الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نتأمل ...؟ دراسة في التأمل وتقنياته

كامل السعدون

2004 / 9 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا نتأمل ..؟
دراسة في التأمل وتقنياته
الجزء الثاني والأخير من الفصل الثاني ويليه الفصل الثالث

تأليف
دايفيد هارب
ترجمة
كامل السعدون


نتابع في هذا الجزء الأخير من الفصل الثاني تمارين تنقية الذهن التي فصلنّا البعض منها في الجزء الأول من الفصل الثاني ، ولأهميتها فقد استعرضناها جميعاً وأغفلنا البعض مما نراه معقداً وله بدائل أبسط ، وكما أكدنا سابقاً فتنقية الذهن هي أول مهمات التأمل لأننا إن حصلنا على ذهن رائق وأتقنا تقنيات المحافظة على صفاءه وتمكنا منها ، فإن بمقدورنا الانتقال إلى تقنيات تأمل أخرى لأغراض أخرى غير تلك المهمة .

تمارين أخرى لغرض تنقية الذهن :
__________________
في التمارين التالية سيتوجب عليك أن تركز انتباهك الذهني على ظواهر فسيولوجية حاصلة في الجسم عوضا عن أن تضع للحالة رقماً أو تعدها كما فعلنا في السابق حين أرفقنا حركة الأقدام أو التنفس بالعد .
ولأن مثل هذه الممارسة أكثر صعوبة وقد تفضي إلى تشتت الذهن السريع إثناء ممارسة التركيز على الظاهرة ، لهذا يتوجب عليك أن تكون أكثر يقظةٍ إثناء الممارسة وكلما شتّ ذهنك ، تنتبه له وتعيده إلى الحظيرة بأقصى السرعة ثم تتابع ، مع تكرار الممارسة مرات ومرات ستغدو أكثر مهارةٍ من ذي قبل وسيمكن لك أن تسيطر على حركة الذهن لفترات أطول فتنال بالتالي مكاسب أكبر من وراء التأمل .
مثل هذه التمارين يصعب ممارستها حين تكون في اجتماع أو ضمن عدد كبير من الناس لأنها تتطلب قدرٌ أكبر من الفعل الجاد الظاهر للعيان ، ولكنك قطعاً بمقدورك أن تخصص أوقات لمثل هذه الممارسة وأنت في وحدتك .

4- تمرين التأمل من خلال ترديد كلمة ما :
______________________
أجلس مسترخياً بظهرٍ مستقيم في مكانٍ مريحٍ منعزل ، ضع إبهام اليمنى على سبابة اليسرى بحيث يتلامسان في طرفيهما ( كما أوضحنا في التمارين السابقة ) ثم ركز ذهنك على كلمة معينة وحبذا لو كانت قصيرة من لفظٍ واحد أو أثنين مثل كلمة " آم ، أو ما أو هو " .
ابدأ بلفظ هذه الكلمة بصوتٍ هامس ، ولنفترض أنك اخترت كلمة " آم " ، لا تراعي معنى الكلمة ولا تجيز لنفسك أن تتصور شيئاً جسمانياً أو مادياً موازٍ لها ، بل عليك بالحروف فقط ، أسمح لنفسك أن ترى الحروف منقوشة في مخيلتك ، تصورها ولا تتصور أي معنى لها لأن ليس هناك أهمية هنا للمعنى ، بالتأكيد سيتشتت ذهنك بعد فترة ، لا بأس عد ثانية إلى الهمس وتصور الحروف منقوشة في الخيال وركز باستمرار على الكلمة وأنت تهمس بها .
قد تنتابك أحلام يقظة وتراها جميلة وتود أن تحافظ عليها وتغرق فيها ، لا تسمح لنفسك بذلك فليس الغرض أن نحلم مهمتا كان جمال الأحلام ، الغرض هو أن نصل إلى ذهنٍ خالٍ من كل تصورات أو أفكار مهما كانت جميلة أو سيئة ، ما نريده هو الصفاء وليس غير ومتى وصلت للصفاء أمكن لك ساعتها أن تعيش حالة جديدة وجميلة للغاية ومفيدة عملياً أكثر من فائدة أحلام اليقظة .
تخيل وتصور وعش مع كلمة ( آم ) أو ما شابه ولا غير .
المدهش في هذه الطريقة أنك ستصل إلى حالة تأملية جميلة في وقتٍ جد قصير قد لا يتجاوز الدقيقة الواحدة ، بعكس الطرق الأخرى التي قد تستغرق منك عشرة أو ربع ساعة من متابعة التنفس أو غيرها .

5- التأمل بمتابعة دقات القلب :
_________________
يدق القلب مرة في كل ثانية تقريباً ولو إنه تأخر أطول من هذا لما عدنا من الأحياء ، ولهذا فإن التركيز على دقة القلب يعد من أهم أنواع التأمل وأكثرها فعالية في جذب التركيز والسيطرة على الذهن ، حتى لو إنك قمت بهذا لدقيقة واحدة حسب .
إذا كانت لديك لا سمح الله متاعب في القلب فيفضل أن لا تمارس هذا التمرين فهناك بدائل كثيرة له رغم فائدته الكبيرة .
ضع يدك على قلبك أو أمسك معصمك ، ثم أشرع بالعد من واحد إلى أربعة ( كما فعلنا مع التنفس ) أو من واحد إلى عشرة أو قل كلمة نبضة مع كل نبضة قلب .
وهكذا …في الحقيقة تجربتي الشخصية مع هذا النوع من التأمل مثيرة ومخيفة أحياناً ، ففي بعض المرات تتأخر دقة القلب ، وقد استعلمت من الطبيب فقال لي إذا حصل بعض التجاوز بدقةٍ أو دقتين في الدقيقة الواحدة فهذا لا يعني أن لديك متاعب في القلب .

6- التأمل بإعاقة دخول الهواء جزئياً :
___________________
هذا النوع من التأمل سهلٌ للغاية وفعال جداً وله خلفية في أنشطة اليوغا ويمكن مقارنة الحاصل فيه بما يفعله عزف الناي أو بقية الآلات التي يتم فيها العزف بالفم ، إذ يتم غلق الحلق بطرف اللسان مما يساعد على إخراج النغمات الواطئة والعالية بذات الآن .
ضع طرف اللسان في ممر الحلق خلف الأسنان الأمامية الأساسية في قمة الفم .
حين تتنفس بإدخال الهواء ستشعر بالبرودة في أسفل اللسان من الداخل وبإمكانك أن تستعمل هذه الطريقة مع أيٍ من ممارسات التأمل التي تعتمد فيها على التنفس ومن مميزات هذه الطريقة أنها غير محسوسة من قبل الآخرين ويمكن استعمالها في أي مكان وزمان .

7- التأمل عبر الإصغاء أو الرؤية :
__________________
الطريقة الأخيرة من طرق التأمل لغرض تنقية العقل وترشيح الشوائب والتي ربما هي الأصعب من طرق التأمل ، تعتمد على الرؤية أو السمع فإما عن الرؤية فيمكنك أن تتخذ لك جسماً معيناً أو مادة ما لتكون مادة تأملك فتتطلع لها وتركز عليها بقوة وبدون أن تضغط على نفسك ، خذ على سبيل المثال غيمه سابحة في الفضاء أو مستقرة في موقعٍ ما من السماء أو ضوء شمعة أو شعلة متوهجة أو مصباح معين مستقر في مكان ما أو في سقف الغرفة أو ركز على الأمواج عند الشاطئ أو ما شابه .
لا تحاول أن تضفي أي معنى على هذا الذي تراه ولا تحكم عليه بأي حكم أو تصفه لنفسك أو تتأثر به عاطفياً أو شعورياً ، لا… لا شأن لك به إلا كمادة للنظر والتركيز لا أكثر ومتى غزتك الأفكار أو شتّ ذهنك ، عد ببساطة إلى مادة النظر وركز عليها .
يفضل طبعاً اعتماد المواد أو الظواهر الطبيعية كمادة للتركيز لأنها أقل أيقاظا للفكر وأشغالا له من المواد أو الأجسام الصناعية أو الحية كالوجوه والأجسام ، لكن مع كثرة الممارسة وتوطد خبرتك بهذا النوع من التأمل ، بمقدورك أن تنظر بذات التركيز ، إلى أي شيء دون أن تتورط بما يشتت ذهنك ويضعف تركيزك ، من أخيلةٍ وأفكار .
من الأشياء التي يمكنك التركيز عليها كأجسام للرؤية وتركيز الذهن ، يدك أو الجدار أو السيارات المارة أو الناس المارون في الطريق .
بالنسبة للإصغاء يمكنك أن تمرن نفسك على الإصغاء لصوت الساعة أو صوت محركات السيارات أو أي صوتٍ آخر ، إنما كما أسلفنا سابقاً لا تعنى بماهية الشيء ولا تجيز لنفسك أن تحكم عليه أو تفكر به ، فقط أستمع وكلما غزت فكرة جانبية حتى ولو بشأن هذا الشيء أطردها وعد للإصغاء فقط .
لو إنك تمرنت جيداً على هذه التمارين ، الإصغاء والرؤية لصار بمقدورك أن تمارس التأمل في كل مكانٍ وزمان بأن تتخذ لك كائناً ما كان من أصوات أو مرئيات مادةٍ للتأمل .


الفصل الثالث
متابعة ما يدور في الذهن من أفكار
______________________

في هذا الفصل سنتابع التأمل ونمارسه ونتعلم بعض التمارين الهامة ولكن لا لغرض تنقية الذهن من الأفكار ونيل الصفاء حسب ، بل ومتابعة الأفكار ورصدها وتحديد هوياتها وعددها ونوعيتها بمعنى أن مادة التأمل ليست تنفس أو حركة فسيولوجية معينة بل إنها الأفكار ذاتها وحركتها ، وكما في تمارين المشي والتنفس ، اعتمدنا العد ، فسنعتمده هنا أيضاً في عد الأفكار التي تمر في الذهن ثم نتطور لاحقاً إلى تمارين أخرى وهلم جراً .

1- التأمل بعد الأفكار :
______________
سيساعدك هذا التمرين في جذب الانتباه عن محتوى الأفكار ، كائنةٍ ما كانت هذه الأفكار ، سارةٍ أو محزنة :
أجلس في مقعدٍ مريح وأحرص على أن تكون لديك ساعة منبهة أو أن تضع في اعتبارك أن تنظر إلى ساعةٍ على الحائط أو في مكانٍ ما ، وضع في بالك أنك ستتأمل لمدة ثلاث دقائق مثلاً أو خمس دقائق أو أي وقت ترغبه ، لأن تحديد الوقت في ذهنك مهم جداً لكي لا تستغرق بتأمل لا ينتهي أو ربما تنام دون أن تدري أو تغرق في أحلام يقظة لا خير فيها .
الآن أغلق عينيك وأستغرق في عد الأفكار التي تمر في الذهن حالما تمر الفكرة أو الصورة في ذهنك دون أن تنشغل بمحتوى الفكرة ، بل أن تعدها حسب ، فلو إنك فعلت هذا وانشغلت بمحتوى أي فكرة ترد في خاطرك ، فبالنتيجة تصل إلى حالة أن لا تعد أكثر من فكرة واحدة في الدقيقة فما النفع من ذلك .
تصور في ذهنك منافسة بين عالمين من علماء الطيور وكيف إنهما يجولان في الغابات ومعهم أدواتهم المختبرية وأجهزتهم ومناظيرهم ، وكلما رأوا طيراً أو اصطادوه سجلوا في أوراقهم أسم هذا الطير ، ستفعل أنت الأمر ذاته ، تقتنص الفكرة فتمنحها رقماً ثم تدعها تمر ولا أكثر من ذلك .
ستفعل أنت الأمر ذاته ، في كل ثانية من الدقيقة أو الثلاث دقائق أو النصف ساعة من تأملك ستلاحق الأفكار وتمنحها أرقام ولا مزيد . طبعاً قد تأتيك فكرة من قبيل : ( غريب ، لا أملك ولا أي فكرة ) أو ربما تنسى إلى أين وصلت وتكون الفكرة مثلاً ( هل وصلت إلى الفكرة رقم سبعة أم ثمانية ) مثل هذه جميعاً فكار ، أو حين تمر صورة أبنك أو شخص ما في ذهنك ، إنها فكرة يجب أن تسجل ، بإيجاز كل ما يرد في بالك هو أفكار ينبغي أن تمنح رقماً حتى تصل بعد برهة إلى أن لا مزيد من الأفكار لديك وستجدك تقول لنفسك ، لا أفكار عندي وهذه ذاتها ستكون فكرتك الأخيرة التي تنال آخر رقم .
قد ترد في بالك فكرة من النوع الذي يتكرر ويحاول أن يستنبت صورته في مخيلتك وتبدو من النوع القوي الذي لا يريد أن ينسحب من الخيال ، مثل هذه الفكرة عليك أن تتذكرها بعناية لا بل حبذا لو تسجلها أمامك على الورق ثم تابع التأمل في الأفكار اللاحقة وملاحقتها وإعطائها أرقاماً ، مثل هذه الفكرة من المهم تدوينها لأنك قد تنتفع بها لاحقاً أو تعالجها أو تتعامل معها .
الأفكار التي يغلب عليها طابع الخوف أو الرغبة ( الشهوة ) ، هي أكثر الأفكار إلحاحاً ، فعليك عزيزي القارئ أن تعي أن ليس الفكرة ذاتها هي المشكلة ، لا بل ضعف القدرة على السيطرة على رد فعلك المنبثق من هذه الفكرة هو وحده المشكلة .
الحقيقة أن هذا التمرين ليس بالتمرين السهل ، لكنه ليس مما يمكن أن ترتكب فيه أي خطأ ، والغرض الوحيد منه هو أن تتعلم كيف تنظر إلى أفكارك وتعايشها وكأنها أشياء خارجية لا علاقة شعورية لك بها ، تماماً مثل أعواد الثقاب أو الحصى أو النجوم أو الطيور التي تعدها في أوقات فراغك أو ما كنا نفعله في الطفولة من عدّ السيارات المارة والناس والنجوم .
مثل هذا النوع من التأمل يفضي بك إلى أن تتعود على أن النظر إلى أفكارك بقدرٍ أكبر من الحياد مما يسهل عليك مع التكرار أن تسيطر على انفعالاتك وردود أفعالك وأن تغدو أكثر عقلانيةٍ وسموا في شخصيتك .

2- التأمل بمراقبة محتوى الأفكار :
_________________

الآن ستهتم بالمحتوى ، محتوى الفكرة وذلك لا بأن تظل تقلب بهذا المحتوى وتكبر صورته أو تصغرها وتهتم بتفاصيله وتبحث عن جذوره وارتباطاته ، لا بل كل الذي تفعله أن تحدد هوية المحتوى وتمنحها اسما ولا أكثر من ذلك .
كيف ….؟
كلما وردت في بالك أو أمام شاشة الخيال فكرةٍ ما ، تمنحها اسما على ضوء محتواها ، وحبذا لو أمكن لك قبل أن تشرع في التأمل أن تدون في ذهنك أو على الورق ، قائمة بالأنواع الأساسية من الأفكار من قبيل :
1- أفكار رغبة ( أود لو زرت صديقي ، أتمنى لو شاهدت كذا فلم ، أتمنى أن يفوز فريقنا الوطني…الخ .
2- أفكار خوف ( أخشى أن يفوتني الموعد ، أخشى أن لا يأتي فلان في موعده ، ربما لا أفوز أو أكسب كذا …الخ .
3- أفكار تخطيط ( سأزور عمتي في الغد ، سأشترى فلان كتاب ، …الخ .
4- أفكار تقييمية ( نقد شخص أو شيء ما …الخ
وهكذا بمقدورك أن تدون أي قدرٍ من الأنواع ، ثم تشرع بالتأمل وكالآتي :
أجلس مسترخياً وتابع كل فكرةٍ ترد في بالك وبالوقت الكافي فقط لتشخيص نوعها ثم وضعها في الخانة المناسبة بأن تقول لنفسك داخلياً " هذه فكرة رغبة …هذه فكرة خوف …الخ " ، ثم تابع التفكير وتشخيص الأفكار ، فإن لم تأتي في بالك أي فكرة أو صورة فأنت بلغت حالة الاسترخاء الجميل الذي هو هدف التأمل الأول ، فعش في تلك الحالة الوقت الذي تريده حتى تشرع الأفكار مجدداً في غزو ذهنك ، طبعاً إذا تملكتك فكرة قوية وتشبثت بذهنك فلا عليك إلا أن تسجلها في ورقة جانبية ، ثم تتابع مسيرة التفكير وتحديد هوية كل فكرة بأن تقول لنفسك ، هذه فكرة خوف أو هذه فكرة رغبة أو …الخ .
مع كثرة ممارسة هذا التمرين سيغدو ذهنك أكثر صفاءٍ في أغلب الأوقات وتلك نعمة عظيمة تجيز لك ولا شك أن تغدو مبدعاً أو أن تنجز أعمال ذات طبيعة هامة وإستراتيجية .
____________________________________________
في الفصل القادم سنأخذ المزيد من تمارين التأمل المتنوعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميلة
ريما الشيخ ( 2011 / 4 / 28 - 09:13 )
اولا احييكم على هذا المجهود القيّم
لطالما شدّتني فكرة التأمل في هذا العالم السريع بكل ما فيه ... لكن للأسف ما وجدت الاهتمام الكافي بها في عالمنا العربي
فانا عندما أبحث في التأمل أقف على تجارب غريبة عن مجتمعنا ... فهي اما لغربيين لهم انماط حياتهم وسلوكهم
واما لأصحاب الديانات البوذية والهندوسية ... وهنا انا لا اعترض على طبيعة الشخص فالديانة البوذية من اكثر الديانات التي تلفتني
الا أنني استغرب بعد التامل عن حياتنا نحن العرب ... وغربته عن مجتمعنا رغم اننا احوج ما يكون اليه
هنا وجدت السهولة في اللفظ ... والسهولة في الأسلوب ... وأحببت ما قرأته
كما أتمنى قراءة المزيد عن الموضوع ...
ومن كل قلبي اتمنى لكم كل التألق والابداع
تحياتي

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات