الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الله مختفي....؟! الجزء الأول

مازن فيصل البلداوي

2010 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الجزء الأول
ترجمه بتصرف
**********
تحاول مجموعة من الأخوة الكتّاب ومن على صفحات الحوار المتمدن،هذا المنبر الذي اتاح للكثير من الناس وعلى اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم،الأطلاع على تعدد الأراء واختلاف الرؤى والأيديولوجيات واستطاع الكثير من الناس التمتع بحقه الذي لاينكره ولايعترض عليه احد في المداخلة والمناقشة لأبداء الراي كل حسب وجهة نظره الملتزمة بالأحترام المتبادل تجاه جميع الأطراف،ان تطرح اكثر الأمور والمواضيع مساسا بحياة الشارع العراقي والعربي بشكل عام من قضايا خاصة ببلدان بحد ذاتها وحالات عامة تعتبر همّا يشترك فيه الجميع،وكما اعتقد فان النية الحسنة وراء طرح الكثير من المواضيع بعيدا عن الشدذ العصبي او الضغط النفسي،الا ان البعض وبدون سابق انذار مع الأسف يرفع سيف دون كيشوت ويبدأ بمقاتلة الطواحين معتقدا بانه او ماينتمي اليه فكريا او ايديولوجيا هو المستهدف،وكم كان بودي ان يأخذ مثل هؤلاء الأخوات والأخوة جانب الهدوء وطيب النفس عند تناول النقاش والحوار،الا ان الأمنيات تبقى حبيسة العقول والنفوس عسى ان يجعلها الزمان حقيقة واقعة.

سنناقش هنا احد هذه المواضيع المهمة والمشتركة بين العديد من الناس ومن مختلف المرجعيات الفكرية،لأن هذا البحث قد يختلف عن غيره باسلوب طرحه وآلية نسقه الفكري.

يقول الفيلسوف العظيم،وصاحب المنطق،والناشط الأجتماعي والمنتقد للدين والأيمان عندما سألوه عن ماذا سيقول لصانعه(خلقه) عندما سيقابله بعد الموت..؟ فأجاب باعتداد...سأقول..(ايها الرب انك لم تعطنا دليلا كافيا على وجودك!).
ومن هذا التعبير نستطيع ان نفهم الأتي: بالنسبة لـ..راسل ان وجود الله غير ظاهر للعيان وهذا يشكل مأزقا كبيرا للعديد من الناس،اما بالنسبة للبعض فهو يمثل دليلا واضحا على عدم وجوده.
ويتساءل أحدهم قائلا....لماذا يصعب علينا رؤية خالق الكون؟
وبالتأكيد فأذا كان مثل هكذا خالق ظاهر للعيان فسوف يكون هذا دليلا قاطعا على وجوده!

((هنا نستطيع ان نر آلية صياغة الأسئلة وآلية الأجابة وطريقة التفكير،اقول كلّنا نفكر في هذه الأسئلة ونذهب في اتجاهات عدة نبحث عن أجابات مقنعة،منّا من يظهر هذه الأسئلة ومنّا من يكتمها الا عن اقرب الأصدقاء فيسمح لنفسه بمناقشة الموضوع،حتى الأطفال عندما يوجهوا مثل هكذا سؤال الى احد الكبار في السن، يبقى الكبير حائرا يبحث عن اسلوب اجابة مقنع يرد به على سؤال الطفل،لأنه ومن الخطأ الفادح ان نتغاض عن اجابة مثل هكذا سؤال، كأن نقرّع الطفل او هنالك من يشتمه ويزجره ومنهم من يستخدم طرقا أخرى،لأن هذا سيبقى داخل النفس سؤالا حائرا قد يدفع باتجاهات فكرية غير صحيحة في المستقبل)).

نتابع هذا المقال لكاتبه الذي يستطرد قائلا....ومن اجل اخراس الذين لايصدقوا بوجوده ومن اجل ان يزيد عدد المؤمنين،لم لايظهر هذا الخالق ببساطة على مروج البيت الأبيض الخضراء،ليعلن عن وجوده وحضوره ويقوم بطريقة أعجازية بايقاف كل الحروب ومعاناة الجوع والأمراض حول العالم؟
للبعض من الناس يكون الحضور الخفي هو دليل على وجود رب معبود ولكن ظهوره بهذه الصورة التي تكلمنا عنها لن يكون مستحقا للعبادة!
أي نوع من الآلهة هذا الذي يقول عنه المتدينون بأنه (يحبنا) يقف مكتوف الأيدي امام الأعمال الوحشية التي يتعرض لها البشر؟؟ ويجعلنا نعاني بصمت!فمثل هذا الأله اما ان يكون غير كامل القوة او غير عالم بكل مايحدث او بالتأكيد غير حسن النوايا!! وان ماحدث في الهولوكوست هو اثبات واضح على عجزه او عدم اهتمامه!!
((ضرب مثلا في الهولوكوست،وأقول وهذه فلسطين تصرخ منذ 60 عاما،الا بين هؤلاء مؤمن واحد يستحق الأجابة؟ وما حدث في العراق ولازال يحدث،الا بين هؤلاء طفل واحد وليس بكبير يستحق دمه ان يحقن بايقاف مايحدث؟؟ وماحدث في البوسنة،الم يكن جديرا بالأيقاف والحفاظ على الأبرياء هناك من همجية المتشددين؟؟)).
في الحقيقة ان السؤال حول (الوجود الخفي للرب) ليس بجديد ويعتبر سؤالا جوهريا لاهوتيا لما يقارب الــ 2000 سنة!فالأنجيل نفسه في حالة صراع دائم مع هذا السؤال،وان مزاجية الرب الواضحة هي موضوع كتاب العمل.طبعا انه لمن بسيط الأجابة على السؤال بأن(سبب هذا الصراع بين الأنجيل وبين السؤال هو ان لا رب هناك وبشكل واضح)،دعنا نتخلى عن هذه الفكرة وسينتهي صراع الأنجيل مع السؤال،حسنا،ان هذه اجابة جيدة بالتأكيد!
ان المهم بشكل أكبر هو ماذا نفعل(مجموعة تأثيراتنا الأيجابية على واقع الحياة اليومية) وليس بماذا نؤمن او لانؤمن! أن بيرتراند راسل نفسه كان رجلا عظيما كرّس حياته لمساعدة الأنسانية على المضي قدما نحو مستقبل سلمي وبهذه الطريقة فأن عدم أيمانه بوجود رب كان التعبير عن أصراره الفكري ورغبته لتحرير الناس من أسر الخرافات والأنقسام والتشرذم.
فألى كل أولاءك الذين هم في حالة صراع مع السؤال حول هذا الغموض الذي يلف الوجود الألهي اقول...اني سأقدم عدة اجابات قد تساعد على النظر الى هذا الأمر من عدة جهات.

((قبل ان نبدأ بادراج النقاط التي طرحها كاتب المقال،اود ان يكون القارىء قد ادرك تماما آلية التسلسل في الأستفسار وكيفية طرحه،وكيف كانت ردود الأفعال المختلفة والتي تم الحصول عليها بموجب معايير انسانية بحتة باعتبارنا بشر له عقل يفكر به ويسأل ويستفسر ويعي ويدرك ويتأكد ويحجب مالا يريده، من هذه السطور السابقة نرى كيفية انطلاق العقل ومنذ مدة ليست بالقصيرة لتوجيه هذا السؤال،ونستطيع معرفة ماهية الطريقة الواجب اتباعها في الأستفسار والأستعلام، ليس القصد منها الأسقاط المباشر لموضوعة الأيمان او الأعتقاد، بل هو البحث داخل عناصر هذه المجموعة المتزاحمة بالمفردات المتوافقة والمتضادة على حد سواء)).

النقطة الأولى:خطأ فهم طبيعة الرب

أن فكرة ظهور الرب ككيان نستطيع رؤيته تمثل اعتقادا حول الطبيعة الألهية تتجه الى التكوين المادي لهذه الطبيعة ولكنه منفصل عنّا ويعيش هناك في مكان ما في الفضاء، كشخص يشبهنا ولكن أكبر بكثير من احجامنا،وأذكى منّا، الخ.....!فأذا كانت هذه هي رؤيتنا للطبيعة الألهية فمن الطبيعي ان يصيبنا الأحباط حول مسألة وجوده الخفي!وانا اعتقد بصراحة ان هذه هي صورة طفولية جدا عن الطبيعة الألهية وعلينا جميعا ان نتفق على عدم وجود مثا هذا التصور.لقد ذكر جميع اللاهوتيين والصوفيين والقادة الروحيين العظماء بأن مانسميه (الرب) هو كائن غير محدد!
أذا ماهو الرب ؟.......حسنا، ولكي لاأكون مراوغا،لكن هذا ليس بالجواب السهل من الممكن في مدونّة قصيرة،وكل ما سأدونه هو غير دقيق وسيفهم بطريقة مغلوطة ربما وغير مكتمل الفحوى،فأني استطيع قول مايأتي:

أن الوجود الألهي هو وجود مكتسب من الصورة العقلية ولكنه لايخضع للمقاييس الكمّية او معايير القياس ولم يتم تسجيله بصورة او صوت،لذا فأن الخطوة الأولى هي ان نترك المعنى الحرفي لكلمة الرب ونبدأ بمعرفة ان البحث عن الرب يشابه بشكل اكبر البحث عن الحب والعلاقة الروحية اكثر مايسابه البحث في نظرية *(الجرافتون) او البحث حول **(البج فوت).

*الجرافتون:هي نظرية فيزياوية تبحث في الجسيمات الأولية المكونّة للكون.
** البج فوت: هي النظرية الموجودة حول الكائن الذي يشكل احدى الحلقات المفقودة في سلسلة تطور الأنسان.

هذا هو الجزء الأول،ارجو من من يهتم بقراءة مثل هذه المواضيع ان يفهم تماما ان الهدف من طرح مثل هذه المواضيع هو نقل مايكتبه العالم حول المواضيع المشتركة بين بني البشر وعلى اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية، التفكير المشترك حول المرجعيات التي تربط بني البشر ولكن قد تكون بمسميات مختلفة، بالقراءة الهادئة نستطيع ان نعرف ماهي آراء الأخرين وبغض النظر عما يؤمنوا به او نؤمن به، فهذا لن يفسد في الأيمان قضية.

في الجزء الثاني......سنكمل مع النقاط الثلاث الأخرى ليتم المعنى وتكتمل الفكرة حتى تكون جاهزة للمناقشة والأثراء.

تحياتي
15/9/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي