الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام الحقيقي والإسلام الجديد !!

حسين محيي الدين

2010 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلما أتوجه بالنقد لرجال الدين وللأحزاب الاسلاموية أشعر بشيء من وخز الضمير لتربية خاطئة أوهمتني بأن الدين ورجاله وأحزابه السياسية خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها وأن رجل الدين إذا أخطأ له حسنة وإذا أصاب فله حسنتان . وهذا يعني إن عمله عبادة أي كان ذلك العمل . فصلاته عبادة . ومنامه عبادة . وكلامه عبادة وحتى شذوذه عبادة . وان لحم رجال الدين لحم مسموم ما أن تقترب منه بالنقد فأنت هالك لا محالة . كما إن النظر إلى وجهه عبادة . وهم وحدهم الذين يخشون الله كونهم وحدهم العلماء . والآية واضحة وصريحة (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) وأحاط أهالينا رجال الدين بهالة من التمجيد والتأليه حيث اعتبروهم امتداد مكملا للرسالة الإلهية . لا ألوم أهالينا على ذلك فهم توارثوا معلوماتهم من أسلافهم ومحيطهم الذي يعج بالجهالة والأمية . وهيمنة رجل الدين عليهم . كان ذلك قبل عقود من الزمن, وكلما توسعت مداركي واطلاعي ودراستي للقران دراسة نقدية لا من اجل الثواب وقارنت بين ما يجب أن يكون عليه سلوك المؤمن وما هو عليه سلوك رجل الدين تتهاوى أمامي تلك الصورة النمطية لرجل الدين . إذن فهو لا يختلف عن بقية خلق الله . وهذا ما حفزني لمراقبة سلوكهم عن قرب حيث تقيم أسرتي . يومها كانت قد آلت مرجعية الدين لرجل كان من صنع دولة مجاورة للعراق وكانت الحرب الباردة على أوجها وكان مدينا في توليه المرجعية لقوى عظمى يهمها ضرب الحركة الوطنية المتنامية في العراق .


لقد تصرف هذا المرجع الديني بدون حياء فأكتنز لنفسه و أولاده من الذهب والمال ما لم يكنزه أحد من قبل أما ما استولى عليه من أراضي وقصور لا تزال ماثلة أمام أعين الجميع . كل ذلك من أموال المسلمين وما تيسر من دعم أجنبي على حساب معانات شعبنا المسكين . لقد عاش وأسرته في بذخ لم يعرفه رجال الدين من قبل . الإسلام الحقيقي أوصى بالفقراء ورجل الدين عاش ويعيش على معاناتهم . الإسلام الحقيقي أوصانا بالصدق بينما تجد إن الإسلام الجديد وأحزابه لا يجيدون إلا الكذب .

ابتعاد رجل الدين عن المثل العليا للإسلام خلق إسلام جديد مغايرا لكل المفاهيم الإسلامية التي جاء بها الإسلام الحقيقي . كما إن السواد الأعظم من الناس ممن توارثوا دينهم عن إبائهم وأجدادهم وبدون تمحيص ساروا على نهج لا يمت بصلة للإسلام الحقيقي . نحن لاندعوا رجال الدين وأشياعهم الابتعاد عن الدين بل ندعوهم التمسك بالدين الحقيقي كما جاء به رسول الإسلام . إن دينا يدعوا إلى القتل والإرهاب والتحزب والسرقة والفساد وتحليل المحرمات وإشاعة الرذيلة بين الناس . لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال هو الدين الحقيقي وان حماية المتدينين من هذا المنتج الجديد هي مسؤولية المجتمع المتنور والدولة العصرية ولابد أن تكون هنالك رقابة ووحدة قياس تضع حدا لتنامي وانتشار هذه البضاعة التي لا تمت للإسلام الحقيقي بصلة . كما أن وجود عقوبات رادعة لكل من يحاول إشاعة الأوهام والبدع قد يساعد في الحد من انتشار الدين الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دين تجاري
علي مهدي الشمري ( 2010 / 9 / 26 - 20:40 )
الكاتب المحترم
انت تتكلم عن دين أيام زمان رحمه الله ,عندما كانت تعاليمه تحث الناس على الالفة والتسامح والاخوة الصادقة,أما اليوم فمع الاسف الشديد اصبح الدين وتعاليمه دين ملوك وتجار تدعوا الى اطاعة الحاكم مقابل الحصول على الامتيازات التجارية الخاصةلدعاته,,
أما بخصوص وضع حد لانتشار تعاليمه المغايرة الجديدة فتقع مسؤوليته على الدولة نفسها
ففي حالة وجود دولة مدنية ملتزمة بالدستور وتطبقه بحذافيره على الجميع دون استثنائات عندها يكون لا وجود للخزعبلات السياسية والغيبيات الخرافية الدينية في هذه الحالة فقط تكون الدولة العصرية قد وضعت حدا لانشطار وتكاثر الطفليات الدينية التي تتغذى على الالام الشعب وجراحاته النازفة.....واما في حالة وجودكيان دولةيلتحف بعباءة الدين فعندها حدث ولا حرج من ظهور حالات هرج ومرج وهذا ما نعيشه كواقع حال في العراق العظيم اليوم,,,,,,,
تقبل تحياتي


2 - وما الفرق
موسى الكردي من دهوك بكردستان العراق ( 2010 / 9 / 27 - 22:21 )
سيدي الكاتب :وددت لو كنت اكثر جراءة ووضعت النقاط على الحروف.الدين ايام زمان كان في خدمة السلطان وهذه الايام السلطان في خدمة الدين .برأيي هذا هو الفرق الوحيد.سابقا كنا نقتل بسيف الدين لاننا نخالفهم سياسيا والان نقتل بسيف السياسة لاننا نخالفهم دينيا او مذهبيا او فكريا.لعنة الله على السابقين منهم والاحقين.ادعوا كل مثقفي العراق من الذين يقيمون في الخارج او في مناطق امنة من امثالي الى مزيد من التحرك لفضح وتعرية هولاء التيوس السنية والشيعية على حد سواء واكثر من هذا ادعوكم الى رفع شعار الثورة الفرنسية(اشنقوا اخر معمم بامعاء اخر شيخ عشيرة,الشنق هنا مجازي و الا ما الفرق بيننا وبينهم).لقد سفكوا دمائنا ونهبوا اموالنا ومزقوا نسيجنا الاجتماعي فعن اي دين تتحدث وما الفرق بين الدين قبل ثلاثين سنة والان سوى سيف السلطان الغاشم والا فهي نفس التعاليم :القران الكريم وما يقال عنها السنة النبوية وتراث اهل البيت. لم تزد او تنقص حرفا واحدا .اليس كذلك سيدي الكاتب مع فائق التقدير والاحترام

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب