الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن والشعب فى خدمة الشعب والوطن

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 9 / 24
المجتمع المدني


لقد شهدت مصر تغيير شعار «الشرطة فى خدمة الشعب» الذى أصبح «الشرطة والشعب فى خدمة الوطن».. وفى ظنى فإن كلا الشعارين -قديمه وحديثه- لا يعبران عن الواقع إذ إن الشعارين يوحيان بأن الشعب والشرطة كيانان منفصلان.. فمن الملاحظ أن الشعب هو الذى يوفر العناصر التى تستعين بها الشرطة، شأنها فى ذلك شأن القوات المسلحة وباقى الفئات المهنية وغير المهنية.. وفى الحقيقة فإن كل فرد بصرف النظر عن الفئة التى ينتمى إليها يعتبر من أفراد الشعب الذين يختارون المجالات التى يخدمون المجتمع من خلالها.. كما أن الوطن هو الذى يبادر بخدمة الفرد ليضمن بذلك ولاءه وإخلاصه.

من المعروف أن الوطن منوط به توفير كل سبل الرعاية لكل أفراد المجتمع منذ نعومة أظفارهم.. فالطفل المولود حديثا يلقى رعاية صحية جيدة من تطعيم ضد الأمراض الخطيرة والفتاكة كشلل الأطفال والسعال الديكى والحصبة وغيرها ثم يلتحق بمراحل التعليم المختلفة.. كما يتلقى الرعاية الأمنية والقضائية حتى يشتد عوده ويتحول إلى فرد نافع ينضم إلى إحدى فئات المجتمع ليرد من خلالها الجميل إلى المجتمع الذى رعاه صغيرا.. والسؤال ما هى فئات المجتمع التى يختار الفرد الانضمام إليها لخدمة الوطن؟

يتكون الشعب من كل فئات المجتمع بصرف النظر عن طبيعة الوظائف أو الخدمات التى يؤدونها نحو المجتمع: الأساتذة فى جميع مراحل التعليم والمحامون والقضاة والأطباء ورجال القوات المسلحة والشرطة والتجار ورجال الأعمال والموظفون فى سائر المصالح الحكومية والقطاع الخاص والفلاحون وأصحاب المهن الصغيرة كالخياط والمكوجى والسباك والكهربائى.. إن كل فئة من هذه الفئات تمثل ترسا فى آلة المجتمع وهذا الترس كبر حجمه أو صغر يعد مهما وبدونه تتوقف الآلة، فدور المعلمين يتمثل فى تقديم الخدمة التعليمية لأبناء المجتمع والأطباء لا يتوانون عن تقديم الخدمة الصحية لكل أفراد المجتمع وضباط الشرطة يوفرون الخدمة الأمنية حتى يؤدى كل دوره فى أمان وسلام.. والقوات المسلحة تتولى حراسة أرض الوطن وحدوده وتحمى الشعب من أى اعتداء خارجى والمحامون يقدمون الخدمات القانونية والقضاة منوط بهم تقديم خدمة العدالة حين يقضون بين الناس والموظفون فى المصالح الحكومية يقدمون للمواطنين خدمات فى المجالات المختلفة.. بقى أن نقول إن كل فرد من أفراد هذه الفئات يؤدى دوره وواجبه ولا يعيبه أنه يتقاضى أجرا سواء من الحكومة أو من المستفيدين من الخدمة.

لعل تلاحم أفراد وفئات المجتمع ودورهم يتضح لنا من الأحداث التالية التى رواها لى أحد الأصدقاء.. كان هناك مدرس ثانوى يعيش وحيدا فى شقة صغيرة فى حى شعبى حيث يستعين بخدمات الآخرين فى مأكله ومشربه وفى سائر الأمور الحياتية الأخرى.. فالمكوجى مثلا يتولى كى ملابس المدرس حتى يستطيع أن يذهب إلى المدرسة التى يلتحق بها أولاد المكوجى الذين يستقلون سيارة أجرة ذهابا وإيابا وإذا تعطلت السيارة فعندئذ يضطر السائق إلى الاستعانة بخدمة ميكانيكى السيارات الذى أصيب ذات يوم فى يده أثناء إصلاح السيارة فاصطحبه السائق إلى عيادة الطبيب التى وجدها مغلقة لأن الطبيب كان قد توجه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن سرقة منزله فإذا بالضابط يتصل به بعد يومين ليبلغه بأن الشرطة ألقت القبض على اللص الذى أحيل إلى النيابة حيث أصر اللص على عدم التحدث إلا فى حضور المحامى الذى وقف بجانبه حتى أحيل إلى المحكمة حيث حكم له القاضى بالبراءة لعدم كفاية الأدلة.. لا شك أن سيناريو هذه الأحداث يشير إلى أن أفراد المجتمع بغض النظر عن الفئات التى ينتمون إليها يعتمدون على بعضهم البعض فى تسيير أمور الحياة.

وخلاصة القول فإن الشعارات التى نقوم بتغييرها من حين إلى آخر لا تعبر عن حقيقة الأشياء وفى ظنى فإن خير شعار هو الذى يبين لنا وحدة وتلاحم الشعب والوطن تماما كالعبارة الواردة فى عنوان هذا المقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س