الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان

ئارام باله ته ي

2010 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما أن نشر مقالي المعنون (الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية) ، باللغة الكوردية في جريدة (ئه فرو) . بعدها بيومين بينما كنت غارقا في النوم صباحا ، رن تلفوني من رقم غير مسجل في هاتفي الجوال . كان رجلا في سن والدي ، سألني ان كنت أنا (ئارام) فقلت نعم . سلم الرجل علي وقال بأني أقرأ مقالاتك منذ فترة طويلة وبصورة مستمرة ، وأثنى علي مشكورا . لحينها كنت أعتقد الأمر مجرد ابداء اعجاب وتعارف ، لكن ماتلا كان أعظم . أستأذن الرجل من طرح بعض الأسئلة ، فبقيت له اذانا صاغية . قال ألم يدمروا أكثر من 4500 قرية من قرانا ؟ قلت بلا . قال هل خلت قرية من تلك عن مسجد أو جامع ؟ قلت لا أعتقد . قال ألا تظن أن كل مسجد كان يحتوي على عشر نسخ من القران ؟ قلت أغلب الظن بلا . قال هل تحدث أحد عن ذلك ، ألم يكن ذلك تدميرا للأرض والمسجد والقران والأنسان ؟ لماذا يحدثون هذه الضجة لمجرد التهديد بحرق نسخة من القران ، ولم يحركوا من أجلنا مع كل ما لحق بنا ؟ . حقا شعرت أن الرجل يوبخني بطريقة لبقة ومؤدبة ويعاتبني بأحترام ، لأني تغافلت عن كل الذي ذكره هو . شعرت بالخجل والخزي ، فما كان مني الا أن وعدته بالتطرق الى ماتفضل به في فرصة قادمة دون أن أنكر تخاذلي وتقصيري تجاه عوائل الشهداء والمؤنفلين الذين لاقوا شتى صنوف التعذيب والتنكيل قبل أن يلقوا حتفهم ، بأسم هذا القران (سورة الأنفال) .
في خطبة يوم ( العيد ) 10/9/2010 أستشاط أحد رجال الدين في مدينة دهوك غضبا ورفع عقيرته لعنان السماء . قائلا ، ان بعض الكفار الزناديق قد هددوا بحرق القران وحرقوه فعلا فوالله لن نقبل بذلك أيها المسلمون . المشكلة أن ( الملا ) قد نام في تلك الليلة قبل ورود خبرعاجل من وكالات الأنباء بعدول القس ( تيري جونز ) عن فكرة حرق القران في الذكرى التاسعة لأحداث 11سبتمبر ، وجاء صبيحة العيد ممتلئا بالكره والوعيد . هذا كله من أجل نسخة من القران يمكن أن تحرق على بعد الاف الأميال منا . هنالك مشكلة حقيقة في الذهن الكوردي لايمكن التغاضي عنها ، فأما أن الكورد سذج بسبب اتباعهم القران ودين الأسلام ، واما أنهم بلهاء لأنهم لايفهمون هذا القران وهذا الدين الذي أستفاد منه كل من العرب والفرس والترك في تثبيت أركان دولهم على حساب الكورد ومصالحهم ( فقط أذكر أن اتاتورك أستمال 70 قبيلة كوردية بأسم الدين ووظفهم من أجل المصلحة القومية التركية ) . نعم يجب أن نعترف أن هناك ثمة خلل .
في عشية مبايعة الخليفة الأموي ( عبدالملك بن مروان ) أشار الى القران وقال (هذا فراق بيني وبينك ) ثم حكم الناس تحت غطاء القران ودين القران . ولايسع المجال هنا لذكر أبشع الجرائم التي أرتكبها المسلمون ( الأمويون ) تحت ظل القران ، بل نكتفي بالأشارة الى رميهم كعبة رب القران بالمنجنيق وحرقها وسفكهم الدماء داخل باحتها وقطعهم الرؤوس . وهم يدعون ، كل ذلك في سبيل توطيد حكم القران !! . ومما لاشك فيه أن العرب هم أول من أحرقوا القران ودنسوه وأولوه بما يتناسب ومصالحهم . لقد ألغى الخليفة (عثمان بن عفان) القراءات السبع للقران وأحرقها عدا لغة قريش بعد أن كان النبي (ص) قد سمح بها في حياته . وأبطل (عمرو بن العاص ) حكم القران بالقران يوم رفعها في معركة صفين لخدمة مأرب بعيدة عن مقاصد القران الحقيقية . وليس أخيرا جاء الخليفة الفاسق (يزيد بن معاوية) ليتنكر لنزول القران من عند الله أصلا . ومع هذا ذكر أحد رجال الدين عندنا في أحد خطبه قائلا ، يزيد بن معاوية رضي الله عنه وعن والده وأم والده (هند) العفيفة الطاهرة !! . هل يمكن انكار وجود خلل ؟ . لا أحد يجرأ الأستفسار حتى عن كل ماحصل من قتل وسفك ومجون ولهو وأستمتاع بالجواري الحسان ، لأن هؤلاء صحابة رسول الله وحكموا بقران الله !! . أما القس (جونز) كافر ملعون وصدام حسين كان مجاهدا مغوارا قاتل الكفار !! .
لن أطيل الكلام في التاريخ أكثر . وعدت عمي وأظنني وفيت بقدر استطاعتي . وأختتم بالقول مثلما ذكرت في مقالي السابق أني ضد حرق القران ، وماسينجم عنه من ازدياد مشاعر الكراهية ، وتعريض مستقبل العلمانية للخطر . لكن تدمير وحرق القرى الكوردستانية وهدم مساجدها وحرق قرانها وحياة انسانها أعظم وقعا في نفسي وفي عين كل من يدرك معنى الدين والأنسانية ، من حرق نسخة من القران أو التهديد بحرقها في أقاصي الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى التقية و النفاق فى موضوع حرق القرآن
Amir Baky ( 2010 / 9 / 21 - 07:58 )
أكثر الناس حزنا على عدول هذا القس المتطرف عن حرق القرآن هم المتأسلمين أنفسهم. لأن القتل و الدم و الحرب و المواجهة عقيدة لديهم وكان هذا القس سيساعدهم بدون قصد لتحقيق مآربهم. فالمسلمين هم أكثر شعوب العالم قاموا بحرق القرآن. حملوه على سيوفهم و قذفوا الكعبة بالمنجنيق وحرقها بأسمه. وقتلوا البشر بأسمه. ومارسوا أرهابهم العالمى بأسمه. والآن يدعون إحترامه لو قام معتوه بالتهديد بحرقه.


2 - ماقل ودل ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 9 / 21 - 19:48 )
أولا : تحياتي لك ياعزيزي أرام وأحب القول لا خلاص للأكراد خاصة إلا بحق كل الملالي وشيوخ الدجل والشعوذة ودكاكين القرأن ... ألا يكفي ماهم عليه اليوم ألأكراد من جهل وتخلف وأمراض أليس بسبب ألأستعمار ألإسلامي المنبثق من إله من نسل شيطان ... فهل يتعض الواعون من الكرد وينهضو من سباتهم ويدركو سبب دمارهم وكل إنسان ...آليس أكثر من سبب الضرر والأذى للكرد هم المسلمين أنفسهم من الترك والعرب والعجم الذين تخفو برداء ألإسلام والإيمان وبقية ألإخوان ... فلولا من يسمونهم كفارا لكان فناء ألأكراد قاب قوسين أو أدنى من زمان ... فمسك الكلام لاتدينو أحدا أحبتي قبل أن تقرأو ما في التورات والأنجيل والقرأن وبيقة ألأديان ... !؟


3 - الانفال العربية الكردية
سركون البابلي ( 2010 / 9 / 21 - 22:18 )
فقط أذكر أن اتاتورك أستمال 70 قبيلة كوردية بأسم الدين ووظفهم من أجل المصلحة القومية التركية ) . نعم يجب أن نعترف أن هناك ثمة خلل .
لماذا يا اخي ارام لم تكمل الجملة ؟ ماذا فعلت القبائل السبعون باسم الدين الاسلامي ؟الم يشاركوا اخوتهم في الاسلام في ابادة الملايين من الارمن والاشوريين وسبيت نسائهم واطفالهم ؟ الم يكن نفس الدين الشيطاني الذي سلط سيفه على الاكراد بعدما ما ابادوا هؤلاء المساكين ؟ بعد ما فغله اتاتورك وصدام مع الاكراد الم يكن لعقلاء الاكراد ان يعقلوا ويتركوا هذا الدين الشيطاني ؟ هذه ضريبة التي يدفعها كل من يتبع هذا الدين


4 - قد فعلت من قبل يا سركون
ئارام باله ته ي ( 2010 / 9 / 22 - 00:47 )
اخي سركون ذكرت ابادة الأرمن في سلسلة مقالاتي (نقد العقل الكوردي) وأدنت ذلك الفعل الشنيع وطالبت بتقديم الأعتذار أيضا .. لوا أطلعت على تلك المقالات ستتأكد من ذلك . لكن للأسف تلك المقالات غير موجودة في موقعي الفرعي في الحوار المتمدن ، الا ان الأطلاع عليها ممكن في بقية المواقع

تقبل احترامي
ئارام


5 - أنها مسؤلية الأجيال القادمه
نبيل كوردي من العراق ( 2010 / 9 / 22 - 10:30 )
حركة التاريخ لا تعرف التراجع، والأديان بدأة عجلة التاريخ في لفها ورميها الى القمامه، ومن يعش سيرى


6 - علماني مغاربي
محمد بودواهي ( 2010 / 9 / 22 - 16:27 )
فباستثناء الأكراد والأمازيغ وبشكل ضعيف جدا الأشوريين لا نكاد نسمع صوتا أو نرى فعلا من القوميات الأخرى من فراعنة وأراميين ونوبيين و آخرين ، بل على العكس من ذلك فقد أصبحوا عروبيين أكثر من العرب أنفسهم كما هو حاصل في مصر مثلا حيث أجساد المصريين في أرض الكنانة وعقولهم في أرض ( الحرمين )
إنها فعلا مفارقة
تحياتي للكاتب المتنور

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر