الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباتسي كمفتاح لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في شؤون الدنيا

محمد البلطي

2010 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل كانت حركة النهضة=الاسلاميين في تونس مثلا هي المعنية اساسا بما تسميه هي القمع الوحشي ام ان ما قامت به تلك الحركة وبرر وشرع للسلطة القمع الوحشي الذي مارسته عليها كان يتجاوزها الى ما هو اعمق واوسع واخطر منها ولم تكن حركة النهضة وسعيها الى السلطة الا المبرر لذلك الذي اوسع واعمق منها ومن قمعها؟.العديد من الخبراء في التنظيمات ذات المرجعية الدينية يؤكدون على انه لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في صراعات الارض المدنسة وارتباطتها ودورها في المنطقة والعالم يجب علينا من اجل ذلك التمييز في داخلها بين ثلاثة انواع من البشر المنتمين لها اي القادة الذي يعلمون كل شيء عن طبيعة التنظيم واهدافه الفعلية ويقررون والبشر الذين يشكلون الحزام الناقل وهم الحلقة الوسطي بين القادة وباقي مكونات التنظيم التي تتشكل من عناصر تنفيذية للقرارات التي يتخذها القادة وينقلها لهم الحزام الناقل وهي عناصر تتميز بانغلاقها الفكري وبساطته ومحدوديته تشتغل على اساس الطاعة العمياء.عناصر الحزام الناقل وعناصر التنفيذ لا تعرف اي شيء عن حقيقة التنظيم وارتباطته المحتكرة من قبل القادة الذين يشكلون حلقة ضيقة جدا يمكن ان تصل في بعض التنظيمات الى الاقتصار على شخص واحد عناصر التنفيذ مخطرة بسبب طبيعة التربية التي تتلقاها في التنظيم حيث تتحول الى آلات بشرية تنفذ بدون اي بصر او بصيرة ما تتلقاه من اوامر لذلك فان تلك العناصر لا تعرف اي شيء عن طبيعة اهداف العمليات التي تقوم بها ويسميهم البعض الباتسي وهي كلمة ايطالية تعنى الاحمق الذي ينفذ كل ما يطلب منه.في المواجهة التي حصلت بين السلطة في تونس وحركة النهضة يظهر انه كان هناك الكثير من الباتسييات حتى من ضمن الحلقة الضيقة للقيادة فما بلك بعناصر الحزام الناقل اما الباتسي فهم بطبعهم باتسييات. احداث الحادي عشر من سبتمبر والعالم يستذكارها يمكن ان تفهم كذلك في ضوء ذلك التمييز داخل التنظيمات ذات المرجعية الدينية المعلنة والاهداف الدنيوية الغير معلنة التي لا يعلمها الا بعض القادة. هل بالفعل مجموعة الباتسيات التي لا تعرف قيادة الطائرات اصلا وشيخهم القابع في تورا بورا هم من قامو بتلك العملية بكل تعقيدتها..التي لم تنجو منها حتى الصناديق السوداء للطائرات التي قيل لنا انها ضربت الابراج فدمرتها وحولتها الى رماد ونجي من كل ذلك جواز سفر محمد عطى؟

ان ذلك ما يفسر منع تلك التنظيمات للباتسي وعناصر الحزام الناقل ولقياداتها الثانوية مع الكلام الى جانب السرية التي تحيط بعمل تلك التنظيمات والاهم من كل ذلك اعتقاد الباتسي انه ينتمي الى تنظيم يعبر عن اهدافه ومصالحه وفي خدمة الوطن او الامة او الدين او الطبقة او الطائفة او الشعب او اي من تلك الهويات القاتلة التي تجمع الحشود التي يمكن لاي ناعق ان يتلاعب بعقلها الصغير فيفجر الباسي نفسه معتقدا انه يضحي بحياته في خدمة احدى تلك الهويات القاتلة وفي الواقع يكون دمه قد ذهب هدرا في خدمة مصالح مناقضة على طول الخط لمصالح الهوية التي يعتقد الباتسي لضغر عقله والتلاعب به انه يخدمها.

محمد البلطي

2010-9-17








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم