الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة العقيده والتداول الانسانى

عبد العزيز الخاطر

2010 / 9 / 26
المجتمع المدني


بنية الطائفيه

طبيعة العقيده والتداول الانسانى

الخروج بالعقيده من نطاق الذات الى دائرة الغير مكلف وخطير وهو مصدر الصراع الطائفى الذى يتزايد يوما بعد اخر, حتى داخل الدين الواحد صراع العقائد خطير وليس فيه منتصر كالنار تأكل بعضها بعضا . من المفروض ان يكون اتجاه العقيده الى اعلى وليس الى اسفل من المفروض ان تتصل بالمصدر لا ان تحتدم فى الواقع المتعدد .و حيث انها لاتقبل النقاش فهى بالتالى يجب ان تتماهى فى المطلق لاان تتكدس فى النسبى وهى الحياه. ادرك الغرب ذلك بعد الحروب الدينيه التى امتدت لمايزيد عن العشرين عاما والتى اتجهت العقيده عنده بعد ذلك الى السماء والمطلق وتركت الواقع والنسبى للاداره المدنيه البشريه , ليست القضيه قضيه فصل الدين عن السياسه كما قد يتصورها البعض بقدر ماهو فهما لطبيعة العقائد ,محاولة الزج بالعقيده كيفما اتفق واعتبارها محور الاتصال البشرى الانسانى امر غير سديد وفهم ضيق للدين. بل ان تحميل الدين مايجب ان يقوم به المجتمع كتجمع انسانى يطلب السلم والتعايش وضع لايستقيم وطبيعة الدين والدنيا, نطلب من خطيب الجمعة مثلا ان يقوم بما من المفترض ان تقوم به المجالس المنتخبه من مطالبه بما فيه خير المجتمع ورخائه كما نطلب من عالم الدين ان يتجرد ليخدم الناس بشكل يعفيهم من القيام بدورهم او بماهو دور المجتمع المدنى اساسا هذا فى حد ذاته تكريس للعقيده على ارض الواقع استعدادا للتصادم اذا ما ادركنا الاختلاف الطبيعى وتعدد العقائد ذاتها داخل المجتمع الواحد وهروب ايضا من الاستحقاق الحضارى للامه بل ان ذلك يدعوا بالتالى الى اخضاع العقائد وادخالها فيما هونسبى ويتطلب اجتهادا بشريا يماشى العصر. كنت حتى وقت قريب ارى فى خطبة الجمعه باعثا لابد منه لحث وتغيير المجتمع , وادركت بعد ذلك اننا نرتبط بحاله نفسيه او سيكلوجيه مع الخطيب او مع الداعيه الشيخ يمتص من خلالها ما نعانى منه من شكوى ونحتاج بعد ذلك الى جرعات مماثله كل فترة واخرى بالضبط كالقائد الكاريزمى امام شعبه وجمهوره , مع انه من المفروض ان يكون ذلك مسؤوليه المجتمع المدنى او السلطه المدنيه للمجتمع بما يحقق الامن والامان والاستقرار له كتجمع بشرى انسانى يقوم على حرمة دم الانسان وكرامته وحريته بمعنى ان تناقص الدور المدنى للمجتمع يزيد من الدور الدينى ورجاله ونفوذهم دونما فائده تذكر لاسباب عده منها الشخصى ومنها العام المترابط. الخطوره اليوم تتزايد بقدر ما يتزايد انفصال العقيده عن الواقع الانسانى بل قيامها بديلا عنه من المستحيل ان يختزل المجتمع فى العقيده , لقد اعتنقت الامبراطوريه الرومانيه العقيده المسيحيه بعد فتره طويله وجاء الاسلام للعرب فى شبه الجزيره وتغلغل بسماحته لابحديته وانتشر بل ان انتشاره تاريخيا كان كدين "لين" كما يشار احيانا اكثر من انتشاره كدين "صلب"
فالاصل اولا فى الذات الانسانيه وكرامتها واحترامها لجميع العقائد والاديان ان محاولة السب والطعن واتهام العقائد الاخرى بالمروق ومهاجمة ما يعتنقه ويحترمه الاخرون ليس من الاديان فى شىء بل هو داء الامه الذى لم تستطع معه انفكاكا وهو ما يؤدى الى ما نعانيهمن استمرار لتغلب السياسه وابعادها ومن التحام بينها وبين من يخدم مصالحها, لماذا؟ لاننا جعلنا من العقائد وسيله واسكناها فى غير موضعها وبدلنا من اتجاهها الطبيعى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل