الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الفطر خمسة أيام!

عبدالرزاق الصافي

2010 / 9 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



حكمة الأعياد في كل الديانات وبمعزل عن الديانات هي أنها مناسبات وفرص للفرح والتصافي ونسيان الخلافات بين الناس: عوائل كانوا أم طوائف أم عشائر أم أصدقاء، إلا عيد الفطر لدى المسلمين مع الاسف الشديد. فقد دخلت عامي الثمانين ولا اتذكر عاماً واحداً اتفق فيه المسلمون على موعد بدء هذا العيد الذي يسمونه بالسعيد! وإذا كان احتمال وجود اختلاف في موعد ظهور هلال شهر شوال الذي يبدأ به العيد السعيد بين بلدان متباعدة كالمغرب واندونيسيا مثلاً فإن هذا الاحتمال ينبغي أن يكون غير موجود داخل البلد الواحد أو المدينة الواحدة كبغداد أو الكويت أو المنامة.
وقد أثبت تطور علم الفلك إمكانية معرفة موعد ظهور الهلال باليوم والساعة والدقيقة والثانية بشكل لا يحتمل الخطأ مطلقاً. ولذا فقد دعا العديد من العقلاء إلى اعتماد الحساب الفلكي وإعلان يوم العيد وفقاً لهذا الحساب، وإراحة الناس من الخلاف والفرقة بين المسلمين، لكي يحتفل الجميع موحدين بالعيد. غير أن مصالح لا علاقة لها بالدين، على ما يبدو، هي التي حالت وتحول حتى الآن دون تحقيق هذا الأمر البسيط. وظل يراودني منذ الطفولة سؤال: لماذا يحتفل الشيعة بالعيد بعد السنة بيوم أو يومين باستمرار؟ بل ولماذا يحتفل الشيعة في يومين مختلفين أحياناً، كما حصل في هذا العام؟
ولإزالة هذا الخلاف دعا الكثير من العقلاء والحريصين على وحدة المسلمين منذ أمد بعيد إلى تشكيل هيئة مستقلة من علماء أفاضل ورجال ذوي أهلية علمية في الفلك لاعتماد الحساب الفلكي الدقيق وإعلان موعد بدء رمضان شهر الصيام، وموعد انتهاء الشهر وحلول شهر شوال وبدء العيد السعيد.
وتحسب للفقيد الكبير آية الله محمد حسين فضل الله جرأته في تبني هذا الأمر والإفتاء باعتماد الحساب الفلكي وإعلان موعد العيد وفقاً له. واستناداً إلى هذه الفتوى الجريئة أصدر مكتب مرجعيته في بيروت بياناً قبل بضعة أيام من موعد حلول العيد إن هذا الموعد يحل يوم الخميس التاسع من شهر سبتمبر/ ايلول، استناداً إلى الحسابات الفلكية المضبوطة. فكيف تعامل المسلمون مع موعد العيد؟
احتفل المسلمون في ليبيا بالعيد يوم الخميس. واحتفل السنة في شتى ديار المسلمين بالعيد يوم الجمعة، وشاركهم الاحتفال قسم من الشيعة استناداً إلى ما أعلنه بعض المراجع العظام في النجف الأشرف، واحتفل القسم الآخر من الشيعة يوم السبت! فهل يعقل أن يكون الفرق في موعد ظهور هلال شهر شوال يومين؟ وبالمناسبة فإن هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها الفارق بين الطائفتين أكثر من يوم واحد في البلد الواحد والمدينة الواحدة. فإلى متى تستمر هذه الحالة، التي يـُزعم أنها تطبيق للآية الكريمة «ومن رأى منكم الشهر فليصمه»؟ أي اعتماد رؤية الهلال معياراً وحيداً لبدء الصيام وانتهائه وإعلان العيد.
وتحضرني في هذه المناسبة ذكرى حادثة تتعلق بالأمر حدثت في إحدى السنوات في قرية في جنوب العراق هي أن الناس في القرية رأوا الهلال ظاهراً بوضوح، وقالوا لممثل المرجع «إذن غداً عيد» فاستمهلهم الإعلان عن ذلك حتى ترد برقية بذلك من المرجع!
نغتنم المناسبة لتكرار مقترح مطروح منذ فترة ليست قليلة بتشكيل الهيئة العلمية التي تبت بالموضوع وتخليص جمهور المسلمين من هذه البلبلة المتكررة كل عام. فهل يستجيب ذوو الشأن لهذا المقترح المنطقي المعقول الذي يحفظ وحدة المسلمين، أم يستمر هذا الأمر المؤسف؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتراح مرفوض
حسين محيي الدين ( 2010 / 9 / 15 - 07:02 )
الاستاذ عبد الرزاق الصافي المحترم , اقتراحك بتأسيس هيئة علمية لمراقبة الهلال اقتراح مرفوض للاسباب التالية . أولا ان توحيد يوم العيد لدى المسلمين يعني خطوة أولى باتجاه وحدة المسلمين وهذا ما لا يرتضيه دعاة الطائفية اينما وجدوا وهم كثر . ثانيا هذه الخلافات في رؤية الهلال وفي بعض أمور الشريعة الثانوية هي الاساس للتنافس بين رجال الدين حول قيادة المسلمين فأن نسف هذا الخلاف فقد يحتاج رجل الدين الى معاجز ليؤكد اعلميته وهو العالم بأن ليس بأمكانه تحريك ساكن أو اختراع شيئ نافع للبشرية . ان تهافت رجال الدين على المال والسلطة يحتاج الكثير من كسب عواطف المغفلين بأقناعهم بأن ما يقرره هو الصواب . لذلك ففي اعتقادي ان تأخذ الحكومة على عاتقها تحديد يوم العيد وجعله عطلة ليوم واحد وأخذ اقرار على رجال الدين بعدم التدخل في الشؤون العلمية البحتة


2 - تنبيه
احمد عمر ( 2010 / 9 / 15 - 11:22 )
سيدي ومن راى منكم الشهر فليصمه ليست اية
وانما اعتقد انك تريد ان تقول صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وهذا حسب مايشاع انه حديث
الايت تقول فمن شهد منكم الشهر فليصمه
وجب التنبيه

اعتقد ان الحساب الفلكى هو الذى ينهى الصراع على رؤيه هلال المشاكل
شكرا


3 - لماذا ثلاثة أيام
عدلي جندي ( 2010 / 9 / 15 - 15:04 )
سيدي الكاتب لك كل الحق فعالم اليوم يعتمد الفقهاء وغيرهم من الدعاة علي منتجات العصر وتكنولوجيا العصر فلماذا لا يتركوا أمر تحديد يوم العيد أيضا للتكنولوجيا ولي من فضلكم تساءول لماذا أصلا إحتفالات عيد الفطر تتم في ثلاثة أيام متتالية وليس يوم واحد فقط ؟ شكرا لكم ولأي متطوع بالرد الوافي


4 - مع الاسف
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 9 / 15 - 16:54 )
هذا الذي يشغل بالك ايها الرفيق المحترم بعد سنين طويلة من النضال,مع الاسف


5 - تحية الى جاسم الزيرجاوي
رشدي علي ( 2010 / 9 / 15 - 21:35 )
هل حقا هذا هو عبد الرزاق الصافي سكرتير الحزب الشيوعي ولسنوات طويلة؟ مشغول بالعيد؟؟ يالها من مهزلة! الا توجد هموم؟ كما يقول المصريون: عليه العوض!


6 - وحدة المسلمين باي اتجاه
صادق التميمي ( 2010 / 9 / 16 - 16:13 )
العزيز المناضل عبد الرزاق الصافي اعتقد ان تعدد اعلان توقيتات العيد يقوض الافكار التي تحتكر الحقيقة وتعلن نفسها محصنة بالقداسة التي لاتقدح لذا ان الواقع الذي تدعو الى نقضه عبر توحيد العيد يفجر اسلة عن ماهية المقدس ونوعه ومضمونة الاجتماعي اذ اي الاعياد هو العيد الذي ارتأه الله هل هو عيد الخميس ام الجمعة ام السبت اذ طبقا للتصورات الدينية لابد من احد هذه الاعياد هو عيد الله وماعداه لا. ان مثل هذا الوضع يثير سخرية ازاء حقيقة ثابتة تعلن نفسها انها ابدية لايتسرب لها الشك. انا من دعاة انصار تعدد العيد لان ذاك قد يقود الى منطق تعدد الحقائق الذي من شانه ان يطيح بمركزية واطلاقية الفكرة الدينية

اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل