الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعنا المزيف

حكمت عزيز

2010 / 9 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



تمتاز مجتمعاتنا الاسلامية عن غيرها هو ان الماضي مقيم على الحاضر ويقاطع المستقبل. ولا يكاد أي كلام يخلو من الاشادة الى الماضي وانجازاته وانتصاراته التي يغلفها الوهم فيما اذا ادخلت بمنظور العقلنة .تاريخ المجتمعات الاسلامية بعضها واقعي والبعض الاخر تخيلي والتي غالبها يشكل ممارسات سلوكية دينية شاذه وتداخلت فيه النصوص والديانات المندرسة و المهزومة امتزجت في نسيج يصعب فك شفراته بحيث اصبح هذا التاريخ الاسلامي لا يشكل تاريخ موحد لامة تمتلك بعدا تاريخيا معلوم ومشتركات لغوية ومعرفية وثقافية وعادات وتقاليد واعراف بل اصبح مشكلة عقيمة تنازعت عليها كل القوى الكبرى المهيمنه على مصير العالم الاسلامي في تلك الازمات وتجاذبت هذا التاريخ الاقوام التي دخلت الى الاسلام من فرس وعثمانيون ومازالت المجتمعات الاسلامية تئن من هذا الصراع ..
وعندما يكون التاريخ مشوه يصيب المجتمع بالضمور خاصة اذا كان هذا التاريخ منتفخ بالاوهام والخرافات والقداسات الكاذبة . وقد تشظى الدين الواحد ليصبح ديانات متعددة.. فالتاريخ قوه تمضي الى الامام وشرطه الاخلاقي تحقيق وعي الحرية وتسامي الروح الانسانية. من يلاحظ التاريخ في مجتمعاتنا الاسلامية لم يمضي الى الامام بل توقف في ازمنه حافلة بالمشاكل والازمات وتكالب المصالح والنوايا المريضة وكتب هذا التاريخ ورسم له من قبل قوى غاشمة قامت بتفخيخه بالاكاذيب والاباطيل المريضة ولايزال هذا التاريخ يمتلك طاقة هائلة من الاكاذيب ويمتد في حيلتنا الحاضرة بصلف وقد سمم واقعنا بالقيم والتقاليد الدينية الزائفة وما يزيد الطين بله . ان حاظر مجتمعنا بائس ولم يترصن واقعنا بالمعارف العلمية ولا بالقوانين الاقتصادية المحكمة فأشرأب عنق الماضي المزين بثقافة الموتى بقلادته التاريخية الزائفة ومقدساته الكاذبة لتستوطن الحاضر وتشيع الخراب فيه ولتنبعث الى الحياة من جديد العادات والقيم والممارسات الدينية الغريبة والتي لاتدل الا على توحش والهمجية وتحول تأريخنا الى اكداس من الظلام والخراب والارهاب حيث اصابت النفوس بالقرف والتحجر وفقدان الثقه..
فحتى يكون تاريخنا سليم لابد ان تحضر دعائم القيم النبيلة التي تطعم الحاضر بالاصالة والقيم الانسانية.
محنتنا نحن نعيش بلا حاضر.. اننا نرفل بالماضي على دوام فحتى في لغتنا فأننا لا نستخدم الا الافعال الماضية مثل كان واخواتها دون ان نلوك الافعال المضارعة ولانمر على سين المستقبل .. لاننا نعيش بلا امل ولا مستقبل..
ابطالنا وقياساتنا وحكمتنا ورموزنا ومقدساتنا التي توهمنا بأنتسابها العرقي كلها تطل علينا من الماضي حتى اصبحت تطن كالذباب في اذاننا انها محنة مجتمع يعيش على الماضي على الدوام . لقد عرف مجانين السياسة ىوتجار الدين اسرار اللعبة فهم يهدمون الحاضر كل يوم ويشيعون الفوضى كي يدور المجتمع في فلك الماضي ويمسكون السلطة بقوة ودون منازع الى الابد ويطمن ادعياء الدين بقاء صفوف الناس الطويلة لتقبيل اياديهم والتراب الذي تدوسه اقدامهم ليكسبوا من خلالهم ود الله..
لهذا السبب وحدوا صفوفهم لاسقاط الشيوعية ولكن سوف تبقى الشيوعية امل الكادحين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - azma
عبدو اكرم ( 2011 / 4 / 18 - 20:10 )
ازمة التاريح حقيقة لتاريخ وحقبقة التاريخ ازمة لتاريخ

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-