجاه الهجمات فحسب، وإنما تجاه تعجرف الإسلاميين الذين لم يتوقفوا عن إلقاء اللوم على سياسة أمريكا الخارجية وغير ذلك، بل وحتى إنكارهم أن الجريمة إرتكبها مسلمون. أدى كل ذلك الى جهود فكرية و إعلامية كان نتاجها حركة سياسية وإجتماعية ذات زخم هائل موجه ضد الاسلاميين. الحق إني شعرت بالبهجة لوجودي ضمن الفريق المنتصر لأول مرة منذ اكثر من خمسة عشر عاماً.
أما قلقي اليوم كون الفريق المنتصر إختلط تقييمه وأصبح يروج لمقالة الإسلاميين أنفسهم، الذين يشيعون أن الاسلام المعتدل لا وجود له. وأصبح الكثير لا يفرق بين الإسلام كعقيدة ودين، وبين الإسلاميين كحركة يوتوبية، خيالية تسعى إلى فرض قوانين إسلامية قهراً. إن هذا الخطأ ليس فكريا و حسب، وإنما قد يكون نهاية سياسية في حد ذاته. إن إستهداف المسلمين قاطبة لا يتلاءم مع مبادئ الغرب التحررية ويتناسى ما هو بديهي، وهو أن المسلمين أنفسهم يملكون الدواء لعلاج الإسلاميين وتطرفهم. إن الإشكال اليوم هو التطرف الإسلامي الجذري، والحل هو الإسلام المعتدل عينه. إذا ما استوعبنا هذا الدرس تعجلت هزيمة الإسلاميين.

National Review Online
http://ar.danielpipes.org/article/8854
المصنف الإنجليزي الأصلي: Americans Wake Up to Islamism
ترجمة: د. سداد جواد التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يوجد إسلام معتدل
مريم رمضان ( 2010 / 9 / 12 - 19:42 )
يا أخي لا يوجد إسلام معتدل أو متطرف ما دام القرآن هو مرجعهم


2 - مضحك هذا البايبس
نبيل السوري ( 2010 / 9 / 13 - 06:22 )
حيث ميزانه للأمور بشكل عام هو الموقف من إسرائيل
منذ فترة بسيطة، كتب مقالاً مطولاً يؤكد فيه أن ما فعله الأتراك في قبرص لهو أشد هولاً وأسوأ مما حصل للفلسطينيين على يد إسرائيل!!!؟؟؟
لماذا؟ لأن تركيا أردوغان أظهرت بعض الامتعاض من إسرائيل... فحق عليها القول البايبسي، فبرأي أمثاله، يحق لمن يشاء أن يكفر بكل الآلهة وأن ينتقد ما يشاء، لكن ممنوع ضرب إسرائيل بوردة في حين يحق لإسرائيل استعمال الأسلحة النووية إن ارتأت ذلك

وهو في هذا المقال التافه، يعظم من شأن اللوبي الإسلامي المرعب، الذي أصبح عملاقاً مفترساً أمام القزم أيباك وأمثاله!!!!؟؟؟ على من الكذب والدجل؟؟؟

أنا أذهب أبعد من هذا المنافق
برأيي أن بناء أي صرح ديني، أكان مسلم، مسيحي، يهودي أو غيره، خاصة عند الغراوند زيرو وحتى غيره، هو عار على الإنسانية. فكفانا نفاقات دينية، وكفانا هدر هائل للثروات على الأديان وتفاصيلها وتوابعها، في حين المليارات من الناس تموت فقراً، ومن يرغب بالصلاة فليصلي في بيته أو في الطريق حيث السيد أو الشيخ الله من المفترض ليس بحاجة لها ويستطيع أن يسمع ويتقبل على الهواء مباشرةً ومن أي مكان كان


3 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 9 / 13 - 17:36 )
أمريكا والغرب أنظمة إمبريالية استغلالية تعمل كل ما في مستطاعها لنهب خيرات الشعوب واستنزاف اقتصاداتها ، والانظمة الحاكمة في العالم العربي والإسلامي أنظمة تابعة للرأسمالية المتوحشة وهي لا تتوانى في خدمة مصالحها الضيقة ومصالح أسيادها الإمبرياليين
الإسلام السياسي بالنسبة لهؤلاء جميعا يعتبر قوة ضغط هائلة تم استثمارها وتوظيفها سياسيا وإيديولوجيا لمحاربة الإتحاد السوفياتي والفكر الاشتراكي وحركات التحرر الوطنية على الصعيد العالمي فأعطت أكلها
الإسلام السياسي كائن قابل للترويض والتدجين والاحتواء شريطة أن يتم التعامل معه بشكل بركماتي وعقلاني ودون ارتكاب أخطاء سياسية مجانية
ولعل خطة أوباما والبيت الأبيض و اتخاد قرار بناء مسجد في مكان انفجار 11 سبتمبر دليل على ذلك
تحياتي


4 - مضحك دانيال هذا ؟!
شريف سعد خالد ( 2010 / 9 / 13 - 21:50 )
دانيال الصهيوني الامريكي يسكت عن التطرف الصهيوني في فلسطين والتطرف الصليبي في العراق وافغانستان واخره قطع اصابع الافغان بعد قتلهم والاحتفاظ بها للذكرى كما كان يفعل اسلافه مع الهنود الحمر الذين ابادهم اهل المحبة والتسامح عندما كانوا يقتلون الهندي الاحمر ويسلخون فروة رأسه للذكرى او لاستلام قيمة السلخ ؟!
انا امريكا مهددة من الداخل بالانفجار والتحلل والتمزق بسبب العصابات المسيحية البيضاء التي تناهض الحكومة الاتحادية
والداووديين وتيموثي ما كفن واخر استخدم الارهاب ضد الحكومة المركزية وفر لمدة خمسة وعشرون سنة
ان ضحايا الارهاب والعنف بين الامريكين يصل رقمه الى ستة الاف شخص سنويا
وهو ضعف رقم ضحايا البرجين والجنود الذين قتلوا في العراق
غير مفهوم لماذا ترسل الامهات المسيحيات ابنائهن الى الشرق الاوسط ليموتوا او يعاقوا او يجنوا او ينتحروا فيما يستمتع ابناء السياسيين والعسكريين والاقتصاديين الفاسدين وابناء الصهاينة في تل ابيب بحياتهم الصاخبة
انا اقول لهذا الصهيوني المتعجرف ان الاسلام قدر امريكا وانكم ستهزمون وستغلبون


5 - قول جزء بسيط من الحقيقة مؤلم
علي سهيل ( 2010 / 9 / 14 - 07:22 )
العرب المسيحيين هم أول من ندد وشجب ورفض وكفر هذا القس الذي اراد المساس بالقرآن الكريم، لان النصوص في الانجيل ترفض اعتداء الانسان على اخيه الانسان وترفض المساس بحرية ومعتقد الاخر، ومع اسفي الشديد يتم الاعتداء يوميا على العرب المسيحيين وتحرق كنائسهم يختطفوا ويذبح رهبانهم كالخراف وتدنس اناجيلهم، ويتناقص عددهم يوما بعد يوم ، وتم تهجير اكثر من مليون شخص من العراق تحت التهديد بالموت والقتل والحرق والسبي، وعددهم اقل من الواحد بالمائة في ارض المسيح، ويمنعوا من ترميم كنائسهم او توسيع مقابرهم ويدفن موتاهم فوق بعضهم البعض اصبحت القبور تكدس بعظام موتاهم، وتسرق اراضيهم، وهم على الجمر قابضون، انتمائهم واخلاصهم لاوطانهم يدافعون عنها ضد الاحتلال، ويضحون وبدفعون الغالي والنفيس من اجل رفعة وتقدم بلادهم، هم احفاد عيسى الغواص الذي حرر القدس مع اخيه صلاح الدين وحاربوا الصليبين الذين اتخذوا اشارة الصليب زورا وبهتانا وحاربوا الاستعمار الفرنسي والانجليزي وقدموا قوافل الشهداء، كل هذه التضحيات والوفاء والاخلاص لم jشفع لهم عند اخوتهم في الوطن بل يعتبرواتناقصهم نصر رباني على الكفرة والملحدين، يارب إغفر

اخر الافلام

.. صباح العربية يلتقي بضيوف الرحمن من المسجد الحرام


.. استطلاع: 61% من اليهود الأميركيين يؤيدون بايدن| #أميركا_اليو




.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قانون استمرار إعفاء اليهود #الحريديم


.. كيف صعد الآشوريون سلّم الحضارة ؟




.. أبو بكر البغدادي: كواليس لقاء بي بي سي مع أرملة تنظيم الدول