الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين مشروع سلطة استمر بالمقدس

عهد صوفان

2010 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



منذ نشأة البشرية كانت نزعة التسلط حاضرة في هذه التجمعات...
حيث حاول المتسلطون التربع على عرش الوجاهة العامة والمكانة الاجتماعية..الكل حاول أن يعتلي كرسي السلطة مستخدما المتاح من الإمكانيات التي وفرها الظرف كوسيلة مناسبة للوصول. مضافة إلى المواصفات الشخصية والكاريزما العامة.

فقد اخترع الإنسان وسائل التسلط وعاداته وتقاليده وحاول تثبيتها وترسيخها في الأذهان وفي التراث كثوابت لا مناص من الأخذ بها واعتمادها في الحياة دستورا أو منهجا ثابتا ومناسبا للبشر..
فنشأت فكرة القوي الأنسب للقيادة, فكان القوي جسديا قادرا على فرض هيمنته وسطوته واعتلاء هرم الأوامر بفرضه ما يريد على الجميع. وعندها دخل أصحاب الدهاء ليأخذوا مكانا على طاولة الحكم , كانت حروب الأفكار والذكاء والقوة تدور خلف الكواليس تبحث عن مكان القرار وكيفية الوصول إليه...
فكانت لغة الدهاء هي الأقوى والأنجع لأنها نجحت في تحويل الأفكار إلى السماء.. إلى الغيب معتمدة على بعض المظاهر الكونية الملموسة في تأثيرها فقط كالشمس التي نشعر بنورها وحرارتها ونراها من بعيد وهي تشرق وتغرب ولكن لا نعلم كيف تطلع ومن أين وإلى أين وكيف تشع بنورها الذي يتوراى في مكان ما في ظلمة الليل....

ظهرت الأفكار الدينية التي ربطت بين حياتنا وبين الغيب كي نصمت ولا نناقش ولا نسأل.... نعتاد عليها والعادة تفقد الاحساس كخطوة أولى في تخدير العقل وجعله يتآلف معها. ولكن المألوف ليس دائما الحقيقة...
حاول مبدعوها طالبو السلطة ربط ذواتهم بهذه الآلهة التي نسبوا لها الخلق وفعل كل شيء بل استدعوا أوامر مباشرة من هذه الآلهة للبشر كي ينفذوا أوامرهم الشخصية ولكن باسم الآلهة نفسها.

بدايات هذه القصص المكتوبة وصلتنا من الحضارة السومرية.
حيث نجد الإله انكي ينفذ طلب والدته بخلق الإنسان كي يعين الآلهة في أعمالها الكثيرة المتعبة. فالإنسان خلق ليقوم بأعمال خدمة الآلهة وتنفيذ أوامرها. وهذه البداية تدل بوضوح على أن المتسلط ربط مآربه بالأمر المقدس القادم من الخالق الذي يبين للإنسان أنه مخلوق للطاعة والخضوع وهي العلاقة الحقيقية التي تربط الإله بالإنسان. أو هي علاقة ممثل الإله على الأرض ( الحاكم ) بالإنسان...

وحتى في الحضارة المصرية القديمة كان الفرعون إلها وهو ابن الإله وعلى الشعب أن يمتثل لرغبة الآلهة بكل ما تطلب ممثلا بالفرعون الذي يصلها بالآلهة التي تعيش في السماء... حتى أن كافة طقوس الدخول إلى قصور الفراعنة وأشكالها كلها تفرض الرهبة والخشوع كي تساهم في تأكيد قدسية المكان وصاحب المكان فيزداد الولاء للحاكم والخضوع له وتنفيذ أوامره وطلباته....

كل الأديان أقامت المعابد الكبيرة المرتفعة وكلها استخدمت حجارة عملاقة ونقوش مميزة وزخارف كثيرة وممرات ودهاليز متنوعة لغرض رهبة المكان وبث الإيحاء بأنه مكان مميز مختلف عن أماكننا نحن البشر. فهو المقدس وهو بيت الإله الخالق. والدليل أنه بهذا التميز والتفرد يعبر عن عظمة الخالق الذي نعبده....

حتى في نصوص التوراة هناك وصف دقيق وطويل جدا للهيكل المقدس الذي يجتمع فيه يهوه مع كهنة بني إسرائيل من أيام موسى وحتى آخر دمار لهذا الهيكل... تم تخطيط شبكة سلوكيات وتصرفات يقوم بها الكهنة تجعل مجرد الاقتراب من الهيكل والنظر إليه تثير الخوف والرهبة لتأكيد سلطة الكاهن أو القائد ممثل الإله. فموسى فرض نفسه زعيما وقائدا بقوله إن يهوه يكلمه ويتحدث معه وهو الذي أعطاه لوحي الوصايا. وبعدها أعطاه الشريعة المكتوبة. ودائما كان يقول لشعبه هذه وصايا الرب وأوامره الذي بدونه لم تكونوا هنا. هو أوصلكم. هو حماكم وأعطاكم........

أما في الإسلام فالوضوح أبلغ وأقوى.. فالدين كان مشروع دولة وسلطة وغزوات تجاوزت الحدود التي انطلق منها الدين وامتدت لتصبح مشروعا عسكريا وصل في أيامنا إلى مانهاتن في قلب أمريكا.... أصوات دعاته تملأ الأرض مطالبة بالجهاد وفرض الدين الجديد في كل الأرض....

ولم يكن ممكننا لمحمد أن يطاع لولا قوله أنه يحمل رسالة من الله يمليها عليه الملاك جبريل في غار حراء.... ولولا وعده أتباعه بمزايا الولاء الجديد من غنائم الغزوات التي تبدأ بالنساء وتنتهي بالمال والوجاهة واستلام بعض السلطات. فقد أصبح بعضهم قائد جيوش- أو ذو نفوذ يشار إليه بالبنان...
هكذا يصبح الدين وسيلة بيد السياسي طالب السلطة. من يعترض عليه يعترض على الإله الذي أنزل الأوامر الإلهية المقدسة. وعندها سينال العقاب الذي تفننت فيه الأديان لتكون عاملا رادعا كبيرا أمام من يرفض الدين ويبتعد عنه...

فصول العقوبات الإسلامية يعجز الفكر عن تخيلها فهي شطحات غير معقولة كان هدفها التخويف من ترك الدين وبالتالي والخضوع لسلطة السياسي. حتى لا ينهار مشروع السلطة الهدف.

أما في المسيحية فقد كان صعبا على المسيح أن يطالب بإقامة سلطة مدنية يكون على رأسها لأنه في الأساس أخذ دور الإله نفسه ولم يكن رسولا ولا بشرا حسب رسالته فهو الإله المتجسد وفقا للنصوص التوراتية التي ذكرت أن القادم هو إله. وبما أنه كان قارئا جيدا للتوراة فقد علم تماما مواصفات المسيح القادم. ولم يستطع أن يخرج عن الصفات المرسومة لهذه الشخصية مسبقا. لكنه كان صاحب سلطة دينية شاملة وتامة رافقته مع فكرة أنه الله نفسه. وهذه كانت له أكبر وأعظم من أي مجد لسلطة مدنية......
لذلك تجرأ وفصل ما بين الدين والدولة لأن هذا الفصل لا يهزّ عظمته ومملكته الدينية....

عند فصل الدين عن الدولة يسقط الدين كورقة بيد السياسي. وهنا يفقد السياسي أهم سلاح فتاك وفعال في السيطرة على الشعوب.... ويصبح مطلوبا من السياسي أن يقدم نماذج أخرى غير الدين ليبقى على عرش سلطانه. كما حدث في المجتمعات الغربية التي فصلت الدين عن الدولة. فصار لزاما على السياسي أن يعايش هموم الناس ويشركهم في الشأن العام لسياسة الدولة... صار ملزما بوضع خطة اقتصادية واضحة ملزم بتنفيذها وإلا سقط من على كرسي سلطته....
صار لزاما عليه أن يشرك الشعب ممثلا بالبرلمانات في اتخاذ كافة القرارات السياسية والاقتصادية والمالية وحتى الاجتماعية... ولن يشفع للسياسي إلا النجاح. لأن الفشل يعني سقوط الحكومات ومحاسبتها علنا أمام الرأي العام....

عندما نفصل الدين عن الدولة يصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه, فيصبح التدين خاضعا للقناعات الشخصية بعيدا عن الضغوط أيا كانت اجتماعية- سياسية- إقتصادية- ترهيب- ترغيب....
وفي هذه الحالة ينحسر الدين ويفقد دلالته وتأثيره عند الكثيرين. يفقد قدسيته وتضمحل الهالة التي كانت له. عندها يخضع رجل الدين للقانون كأي إنسان عادي ويخضع للقوانين كلها... رسالته تصبح رسالة إقناع فإن أقنعك تبعته وإلا فلا تأثير لكلامه ودعوته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب
رفيق أحمد ( 2010 / 9 / 22 - 17:35 )
عندما تقول محمد اكتب النبي محمد والسيد المسيح والنبي موسى , تأدباً كونهم أنبياء ولا يجوز مخاطبتهم بدون احترام لو سمحت . يعني ما عندكم كلام آخراً سوى أن تقولوا قصص من الحضارة السومرية وصلتنا ؟ كلام الله وصل كما هو بين أيدينا فهل التشكيك فيه لمصلحة التقدم نحو السلام أنم أنه تهييج للنعرات ؟ وشكراً


2 - كم اتفق معك ولكن هل يفقه رفيق
عمرو اسماعيل ( 2010 / 9 / 23 - 02:55 )
عندما نفصل الدين عن الدولة يصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه, فيصبح التدين خاضعا للقناعات الشخصية بعيدا عن الضغوط أيا كانت اجتماعية- سياسية- إقتصادية- ترهيب- ترغيب....
. عندها يخضع رجل الدين للقانون كأي إنسان عادي ويخضع للقوانين كلها... رسالته تصبح رسالة إقناع فإن أقنعك تبعته وإلا فلا تأثير لكلامه ودعوته.


3 - تسلط الجاهلين
محمد البدري ( 2010 / 9 / 23 - 06:13 )
أعتقد ان هؤلاء المتسلطين الذي جاؤنا بالمتسلط الاكبر او قل كبير المتسلطين ليس سوي دليل علي انهم فاقدين للقدرة علي التسلط لانهم اجهل شعوب الارض. وحتي تكون لهم الغلبة فكان لا بد وان ينشروا الجهل عن طريق تبني ديانة المتلسط الاكبر لديهم. هكذا سادوا واصبحوا متسلطين. افلا تري معي كيف يرفض الجهلاء الذي اطاعوا وعبدوا المتسلط الاكبر يقامون عالم المعرفة والعلم والاستنارة، ففاقد الشئ لا يعطيه والانسان عدو ما يجهل فما بالك والجاهلية واهلها المتسلطين ومن آمن بكلامهم فاصبح جاهلا من الدرجة الثانية. تحياني وشكرا وتقدير علي ما تكتبه من تنوير ومسح ومحو لهؤلاء الذين اعمتهم الجاهلية.


4 - أكثر من هذا
مازن البلداوي ( 2010 / 9 / 23 - 08:07 )
العزيز عهد
الحقيقة اننا بحاجة الى أمر أكثر فعالية سيؤدي بنا الى النتيجة التي تناولها هدف مقالك،نحن بحاجة الى فصل التفكير الديني عن مجريات الحياة اليومية،الأداء الديني للبس القميص والطريق الديني للأكل وللشرب ولأنجاز الأمور، هذا مقتل الناس وسبب تقاعس الكثيرين عن اداء دورهم الطبيعي في الحياة،وبحقيقة التقاعس هذا فهو تقاليد قبلية ممزوجة بفكر ديني متوائم مع تلك التقاليد فشكلت مركّبا يعيق الأنسان من تحرير العقل
فأذا استطاع المجتمع ان يتحرر من قيوده هذه، فالنتيجة واضحة ولاتحتاج الى نقاش.

سلمت
تقبل تحياتي


5 - عزيزي رفيق احمد
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 14:13 )
اشكرك اولا على تعليقك والتعبير عن رأيك الذي هو محترم بالنسبة لي ولكن دعني ابين لك ان المسيح هو الله الخالق بالنسبة للمسيحيين المؤمنين وهم يخاطبونه بهذه الصفة التي لا يقبلها المسلم كذلك فإن محمد بالنسبة للمسلم المؤمن هو الرسول النبي وهذا لا يقبله المسيحي المؤمن لأنه يعتبره انسان عادي وانه لا رسل ولا انبياء بعد المسيح وكذلك لبقية الأديان . فهذه الألقاب تخص المؤمنين بنفس الدين ولا تخص الجميع وعدم ذكرها ممن يختلف معك لا يعني عدم الاحترام والتقدير .. بتاتا فالأمر لا يتعدى فكرة عدم الايمان والاقتناع بما انت تؤمن وتقتنع به
تحية لك


6 - تحية للصديق عمرو اسماعيل
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 14:20 )
اشكرك على المرور والتعليق . فالعقل الجميل يعطي الأفكار الجميلة المتحررة من استعباد التراث والتقاليد والمقدس. وعندها نستطيع ان نرى الحقيقة كما هي
محنتنا كبيرة مع الأديان التي أخذتنا بعيدا في التاريخ لنحيا مع القرون البعيدة كما عاش الأولون. فتجردنا من نعمة العقل والتفكير التي تميزنا ونفتخر بهذا التميز
محبتي وتحياتي لك


7 - أخانا الكريم
ليندا كبرييل ( 2010 / 9 / 23 - 14:26 )
عندما ينفصل الدين عن الدولة ستحال إلى التقاعد ثقافة الهتاف والشعارات القومية الفارغة والأناشيد الدينية التي طعموها بالروك والجاز وأخدوا يتمايلون بأجسامهم وهم يؤدونها بكامل الألبسة الاسلامية المغرية , مقال بكامله قيم , لكني أكتفي منه بالجملة الأخيرة المعبرة , عين الحقيقة ما ورد في طرحك الموضوعي . شكراً ودمت بخير


8 - إلى الكبير محمد البدري
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 14:31 )
كلامك كبير مثلك والقامات الكبيرة تأتي بالعظيم. نعم يا صديقي الانسان يصنع الهه وصنمه ومتسلطه ويخضع ويركع ويخاف مما صنعت يداه او عقله وعندما تقول له : هذا ما صنعته انت يستغفر ويهدد ويتوعد رافعا صوته هذا كلام الله وارادته وكتابه ووو. في شرقنا تعود الناس الخضوع والنوم حتى صرنا الأمة الوحيدة التي لا تعمل ولا يتعدى معدل عملنا اليومي الدقائق المعدودة
هذا مؤشر لتوقف عقولنا الى اجل لا يعلمه احد
تحية لك عزيزي واشكرك


9 - الصديق مازن البلداوي
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 14:40 )
ما ذكرته هو زبدة الكلام . وهذا يعني فصل الدين عن السياسة ولكن هل يقبل اصحاب الدين ذلك؟. لا أعتقد لأن مشروعهم هو مشروع سياسي بالأساس هدفه السلطة والجاه والمال فكيف يقبلون بهذه البساطة التخلي عن هذا المشروع الذي يدر المال ويحافظ على كرسي السلطة
هم يملكون اليوم المال والقوة للمحافظة على ما كسبوا وسيحاولون بكل الوسائل الحفاظ على هذا الوضع
والحل ان نبين للناس حقيقة مشروعهم واختراعهم الذي نسبوه للسماء وعندها فقط يكون الأمل بفتح نافذة في جدار عقولنا ينفذ منها النور الأمل
تحية كبيرة لك


10 - من أجمل ما قرأت لك عزيزى عهد
سامى لبيب ( 2010 / 9 / 23 - 16:18 )
تحياتى عزيزى عهد
من الجميل أن أجد هذا التوافق الفكرى الرائع بينى وبينك وبين العزيز شامل .
أتفق معك فى رؤيتك هذه تماما وهى تتوافق مع رؤيتى تماما والتى سجلت أجزاء منها فى - تسييس الدين أم تديين السياسة -
الجميل أنك بدأت بالصراع الإنسانى الذى هو لصيق بالوجود البشرى ورغبة البعض فى الهيمنة والسيطرة وإستغلال الآخرين لتأتى الألهة والأديان كمكرسة وممررية لهذه الهيمنة ومسوقة لأحلام وطموحات الأسياد والساسة .

بالفعل هذه الرؤية مهمة جدا فى طرحها والإستفاضة فيها وإسمح لى أن تجعلها بحث كامل على عدة مقالات تخوض فى هذه الرؤية بمزيد من الأمثلة التوثقية المؤيدة والمدعمة لها وستجد فى التاريخ والتراث الإنسانى والدينى الكثير من الأمثلة الصارخة التى تثبت أن الأديان والمعتقدات جاءت لتسويق مصالح سلطوية ونخبوية وطبقية وتكريس مصالح وطبقات محددة .
بالنسبة لى أعتبر هذه الرؤية قضيتى وسأهتم بإمدادها بالكثير من معطياتها..ولكن أرى أن جهدك في بحثك أنت سيكون رائعا ومدعما ً لكى تصل هذه الفكرة وتؤكد مصداقيتها .
خالص مودتى


11 - الاخ عهد
عبد السلام على ( 2010 / 9 / 23 - 16:19 )
برهن لى بالدليل العملى انك لم تصنع لنفسك اله -الدولة-والتى فرقت البشرية الى دول غنية ودول فقيرة نتيجة احتكار الثروات الطبيعية للارض نسبح بحمدها ونموت من اجل حفنة تراب منها بصرف النظر انها على الحق من عدمه ودفاعا عما يسمى حدودها الحغرافية المزعزمة والتى حولتها الى سجون كبيرة لنا لا نستطيع التحرك منها الا بالتاشيرات والتصاريح وكأننا حيوانات مملوكة لاصحابها من الجكام اليس ذلك قمة التقديس والعبادة لهذا الاله -اين المساواة -اين الحرية -اين العدل
برهن لى انك لاتقدس صنم -الوطنية- وصنم- الجنسية -التى تحملها دون اختيار منك بل فرضت عليك لمجرد ولا دتك فى مكان ما فاذا كنت محظوظا ولدت على بئر بترول وانهار جارية وعشت حياة الترف وان كان حظك قليل ولدت فى صحراء جرداء وعشت حياة الفقر
برهن لى انك لم تعبد مصلحتك الذاتية
برهن لى انك لا تقدس وتعبد كل ذلك بدليل عدم وقوفكم فى وجه كل هذه الاصنام والاله من صنع البشر والتى هى سبب بلاء البشرية من حروب وكوارث الجوع والفقر التى يعانى منها اربعة اخماس البشرية الان وكل همكم فى انتقاد الماضى والبكاء عليه وشكرا


12 - المبدع عهد صوفان
سامي ابراهيم ( 2010 / 9 / 23 - 18:52 )
كيف صحتك أيها المبدع الفنان في رسم الكلمات، أيها الساحر في إثارة اعجاب من يقرأ كلماتك ومفرداتك.
عهد: جميع البشر تتشبه بالآلهة والآلهة من صفاتها الأساسية هو التسلط والتأمر، والأديان التي تدعو نفسها سماوية ليس أتباعها إلا تلاميذ نجباء مخاصين لمعلمهم السيد -- الله
متشبيهن به كقدوتهم الأولى
ومن أذكى من السياسي حتى يستعمل الدين ورقة بيده ليلعب بالناس كأحجار الشطرنج
تقول أيها المبدع عهد عندما نفصل الدين عن الدولة يصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وخالقه,
أيها المبدع هل الدين يقبل أن تفصله عن سلطته؟ هل الدين يقبل أن تأخذ السلطة والتسلط منه؟
هل الله يقبل منافسا؟
ناهيك عن أن الدين قدم أسلوب حياة، قد لا اقبله أنا قد لا تقبله أنت لكنه يملك مشروع وبرنامج سياسي كامل.
ناهيك عن أن كل دين يعتقد أنه دين الحق ويجب أن يحتل البشرية وينتشر بين جميع الناس.
انتبه على صحتك ايها المبدع عهد
دمت بخير


13 - عزيزتي ليندا
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 19:31 )
عندما ينفصل الدين عن الدولة تبدأ الدولة الحديثة حياتها . لأن الدولة الدينية هي دولة ماضوية تستحضر الماضي بشكل دائم وهي لا تعرف المستقبل نهائيا فنهر ثقافتها ثقافة الماضي.
والدولة الحديثة بمفهومي هي دولة العقل الذي يخطىء ويصيب وعند الخطأ تقبل الدولة الحديثة الاصلاح بل تعمل وتشرع لقيامه بالدستور والقوانين
والفرق كبير بين من يقبل الاصلاح وبين من يقدس الخطأ
اشكرك ايتها الرائعة وتحية لك


14 - عزيزي سامي لبيب
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 19:51 )
منذ ان قرأت لك احسست انك أنا. توافق في الأفكار وأحيانا كثيرة حدث تخاطر في المقالات. وهذا شرف لي لأنك كبير ورائع
هذا الموضوع كبيرجدا واحببت ان تكون المقالة الأولى مدخلا توضيحيا للفكرة التي لا بد من إعطائها حقها من البحث والتحليل التاريخي. لأنها بالحقيقة تكشف نشأة الأديان وارتباطها بصناعة السلطة منذ فجر التاريخ الأول
فمعظم سلاطين الماضي العظام اعتلوا صهوة المقدس باسم اله معين ليفرضوا الخضوع على الشعب وبعدها يعتلوا صهوة السلطة الفعلية
وهذه المعادلة مستمرة اليوم بالدولة الدينية التي تسكت الشعب بالقوانين المستمد من الشرائع الإلهية. ومن يعترض يعترض على الله
اشكرك اخي الحبيب واحييك


15 - أخي عبد السلام علي
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 20:11 )
تحية لك على التعليق الجميل والذي قرأت منه انسانيتك الجميلة واحساسك بالمعذبين في هذا الكون
اما ما يخص اسئلتك فأقول: هناك فرق بين دولة لها قانون قابل للتبدل والتغيير حسب الظرف الحضاري وبين دولة قانونها لا يتبدل لأنه سماوي. في الحالة الأولى نحن لا نعبد الدولة لأنها تتغير حسب احتياجاتنا فهي لأجلنا انا وانت. اما في الحالة الثانية فالدولة ثابتة بقوانينها وتشريعاتها وطاعة هذه التشريعات لازمة لأنها تشريعات مقدسة. والأمثلة انت تعرفها
اما قولك اننا نعبد صنم الوطنية فهذا ربما صحيح عند البعض ولكن ليس عند الجميع في هذا العصر. وهدفي الشخصي ان نصل لمرحلة نشعر جميعا اننا اخوة كبشر بغض النظر عن الأرض او النسب اوالعرق فنحن كلنا يشر نحتاج ان نعين بعضنا البعض. تصور ان الكوارث عندما تحل فهي لا تميز بين دين وآخر او بين عرق وآخر. وهذا يؤكد اخوة البشر بغض النظرعن الدين او الجنس.
صدقني انا لا ادافع عن أي خطأ كان لأنني شخص متجرد استطيع ان اعترف بخطأي لك ولأي كائن كان. وهذا احساس شخصي ولا يمكن تعميمه
أسعدني كلامك واهلا بك صديقا


16 - أخي سامي ابراهيم
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 23 - 20:26 )
ما اجمل كلامك السامي وتعابيرك الجميلة. تجار الدين لن يقبلوا بفصل الدين عن الدولة وهم الرابحون من هذا التزاوج بين السلطة والدين. هذا الفصل يحتاج لظروف قد تكون اليوم غير متاحة لكنها غدا ستكون متاحة وإلا سنسقط خارج قطار العبور الى المستقبل وسيذهب القطار بدوننا. وسنصبح عندها كلمات للذكرى فقط!!. والسبب ان هناك امما اختارت هذا الطريق فنجحت وتفوقت على ذاتها واخترقت الفضاء والذرة وابحرت في النانو تكنولوجي.نحن نعيش اليوم خارج اسوار الحضارة وباعترافنا جميعا. حتى المتمسكين بالدولة الدينية يعترفون ويتألمون من ذلك. وهم في حالة صراع داخلي جعل الكثيرين يفقد توازنه الديني. لأن الفرق الهائل بين التجربتين واضح وغير قابل للتهرب من مواجهة الحقيقة
اعتقد انها مسألة وقت قد يطول وقد يقصر
اشكرك واحيي فيك روح الحياة والمثابرة


17 - قمة العقلانية والواقعية والمنطق
زاهر زمان ( 2010 / 9 / 23 - 23:54 )
العزيز / عهد
تحية لك على مقالتك الرائعة تلك والتى جاءت قمة فى التحليل العقلانى والمنطقى للأمور ؛ ذلك التحليل المبنى على فهم موضوعى لكيفية استمرار الطقوس الدينية على اختلاف شرائعها وتعاليمها وخاصةً تلك الأديان التى أفلح مؤسسوها وتابعيهم فى اقناع الناس أنها ( تلك الأديان ) بلغتها السماء لأهل الأرض بواسطة هؤلاء الذين يطلق عليهم أتباعهم كلمة نبى أو رسول ويبالغون فى تعظيمهم الى حد تقديسهم جنباً الى جنب مع الاله الذى ابتدع وجوده هؤلاء الذين يطلق عليهم أتباعهم أنبياء ويعظمونهم ويقدسونهم لا لشىء الا لأنهم يعدون أتباعهم بعودتهم الى الحياة بعد الموت وهذا الوعد فى حد ذاته يرضى أنانية الانسان وغروره وعدم تسليمه بأنه سوف يهلك كبقية الكائنات ولن يعود الى هذا الكون ثانية ً.. الأديان توجد حلولاً ترضى جميع طموحات النفوس وتساؤلات العقول باختراع مؤسسيها لوجود الاه فى السماء قادر على كل شىء بدءً من خلق الكون ومروراً بالحياة والموت وانتهاءً بالبعث والحساب وكلها تتمحور حول غريزة حب البقاء والخلود الموجودة فى جميع الكائنات الحية !
تحياتى عزيزى عهد


18 - رأي اعتز به
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 24 - 14:07 )
اخي العزيز زاهر
اذا نظرنا للحياة بعيدا عن التأدلج المسبق سنرى الواقع كما هو ناطقا الحق الذي كان. وان نظرنا للحياة ونحن نتصور ما نرى صدقني لن نرى إلا تصوراتنا وفي هذه الحالة نلتقط السراب والوهم
فالوصول الى الحقيقة علم ودراسة وجهد وقراءة وتحليل وقبل ذلك عشق للبحث والنجاح
تناقضات المقدس بينة وواضحة ولكن لا يراها من لهم عيون لأن عيونهم لم تكن يوما مرتبطة بأدمغتهم بل ارتباطها مسبق بنصوص الغيب القديم
الطغات الذين صنعوا المقدس ربطوا انفسهم به وهذا الارتباط اعطاهم بعضا من قداسته واحيانا نفس قداسته فالفراعنة الملوك كانوا بمكانة الإله لأنهم آلهة بشر على الارض. وبهذه السلطة سهل الحكم ودام لهم ففعلوا ما شاؤا وعاشوا ايامهم بالطول والعرض
اشكرك عزيزي زاهر


19 - عصاب البشرية الوسواسي العام
عبد القادر أنيس ( 2010 / 9 / 25 - 00:13 )
اسمح لي أخي صوفان أن أعلق على عبارتك -هكذا يصبح الدين وسيلة بيد السياسي طالب السلطة.-
رأيي أن مؤسسي الأديان حرصوا على توزيع النفوذ، ولو بشكل غير عادل، على فئات مختلفة وليس على رجال الدين والقادة السياسييين فقط. ولعل هذا هو السبب الر ئيسي في بقائهم.
لنأخذ الرجل العادي المسكين الذي نعتقد أنه ضحية رغم أنه شريك في الجريمه، ألم يعطه الدين نفوذا على امرأته وأبنائه يملك عليهم حقوقا كبيرة. أليست قصة إسماعيل مع أبيه إبراهيم (حسب الرواية الإسلامية) دعوة قوية للطاعة العمياء للأبناء تجاه آبائهم مهما فعلوا؟
في هذه الحلقات من توزيع المكاسب، يجد الرجل العادي ضالته في الدين ولهذا يدافع عنه من أجل خير الدنيا قبل الآخرة، وتجد المرأة ضالتها فيما أوهموها أنها مملكتها (البيت) ثم يجد كل واحد ضالته فيما يتوهم أنه وعد حقيقي بالجنة الموعودة إذا التزم بالتعاليم.
هي إذن حلقات متعددة من الأوهام والنفاق والمكاسب أيضا.
بقاء الدين رغم تهافته ليس إذن مسألة سيطرة تحالف رجال الدين مع الحكام فقط. فحراسه ينتمون إلى فئات متعددة لها مصلحة في بقائه. وكان فرويد محقا عندما رأى الدين بمثابة عصاب البشرية الوسواسي العام
تحياتي


20 - الاديان مشاريع سياسيه
موسى محمد يسوع الله المترصد ( 2010 / 9 / 25 - 08:00 )
تحياتي اخي عهد
بعد ان قرأت مقال الاخ ابراهيم جركس قرات مقالك ولاحظت بان مشروع الاديان اساسا تتدرج من حاجه نفسيه ورغبه للانتماء لمجموعه سعيا وراء الامن والغذاء والشهوة ثم بعد ان تتحقق هذه الاساسيات يتدرج الانسان بجعل الدين منهج حيام متكامل وعندما يصل الدين الى هذه المرحله يصبح مطيه للسياسي الذي يريد ان يحكم قبضته على الناس الذي يحكمهم الكل ركب موجة الاديان عزيزي وهل خلا يوما مجلس السياسي من رجال الدين وهل تقاعس السياسي يوما عن الظهور امام الملأ في المناسبات الدينيه في الاسلام حاول محمد بالسلم ان ينشر دعوته ولكنه ادرك ان السيف هو الفيصل لان قومه لا يعترفون بالضعيف ولان ما جاء به هو اساطير الاولين كانوا قد سمعوا بها اما المسيح فانا باعتقادي انه حاول بطريقه سلميه ان يجمع الناس حوله وحاول تجنب السياسي عندما قال اعطوا ما لقيصر لقيصر ولكن نقطة التحول عزيزي هو اعتناق السياسي هذه الديانه ولولا احتضان السياسي لهذه الديانه لما انتشرت في كافة ارجاء امبراطورية قسطنطين ولكانت قد انتهت دون تأثير اذا ليس السبب هو ما قام به المسيح لفصل الدين عن الدوله بل سيوف واوامر قسطنطين كانت هي الفيصل للانتشار

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي