الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنسانية غير معقولة

واصف شنون

2010 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ألحق الرئيس الإيراني أحمدي نجادي بظهوره البائس المخزي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، العارّ بكل مسلم عاقل ومتنور وإنساني وهذا بشكل عام أما الخاص فهو عارّ وشنار على كل فارسي إيراني يعترف به كرئيس لدولة ايران وريثة الحضارة الفارسية العظيمة، أما الأخص فهو عارين وشنارين على كل عراقي يتبع سياسات نجادي الذي لايمتلك من كارزيما القائد الواعي المخلص الصراحة مع النفس وحب الأخرين ،فهو على العكس ومنذ سنوات عديدة لايخرج ولا يرتفع على مستوى الضحالة السياسية التي – َتنبح ُ - الوعيد والتهديد السياسي المنحرف الذي لايؤخذ بنظر الإعتبار ، والعيش بماض سحيق وإطلاق التصريحات العنصرية والطائفية المسيئة للجنس البشري،وخاصة لليهود والأميركان والمعارضين الإيرانيين الإصلاحيين،ولو احصينا تصريحاته تلك لوجدنا منها ما يدفع المرء للترحم على شخصيات عدّها التاريخ البشري عارّ انساني محض ّ،لكن نجادي يتفوق الأن ويبرز على الساحة ،فهو "لا ينبأ عن كذب " وكما يقول ويدعي أن الأمام المنتظر يزوره كل ليل خميس وأيضا ً كلما قام في مهمة إلقاء خطبة أمام ممثلي الأمم البشرية حيث الإنعقاد السنوي لشمل الأمم من أجل تبادل التفاهمات وحل الخلافات والنزاعات والتطوير الإقتصادي والأخذ بيد الدول والأمم المحتاجة للمعونات والمساعدات لتأهيلها لكي تكون دولا ً وأمما ً ذات قيمة وأهمية ومن ثم تساهم هي الأخرى بدورها وهذا ما جرى لعشرات الدول ابرزها اليابان والمانيا وجنوب افريقيا وفيتنام ..الخ.

مرة اخرى وبدلا ً ان نستمع لكلمات شفافة وافكار عميقة نابعة من فكر الفلسفة الفارسية أومن التواضع الروحي الإسلامي العظيم للفلاسفة والشعراء الفرس أو من الأباطرة والساسة والوزراء والدهاة ، نستمع لأحمدي نجادي وهو(يخترع ) حلا ً ناجعا ً لمشكلة الإرهاب الدولي حيث أكد أن تفجيرات سبتمبر /أيلول التي جرت ْ في أميركا ،هي صناعة اميركية ومؤامرة محلية من أجل تحسين الإقتصاد الأميركي النافق !!،وهذا يعني إنكار كامل لجهاد المجاهد الشيخ المسكين بن لادن وقاعدته وتفرعاتها في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وافغانستان وروسيا والباكستان والصومال ووسط افريقيا واوربا وانكلترا ،ونفي ّ ( رافضي ) لغزوة مانهاتن المباركة !! ،فوفقا ً لأبن لادن فأن أحمدي نجادي وامثاله هم من المسلمين الشيعة الروافض الذي تحالفوا مع الأميركان الصليبين وسمحوا لهم بتدنيس الأرض والعرض والمقدسات،ثم ان الأميركان وجورج بوش الأبن لم يتهموا إيران بتلك الفضائع والتفجيرات الإرهابية ،بل اعلنوا قائمة دولية بإسم 19 سعودي انتحاري نفذوا تلك العمليات ، ولم تنكر السعودية مواطنيها ...الخ من متعلقات الأمر ،وربما نسي نجادي إن إلقاء تهمة تآمر وقتل مواطنين ابرياء على حكومتهم ،تعني ابادة إنسانية مدبرة ،وتخضع لقوانين دولية ،منها قانون جرائم بحق الإنسانية ،وهذا يشمل حكومته التي قتلت مواطنيها علنا ً وعن سبق نية وعلى شاشات التلفاز.

لكن المخجل في خطاب نجادي هو رفعه القرآن باليد اليمنى ثم الإنجيل باليد اليسرى وهو يعلن إنه كمسلم يعترف بالأثنين وهذا صحيح ،ولكن أين التوراة وهو كتاب مقدس ومعترف به ايضا من قبل المسلمين أجمعين ، هل يعرف نجادي أن العهد الجديد هو الإنجيل والعهد القديم هو التوراة ؟؟ وهل ينكر نجادي أن القرآن ينص على ان ليس لله من ولد ،فهو لم يلدْ ولم يولد ْ ،وأن (النصارى واليهود قد حرّفوا كتبهم المقدسة) والكتب الحالية هي غير حقيقية ومزورة ، هل يريد نجادي القفز على حقيقته الأيدولوجية الدينية التي ُتكفر وُتقزم وتلغي الآخرين ، فيكون داعية إنسانية بجناحين دينيين مقدسين ،داعية إنسانية تتملق المسيحية وتنفي اليهودية ، أيُّ غباء سياسي وفكري وديني يتحلى به قائد الأمّة الفارسية !!؟؟.

لاأجد َ أي مبرر ٍٍ للعداوة الشديدة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية على الخصوص ،فقد كانا صديقان لأكثر من سبعين عاما ً، وهما من أكثر بلدان العالم تدينا ً تنافسهما في ذلك فقط دولة إسرائيل ، ولهما مصالح مشتركة تعم ُ على شعبيهما بالفائدة. أما إذا عدنا لقضية فلسطين ، الفلسطينيون بخير دائما ًيتفاوضون ويعملون مع جيرانهم العرب والإسرائيليين والأمر جاري سلما ً أم حربا ً منذ عقود من السنين (والحال ماشي ) وحسب إحصاءات منظمة اليونسكو فأن الفلسطينيون يشكلون اعلى نسبة بين المتعلمين العرب من جميع اعضاء الجامعة العربية ، وحين نأتي الى العراق فأننا نجد أن حلفاء نجادي والأحزاب التابعة له ولحرسه الثوري ومرشده الديني الأعلى هي التي تحكم العراق وتسيطر على المجتمع والشارع والثقافة والأعمال والحياة برمتها " حيث نسبة الأميّة وسط النساء الشابات تشكل 70 % حسب تقارير منظمة اليونسكو نفسها " ،وبرعاية اميركية علنية ومسنودة ، فما الذي يريده نجادي اكثر من ذلك من الدولة العظمى ورئيسها الأخرق السابق والحالي الأفريقي الأسود* .
أم ليس هناك بين حكماء فارس من يقول لكسرى ما أقبحك !!.


*الأفريقي الأسود : وصف اطلقه الرئيس الإيراني في وقت سابق على الرئيس باراك اوباما ويقصد ( العبودية ) ونوع من الشتيمه الباطنية ،كما وصف في السابق الرئيس جورج دبليو بوش بالأخرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجار الدين
Amir Baky ( 2010 / 9 / 27 - 18:34 )
الشعوب التحضرة تضحك على هذة النوعية من الحكام الذين نجحوا بقيادة شعوبهم كقطيع الأغنام بهذا الأسلوب البهلوانى . ولكن الغباء الأكبر فى الحكام الذين يتعاملوا مع جميع البشر بنفس طريقة تعاملهم مع شعوبهم


2 - شكرا
نيسان عيساوي ( 2010 / 9 / 29 - 10:22 )
تحية اكبار للمحلل والمفكر وحامل هموم بلده ومواطنيه.

شكرا لك

اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah