الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب المهيمن في بنية اجتماعية مهزومة ! (1)

رامي سحويل

2010 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




قرأت ما نشره الأخ هيثم ضمرة على صفحات موقع "البلقا نت" في مقاله المعنون "هل أضاء أسامة بن لادن البيت الأبيض !" (4أيلول 2010) إضافة لما قدر لي قراءته من سلسلة الردود والنقاشات التي أثارها المقال . وأعجبني في مقاله وضوح الفكرة وسلاسة التعبير وجدة الموضوع وواقية الطرح وأخيرا وليس آخرا الإيجاز !
كما لمست في مقالات الكثيرين ممن أيدوه قوة في الطرح وعقلانية في التحليل وأدبا جما في عرض الحجة على عكس أكثر (ولا نقول كل!) من انتقده ! تحدث الأخ هيثم في مقاله وبعض من انتصروا لجوهر أطروحته –وأنا شخصيا أحدهم!- عن مفارقات تستحق البكاء أكثر من الضحك!
ولا زلت أعجب كإنسان عربي يعيش في القرن الواحد والعشرين وكمؤمن علماني ومتدين مستنير
(لا ديني و لامتأسلم أو إسلاموي وما أكثر هؤلاء في واقعنا!) من مفارقات الخطاب الديني السائد ( وهو خطاب بشري يقدم عقيدته أو رؤيته الخاصة للدين بوصفها حقيقة مطلقة ، ويحاول فرضها وتعميمها ولو بقوة الإكراه الرمزي أو حتى المادي متعاميا عن أبسط المعطيات المتولدة من استقراء كتاب الله ومتناسيا سمات المجتمع الذي نستشف ظلاله من خطاب القرآن الكريم ألا وهو مجتمع ال"لا إكراه في الدين"كما وصفه د.خالص الجلبي
بالنسبة لي فإن ما أورده الأخ هيثم حين تعجب من خطابات بعض رجال الدين عن فضائل السلف الصالح دون تبيان وجه الربط بواقعة الموت التي تشكل محور العزاء في مثل هذا المقام يذكرني بالحكايات التي ساقها ابن الجوزي في مؤلفه التراثي الشهير "نوادر المغفلين والحمقى " وذكر ابن الجوزي ولست أنا أن فيهم-علماء ومحدثين !!وغيرهم ممن يعدون من الصفوة في عرف العامة ! لم نسمع بأن أحدا من رجال الدين الأفاضل (ولا نقول نساء الدين الذين لا وجود لهم أصلا على ما يبدو!!) يتهم ابن الجوزي مثلا بأنه ناقم على الدين رغم إيراده روايات وحكايات يتندر فيها على بعض رجاله! كان هذا قبل دهر من زمان تكفير الباحث التنويري الراحل د. نصر أبو زيد والباحثة المناضلة د. نوال سعداوي والنائبة توجان الفيصل والقائمة تطول رغم اختلاف توجهات أعلامها الذين لا يجمعهم سوى إرادة التقدم وحب الشعوب ومعارضة السلطة الحاكمة التي يدعي أغلب متأسلمينا أنهم يرفضونها !وشتان بين الإسلام والتأسلم !!)
ليس هذا مقاما للتنديد بسياسات الاستعمار الغربي وجرائم الامبريالية الأمريكية ، ولا مقام للهجوم على المحرر نصير حقوق الإنسان والمرأة ومحرر شعوبنا العربية والإسلامية المضطهدة من نير الاستبداد والرجعية الشيخ الديمقراطي أسامة بن لادن ! لأنني ببساطة لن أقدم على ذلك حتى تتاح له فرصة محاكمة عادلة أمام قضاء مدني عربي في ظل نظام ديمقراطي يحترم الإنسان العربي وينتصر على الصهيونية بحق ومع ذلك فإنني أتساءل :
من قال إن الغرب كله كتلة واحدة متماسكة " صليبية ، حاقدة ، كافرة ، الخ " ؟! ولماذا كلما انبرى أحدنا لنقد واقعة اجتماعية بعينها يتصدى أحدهم له مدافعا عن الإسلام وكأن الإسلام متهم ؟!.. فالإخوة هيثم ضمرة ومعاذ عابد وعربي وغيرهن /غيرهم هم الذين دافعوا عن الإسلام الحق وامتداده التقدمي المستنير ممثلا بصفوة العقول المبدعة من العلماء العرب الذين سررت بمعرفة بعضهم للمرة الأولى ، بينما أوقع بعض نقادهم نفسه في ورطة حين جعل الإسلام نقيضا لأنوار الكهرباء والإنترنت الذي يستخدمونه هم شخصيا لجعل بعض شخوص السلف الصالح (بل وحتى الخلف الطالح!) أوثانا تعبد من دون الله حين يرفعونهم إلى مستويات فوق البشر رغم أنهم مهما أحسنوا وأصلحوا كبشر فإنهم ليسوا بمعصومين عن الخطأ عدى عن استحالة وضعهم خارج دائرة النقد(ولا نقول الانتقاد!) وإن لم يخطئوا ، فما بالنا بانتقاد رجال عاديين تنطعوا للبت فيما نزعم أنهم لم يزالوا يجهلون فحواه مدعمين وجهة نظرنا هذه بأن القرآن الكريم لم يتردد حتى في معاتبة سيد المرسلين محمدا عليه الصلاة والسلام في أكثر من موضع حتى حين اختلف معه أقرب أصحابه في اجتهادات تخص قضايا الدعوة وأسرى الحرب بل إنه أيد ابن أم مكتوم وعمر بن الخطاب في تلك المواضع ..وليس هذا موضع الحديث عن حقائق التاريخ الإسلامي التي قصرت عنها أفهام وغيبتها قلوب وألسن وأقلام الإسلامويين المهيمنين على مجتمعات العرب والمسلمين المهزومة. وفي هذا الصدد يمكن للمهتمين أن يلحظوا أنه:
ليس من قبيل المصادفة أبداً أن يهيمن خطاب أمثال هؤلاء على بنيتنا الاجتماعية المهزومة كلما أمعن العدو الإمبريالي وسادته الصهاينة وأعوانه من المرتزقة والسماسرة في عدوانهم على أرضنا ومقدساتنا ونهب ثرواتنا واستعباد إنساننا !وللحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس