الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من روائع القول....في حضرة حجاج العراق

شمران الحيران

2010 / 10 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في روايه واقعه في العهد اللاموي..حين تولى الحجاج بن يوسف الثقفي حكم العراق وتميز عهد حكمه بطابع الظلم والدكتاتوريه والقسوه والاستبدادحيث اصدر قوانين عده ومن جملتها قانون حضر التجوال اي كان يقوم بقطع رأس كل من يخرج ليلا بعد صلاة العشاء متجولا في شوارع المدينه..فترى الناس نيام مبكرين (كنوم الدجاج) وهذا النوع من الاستدراك في السياسه والدراسه لهذا الحاكم لطبيعة المجتمع ورسم خطوط مسيرة حكمه لغرض تعزيزها بوسائل علميه ومجتمعيه........وفي احدى الليالي كان رجل قد ارتحل من البصره مسافرا ليصل حدود مدينة الحجاج ليلا دون ان معرفته بما استجد من قوانين حجاجيه جديده فما كان له الا القبض عليه من قبل جلاوزة الحاكم
الذين كانوا يجولون المدينه ليلا بحثا عن مخالفا او ساهيا اولاهيا لكي يطبقُوا عليه قانون الحجاج بغية تقوية اركان حكمه
وبعد القبض على هذا الرجل واقتياده الى الحجاج لغرض المساءله والتحقيق وليست (المساءله والعداله)فتجهم وجه الحجاج سائلا ...الم تعلم الامر هناك منعا للتجوال في المدينه...فاجاب الرجل..لااعلم كوني غريب على المدينه وقد اتيت من البصره مسافرا ولاعلم لي بقوانينكم هنا وشاء الامر ان اصل ليلا وقد فاجئني حراسك باقتيادي اليك
وها انا امامك....فنظر له الحجاج طويلا وقال له..انا اعلم جيدا بأنك لاتعلم بالامر ..ولوعلمت لما خرجت ولكن هذا لايعفيك من العقاب كوني اطبق القانون ولااعفي احد من ذلك...قال الرجل وما العقاب....قال اقطع رأسك ليستقيم القانون ويخشى الناس الامر..فانبهر الرجل من الامر وراح يندب حظه......فتطلع في الحجاج ورأى معالم وجهه ما
يدل على اجرامه واصراره في تنفيذ الامر
فطلب منه ان يمنحه ساعات للاتصال باهله كونه يملك بعض الامانات ليتسنى له تسليمها الى اصحابها ويودع اهله.....فسخر منه الحجاج وتهكم منه وقال لوتكفلك احد من هولاء اشارة منه الى حراسه ساقوم بذلك وامنحك مهله استرداد اماناتك وودائعك.......فاطال النظر الى الحراس حتى وقع نظره على احد الذين تجمعه علاقه ومعرفه بوالده فراح يشيد بكرم وشجاعة والد الحارس ويطلبه بان يتكفله سويعات تعينه على استرداد الامانات قبل موته بعد ان اطال اللكلام بصفات ذلك الوالد مما جعل الحارس ان يستجيب له ويقبل تكفله بعد ان اخذته الغيره والحميه لذلك...وراح يقول تكفلتك بحياتي يا هذا
فسارع الحراس لاقتياد زميلهم وتجريده من سلاحه واوثقوه على عمود الحكم حين انتظار عودة هذا الرجل البصري صاحب الوعد فما كان بالحجاج الا ان يتخطى امام هذا الحارس الموثوق على العمود وكل ما مر ُ بضع ساعات اشار له مناديا ....لقد ذهب نصفك ...وبعدها يناديه لم يبقى منك الا الربع وكان يستطيل السخريه منه ويعلمه بالقول كيف لك ان تتكفل من هو ينتظر الموت....فاني لاارى عوده له وستكون ضحيه بائسه لهذا الماكر....ما ان خلص من كلامه واذا بذلك الرجل صاحب الوعد يقف على رأس الحارس الموثوق الذي تكفله ويثني عليه بالشكر والامتنان لذلك الموقف الكريم والشجاع......فاندهش الحجاج من قدوم هذا الرجل وقال ..كنت اظنك لن تعود ما لمجنون ان يعود لمنيته....فاجاب الرجل البصري بكل هدوء لقد قطعت وعدا على نفسي..ومن لاوعد له لادين له فاذهل الحجاج من بلاغة القول وقدر الصدق والشجاعه فعفى عنه لصدقه ووعده وكرُم حارسه لحميته وشجاعته
ومن هنا اخلص الى اهمية الوعود واثرها في صناعة المجد والنجاة في مسيرة التاريخ كونها عكست منهج الدين والخلق كما اربكت مسيرة الظلم والاستبداد املا منا ان
تكون وعود السياسيين يشوبها الصدق والشجاعه لتؤمن نجاة قوارب هذا الشعب البائس الى شواطىء الامان وان لاتصبح هراء يوميا مسخا على الشاشات يتسابقون على
تلاوته على مسامع الناس مصحوبا بالمكر والكذب المسرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عودة مباركة
البراق احمد ( 2010 / 10 / 1 - 08:02 )
الاخ شمران لك تحية ومبروك عودتكم المباركة للحوار المتمدن واقول ليس بين ساسة العراق الجديد من لديه خصال ذلك الاعرابي ابن البصرة الفيحاء الذي حرص على اعادة الامانات فساستنا اليوم أكلوا كل شئ بحيث اصبح 30 % من العراقيين تحت خط الفقر كما ان ساستنا قد نكثوا بعهودهم التي قطعوها قبل الانتخابات وهذا المالكي الذي اعلن انه ضد الطائفية وان قائمته وطنية تراه وقد ذهب مهرولا نحو الائتلاف لتشكيل التحالف الصوري لمنع القائمة الفائزة من تشكيل الحكومة ليس لشئ سوى الطائفية المقيتة مع تقديري


2 - وان ناديت اسمعت حيا ولكن
قاسم السيد ( 2010 / 10 / 1 - 10:42 )
تحية لكاتبنا المبدع شمران الحيران ... وأود أن الفت عنايتكم الكريمة ان لاداعي لكي تذكر سياسينا بقصة فيها الحجاج طرفا فأنت تعرف جيدا من قرفهم من ذكره وإن كان للعبرة والأستذكار لكن ذكرهم بتراثهم الذين يدعون تمثيله ماذا الحقوا به من اذية لم تستطع حتى اعدائهم على مدى قرون ان تلحقها بهذا التراث الذي اتسم بمواجهة الظلم وتحدي قهر السلطان انظر كيف تنكروا لهذا الأرث العظيم وتركوه وراء ظهورهم وتحولوا الى مجرد طالبي سلطة يستقتل اطراف المعسكر الواحد فيما بينهم على الأثرة بها وياليت كان تنازعهم مع مخالفيهم ولك ان تقيس


3 - الصدق سلاح المخلصين
شمران الحيران ( 2010 / 10 / 1 - 17:59 )
الاخ الغالي البراق..اشكر مروركم الكريم كما اتشرف بأن ارى سطوركم تسجل التعليق الرقم 1 على صفحاتي في الحوار لتغني الموضوع ثقافة وترسخ اسس التحليل والحوار...حيث عكس المقال جانبا هاما هو اثر الالتزام والصدق في تغييرسياسات الطواغيت واخضاعها للواقع الصحيح بحكم ارادتها...تحيه لك ايها الاخ اللبيب الغالي مع الاحترام 


4 - التاريخ.....خزانة الزمن
شمران الحيران ( 2010 / 10 / 1 - 18:53 )
الاخ الفاضل قاسم السيد.. تحيه وشكر....الحقيقه كان لذكر هذا الحاكم موعظه قد تكون لها وقعها على من تبؤء مواقع الحكم والسلطه وان يدركوا جيدا بأن لايمكن ان يستمد البقاء للحاكم من خلال الاستبداد والظلم والكذب والتظليل وان التاريخ هو صور الماضي في حقائب الزمن يخلد الخالدين ويخزي الخائبين الذين اساءوا لمسؤولياتهم وانساقوا خلف المنافع الشخصيه الدنيئه...تحياتي مع الموده .


5 - على عهدهم باقون
علي مهدي الشمري ( 2010 / 10 / 1 - 22:44 )
الاخ الكاتب المحترم
ان ساسة العراق الجديد قد أقسموا على انفسهم بان يستمروا في نهب العراق وقهر شعبه ,وأغراق البلد بالدم والفقر ,وعدم التخلي عن منهج الطائفية والمحاصصة,ولهذا فهم لدينهم حافظون ما داموا على عهدهم باقون.
تقبل تحياتي


6 - لا لست حيرانا أيها الحيران
د. جعفر المظفر ( 2010 / 10 / 1 - 23:05 )
الأخ المحترم شمران غير الحيران
لا لست حيرانا أبدا وأنت تذهب إلى هدفك دون تردد لتضع يدك على الجرح وتصف أي إنسان نحتاجه وما هي قيمة الأمانة والصدق التي تبدأ منها كل المذاهب والقيم الإخلاقية وبدونها لا قيمة لصوم أو صلاة
تحية لك ولسطورك التي أكاد أشم من خلالها رائحة إحتراق أشعلتها نيران كلماتك


7 - بالحقيقه ....نحارب
شمران الحيران ( 2010 / 10 / 2 - 12:19 )
الاخ الفاضل علي مهدي الشمري....بجهودنا معا في وضع الحقيقه امام استمرار اقدامهم على نهب العراق...سنوقف مشاريعهم الطائفيه وننتزع اقنعة دينهم المزيف وستظهر حقيقة امرهم للجميع,,,,,مع تقديري


8 - الصدق .....هوالدين
شمران الحيران ( 2010 / 10 / 2 - 12:40 )
الاخ العزيز د.حعفرمع الاحترام
الامانه والصدق يادكتور هما لبنة بناء الشعوب والاوطان والحضارات..... وحتى مصادر ومناهج الدين تقول ان الانسان بعد موته اول من يتساءل عن خلٌقه قبل عباداته وهذا يعني بأن العبادات وضعت لتقوٌم معاملات الانسان لاغير....وهذا انعكاس للفهم القويم للدين ......مع فائق تقديري


9 - قتله
جواد الديوان ( 2010 / 10 / 2 - 16:31 )
قال الحجاج لذلك الرجل انا اعلم انك على حق ولكن وجدت في قتلك اصلاحا لرعية وقطع راسه.


10 - رغم ظلمهم.....؟؟
شمران الحيران ( 2010 / 10 / 2 - 17:59 )
الاخ الفاضل جواد الديوان.... ماذكرته لم يكون في محتوى هذه الروايه بل كان في قصه اخرى ويجب ان نعترف بشيء هو ان الطواغيت والحكام قديما كانوا يتمتعون بقدر كبير من الادب والحكمه(الادب اقصد الشعر وماشابه) رغم ظلمهم للناس حيث سخرُوا ما يمتلكوا من العلم والمعرفه لنجاتهم وديمومة بقاءهم في السلطه والحكم...تحياتي مع الموده

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف