الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رضعوا وما خلوه يرضع

شذى احمد

2010 / 9 / 30
المجتمع المدني


صالح الحمداني كاتب عراقي ساخر.. تتسم سطوره بالبساطة واللمحة الذكية ومع هذا تقطر مرارة واسى على ما إل إليه حال العراق والدمار والتمزق الذي يعيشه من بداية الاحتلال الى يومنا هذا.
في مقالته المعنونة ب .. نعله على عرضك حمودي يروي لنا الحمداني يوميات جندي عليه واجب تأدية الخدمة الإلزامية والمعاناة التي يمر بها ولا يلتفت إليه احد ، يطلعنا على مشاعره الدفينة واشتهائه للحب بطريقة لا تخلو من براعة وحلاوة تتميز بها سطوره . باختصار يصور رحلته من بغداد الى الموصل حيث مكان خدمته ومشاركته الرحلة شابة جميلة ترضع صغيرها.. ولأن الصغير عنيد فإنها اعتادت كما يبدو على تهديده بالقول: "حمودي .. ترضع لو أخلي عمو يرضع !!"يتلقف (الجندي ) الذي تكالبت عليه الصعاب والمصائب التهديد بمزيج من الأمل والفرح وينتظر بفارغ الصبر أن يعاند حمودي وهو الرضيع ويصدق الملاك وهي السيدة الشابة كما وصفها في وعيدها!. لكن حمودي كان يرضخ لإرادة أمه فما كان من الجندي في نهاية المشوار وهو يغادر الأزبري كما اعتادوا تسمية مثل هذا النوع من السيارات في كراج الموصل إلا أن يلتفت الى حمودي بلوعة قائلا" نعله على عرضك حمودي، لا خليتنه نرضع .. ولا خليتنا ننزل بتكريت!!".
ويسترسل قلمه ليطول باقي القائمة في لعناته فيدون.......

نعله على عرضك بريمر: لا أنت حكمت البلاد كمحتل، ووضعت لنا دستورا ً– كما فعلتم في اليابان المحتلة – ولا أنت سلمت الأمور بيد حكومة انتقالية تضع دستورا ً وتدعوا لانتخابات، ولا (ظلينا على بنيان أول العام !) .
تركتنا بيد الجماعه يتعلمون برؤوسنا فن الحلاقة، وذهبت إلى واشنطن دي سي! لتلعب الغولف وحدك، وبقينا نحن هنا يتدرب علينا مجاهدو القاعدة ومن خلفهم عزت الدوري وقاسم سليماني وأسامة بن لادن على (فن دخول الجنة ، والزواج من 72 حوريه في ليلة واحده ، بدون استخدام الفياغرا أو الدبس وراشي!) .


عند انتهائي من قراءة مقالة الحمداني ، واستماعي لزفراته ، ومشاركته الأسى أظن بان بريمر رضع حتى الشبع هو ومن أتى بهم ، وان من حرم نعمة الرضاعة من ضرع أمه الوطن هو العراقي لأنهم ما خلوه يرضع.. بل ضرجوا ضرع الوطن بدماء أولاده. مسكين العراقي لم يعد حقلا لكل اللاعبين بقدره كما سطرهم قلم صالح الحمداني يرتع منه كل من هب ودب ويحقق به إغراضه سواءا الذين ذكرهم أم الذين لم يذكرهم مقاله ولهم أطماع في العراق لا تخفى على احد وفي مقدمتهم كما اصطلح على تسميته دول الجوار،ومن يعمل لها في العراق فحسب بل صار ضرعه حكرا على من يرضع بلا رحمة حتى الشبع، ثم يدير ظهره مغادرا دون كلمة شكر ، أو امتنان لان وقته لا يتسع وقد صار لتوه من أصحاب الثروات الطائلة والعقارات الفخمة في بلاد الغرب وعليه رعايتها.

إن الوازع الأخلاقي يفترض بالأمريكان أن يتحملوا مسؤولياتهم إزاء البلد الغارق في الاضطرابات والفوضى وعدم الاستقرار , وان يساهموا في إعماره مثلما كانت لهم اليد الطولى في دماره. عليهم الدفاع عن سمعتهم ،وان يكونوا أوفياء لآبائهم الذين أعانوا أعدائهم في الحرب العالمية الثانية اليابان وألمانيا وأعادوا بنائها وساهموا في نهضتها. عليهم تقديم المساعدة للعراق بشكل صحيح وليس صوري كما تطالعنا شبكات الأخبار ، فليس انسحابهم بكافي وليس كلمات الإطراء التي تشيع بان العراقيين قادرين على تحمل مسؤولية امن بلدهم وحدها بكافية لكي تعيد ما سحقته ألتهم الحربية وجحافلهم التي زحفت الى العراق واحتلته.
سيرد علي متحدث باسمهم ساخرا.....لكنهم ضحوا لأعمار العراق ما يقارب ال600مليار دولار حتى عام 2008 ،ولم يتم بها اعمار وبناء البلد بل سرقت بحسب المتحدث الأمريكي كما نشر في تحقيق معد فياض المنشور بعنوان ((7سنوات أحالت بغداد الى خراب...)) قد يكون ذلك صحيحا. لكنهم كانوا بطريقة مباشرة سببا في سيطرة الجماعات الفاسدة على مقاليد الحكم .
حتى تصرفاتهم التي اتصفت حينا بالا مسؤولية، والأخرى بالأمر الناهي ليست من الحكمة بمكان. عليهم أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث بحكم دوائرهم التحليلية وقدراتهم السياسية وباعهم الطويل في حل الأزمات العالمية للمساعدة في إيجاد أفضل الحلول للازمة العراقية ودعم القرار الصحيح . فلا يعقل أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الحمل الوديع أخر الأمر وهي المحتل الذي تلطخت صفحات احتلاله بالأخطاء الكبيرة من فضائع السجون الى سوء التعامل مع الشعب المحتل والأزمات، فتدعي فجأة بأنها ضيف طيب ومهذب يرتدي بدلته الأنيقة ليرقب اختيار الشعب .. ذلك الذي لم يبقى منه القادر على اتخاذ القرار بسبب الإرهاب والقتل والتشريد.
على إدارة الرئيس اوباما مسؤولية أخلاقية لا تقل أهميتها عن وعوده بتنفيذ أجندته الانتخابية تطلب منه إعانة الشعب العراقي الذي تسببت إدارة سلفه في معاناته الحالية .وان يسجل في السلم انتصارا يستحق أن يذكر له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عراقنا كان وسيبقى من نصيب اللصوص
شهد رشيد ( 2010 / 9 / 30 - 10:27 )
جلست أنظر اليه وهو في ذل مابعده ذل أخرجوه من حفرته الحقيره ومن بين بقايا طعامه المتعفن متخفي يُصدر الموت للبسطاء في الشوارع ويشمت بالصغار الذين أحتفلوا بضرب تماثيله بأحذيتهم . تذركت قصوره وغرف نومه المطعمة بالأحجار الثمينه وعربته المذهبه التي ميزت أحد أعياد ميلاده وشعبه يتضور جوعاً . جوع وقبور ومعتقلات .فلا حافظ على جاهه وورثه لأولاده ولاتركنا نعيش في وطن رضينا بهمه فلم يرضى بنا .ألقانا للمهاجر صاغرين .لم يتعاطى العالم مع شعب كتعاطيه مع العراق كشعب وحقول بترول .هل عُوقب الألمان عن جرائم هتلر التي قتلت قرابة ثلاثين مليون أنسان؟ أن ماحصل خلال سنوات الحصار يعكس جريمه دوليه ومارافقها وماتلاها من قصف وحشي وعبث بمصير شعب كان ولازال ضحية أجندات دول عظمى ..رضع الجميع من خير هذا الوطن ألا أبنائه ..الطغاة وسماسرة السلاح والخردل وسماسرة الدين وقومجيه وسماسرة حماس والتحرير ورجال البيت الأبيض المتعاقبين وحتى الأسود وسيبقى على هذا الحال الى الأبد . دمتي لنا مبدعه .خالص التقدير لقلمكِ الرائع.


2 - يا عزيزتي الدكتورة رشا
ليندا كبرييل ( 2010 / 9 / 30 - 12:58 )
ألمانيا واليابان بعد الحرب شعرتا بالخزي والعار بالخجل والندم , شعرتا أنه لا بد أن تضعا الماضي وراء ظهرهما وتنطلقا للأمام . وانطلقتا بجهود أبنائهما لا بجهود أبناء الآخرين, نحن ماذا فعلنا في العراق؟ استدرنا لنقتل بعضنا البعض , قُتِل من المسلمين بأيدي بعضهم أكثر من أي حرب, والسبب في الارهاب الذي يبدأ بالعقل , في التأويل المتطرف للجهاد ,الجهاد الآن في العراق وفلسطين ولبنان حالة ليست مرتبطة بالكرامة الوطنية والاحتلال ,بل بالكفر والايمان ,ماذا تفعل أميركا أكثر من هذا ؟ماذا تفعل مع متطرفين اختزلوا الجهاد بحمل السلاح فراح الأخ يقتل أخاه؟ وماذا تفعل مع حكومات عربية ركبها الحمق والاستهتار وجاءت لتصفي حساباتها على أراضي الغير ؟لا أبرئ أميركا, بل أقول أنها خلقت ظروف الفوضى وقد ساهمت بما فيه الكفاية وأكثر مما ساهمت مع اليابان وألمانيا لكننا شعب يجري العنف في دمه فهل تدفع أميركا زهرة شبابها إلى محرقة مجنونة ؟ دعيهم يأكلون بعضهم بعضاً فلا خير منهم لعل النار تطهر قلوب الجيل الجديد وتنقذه من الأفكار المتعفنة لا أسف ولا حزن إلا على الأبرياء المدنيين الذين تذهب أرواحهم هدراً ليتنشي أمراء الدم . شكراً


3 - لن يستطيعوا
سهام فوزي ( 2010 / 9 / 30 - 14:32 )
الدكتورة شذى تحياتي ،ما تطالبين به الولايات المتحده قد يكون صعبا فباعترافهم فانهم قد خططوا جيدا لمرحلة الحرب على العراق لكن ما بعد احتلال لم يكن هناك تخطيط كافي لكيفية ادارة شئونه ،ماحدث في اليابان وألمانيا قد يكون مختلفا في ناحية عدم وجود هذا التنوع الاثني والطائفي الموجود داخل العراق ،فكما تعلمين فالعراق يضم جماعات اثنية متعددة كما يضم تعددا داخل الجماعة الإثنية الواحده وهذا الأمر كان يحتاج اهتماما من الإدارة الأمريكية لم يحدث ولهذا أقاموا نظاما للحكم يشجع على ترسيخ الطائفية الموجوده أصلا ولقد اغلف الامريكان تجارب التحول الديمقراطي التي حدثت في افريقيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والتي اكدت على ان التحول الديمقراطي قد ياتي مصاحبا للعنف الاثني مالم يتم وضع اسس نظام مؤسسي قادر على احتواء هذه الخلافات والصراعات
لكن يبقى املي وامل كل من أحب العراق أن العراقيين وحدهم لابد أن يجدوا يوما وسيلة لاستقرار امورهم هكذا يعلمونا تاريخ العراق منذ القدم
تحياتي لكي وشكرا لهذا المقال الممتع


4 - الوازع الأخلاقي ؟
شامل عبد العزيز ( 2010 / 9 / 30 - 17:34 )
تحياتي - أخر تصريح لمام جلال - أتفق الأمريكان وسوريا وإيران على موضوع الانتخابات ؟ طيب سؤال أين إرادة الناخب العراقي ؟ أين العراقيين والذين أدلوا بأصواتهم والبالغ عددهم 12 مليون ؟ جاءوا من أجل العراق والجميع صدق ذلك وتخلصنا من الفاشي صدام ولكن ؟ منذ 2003 ولحد الآن أين النتائج ؟ سيقولون القاعدة والبعثيين وبعض دول الجوار ؟ نعم ولكن أين امريكا ؟ إيران هل لها دور ؟ تصريحات السفير الإيراني الأخيرة ؟ لا اعتقد أن الشعار الذي رفعوه وهو أنهم جاءوا من أجل تخليص العراق من الدكتاتور كان صحيحاً ولكن جاءوا من أجل أنفسهم الصراع الدائر حالياً يؤيد أنهم لأنفسهم ليس هناك نية حقيقية لكي يخدموا العراق أكثر من 6 أشهر على الانتخابات وأنتِ ترين ماذا يحدث ؟ المواطن يدفع الضريبة فقط وبدون شعارات
الموضوع طويل وشائك وصعب وليس من السهولة التوصل لنتائج معينة وحتى لو تم تنصيب رئيس وزراء ومن أي طرف كان ؟ لازال الوقت مبكراً على أن يكون هناك استقرار في العراق وأتمنى ان أكون على خطأ - القادم اسوء -
خالص تحياتي


5 - الشعب وساستهِ
رعد الحافظ ( 2010 / 9 / 30 - 17:40 )
مهما يكن من أمر ومهما حدثت من أخطاء , فنحنُ العراقيين نعتبر المسؤول الأوّل عن النتيجة التي يؤول لها البلد وخلال مختلف العصور
الأميركان حررونا من صدام وطغمتهِ , أخطأؤوا وأصابوا في قراراتهم وحلّ الجيش وما شابه
لكن أين دورنا نحن ؟
لماذا لانعترف أنّ غالبية الساسة اليوم و(( هم عراقيون , ولم ينزلوا من القمر علينا )) فاسدين ولا تهمهم سوى جيوبهم ؟
حتى عندما يوجد البعض النظيف منهم , يضطر الى سلوك طريق الغالبية الفاسدة ليبقى في الساحة , لاحظوا منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 , هل جاء سياسي يرضى عنهُ الجميع ؟ حتى قاسم وقبله نوري السعيد وسواهم هناك جدل كبير حولهم
****
السبب الأوّل في وضعنا البائس هو طبيعة الشخصية العراقية , كما حللها الوردي العظيم
مهما كان الغزاة وجيران البلد مؤثرين ( وهذا موجود ولاينكر بالتأكيد ) , لكن الدور الاوّل للشعب نفسه
لاحظي الشعب الإسرائيلي , يعيش وسط حروب وحوله أعدائهِ من كل الجهات , لكن الشعب مرفّه أكثر من جميع الدول العربية ( لا أقول هذا لمدحهم , بل لنقد الذات وليس جلدها ) , ا
تحياتي لجهد الكاتبة


6 - الشعب العراقي هو من لايريد ان يرضع
سعيد كمال ( 2010 / 9 / 30 - 19:43 )
الشعب العراقي هو من لايريد ان يرضع! ولامجال بمقارنة شعب متخلف بشعوب كالمانيا بكل تقدمها العلميوالحضاري والانساني... واليابان اللذين يعشقون وطنهم حد الموت وكمثال سريع معركة بيرل هاربر التي كان الطيارون اليابانيون يضحون بحياتهم وهم يعرفون ان المعركة خاسرة....ثم ان من الغباء معاملة الارهابيين الذين يريدون تفجيرانفسهم والذين يذبحون ويقتلون ويفجرون معاملة الانسان السوي وهم لايمكن اصلاحهم, وهذا هو السبب الرئيسي لدمار العراق بعد تحريره...وستخسر اميركا في افغانستان لنفس السبب؛


7 - عذرا يا عراق
شذى الصفار ( 2010 / 9 / 30 - 21:35 )
ماذا حدث في العراق ؟ سؤال علينا الاجابة عليه . يكل رويه فالعراق دوله عريقه تبخرت بايام وشعب كان عهدنا به غيور الا انه توزع في متاهات بلاد الله الواسعه وتأريخً وأئمه وشهداء وأولياء كله اصبح في مهب الريح ما حل بالعراق كابوس هوليودي حتى اننا كنا ننظر الى الجنود الامريكان كأنهم غزاة قادمين من كوكب اخر وانا اعتقد ان ما حل بنا لا تستوعبه ذاكرتنا على اقل تقدير في الوقت الحاضر وان الانقلاب الدراماتيكي الذي حدث يحتاج الى عقود وعقول وبحوث مطوله جداً لادراك المشروع الامريكي ويخطيء من يفول ان الامريكان خاضو ا حرباً غبيه وانهم قد خسروا الحرب في العراق خاصة لمن يعرف اهمية السوق للعالم الرأسمالي بقيادة الشركة القابضة (امريكا) ومناخ العولمة والتواصليه المعاصرة ولكن القضيه وخطورتها تكمن فينا كشعب يجب ان يصنع هويته ولا اعتقد هناك وقت افضل من هذه الازمه لصناعة هذه الهويه تاركين وراءنا كل العواطف والمشاعر الفضفاضه متمسكين بالوقائع فقط
والله يكون في عوننا
مع تحياتي للكاتبه


8 - البلد الذي نهب وبمساندتنا.
mahdi ali libya ( 2010 / 10 / 1 - 23:40 )
لقد انكشف الوجه البشع للمحتل.والذي لم نسمع ونرى الاّ مزيد من الدمار والالم واستنزاف مقدرات وثروات هذا البلد.وذكّرنا بحقب وحروب وغارات التتار والغول.الذين عملوا على القضاء على تلك الحضارة المزدهره
و لا يمكبن ان نطمع من الامريكيين بناء مدينه فاضلة وعدل وحكم نزيه.والدليل واضح طائفية عنيده تدمير بنية البلد.صراع سلطة بمن جيء بهم..نساله الله ان يصلح حال هذا الشعب. .

اخر الافلام

.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ


.. المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: نزح 40% من سكان غزة




.. رئيس مجلس النواب الأميركي: الكونغرس يدرس معاقبة -الجنائية ال