الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ومنظومة العقائد

صاحب الربيعي

2010 / 9 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التاريخ ليس بريئاً من الزيف واللغو ولا يمكن التسليم بأحداثه كلياً من دون التحقق من صدقها فالذي يكتب التاريخ أما وعاظ السلاطين فيؤرخون حسنات السلطان وأما مؤرخو المعارضة فيكتبون سيئات السلطان وبذلك لا يوجد رأياً محايداً على نحو تام، ما يتطلب إعادة البحث للتحقق من صدق أحداثه وزيفها أو تحيزها أو المبالغة بها أو خشية مناقشة الفكر والثقافة والدين ليصار إلى تصحيح مسار الفكر.
فلا يجوز إتباع المسار ذاته من دون التحقق من صحته، ولا يمكن التسليم الكامل بصحة ما جرى البحث فيه من أفكار وثقافة ومعتقدات دينية وعدّها حقائق ثابتة فما جرى اعتماده من وسائل البحث والتقصي لكشف الحقائق في الماضي لا يمكن عدّها صادقة تماماً قياساً بالوسائل الحديثة الراهنة. وإن جرى التسليم بصدقها في الماضي ليس شرطاً أن تكون بالصدقية ذاتها في الحاضر ولربما لم تعدّ منسجمة مع قيم الحاضر فإما يجري نبذها كونها غير منسجمة مع الحاضر وإما يجري تحديثها أو تأويلها إن كانت من المعتقدات الدينية والتي عدّت نصوصاً أزلية مقدسة غير قابلة للطعن أو الرفض.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن منظمومة المعتقدات الدينية وشعائرها موضع خلاف ولبس وغموض، وبعدّها جزءاً من ثقافة المجتمع فيستحيل أن تبقى كما هي وغير قابلة للتغيير ".
إن مبدأ الشك يوسع دائرة النقاش حول الحقائق المكتسبة المتعمدة لأثبات حقائق أخرى في المجتمع، لذلك كشف زيف حقيقة مكتسبة ما قد يطيح بحقائق أخرى استندت إلى صدقها فصدق الحقيقة الأولى للتاريخ والدين وعقائده براهينها كانت يقينية وليست علمية لذلك إنها عرضة للشك لتصحيح المسار الفكري للحاضر. إن وضع حواجز، وموانع، وفتاوى... لا تجيز البحث والتقصي عن أحداث وحقائق الماضي يعدّ تجاوزاً على حرية التعبير والبحث لتحقق من صدقها لعدم وجود حقائق ثابتة في الحياة.
يقول (( جوزايا رويس )) : " إن المسار الصحيح للفكر السليم هو الشك بصحة الحقائق المكتسبة عن الحضارة، والدين والعواطف لتحقق من صدقها ".
على الرغم من أهمية العقائد الدينية للبشر في الحفاظ على السلم الاجتماعي لكنها بحاجة إلى التشذيب من أونة إلى أخرى لعدم انسجامها مع الحاضر أو أصبحت معيقة له ما يتطلب إسقاطها كلياً من العقائد الدينية أو تأويليها لتنسجم مع قيم الحاضر وإلا فإنها عرضة للإنكار والتسفيه ما يقلل أهميتها في المجتمع.
كما لا يمكن إنكار مساهمة الدين وعقائده في النهضة الحضارية عبر مسار التاريخ لأنه كان ذي قيمة كبيرة لكن مع الزمن تراجعت قيمته لأنها عدّت حقائق ثابتة ولم يجر تحديثها، وفي المقابل زاد مستوى وعي المجتمع بتطور العلوم والمعرفة ومناهج التربية والتعليم فلم تعدّ بعض العقائد الدينية بنظره منسجمة مع الحاضر.
تستر بعض أصحاب الفكر الديني من السياسيين خلف العقائد الدينية لتحقيق مصالحه الخاصة وعدّها عقائداً ونصوصاً لا يجوز المساس بها ويجب فرضها بالقوة على الجمهور لأنها ليست صناعة بشرية ليجري رفضها أو تعديلها بما ينسجم وقيم الحاضر.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أنه في الحياة السياسية الديمقراطية لا توجد حقائق ثابتة غير قابلة للمناقشة العقلانية بما فيها العقائد الدينية وممارسات السياسيين من أصحاب الفكر الديني ".
كما اتخذ الكثير من السياسيين، الدين وعقائده متراساً حربياً لاطلاق النار على المخالفين فضاعت الحدود الفاصلة بين الدين والسياسة وأصبح الرأي محذوراً والحوار الفكري عقيماً لاختلاف وسائل الحوار بين أصحاب الفكر الديني وأصحاب الفكر السياسي.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با