الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية

محمود الزهيري

2010 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في عودة غير حميدة للجماعات الدينية الجهادية وظهورها علي سطح الأحداث السياسية في مصر المأزومة بوجود هذه الجماعات التي هي في أساس وجودها من صنيعة الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المحلية بالتواطوء مع الأجهزة الأمنية والإستخباراتية ذات الشأن الدولي بإهتماماتها الواسعة بصناعة الأزمات وتفعيلها , وفي ظلال المتغيرات السياسية بتفعيلاتها الإجتماعية الناشئة مع ظهور الجمعية الوطنية للتغيير علي السطح السياسي المصري الملتهب بنار الفساد والإستبداد , تريد الأجهزة الأمنية بإعتبارها أزرع للفاشية السياسية , تطمح لتفعيل دور الفاشية الدينية ذات التوجه الجهادي أو القتالي ضد المجتمع , لأن خانة الجهاد أو القتال ضد الدولة أصبحت تعادل الصفر الأمني , ولكن خاناتها مازالت معبرة عن أرقام ضد المجتمع الذي لم تتصالح معه ولم تتراجع عن أفكارها الجهادية أو القتالية .

هذا هو ناجح إبراهيم الذي روع المجتمع المصري بقيادة تنظيمه الإرهابي القائم بأعمال القتل والذبح والسرقة والحرق والإتلاف وترويع الآمنين علي مدار سنوات عدة , والذي إستجاب للأجهزة الأمنية المصرية فيما سمي بالمراجعات الفقهية والتي إقتصرت علي ماسمي بمبادرة وقف العنف وقتها , ولكن الشروط كانت موقوفة علي وقف العنف ضد الدولة المصرية فقط , وليس المجتمع المصري , وهذه هي النتيجة المفصلية في الموضوع والتي تؤكد علي إجرام النظام المصري وتسويقه للفكرة الدينية المرتبطة بالجماعات الجهادية السلفية منها , والعاملة في مناخ وتيار ماتعارف عليه بتيار الإسلام السياسي ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين بتنظيماتها الدعوية والإقتصادية وصلاتها الأمنية بأجهزة الدولة المصرية في خضوعها لشروط النظام المصري من أجل تحقيق مصلحة الجماعة علي حساب منقوص من مصلحة المجتمع المصري , مثلها في ذلك مثل باقي التنظيمات الدينية الدعوية منها والمسماة بالجهادية .

وإذا كانت الجماعة الإسلامية بقيادة منظرها ناجح إبراهيم أمير الجماعة والمخلي سبيله في صفقة وقف العنف بينه وبين الدولة عبر الأجهزة الأمنية , والواضح أنه قد جاءت شرائط فقهية جديدة لم تكن معلومة للفقهاء القدامي , ولم تكن معلومة للسلف الصالح , وغابت عن فقه التابعين ولم يعلم بها الفقهاء الأولين , ومن ثم حق لـ ناجح إبراهيم أن يكون سيد الفتوي السياسية , ومرجع للفتاوي الأمنية , ومرجح لفقه الأولويات , ومستبعداً ومنحياً لفقه الطاعات في جانب ومرجئاً له ضد جانب آخر في عملية قياس إجرامية جديدة ضد المجتمع المصري , ليكون فقه الإستبداد , وتأويل الطغيان , وتفسير الفساد , كل هذا مشروط ومرهون بتأييد الجماعة الإسلامية وعدم إنجرافها لتأييد مايدعيه ويؤوله ناجح إبراهيم وجماعته الإسلامية من الإشتراك في أي تأييد لأي من مرشحي الرئاسة بخلاف مبارك الأب , أو مبارك الإبن , وكأنهما صاحبا النهج الإسلامي في السياسة والحكم , ومن هم دونهما علمانين ملاعين ملحدين وكفرة يحادوا الله ورسوله ولايحكموا شريعة الله , وأن أمر تحكيم شرع الله حسب فقه المصلحة المنوط بـــ ناجح إبراهيم وجماعته , ملزوم به مبارك الأب , ومبارك الإبن , ولكن هذه المرة من غير برنامج يحوز الشرعية الدينية المتوجهة صوب تطبيق الشريعة الإسلامية سواء لمبارك الأب أو مبارك الإبن !! .
فماذا يمكن أن نفهم من تصريحات ناجح إبراهيم سوي العودة إلي الصفر السياسي , الملازم للصفر الإجتماعي لتكون الجماعة الإسلامية ومعها باقي الجماعات الدينية رديف لأنظمة الطغيان والفساد والإستبداد , وأنها تقوم بدور المخبر والضابط ووكيل النيابة والقاضي , ويتم في النهاية تفعيل دورها لتقوم بدور الجلاد , ولكن ضد المجتمع المأزوم بالفاشية السياسية , والفاشية الدينية !!

من الممكن أن يقبل البعض أو يرفض مسلك ناجح إبراهيم حسب المفهوم المدني العلماني , حيث حرية الرأي متاحة , وحرية الممارسة السياسية أو الإمتناع عنها لاتمثل أزمة, ولكن الغير مسموح به من جانب ناجح إبراهيم والجماعة الإسلامية في جانب والنظام المصري وأجهزته الأمنية في جانب آخر , هو أن يتم التآلف والتلاحم بينهما لدرجة ان تعترف الدولة المصرية والأجهزة الأمنية بالجماعة الإسلامية , وتقر بمجلس شوري الجماعة , الأمر الذي تسمح معه الأجهزة الأمنية بموافقات صادرة من النظام المصري الحاكم لـ مجلس شوري الجماعة الإسلامية بإستضافة , وليس بزيارة سجن مزرعة طرة بالقاهرة لأعضاء مجلس شوري الجماعة الإسلامية والإلتقاء بباقي أعضاء الجماعة المسجونين , والموقوفين في السجون والمعتقلات الأخري !!
والسؤال الذي قد يكون ملحاً للمهتمين بهذا الشأن يكمن في طريقة الإجابة عنه , من أن الأجهزة الأمنية هل ستعمل علي إستبدال أمراء الأمن بأمراء من تنظيم الجهاد وتنظيم الجماعة الإسلامية للعمل علي إدارة صراع إجتماعي - سياسي - بخلفيات دينية في النهاية تصب في مجري نهر الطغيان المصري بفساداته المبنية علي إستبداده وطول فترة إستمراره في الحكم والسلطة ؟!!
أظن الإجابة مرعبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعداء المسلمين وليس اخوان المسلمين!!
مـينا الطـيبى ( 2010 / 9 / 18 - 00:08 )
لست ادرى من اين اتوا بهذا الأسم الجميل ( الأخوان المسلمين ) وهم فى الحقيقة اعداء المسلمين والبشرية اجمع من يقتل المسلمين وغير المسلمين فى افغانستان وفى باكستان وفى العراق وفلسطين ( حماس ) فى حرب غزة عندما انتشروا داخل المدنيين
ليحتموا فبهم ولبنان ( حزب اللة ) وفى الجزائر ايضآ انهم اعداء المسلمين وليسوا اخوانهم كما يطلقون على انفسهم .
عندما تركوا الدين ودخلوا السياسة فى ستار الدين وكل تاريخهم دامى وارهابى وهذا لا يدل الا انهم اهانوا اللة وكفروا عبيدة وكذبوا شريعتة ودمروا ابداعة من اجل الوصول الى الحكم والسلطة ولم يوجد طريق اخر يكتنفوة غير تدخلهم فى السياسة ليحكموا ويكون لهم الأمر والنهى فى كل شىء من اجل المال وسبى نساء الآخر وكل مايتنافى مع ابسط تعريف للأنسانية .
واعتقد هؤلاء يعلمون جيدآ بما يفعلونة انة يتنافى مع شريعة اللة الحقيقية ولكن غلاظة قلوبهم الشديدة وعقولهم القاسية وعماهم البصرى لأنهم لايرون غير المال والسلطة والنساء التى جعلتهم لا يرون غير ذلك فأنهم يقتلون ويدمرون كل ماهو ابداع من يد الخالق من انسان وكل شىء خلقة من اجلة لهدف واحد هو انفسهم التى ملك الشيطان عليها ربنا يلطف .

اخر الافلام

.. الناخبون المسلمون.. ورقة خاسرة للأحزاب المناصرة لإسرائيل بال


.. حسن المستكاوى: وقت الإخوان قالوا لى ملكش دعوة بالسياسة وخليك




.. كواليس جديدة عن ثورة المصريين وتمردهم ضد حكم تنظيم الإخوان ف


.. حسن المستكاوى: مش قادر أنسى الذكريات المؤلمة وقت حكم الإخوان




.. 153-An-Nisa