الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقيموا مزارا لسيد الشرفاء

جمال المظفر

2010 / 9 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية




لم يشهد تاريخ العراق السياسي ظهور شخصية قياديه مثل شخصية الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم ، بوطنيته وكفاءته ونزاهته وشعبيته ونبله وعفته ، كان انموذجا فريدا من نوعه في الممارسه والقياده والتناغم مع اصوات الفقراء ، لم يشهد تاريخه السياسي اي استغلال للسلطه او تلاعب بالمال العام ولم يقرب الحواشي والمنافقين والافاقين من دائرته ، ولم يستغل احد من افراد عائلته صلة القرابه في تحقيق مكاسب ماليه او اساءوا الى احد من الشعب ، ولم تشهد فترة حكمه حالة فساد واحده ، كان مثالا للعفة والنزاهة والشرف والاباء ، لم تنتهك الحرمات في زمنه ولم تهان المقدسات ..
جاء الى سدة الحكم بكفاءته وحكمته ، لم يأت على ظهر دبابة اجنبيه ، ولم ينتظر ان يفتح له احد الدرب ليأتي الى الكرسي بتضحيات غيره...
كلما نذكر الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم نخجل من تواضعه ، هل يمكن ان ياتي زعيم اخر بوطنية ونزاهة وشعبية وعفة وكفاءة هذا الرجل ، لم يأت على وقع سرفات الاحتلال ولم يستغل المنصب ابشع استغلال لتصفية المعارضين او لايصال اقاربه واصدقائه الى السلطه او يستغل منصبه للاستحواذ على المال العام او ليوزعه على الحاشية والمنافقين او يوزع قطع الاراضي على ( جلاوزته ) وكلنا نتذكر كيف طلبت شقيقته ان يخصص لها قطعة ارض كونه الزعيم فاجابها بانه يمكنها الحصول عليها ضمن الاستحقاق وكما يحصل عليها الشعب اي ان تسجل وتنتظر ، رغم انه هو من اسكن الفقراء في مدينة الثوره وخصص لهم قطع اراضي سكنية ، لم يشهد العراق مثل شخصية الزعيم ابدا لان كل من يصل الى السلطة في العراق يفكر كيف يستفيد ويفيد حاشيته واقربائه لانهم ظهره في الشدائد عندما يقوم ضده الشعب ، والدليل على ذلك كيف ( انتفض ) ازلام القائد الضروره و( قصموا ) ظهره قبل اعدائه بعد ان فروا وتركوه لوحده لامن قريب ولامن بعيد ...
عبدالكريم قاسم انموذج فريد من نوعه ، بساطة قل نظيرها واخلاق ترقى الى اخلاق الانبياء والائمة والصالحين ، استلهم منهم العبر وسار بها نهجا في ادارته ، كلما تحدث احد عنه ذكره بصالح الاعمال ، خصاله ونزاهته ونبوغه وفطنته وحنكته ، لم يكن اميا في السياسة او جاهلا في الامور العسكريه ، ولم ياتوا به من المقهى او المسجد ويسلموه ادارة الدوله ، ولم يمنح الرتبه العسكريه هبة من احد ، ولم يشعر يوما ان الرتبة اثقل من كتفيه ، او انها منظر من مظاهر التباهي ، بل مسؤوليه جسيمه امام الله والشعب والعالم ..كان قريبا من الفقراء ، تبنى همومهم والامهم وتفاعل معهم ..
الغريب في الامر ان سياسيي مابعد الاحتلال يقارنون انفسهم بصدام ، انهم ديمقراطيون وهو دكتاتوري وانهم منتخبون وهو مفروض سلطويا وانه قصف شعبه بالصواريخ والطائرات وهم لم يقصفوا الشعب بالطائرات والصواريخ وانما امريكا الكافره هي التي قصفتهم ، ولكن لااحد منهم يقارن نفسه بالزعيم الخالد عبدالكريم قاسم ، فبأي وجه يقارنون ، هل ذكر احدهم خصال عبدالكريم قاسم وقال انه كان نزيها لم يستغل منصبه لسرقة المال العام او انه جاء ( بزوده ) ولم تأت به دبابات الاحتلال الى السلطه وابعد اقاربه منه لا لانه يستعر منهم وانما كي لايقال عنه استغل منصبه لتقريبهم اليه ، ولم تكن له حمايات ترهب عباد الله وتوجه اسلحتها الى صدور العراقيين الشرفاء ، ولم يقولوا عنه انه نال الرتبة باستحقاق ولم تمنح له لانه من هذا الحزب اوذاك ، ولم يمنح لقب الزعيم او القائد العام للقوات المسلحه (كلاوات ) بحيث لايعرف في الامور العسكريه غير ( اليس يم ) اي يمين شمال، اوان مرتزقة شركات الحمايات الخاصه قتلت العراقيين الشرفاء بدم بارد وسكت عنها وعقف لسانه في حلقه لانه ضعيف الشكيمة مقصوم الظهر..
هل سمعتم يوما ان سياسيا حداثويا تحدث عن ابي الاحرار ونصير الفقراء عبدالكريم قاسم الزعيم الاصلي لا النسخه المضروبه ...
عبدالكريم قاسم خالد في قلوب وضمائر العراقيين ومن جاء بعده ضيفا ثقيلا لايحتل اي مساحة من ذاكرة الشعب سوى الذاكره المثقوبه المشحونة بالالام والمآسي ..
تعود العراقيون في زمن صدام على اطفاء التلفزيون عندما يخرج ليتحدث ساعات وساعات ويعاد الخطاب بعد ثواني وينامون مبكرا لانه لم يكن هناك قنوات فضائيه ، اما اليوم فالحمد لله هناك مليون قناة فضائيه ما ان يخرج سياسي على احداها حتى يبادر العراقيون الى تحويل التلفاز الى قنوات اخرى ، فمشاهدة مسلسل تركي ملئ بالرومانسيه افضل من سماع سياسيون يتبادلون الشتائم والاتهامات ورذاذ افواههم يتطاير في كل الاتجاهات ويسمم الاجواء...
من يقتدي باخلاق وخصال وعفة ونزاهة الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم يبقى في ذاكرة العراقيين ومن حاد عنه فانه لن يحصل في المستقبل القريب او البعيد الا على اللعن والسب وربما الضرب بالاحذيه كما حصل مع تمثال القائد الضروره ، او السحل في الشوارع كما حدث مع نوري السعيد ...
لقد اخفى الصداميون جثة الزعيم الطاهره كي لايصبح مزارا للعراقيين الشرفاء لانهم يعرفون مكانته في قلوب العراقيين ، واليوم على كل الشرفاء في العراق ان يقيموا له مزارا ليقصده الشرفاء والوطنيين والاحرار والفقراء ليقولوا له رحمة الله عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا ، نشهد ان لا زعيما شريفا عانق السماء ولامس شغاف القلوب الا انت ، وان يخلع كل من يدخل هذا المزار الرمز نعليه احتراما لقدسيته ، وان لايسمح لكل فاسد او مرتشي او من يؤمن بثقافة الاحتلال الدخول الى هذا المزار الخالد مزار ابي الفقراء وناصر المستضعفين ورمز العفة والنزاهه والوطنية الحقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شخصية الشهيد لا تتكرر الا اذا احسن الشعب
محمود الفرج ( 2010 / 9 / 27 - 22:41 )
تحية للسيد المظفر
شخصية الشهيد عبد الكريم قاسم لا تتكرر الا اذا احسن الشعب الاختيار ووقفت المفوضية العليا للانتخابات الموقف الواضح عندها سيقول العراقي انني اعيش الان كانسان


2 - كان وطنيا وشريفا...ولكن
يونس حنون ( 2010 / 9 / 27 - 23:53 )
اخي الكريم جمال
اتفق مع في كل كلمة قلتها عن المرحوم عبدالكريم قاسم
نعم كان الزعيم انسانا وطنيا شريفا نزيها لا يعرف المحسوبية ولا يمكن مقارنته باشباه البشر الذين جاءوا بعده حتى الان واستثني منهم المرحوم عبدالرحمن البزاز
ولكن
ثورته كانت اكبر جريمة بحق العراق....فالفترة الوحيدة التي كان لدينا فيها دولة مؤسسات حقيقية وحرية فردية مقبولة كانت في العهد الملكي....وبعدها اصبح العراق ملعبا للعسكر واحزاب الخراب و بطل حفرة الجرذان ثم حثالات الاحتلال
لو بقيت العائلة المالكة لكنا اليوم اسعد شعب في العالم
اما الزعيم فنعم نال محبة الناس بسبب حبه للفقراء وتجرده عن الاهواء والانانية
لكنه لم يكن كفوءا كرجالات العهد الملكي سياسيا واقتصاديا
وهذه هي المسالة


3 - أحسنت فيما كتبت وقترحت
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 9 / 28 - 17:17 )
المحترم جمال المظفر
تحيه لك ..لقد لامست العراق كله بما كتبت واتمنى أن يتفاعل مع الموضوع كل من يقراءه ويقترح ويضيف
واريد أن أقول:
بعد حل حوانيت الجيش بعد التسعين تم نبش دفاترها العتيقه فوجدوا أن الزعيم الخالد مطلوب أقصاط ثلاجه كهربائيه كان قد أشتراها من الحوانيت وقتلوه الغادرين المجرمين قبل أن يتمكن من تسديد ما عليه
عاش الزعيم عبد الكريم قاسم وهو في قبره


4 - شكرا لكل الاحرار
جمال المظفر ( 2010 / 9 / 28 - 20:08 )
شكرا الى كل الاخوه الذين مروا على هذا الموضوع
ان ما اردت ان اقوله هنا ، هو ان يقارن ساسة العراق الجديد انفسهم بالزعيم الراحل لابصدام ، وان يكون قدوة لهم في القيادة والنزاهة والعفة والشرف ، لاان يقدموا مصالحهم على مصالح الشعب ، وان لايستحوذ اقربائهم على السلطة وعلى موارد البلد ..
من العار ان نقارن الزعيم الراحل باي سياسي جاء بعده سواء في زمن صدام او مابعد الاحتلال ، الطغاة وضعوا لهم اضرحة تزار والشرفاء تخفى معالمهم ، فاي زمن قذر هذا الذي نعيشه ، نمجد القتلة ونغيب الشرفاء..
ماسمعته من اصدقاء لازموا الزعيم كبير جدا بالعفه والتواضع ولامجال لذكره سوى ان اقول انظروا الى صورته وهو ينام على الارض في وزارة الدفاع وتحت المروحه وبيديه موارد الدوله كلها ,,,
الانخجل ولو قليلا ، ماذا وجد انقلابيوا 8 شباط في جيب الزعيم ، اربعة دنانير فقط وهي كل مايملك ، وذهبوا الى العقاري والبنوك فلم يجدوا اي شئ باسمه ، والغريب انهم انحرفوا وسرقوا مقدرات الشعب
محبتي لكل الشرفاء الاحرار الذين يريدون عراقا خال من الجواسيس والخونه والقتله والسراق والفاسدين


5 - عبد الكريم قاسم ابن العراق البـــار
كنعان شـــــماس ( 2010 / 9 / 29 - 19:36 )
تحية لكل كلمة مديح لهذا الرمز العراقي الكبيـــــر مااحوج العر اق اليوم الى اقامة تمثال كبير في وســط كل مدينة عراقية عرفانا وتخليدا لمن احب كل العراقين وضحى بروحة في سبيلهم . الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم هو اتاتورك العراق هو غانــــــدي العراق ... كان حريا بابناء مدينة الثورة تسمية مدينتهم باسمة فهو الذي بناها لهم واواهم فيها فلماذا نكرتم الجيل والاحسان يافقراء مدينة الثورة

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال