الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى

باسم السعيدي

2004 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بالأمس ظهر ملثمو ما يدعى بالجيش الاسلامي على شريط مسجل لاحدى الفضائيات يدعو هيئة علماء المسلمين باصدار فتوى تحرِّم عمليات الخطف كشرط لوقف تلك العمليات التي صار يدينها القاصي والداني ، المسلم وغير المسلم على حد سواء .
ويبدو أن التعليمات السرية التي تخرج من بين أوراق هذه الهيئة (الموقرة) تؤيد ، بل تحرض وتفتي بأعمال الخطف تلك ، وتدين بعضها علناً كما حصل مع الصحفيين الفرنسيين .
وكما هو معلوم فان اللوم والتقريع ،والاستهجان ، والاستنكار العربي والاسلامي والعالمي لهذه الجريمة المنظمة كشف عورة المجرمين ، ودعاة الارهاب المؤجهد (من كلمة الجهاد) ، وترك عريهم الأخلاقي وقبله الشرعي مكشوفين لكل ناظر ، مما حدا بهم الى القاء الكرة الى ملعب الهيئة التي تفتي نهاراً ما أمرت به ليلاً ، وكما هو معروف فان الذي يلقي باللائمة على شريكه لا ينجو هو بفعلته ،فقد حصل هذا الصدام الذي يروم به الخاطفون كشف الشركاء الحقيقيين ، هذا من جهة ، وربما من جهة اخرى تنازلت هيئة العلماء عن الفدية التي يطلبونها عادة ، مما أثار حنق (المجاهدين) إما لظنهم بأن الهيئة (لطشت) الفدية لوحدها ؟ ، أو لأن الذي لا يتعب ويخاطر لا يجوز له التنازل عن ( رزق وحقوق) الذي يواجه الرصاص ، وفي كلتا الحالتين فان البيان الذي أحرج الهيئة ، وأشار اليها باصابع الاتهام بل الادانة أسقط ورقة التوت عن الهيئة ، وعرَّى عمائم السوء التي يرتديها الخاطفون الذين يجيدون النحو والبلاغة فقط .
وربما يظن القاريء انني أبالغ في وصف السوء الذي أرميهم به ، ولكن دعوني أروي لكم ما يجري في إحدى مافيات الفلوجة (ما يدعى بالمقاومــة) :
تمتهن إحدى الفرق المسلَّحة والملثمة ضرب قوافل امدادات العدو الأمريكي المحتل الغاشم الكافر ، وطبعاً يغنم الـ(مجاهدون) ما ترك المحتلون ، ومن ضمن الغنائم التي تتركها القوافل المواد التالية ، الرز ، السكر ، الدهن ، وأسلحة ، ومواد أخرى ، بالتأكيد تكون الأسلحة من نصيب ال(مجاهدين) ، أما بقية الطبخة فتباع الى تجار في السوق العراقية بأسعار بخسة ، ليستفد منها التاجر ، ويفيد العباد ، وليس هذا محور اهتمامنا ، بل هنالك مواد عسكرية لا يمكن لأحد الاستفادة منها الا الجيش الأمريكي ، ومنها مادة سلكية على شكل أقفاص تدعى (هيسكو Hisco) يوضع فيها التراب لتصبح سواتر رملية تصد قذائف الـ آر بي جي والرصاص وشظايا الهاون عن الجنود ، كما وتمتص الطاقة التفجيرية للسيارات المفخخة ، والمهم في الموضوع أن الغنيمة من هذا القبيل تباع الى التاجر نفسه الذي يشتري المواد كافة ، ويعلم الـ(مجاهدون) أن لا سوق لهذا التاجر ليصرف المادة العسكرية فيه الا للقوات الأمريكية ، ويعلمون أنه يبيعها لهم ، ويستمرون هم بالـ(مقاومة) فالغنم ، فالبيع ، فالتجهيز عبر منافذهم الى ذات القوات الأمريكية ، برب اليهود والنصارى والاسلام ، هل هذه مقاومة ؟ ، أم انهم مجموعة قطاع طرق وتجار تهدف الى الربح من القوات الأمريكية ولكن بطريقة (السلاح)؟؟
أنا لا أستبعد أن الخلاف الذي دبَ بين الخاطفين وهيئة علماء الخاطفين هو خلاف عمل ( بزنس) حول أسلوب التسويق وانتقاد لنظرية العمل (لوجه الله) بلا ربح ولا هم يحزنون ، وردة فعل الملثمين يعني ( يا أخوتنا في الهيئة ، ان اسلوبكم هذا ... ما يوكِّل خبز .. وسيميتنا جوعاً ) وعندها كل منا سيذهب الى بيته .
فأنجدونا بسكوتكم ، أو فافتونا بالحرمة كي نترك هذه المهنة الى غيرها فتموتون جوعاً ... والعاقل يفهم .
بغداد 6/ أيلول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran