الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة سياحية

واصف شنون

2010 / 9 / 21
المجتمع المدني



ليس غريبا ً على العراقيين ان يتلقفوا اخبارا سيئة او حسنة ،بل باتوا لايفرقون بين الأثنتين للتداخل العجائبي غير الطبيعي بين ما هو حسن وماهو سيء فكل المعادلات مقلوبة ومخلوطة ،فهناك من يخطب ويدعو بقوة من اجل الصلاح والفلاح لكنه في تلافيف قلبه يقصد العكس ، بل ينسحب مباشرة من تعهداته حتى لو كانت كلمات طائرة وليست كلمات مكتوبة ،فمثلا اصبح الخجل السياسي والديني والإجتماعي والإنساني شيئا من العراقيل أمام ( الحداثة ) و(الحرية ) و(الصحوة الدينية) العظمى التي يعيشها المجتمع العراقي ، لذلك نرى سياسيين مزيفين واساتذة جامعيين مزورين ورجال دين فاسدين من ( البيضة ) وادعياء حقوق انسان تتقزز القرود من افعالهم المشينة ضد النوع البشري ،والأبرز في كل ذلك طبقة المنافقين السياسيين الدينيين الأصوليين الذين يسيطرون على مقاليد السلطة بالعراق بدعم اميركي –غربي – ايراني وعربي مخفف بسبب الطائفية الإسلامية المستحكمة بالشعوب والحكام العرب على حد سواء .
******
ولدي هنا خبر هو سيء لكنه حسن فهو متداخل وفقا للميلودراما والكوميديا السوداء العراقية (الواقعة فعلا ً) والمستمرة منذ عقود خلت ،فقد تم العثور على 638 قطعة اثرية عراقية قديمة تعود الى مختلف الحقب الحضارية في العراق القديم،وأين تم العثور على تلك النوادر العالمية ؟؟ في احد مخازن مكتب رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي ،وكانت تلك الآثار قد استعادها الأميركيون بعد ان تمت سرقتها من المتحف العراقي عام 2003 من قبل ( لصوص ونهابين ) لا وطنية لهم ولا شرف تاريخي ولا ثقافة سياحية !! ، وتم تسليمها الى مكتب رئيس الوزراء العراقي مباشرة ،لكن تلك القطع قد تم العثور عليها مرمية ومهملة ومخزونة في غير محلها مع لوازم المطابخ والأكل والثريد ،مع نسيان وتجاهل كامل لها ولأهميتها ليست العراقية فقط بل العالمية ،وكالعادة فأن السبب كما تم تبريره هو ضعف التنسيق بين الوزرات العراقية المسؤولة عن استعادة تلك الكنوز التي لاتقدر بثمن ، بل ان وزير الآثار العراقي قحطان الجبوري ألقى باللائمة على (اجراءات التسليم غير المناسبة )،ويقصد على ما أظن وأعتقد ما تم بين الجهات الأميركية ومستشاري نوري المالكي ،والمهم بالأمر هو انه تم العثور على تلك الأثار قبل بيعها مرة اخرى ،فطريقة تخزينها مع ادوات الثريد والمطابخ تدل على عقل فهلوي لايخلو من (الحكمة اللصوصّية النهّابة ) المتبعة في دوائر ومؤسسات العراق الديمقراطي الديني المتخلف بأمتياز والمنهوب في وضح النهار في الحلال والحرام ولا فرق .
******
ان الطمع وحبّ السلطة والجاّه والأنانية والإبتعاد عن قيم المدنية والعدالة والحق والإنصاف والرحمة والتكافل وإشهار التحزب والتعصب والتعنصر والطائفية ...الخ هي مواصفات الطبقة السياسية (ذات المحابس وعلامات السجود )الحاكمة في العراق الأن ،لكن ميزتها الأساسية هي ( النفاق الديني والسياسي ) المعروف شرعيا ً حسب العرف الديني بـ( التقيّة ) أي إظهار الشخص أو الجماعة نوايا عكس ما يبطنها في داخله أو في دواخلهم تقية ً وحرصا ً على السلامة والآمان من الحاكم او العدو المفترض ، لكن ذلك بالمفهوم العلماني المدني المتحضر هو ( نفاق تام ) ويؤدي الى ازمات اجتماعية وسياسية في وسط المجتمع ناهيك عن العقد النفسية التي تتشكل داخل الفرد ذاته ، كما هو جاري في العراق وسط الطبقة السياسية الدينية واتباعهم من القطعان البشرية الذين يؤمنون ببصاق رجل معمم (كلاوجي ) كعلاج للأمراض المستعصية او للحصول على حزمة سعادة غيبية ،وحين نعود الى مسألة الآثار واهمالها ورميها جنبا الى جنب مع ادوات المطابخ ، فأن ذلك يشير وبدلالة واضحة ، ان المستشارين الذين تسلموا تلك الأثار من جهة ( الصليبين الغزاة ) هي بقايا وثنية !! لأقوام وثنية !! أبادها الله والدين الإسلامي حينما حل ّ في العراق بأنواره الساطعة ، هذه هي حقيقة الثقافة السياحية التي يتمتع بها مستشارو رئيس الوزراء العراقي واقربائهم واقرباء اقرباء اقرباء اقربائهم وعشائرهم الذين لاهم لهم سوى شراء العقارات وكنز الأموال في دبي وبيروت وسيدني ولندن ،فهم قد كسبوا الدنيا والآخرة معا ً ،بينما اخرون خسروا المشيتين !! أقصد الدنيا والآخرة وفقا ً لمبدأ التقية المذكور .
******
يقول احد فطاحلهم ،لماذا على العراقيين العمل والكدّ وبذل الجهد من اجل المعيشة ، فقد اعطاهم الله رزقهم في اعماق الأرض ويقصد البترول ، ورزقهم فوق سطح الأرض ويقصد المدن والمباني المقدسة فقط !!! ، وليست المدن والمباني الاثرية فهي دور الشيطان لأنها اوثان واصنام !!،وهو محق وواضح وغير منافق حسب ايدولوجيته وعقيدته ،ولكن السؤال مَن ْ يستخرج البترول ؟ ومن يصون المقدسات ويعمرها ؟ ،من يدير عمليات تصدير وتعبئة البترول ؟ ومن يقوم بتأثيث الفنادق واعداد المطاعم التي يحتاجها السياح الدينيين ؟؟ لا اعرف ربما يقصد ان هناك اقوام خلقها الله لخدمة العراقيين مثلهم مثل الخليجيين ، لكن الأمر مختلف قليلا ً ..!!! فألاف من العراقيين يعيشون في أحياء من الصفيح داخل بلدهم الثري الذي اختاره الله ليرزقه بخيراته ، ويبعث لهم بالطيبين الطاهرين ليحكموه ويستبيحوه ...!!.
******
ان التفكير المنطقي البسيط يجبر بني البشر والدول على اختراع وسائل المعيشة والحياة الكريمة للمواطنين – البشر ، وقد اخترعت بعض الدول تاريخا ً لها لكي تجلب السياحة والإستثمار ،فيما البعض لايفكر ابعد من كرشه وانفه ويده ونسوانه وجماعته وحزبه ...ولله في خلقه شؤون !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إيــــــه
نيسان عيساوي ( 2010 / 9 / 23 - 10:45 )
ولله في خلقه شؤون

اتمنى لك... لا اعرف ماذا اكتب صدقني. اتمنى لك كل خير وامور اخرى في قلبي.

الف تحية وسلام ومحبة

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا