الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف السبيل لإرضاء شركاء الدم ؟

حامد حمودي عباس

2010 / 9 / 27
المجتمع المدني


ثقيل جدا ومحير ، ذلك السؤال الذي يواجهني به بعض العرب من ابناء العم ، حينما يقول احدهم لي ، لقد ضاع العراق ، أليس كذلك ؟ .. سائق تاكسي كان يتململ في مكانه ، وهو يتأفف أسفا ، ليقرر بجملة واحده بان لا امل من عودة الحياة لما اعتبره من عداد الاموات .. العراق ضاع .. قالها وهو متيقن مما ذهب اليه من قرار .. حلاق راح يداعب رأسي بانامله الخفيفه ، ليتوقف فجاة وهو يتطلع الى وجهي في المرآة ، والمقص لا زال بين اصابعه ، مرددا .. ( للآسف الشديد ، راح صدام وضاع معه العراق ) .. بائع خضر ، لم يناولني ما اريد حتى اجيبه عن سؤاله ..(هل ان زمن صدام حسين افضل أم الان ؟ .. ) ، وعندما وجدني ألوذ بالصمت ، أجاب على الفور ( بالتأكيد ، فان زمن صدام حسين هو الافضل ) .
في كل بلاد تحمل هوية عربية ، أجد ذات السؤال يلطمني حينما يعلم محدثي بانني عراقي .. وفي كل مرة أجدني في حرج من امر الاجابة عن هذا السؤال ، لكوني محاصر بين امرين ، أولهما عدم توفر القناعة الكافية لدي ، بان اجابتي ستحضى برضى المقابل ، وثانيهما حرصي على ان أمرر لحظتي المسروقة في بلاد تأويني ، الى ان يستدعيني وطني ، ويحل عقدتي ، ويمنحني شيئا من حقوق المواطنه ، بعد ان اديت له ما علي من واجبات .
في بعض الحالات ، ينتابني شعور بالاشفاق عل من يسألني ذلك السؤال ، واجد بانه يخاطر بركوب اهوال ذابت لها صفائح الحديد في بلادي ، ومعها الارواح وكرامات البشر .. فأحار كيف ابين الحقيقة لمن يرغب بمعرفتها ، وعن أي سبيل ؟ .. كيف لي أن ابسط صفحات تاريخ أغبر ، بكل مساحاته وشعابه وما فيه من تلال سود ، كي اريح الانفس والضمائر مما هي فيه من حيرة ، لأبين لها كيف عشنا ، وما هي الدهاليز المرعبة التي سلكناها لنحصل على نتفة من سلام وامان ، نحيا بهما ولهما ، والبعض منا كان لا يرغب بغير الموت الرحيم ، حتى تنتهي معضلته مع وطنه ..
الوطن لم يعد وطنا ، وخلع زيه المحلي ، ليرتدي زيا آخر لم يعد معروفا لدى سكانه الاصليين ، ومياه دجلة والفرات ، ساحت بصمت ، عبر الجبال والسهول المقفرة ، لتلتقي بشط العرب في اقصى الجنوب ، ضمن اضخم زفة عرس لا يسمح فيها بنقر الدفوف ولا بزغاريد النساء ، عدا عن نواح غير منقطع ، تحمل فيه صبايا الحوريات أعواد من سعف نخيل البصره ، يلونها لون رماد الحرائق ... كيف لي ان اعرض كل هذا امام من يسألني عن حال العراق ؟ .. والعراق لم يعد يمتلك حدودا مقدسة كبقية ارض الله التي كتبت عليها اسماؤها بامعان ، انه عبارة عن ارض مشاع ، ترعى في ما تبقى منه ، خيول وابقار واغنام ، وجمال وخنازير ، تعود ملكيتها لمجهول ، وتحوم في آفاق سمائه صقور وانواع من طيور البوم ، تحرسها مخلوقات غريبة ، البعض منها يمتلك رأسا واحدة ، والاخر يتحرك كالبرق ، تخرج من فمه ناب طويلة على هيئة رمح ، وانواع ثالثة من الحراس ، هيئتهم على شكل طبق طائر ، ملصق على محورها كلام مبتور من كتب الله المنزلة على انبيائه ورسله ، وهي تنذر دوما بالويل والثبور ، لمن يتفوه بكلمة واحدة تنال من سمعة السلطان .
الناس في العراق ليست لهم أجساد تشعر بكي النار ، او لفحة برودة ثلج الشتاء .. فالصيف في العراق كفيل بان يتبرع للعاصين من عباد الله ، ان يتمرنوا مجانا على اجتياز محنتهم يوم الحشر الاعظم ، وحينما يحل الشتاء ، تتوقف صنابير المياه عن احتواء ما بداخلها من مرونة الجريان ، مكتفية بحضور اسراب من الجراد الاصفر ، وهو يرتشف ما يتيسر له من رطوبة متبقية تكسبه شيء من الدفيء .. حتى الجراد الاصفر ، لم يعد يخشى حدود العراق ، حينما يشتهي ان يغزوها من بلاد الجيران الآمنه .
من أين لي أن أقف قبالة بقال بسيط من ابناء العم ، لأروي له وعلى مدى دقيقيتين فقط ، كيف انسحبت من تحتنا رحمة السماء والارض ، وعافتنا كل فلسفات العالم ، لنبقى وحيدين ، نواجه اقدارنا المعتمة الالوان ، لنصبح بلا لون ولا طعم ولا رائحه ، نسير متلفحين ببياض اكفان لا تريد ان تخلعنا عن رضى ، كوننا نجيد كل شيء الا الفرح .. العراق لم يعد منذ زمن بعيد يحسن اقامة الافراح .. وشعبه هو اكثر شعوب العالم فنا في نصب سرادق المآتم .. في كل زقاق من مدن العراق ، تخيم بيوت النواح وتنتشر قدور الرز المداف بدماء الشهداء .. وفي كل بيت تعلق هناك صور لشباب اكلهم رصاص الحروب .. وتنام على اسطح المنازل وقت الغسق ، حينما يخلد حر الصيف الى الراحه ، صبايا عافهم الزوج والاخ والاب ، لتداف ثنايا أجسادهم في تراب ارض الحرام .
كيف لي ان أريح ابن العم العربي ، وهو يتأسى على حالي ، لأقول له ، بانني من بلاد غصت بغنى ارضها فلم تعد تمتلك سبيلا لعبور مهلكة تلك الغصه .. فيها النفط والتمر والخبز وانواع الرز ، وفيها فرات تغنت به كتب الله ، ودجلة لا تتوقف عن العطاء ، بلاد فيها كل شيء عدا السلام .. لقد عافها السلام على ايدي ابنائها ، فصارحالها مثار اشفاق العالم .
كل ذلك اجدني مثقل بهمومه وانا أواجه كل يوم ، بل كل لحظة ، حالة من تأفف وحسرة يبديها أخ عربي ، أضره ان اكون قبالته محميا بكرمه ولو الى حين .. غير انه يحمل في ذمتي جميلا سوف لن انساه ، وهو يسمح لي بمزاحمته في استهلاك المياه ، واستغلال جزء من انابيب المجاري الثقيلة عبر خطوط انفقت بلاده عليها الكثير .. لقد اصبحت مهووسا بايجاد طريقة اتسلل من خلالها كي اهرب من عقال ذلك السؤال الرهيب ، من فم كل عربي ألتقيه عن طريق الصدفه ، وهو يتلضى الما على ضياع العراق ، ويأسف بكل جوارحه على سلطان غابت عنا نعمة عطفه ومباهج كرمه ، وفارقتنا شجاعته الفائقة في مواجهة الاعداء والضرب على ايديهم بيد من فولاذ .
كم كنا نحن العراقيين ، رغم ما يشاع عنا من كرم وعزة في ثنايا النفس ، بخلاء على ابناء عمومتنا ، فلم نمنحهم شيئا مما عندنا من كبرياء فائضه ؟ .. كم كنا أقل عطفا واكثر أنانية غير مستحبه ، حينما انفردنا بامتلاك عزة مقاتلة الاعداء ، دون ان نسمح لأحد غيرنا بامتلاك ذلك العز من ابناء العم .. وكم كنا نحن العراقيين ، طلاب فوز ، عندما اخفينا عن سوانا من شركاء الدم ، ما نحن فيه من حال ، فحجبنا عنهم التمتع بافكار سلطاننا المهيب ، وحرمناهم نعمة التطلع الى هيئته الباعثة على الشعور بالزهو ، وانفردنا من دونهم ، بالفوز العظيم بما رسمه لنا من سبل حياة .. اننا حقا ، قد اجحفنا بحق ابناء عمومتنا فتركناهم يتحسرون على ما فاتهم من كسب لا يعوض ، فكانوا بعيدين عن حروب خضناها ، ودماء ذرفناها ، وجوع أكل منا حتى جدران امعائنا ، وسقم اكسبنا القدرة على الموت البطيء دون ان نشتكي ، ولا نبدي أنة ألم ..
كيف لي ، ومن يجد لي سبيل اركن اليه ، حين يطلب مني اخ عربي ، بيان الاسباب التي جعلت بلادي تخسر الحرب مع اعدائها التقليديين ، ولماذا كذبنا عليهم فلم نمت عن بكرة أبينا فداء للامه .. ومن يتيح لي فرصة أن اغسل عني وعن بلادي ذلك العار المزمن ، حينما تشخص امامي ابتسامة سخرية لاخ عربي ، وهو يحمل كل ملامح الاستنكار لكبوة اصابتني واهلي ونحن نقاوم الشر ، ولا مانع حينها من ان يحتسي ذلك الاخ ، الكوكا كولا على رصيف الشارع ؟؟؟؟ .
من ياترى .. يرفع عني كل هذا الهم المدفون بذل الحاجة اللعينه ، وأنا أواجه عند كل زقاق غريب ، في بلاد ابناء العم ، ذات السؤال المرير .. أين العراق ولماذا اضعتم سلطانكم بكل هذا اليسر ، وخسرتم نعمة الموت تحت شرفة اطلالته المقدسه ؟ .
في عام 1986 ، كانت هناك مجموعة مما كانوا يسمونهم بالجيش الشعبي .. الجيش الذي كان يكرهه الجيش النظامي ، باعتباره ممثلا للنظام القائم ، في حين كانت تلك المجاميع ، جلها من الفقراء وصغار الموظفين ، وغير المحميين من قبل ولاة الامر المتنفذين .. تتقدم القوات المسلحة العراقية لتعسكر على حافات مياه بحيرة في اعماق الاراضي الايرانيه ، وكنت واحد من افراد تلك المجموعه ، لم اجرب في سابق عهدي ان ذبحت شاة او اصطدت طيرا مما حلله الله على بني البشر ، ولم اعتدي على حقوق نملة تسير في مسالكها الى حيث تشاء ، وعلى حين غره ، وجدت نفسي اربض على ساتر المعركة ، متحفزا لقتال عدو لم اراه ولم يراني ، وليس بيني وبينه أي نزاع يستحق لاحدنا ان يبقر بطن الاخر .. في صباح يوم بدى اكثر هدوء من سائر الايام ، وانا اقف قرب فوهة الغار الذي صنعوه لنا كي يكون ملجأ نأوي اليه .. لاحت لي من بعيد طائرة مروحية عسكريه ، تتبعها اخرى ، وقد عادتا وبارتفاع منخفض جدا من الافق الموازي لقوات العدو ، وراحت المدفعية العراقية توجه قذائفها بعنف باتجاهما ، فايقنت ان هجوما قد بدأ .. وبغباء من لا يحسن فن القتال ، سارعت في صعود ربوة قريبه ، لتكون الطائرات في مرمى نظري ، فاسجل في مخيلتي ما يحدث .. هوت احدى الطائرات غير بعيد عن موقع معسكرنا ، في حين تراجعت الاخرى مختفية في العمق العراقي الامر الذي أثار الريبة في نفسي .. بعد لحظات .. خرج الطيار من طائرته المعطوبه ، وهو يحمل علما ابيض ، متجها ناحيتنا بحذر ، فهاج افراد الجيش الشعبي وكانهم في فزعه ، في حين بقي افراد الجيش النظامي في مواقعهم يراقبون الموقف كما يجب ، وما إن شعر الطيار بانه اصبح في مأمن ، حتى بدأ يبصق في وجوهنا ويصرخ ويشتم وكاننا نحن من أسقط طائرته قبل لحظات ..انه الحقد الذي كان يحمله اولئك النسور الذين لم تكن حقيقة ما كلفوا به من واجبات يحيطها العبث ، تحوز على قناعتهم .. ولم يدركوا بعد لماذا الحرب ؟ .. لقد تهيأ لذلك الطيار باننا من يمثل السلطه ، فراح يصب جام غضبه علينا وكأنه يصيب من نمثله بغضبه ..
هنا يكمن السر ، الذي يخفي في ثناياه ، الاسباب الحقيقية لتهاوي اقوى ترسانة مسلحة في المنطقة العربية ، إبان الحرب الاخيره بين العراق و ( أعدائه ) .. وعند بصقة ذلك الطيار في وجوه المكروهين من ابناء وطنه ، تتجسد اكثر المعاني عمقا لأن تعاف المدرسة العسكرية المخضرمه ساحتها بهدوء ، وتستسلم ، وتدفن نفسها وسجلاتها وتاريخها العريق ، بكل سكينة ومع سبق الاصرار .
يبقى أنني ، وفي كل مرة افلح فيها بالتملص من السؤال المخضرم لأخ عربي عن حالي وحال العراق ، تبقى في نفسي رواسب من أمنيات ، بأن لا يقدر لواحد من الشعوب القريبة أن يلقى ما لاقيناه من أهوال ، وإلا .. فان الخاتمة ربما ستحل في عشية اليوم الذي تولع فيه النار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملحمة حقيقية
عهد صوفان ( 2010 / 9 / 27 - 17:34 )
اخي حامد حمودي بو عباس
تحية على الملحمة التي دونتها بمنتهى الروعة والابداع فهي قصة وطن مزقته الديكتاتورية التي بحثت عن مجدها ونسيت مجد الوطن فغامرت بالكثير وتسرعت اكثر فكان الثمن هو الوطن مذبوحا على رصيف الحياة وشعبه مشردا هنا وهناك يعانون ويقاسون. تذوقوا المرّ كل يوم وذرفوا الدموع ولكن الدموع لن تعيد الوطن الجريح الذي انقسم من الداخل في معادلات الطائفية والمذهبية
اتمنى لك الشفاء من الألم الذي يعتصر قلبك ويعود وطنك وطن الحب والسلام
محبتي وشكري لك


2 - مزقتني كلماتك
سهام فوزي ( 2010 / 9 / 27 - 19:20 )
يصعب ان أقول لك أستاذ حامد ماذا فعلت بي كلماتك الصادقة فرغم قسوتها إلا أنها تصف حال العراق كما لم يصفه أحد
نعم الوضع صعب وقاسي ،نعم لكل ماذكرت لكن التاريخ يعطينا الأمل بأن العراق الذي عاني منذ فجر التاريخ من التدمير والتهديم والقتل والتهجير هو ذات العراق الذي يعود رغم كبوته قويا صلبا
سيعود العراق أخي وسيعود اهله إليه


3 - تلال الأحزان
فاتن واصل ( 2010 / 9 / 27 - 22:08 )
أحزانك تلال تعلو تلال أستاذ حامد ، لكن لو يعلم أخاك العربى الذى يوجه لك السؤال بدم بارد أن حاله هو نفسه يرثى لها ، لما بادرك بالسؤال .. من منا لا يعلم سبب ما حدث فى العراق وما ينتظر دولنا العربية الميمونة !! كلنا نعلم وكلنا فى الهم سواء ، جهل ، أنظمة ديكتاتورية ، فرد مسحوق بلا حقوق ،سيطرة عارمة للأصولية الدينية، مرتع لنمو التخلف ، نفس المطحنة ونفس الدائرة المفرغة . صمتك عن الرد هو صمت الحكماء .. تحياتى لك على صمتك وانصحك إن جاز القول ألا ترد أبدا ، لك كل الاحترام والمودة


4 - عزيزنا الأستاذ حامد
ليندا كبرييل ( 2010 / 9 / 28 - 08:26 )
صدام حسين كان عامل بعبع لسوريا وإيران ولجم أفواه الجميع من هنا يتصور العربي اليوم أن حالة الاستقرار الشكلي التي كان عليها العراق مردها إلى مقدرته لكنه لا يعلم أو لا يعي وهو يقنع نفسه بذلك أن الديكتاتورية الشرسة الحمقاء التي يعيش فيها المواطن العربي نزعت عنه انسانيته وسلامه النفسي والعقلي فما أن ذهب صدام حتى عادت كل الهمجيات تتقاتل وتتناحر ويذهب ضحيتها أبرياء , أما تدخل دول الجوار وتصفية حساباتهم على أرضكم لهو قمة الخسة . لبنان من هنا , العراق من هناك وفلسطين الجروح التي لا يتوقف نزفها , دمتم بخير


5 - ردود
حامد حمودي عباس ( 2010 / 9 / 28 - 09:32 )
الاخوات والاخوة مع فائق احترامي

عهد صوفان : في العراق ، حيكت ملاحم اغفلتها اقلام الكتاب ، واهملتها فنون المقتدرين حتى من ابناء البلد .. وصدقني بان ما هو حقيقي من تاريخ العراق ، يصلح ان يكون قصة ورواية وفلم ولوحه ، ترقى جميعها لمصاف ما يحتفى به اليوم في قاعات العرض العالميه .. شكرا على تعضيدك الجميل

سهام فوزي : انا معك عزيزتي ، لا زالت في نفسي بقية من أمل .. وعلى الاقل ، عسى ما يصيب اجيالنا القادمة هو مبعث آمالنا جميعا ، شكرا على مساهمتك

فاتن واصل : أحزاني لو قدر لها ان تطال حريتها في الولادة على الورق ، لعثرتي على ما يبهرك سيدتي بحقيقة ما مر به العراق من أهوال .. شكرا على تواصلك الدائم واتمنى لك السعادة بعيدا عن الآلام

ليندا كابرييل : المصيبة هي ان ما اصاب ويصيب البلدان التي وردت في تعليقك ، وما حل بها جميعا ، كان من صنع ابنائها قبل الغريب .. لك مني خالص الامتنان


6 - الاخ حامد كأنك تقرأ في كتابي
محمد حسين يونس ( 2010 / 9 / 28 - 16:34 )
لقد شربنا جميعا من نفس الكأس ..ديكتاتور أحمق يدمر كل ما بناه الشعب ، في لحظة تخيل انه قادر علي ما فشل فيه استاذه هتلر، أثناء الغزو الامريكي كنت متحمسا للتخلص من صدام وعصابته ، و بعد الحرب داعبني أمل ان نشهد أول ديموقراطية في المنطقة ، الا ان الاحقاد القبلية والعشائرية وعملاء الوهابية كان لهم هدف آخر سيؤخر الميلاد ، فقط سيؤخره ، ولكننا سنشهد اول ديمقراطية على أرضكم. تحياتى


7 - الاستاذ محمد حسين يونس
حامد حمودي عباس ( 2010 / 9 / 28 - 19:40 )
لم يكن غريبا على من طالته محن الحرب ، وذاق طعم الأسر ، أن ترتقي احاسيسه الى هذه الدرجة من الموضوعية والانصاف .. شكرا على مساهمتك القيمه ، واتمنى لك ولاسرتك ان يلفكم السلام ، ولمصر الحبيبة ان تنعم بنعمة التغيير


8 - أتفاءل
عبد القادر أنيس ( 2010 / 9 / 29 - 00:50 )
شكرا أخ حامد على هذه التحفة.
مع ذلك فقد جاهدت عاطفتي لأكتب ما يلي، وضد التيار:
عندما أشاهد الإنجازات الكثيرة التي تحققت في العراق: التعددية الحزبية، الإعلامية، الانتخابات الحرة نسبيا، المقاومة الشرسة التي تُواجَه بها قوى الإرهاب، كل هذا لم يتحقق في أي بلد عربي عندما أتأمل هذا أتفاءل. نعم أتفاءل. ماذا نريد؟ هل يعقل أن نتوقع خروج العراق بسهولة من كل ذلك الدمار السياسي والأخلاقي الذي تسبب فيه البعث والطائفية والأوصولية وأكداس من الأمية والجهل خيمت على الناس طويلا.
حضرت منذ عدة سنوات ندوة شعرية نشطها أخ عراقي عمل أستاذا في الجزائر واستقر بها إلى اليوم. لكنه بقي على صلة وثيقة بالعراق. كان الرجل يحاول أن يقدم صورة واقعية عن نظام صدام، وأهل مكة أدرى بشعابها، أما الحمقى الجزائريون فكانوا يريدونه أن يكذب ويدافع عن صدام ويهاجم أعداءه.
انفجار المكبوت الديني والطائفي والجهوي في العراق شيء إيجابي بالمنظور التاريخي لأنه سوف يعلم الناس حقيقة هذا المكبوت.
خالص تضامني وتحياتي معك


9 - عبد القادر أنيس
حامد حمودي عباس ( 2010 / 9 / 29 - 08:04 )
سعدت بما ابديته من أمل اخي عبد القادر .. وليس ما ذكرته فحسب هو الذي تحقق بعد غياب التنين عن حياة العراقيين ، بل اصدقك القول لو ذكرت لك بان احد نزلاء فندق كنت اسكن فيه بعمان ، وهو عراقي كان قد وصل لتوه من بغداد قبل عملية التغيير .. أفزعه بان شاشة التلفاز كانت تنقل برامج احدى المحطات المصريه ، فضن انه في مقلب ، والتفت لي في حينها مستفهما هل ان ما يراه حقيقه ؟ .. لقد كنا لا نعرف أية وسيلة من وسائل المدنية ، في حين فتحت امامنا الان سبل جديده اسوة ببقية شعوب الارض .. ولكن .. لهول ما عانيناه ، فاننا نخاف من نهايات مصير لا تبدو فيه قوى الاسلام السياسي المتصارعة على السلطة ، مدركة لخطر ان تستغل ذات القوى المبادة ، فراغ المكان ، كي تقفز من جديد لتسرق كل شيء .. دمت بالف خير وشكرا على دوام التواصل

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ