الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يحدث إلا في ديار الاسلام

زينب رشيد

2010 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يكون الله قادرا على كل شيئ وفاعلا لكل شيئ ومحركا لكل شيئ، وعندما يكون على علم بكل شيئ، بل و مسجلا لكل ما سيحدث في لوحه المحفوظ، عند ذاك يصبح الله مسؤولا عن النتائج المترتبة على قدرته وفعله وتحريكه.

هكذا تعرفنا على الله من خلال النص الديني، ماهو مختلف عليه وما هو متفق عليه، قرآنا وسنة، فالله هو خالق الكون، ومبرمج نظامه، هو مزلزل زلازله، وهو من يثير البراكين ويخمدها، ويفجر الينابيع ويجففها، ويشعل الحرائق ويطفأها، يحيي الانسان ويميته، يجعله مريضا ويداويه ان أراد.

كلما منحنا العلم فرصة لنبرئ الله مما هو متهم به، رفضناها وأصرينا على انه هو المزلزل و هو الجبار وهو المنتقم وهو المسيطر وهو المتجبر وهو القادر وهو المهيمن وهو المتكبر الخ..

نجادل بالتنظيم المبدع والدقيق لهذا الكون، ودائما ما نتفاخر بقدرة "ربنا" اللامتناهية في ابداع أدق التفاصيل التي من شأنها توفير شروط الحياة لعباده، وترانا نصمت صمت القبور اذا ما تزلزلت الأرض تحت أقدامنا، أو جرفت الفيضانات بيوتنا، أو التهمت النيران أجسادنا، أو داهمنا طارئ طبيعي من أي نوع.

أكثر ما نجيده هو الهرب في كل الاتجاهات عدا اتجاه الحقيقة، وحتى نطمئن أنفسنا، نؤكد أن الله يفعل كل ذلك ولا أحد سواه، وهو ان يفعله فله غاية في ذلك وحكمة، فاذا زلزل الأرض أو فجر الفيضانات في افغانستان وباكستان وتركيا وايران انما هو يختبر عباده المؤمنين وقدرتهم على الصبر والتحمل، وان فعل مثلها في هاييتي أو في الولايات المتحدة الامريكية انما يعاقب الضالون الكافرون.

حين نصر على أن الله يفعل كل ذلك، يصبح الله متهما ولو نظريا عن كل المآسي والويلات والمصائب التي تأتي على البشر والشجر والحجر، التي تُحدثها ما يسميه المؤمنون أفعاله، وما يسميه العقل كوارث طبيعية، يجب التعامل معها، والعمل قدر المستطاع من أجل التقليل من ضحاياها وأضرارها.

اصرارنا على القول ان الله يفعل كل ذلك لا ينبع من ايمان بهذا الاله بقدر ماهو محاولة كي يخلي المؤمنين ومن يتلطى بغطاء الدين أيضا مسؤوليتهم عن التقصير في العمل من أجل درء خطر الكوارث الطبيعية وما تخلفه من ضحايا.

لا يحدث إلا في بلد اسلامي، أن يُكمل الرئيس جولة زيارات دولية بصحبة أولاده في ذات الوقت الذي يتعرض بلده وشعبه لأسوأ الكوارث، وهو الرئيس القادر شخصيا على التخفيف كثيرا من آلام الفقراء والمشردين من شعبه بفضل الأموال الطائلة التي تمتلأ بها حساباته المصرفية في الداخل والخارج، التي جمعها من نسبة العشرة بالمائة التي يحصلها من أغلب الأعمال التجارية، حتى بات اسمه المتداول شعبيا هو "مستر تن برسنت"، ولن نسمع بعد ذلك إلا قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فهل هناك اله يبني ليدمر ويخلق ليقتل؟؟

لا يحدث إلا على المستوى الاسلامي، أن يتبجح الناس ويتفاخر ببناء المساجد التي تكلف الملايين حول العالم، وفي مناطق نائية جدا، بحيث لا تجد هذه المساجد من يصلي فيها، في حين ان غالبية مطلقة من المسلمين تعيش حالة فقر مدقع يكون اول ضحاياها الاطفال، وكما ان من يقتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، فان بكاء طفل على "كسرة خبز" أو قطرة حليب لا يعادله فناء العالم حين تُهدر فيه الملايين "النظيفة الشريفة" على بناء مساجد نائية وخاوية ولا معنى لها، ولن نسمع بعد ذلك الا ربنا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه، كأن الله هو من ترك الطفل جائعا يبكي!

لا يحدث إلا في بلاد الاسلام، أن تستنفر الشعوب كل طاقات الغضب والسخط والتظاهر، حين يتعلق الامر بما يسمونه اهانة او ازدراءا بالمقدسات والرموز الاسلامية يقوم بها الآخر، ويصمتون تماما اذا ما تعلق الأمر بالحاجة الى اظهار جزء بسيط من ذلك الغضب في وجه من يسلبهم أدنى مقومات الكرامة الانسانية. من لا يمنح قداسة لانسانيته ويغضب لاستلابها لن يكون له أي مقدس آخر حقيقي، ومن يريد أن يغضب لاهانة رموزه ومقدساته عليه أن يتوقف فورا عن التجاوز الصارخ والفظ على مقدسات الآخر وصولا الى الدعوة العلنية المقدسة والطلب من الله أن يميته ويشرده وييتم أطفاله ويسهل لرجال المسلمين سبي نسائه، بعد ذلك لا نسمع إلا ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين. اذا أين كان الله حين انتحل البعض هويته ونادى بأديان الأخرى!!

لا يحدث إلا في قوانين المسلمين وفتاويهم، أن لائحة ماهو ممنوع أكبر بما لا يقاس بما هو مسموح، وأن أغلب تلك الممنوعات تشمل المرأة، والغريب أن كثير من الحلال والحرام على السواء مخالف لأبسط قواعد حقوق الانسان، فالطبيعي هو تحريم ومنع زواج القاصرات في حين يحلله المسلمون ويقاومون أي مبادرة لمنعه أو الحد منه، وعوضا من أن يكون للمرأة كيانها المستقل بما يضمن حقوقها وحريتها في التصرف بما تملك وحريتها في التنقل وغير ذلك، نرى ان أكثر من ثلاثة ارباع الفتاوي لا هم لها إلا زيادة قائمة الممنوعات على المرأة بما يحرمها تماما من حريتها ويلغي كيانها بحيث تكون تابعة للرجل وقاصرا تحتاج لوصايته. يبدو اننا نحتاج لعكس الصورة تماما بحيث يصبح الحلال حراما والحرام حلالا زلالا، ثم لماذا خلق الله المرأة ناقصة عقل ودين؟ وهل ان الانسان الذي خلقه في أحسن تقويم ينطبق على الانسان الذكر فقط؟

لم يكن للنص الديني عبر التاريخ من وظيفة إلا التغطية على فشل المؤمنين وكسلهم وجرائمهم بحق بعضهم البعض وبحق الاخر، وقد أبدع أجدادنا وسار أبائنا على ذات الطريق في الاستفادة من نص يحوي بين ثناياه كل ما يحتاجونه لخدمة أغراضهم وكلها سلبية، طالت القريب قبل أن تطول الغريب، وان محاولات تصحيح المسار ستبقى فاشلة ما دام هناك نص يمكن استخدامه كيفما يشاء البعض للتهرب من مسؤلياتهم حينا، وفرض وصايتهم حينا آخر.

فئة محدودة جدا تنحصر في الحاكم ورجل الدين هي التي تستفيد من النص فيما غالبية المسلمين هم ضحايا لتلك النصوص قبل أن يكونوا ضحايا لمن يستخدمها لمصلحته، سواء كان حاكما أم رجل دين، وان الفكرة التي يصر البعض على ترويجها بأن النص جيد وصالح لكل زمان ومكان وان الخلل يكمن فقط في المسلمين، هي فكرة لا غرض منها سوى الحفاظ على الوضع القائم الى ما لا نهاية. المسلمين جميعهم، بمن فيهم من يسرق ويقتل ويفجر نفسه ويتهرب من مسؤوليته، هم ضحايا النص وليس العكس، ويبقى السؤال الى متى؟؟

الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية الجاهلية الاولي
محمد البدري ( 2010 / 9 / 24 - 05:09 )
مستر تن برسنت هي من نتائج تلك النظرية التي تجعلنا كشعوب دمي ومفعول به فقط لا غير. من وضع تلك النظرية البلهاء هم النواه العربية الاولي التي لطخت الشرق الاوسط برمته وجلت بعض السفهاء يقولون بالامة العربية والمعتوهين بالامة الاسلامية ، وفي الحقيقة لا يوجد الا مستر تن برسنت ومساجد يتم زرع فيها الجهل في عقول الناس للحفاظ علي نسبة التن برسنت ويذكر فيها اسم ذلك الذي خلق كل شئ فقدره تقديرا. تحياتي وتقديري علي الضمير والقلم الذي تحملينه


2 - صباح الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 9 / 24 - 05:54 )
الى متى ؟
بالامس طلب مني ابني وعمره 10 سنوات ان افتح كفة يدي واقرأ الرقم الموحود في خطوط الكف وبعد تركيز قلت له 18 فطلب مني ان اقرأ ما في اليد اليمنى وكان ما يشبه الرقم 81 وطلب من حمع الارقام وكانت النتيجة 99 فقال وبكل فرح انها عدد اسماء الله الحسنى !!!! سالته من وين هالمعلومة ؟ من مدرس الدين رد
الى متى ؟؟
الى ان يتوقف المدرسين عن زرع الخرافات وتسميم افكار اطفالنا وتترك لهم الحرية في الاختيار وهو ما لم يترك لا لنا ولا لاابائنا .ويسعد صباحكم


3 - كل رجالات الدين تجار مهره
ابراهيم المصرى ( 2010 / 9 / 24 - 08:03 )
رجال الدين فى كل العصور هم امهر التجار لانهم يتاجرون ببضاعه لايستغنى عنهاالبشر فمن من الناس لا يريد الفوز بالحياه الابديه...كان الكهنه فى الحقبه الفرعونيه لهم الكلمه الاولى فهم من صنعوا آلوهية الفرعون لاغراضهم والحفاظعلى مكانتهم وكذلك الاغريق والرومان وايضا العصور المسيحيه فى اوروبا..اما الاسلام ففاق الكل حتى اصبح المشايخ لايتاجرون بالدين فقط بل يتاجرون بالبشر ايضا .قد يعرفوا حقيقة الدين لكنهم يتفننون بلى الحقائق لصالحهم حتى لو تعارض ذلك خدمه الله والدين.
شكرا سيدتى


4 - المنتفعون
عبد الرزاق محمد ( 2010 / 9 / 24 - 10:39 )
الذين يفرحون ويتاجرون بجهل الشعوب هم الحكام ورجال الدين شكرا لكاتبتنا المبدعه ونحن نتسائل معها الى متى


5 - سيدتي زينب لا تعليق
سعد الشرؤكي ( 2010 / 9 / 24 - 12:50 )
سيدتي الرائعة كلماتك جعلت منك سيدة عظيمة لا بل انت اشرف من كل قدسية هولاء المنتفعين من الدين ذوي اللحى المنافقة والكروش المنتفحة والزوجات الصغيرات والذين يطلقون عليك وعلئ كل امراة حرة يزن عقلها مائة من عقولهم بانها عورة وناقصة عقل والحجاب والبرقع ليسترها .
سيدتي يا من لم يخطي ء قلمك بارك الله بك وبعقلك النير واشد من يدك لتعري اتباع هذا الحزب المسمئ اسلام.
ولك خالص الاحترام,


6 - صمت الخداع
ابو علاء العراقي ( 2010 / 9 / 24 - 18:59 )
اتسائل لمذا يصمت الذين يدعون التدين ولا يعلقون عندما يكون الموضوع ذو حجج دامغه اعتقد ان سكوتهم هو تقدم خطوه الى الامام وهو تطور جيد بدل الاصرار على المجادله الخاسره وهذا من نتائج جهود التنويريين وكاتبتنا الرائعه هي احدهم وشكرا


7 - شكرا لك
وضحى سيف الجهوري ( 2010 / 9 / 24 - 20:25 )
مقالة رائعة
متى ينتهى عهد رجال الدين ؟ كرهونا في حياتنا


8 - احييك
ثامر يدكَو ( 2010 / 9 / 25 - 00:00 )
احييك واشد على يديك وابجل قلمك واقف معك وأسأل الى متى


9 - أنت رائعة يازينب
المنسي القانع ( 2010 / 9 / 25 - 06:21 )
الرائعة بحق زينب
أين كنت ؟ وما كل هذا التفوق ؟
فرح بك لدرجة أني كلما نزلت علي موجة كآبة أهرب منها إلى مقالاتك السابقة وأغوص في بحر كلماتها المعبرة ومعانيها الدقيقة وأغرق كآبتي وأعود وقد صفت نفسي وإنشرح صدري !.
أستحلفك بكل طيبة العالم أن لا تبخلي علينا بنورك الفياض النور الذي يحاول كل دهاقنة الخزعبلات التعمية عليه ولم أقل إطفاءه فهيهات أن يطفى نور الحقيقة ، يخبو ليتوهج .
تابعي الطرق على رؤوسهم الخاوية كما الطبول صوتها عالي وداخلها فراغ .
أعترف بأني لم أنتبه إلى دررك إلّا قبل يومين ولم أتمكن من كتابة تعليق محدد على مقالك لأني معاقب من قبل إدارة الحوار بمنع نشر تعليقاتي لسبب لا أعلمه وهكذا ينشر لي ثلاثة تعليقات في يوم وفي اليوم ذاته أعاقب بمنع تعليقاتيالتي تلي بحجة تكرار!!! خرقي للتعليمات دون أن أعرف متى كان ذلك وأين .
يشرفني التواصل معك بعد إطلاق سراحي
لكِ مني كل الإحترام ومزيد التقدير


10 - الف تحية
عادل السيد ( 2010 / 9 / 25 - 08:27 )
سيدتي لك الف الف تحية وتقدير
فعلا انت كشفتي الحقيقه المره ولكن بأسلوب راقى ومتحضر واصبحت الاديان عاريه امام من له اعين ليرى
هذه مأسة هذة المنطقة المصابة بفيرس الدين ثلاث فيروسات فتاكة للعقل ولماذا أتت الاديان كلها هنا ولم نرى او نسمع عن نبي كورى او روسي او نمساوي او فنزويلي او حتى من ملطا مثلا لماذا هنا بالذات شئ محير وهنا بالذات التخلف والفقر والجوع والهلاك والمرض والحكم المستبد والقمع والخوف وضياع المستقبل لماذا ايها الاله العادل
لماذا لم ترسل رسول اخر للذين يعبدون البقرة الى اليوم والنار والشجره
هل نحن فقط دون كل البشر الذين تخصهم وتوعدهم بالجنه والنار
وباقى البشر ليس هم من خلقك او ليس لك عليهم سلطان
ليتني لم اخلق هنا ولو كنت فيتنامي كان افضل
شكرا لك سيدتي


11 - جهل القباحة وقباحة الجهل
الحكيم البابلي ( 2010 / 9 / 25 - 08:35 )
أعتقد أن مشكلة أغلب المسلمين هي أنهم مسلمين ، وهذا يشبه بالضبط المرأة أو الرجل قبيح الوجه ، الذي ينهض من نومه صباحاً وينظر في المرآة ليجد قباحته تنظر إليه ، ويعلم بأنه ليس مَن سَبَبَ تلك القباحة ، ولكنه لا يستطيع تغييرها ، لهذا يعيش ناقماً على الدنيا ومن فيها ومحاولاً الإقتصاص من بقية البشر كي يتساووا معه في الألم
المسلم الذي يتشبث بدينه ولا يتركه لأسباب لا يستطيع قهرها يلجأ إلى طريقتين ، أما أن يهجر هذا الدين ولكن بدون مجاهرة خوفاً من حد الردة ، أو يحاول إستعمال هذا الدين ونصوصه من أجل معاقبة المختلفين من البشر والسعداء لأنهم أحرار ، وهنا تدخل القضية في باب الحسد ، وهذا النوع الثاني هم غالبية الشعب المسلم
والذي يزيد الطين بلة ، هو أن معظم هذا الشعب تحت الحد الأدنى من الجهل ، وعندما ترتبط قباحة الوجود بالجهل ، فهو خراب البيت
تحياتي


12 - حقيقة غير ظاهرة
جابر علي ( 2010 / 9 / 25 - 12:24 )
انا اجزم بانه لا يوجد احد في هذا العالم مؤمن حقيقة بالاديان وكل ما نشاهده مصالح ونفاق


13 - لولا الخاتمة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 9 / 25 - 13:48 )
مقالتك ممتازة لولا هذه الخاتمة التي تبدأ بـ -فئة محدودة جدا تنحصر في الحاكم ورجل الدين هي التي تستفيد من النص فيما غالبية المسلمين هم ضحايا لتلك النصوص قبل أن يكونوا ضحايا لمن يستخدمها لمصلحته، .....-
لا أعتقد أن أية فئة محدودة، مثلما كتبت، قادرة على الإمساك بالناس في هذه الحالة البائسة كل هذه المدة الطويلة مهما بلغت من الحيلة والقوة. الجميع يستفيد من الدين. الرجل لأن هذا الدين فضله على المرأة وأعطاه حقوقا كبيرة عليها فصدق ذلك وعمل به وقاوم كل تشكيك فيه. يستفيد من هذا الدين معتنقوه على حساب غيرهم ممن يعتبرونهم كفارا. يستفيد من هذا الدين كل السذج الطامعين في جنة عرضها السموات والأرض الذين صدقوا أن الحياة الدنيا غير مهمة وكل المتعصبين والعنصريين والطائفيين. فحتى النساء عندنا نراهن أكثر حرصا على حراسة المعبد من الرجال بسبب خوفهن من خوض مغامرة الحرية.
لا بد من أن نخرج من عقلية الضحية هذه ونخاطب الناس كمسؤولين، عليهم تحمل تبعات أوهامهم. أما أن نغرس في عقولهم أنهم ضحايا ولا ذنب لهم فهذا يزيد في تنويمهم.
تحياتي


14 - هل هناك من يمكنه تحمل أي مسؤولية معه؟
Ali Hasan Gomma ( 2010 / 11 / 18 - 07:46 )
لقد قالت الكاتبة -عند ذاك يصبح الله مسؤولا عن النتائج المترتبة على قدرته وفعله وتحريكه.-

هل هناك من يمكنه تحمل أي مسؤولية معه؟

الله هو خالق كل شىء ومن رحمته بخلقه أنه تكفل بهم ولم يتركهم لسواه. حتى عندما يصاب أحدهم بسوء من مرض أو غير ذلك فإنه (أي الله) يحمد لأنه سيكون بذلك قد دفع عنه (فعلاً) أشياء لا تعد ولا تحصى أسوأ وأضر.

وقد ذكرت الكاتبة الكوارث الطبيعية (وهي ليست الزلازل والفيضانات فقط أبعدها الله عنا والتي تقع في كل أنحاء العالم)، فأسألها من في هذا العالم يملك أن يمنعها؟ الجواب: الله، وهو في ذات الوقت قادر على أن يصيب بها من يشاء ولا يستطيع أحد أن يمنعه.

الله قوي وكل شيء سواه ضعيف. أذكر الكاتبة بمشهد الانقلاب الذي قام به الشيوعيون على جورباتشوف في 1991، لقد كانوا عساكر أقوياء من أقوى جيوش العالم ومن أقوى دول العالم ولديهم أقوى أسلحة في العالم. ولكنهم كانوا مرتعشين ومخذولين وخائفين لأن قدرهم وقدر كل جبار في هذه الدنيا هو الخسران.

الحمد لله مولاي ومولى المؤمنين والكافرين لا مولى لهم.