الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟

ئارام باله ته ي

2010 / 10 / 1
القضية الكردية


أعمامي البيشمركة
يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟

اعترضت الماركيسية على الرأسماليين استغلالهم لجهد العمال ، الذين بعملهم يرفعون من قيمة السلعة دون أن يكون لهم حصة في ذلك الفائض . و أن الربح كله يذهب لصاحب رأس المال وأن ما يحصل عليه العامل ليس القيمة الحقيقية لجهده و انما أجر زهيد .
لا نغوص في الماركيسية و تعقيداتها ، فكل ما نريد قوله أن من يشترك في صنع شئ لا يجوز أن يحرم من قيمة ذلك ( الشئ ) بقدر اسهامه في اجاده . سواء كان ذلك الشئ سلعة أو شركة أو لما لانطبق الأمر نفسه على (الثورة) ؟ .
ينقل الدكتور ( علي الوردي ) عن ( المقزيزي ) في هذا الصدد حادثة بالغة الدلالة . يذكرفيها أن ( أبا سفيان ) وجماعة من أشراف قريش كانوا يريدون الدخول على ( عمر بن الخطاب ) فلم يأذن لهم عمر ، لكنه أستقبل ( بلال الحبشي ، سلمان الفارسي ، صهيب الرومي ) فغضب أبو سفيان وقال ( يامعشر قريش أنتم صناديد العرب وأشرافها وشجعانها بالباب ، ويدخل حبشي وفارسي ورومي ؟ ! ) فرد عليه أحدهم ( يا أبا سفيان أنفسكم فلوموا ولاتلوموا أمير المؤمنين . دعي القوم فأجابوا ، ودعيتم فأبيتم ) . وكان عمر عند توليه مقاليد الخلافة وضع سياسته في شأن الأعطيات وقال ( لا أساوي بين من قاتل مع رسول الله ومن قاتله ) . لست (عمريا) لكن عمر يقدر بحق قيمة الثوار الذين وقفوا مع الثورة أيام محنتها ويرى الفرصة مؤاتية لتكريمهم أيام السلطة . على عكس (العباسيين) الذين أعدموا القائد العسكري لثورتهم بعد نفاذ صلاحيته . أرجوا أن يكون هذا المثال مدخلا توضيحيا ، ثم نسترسل بالكلام .
فالثورة كأي مشروع استثماري ، مع فارق المبدأ ، يمكن أن يدرعليك الأرباح أو تتعرض للخسارة في الرأسمال . الا أن أرباح الثورة هي في انتصار ارادتها و تغير ما ناضل الثوار ضده و وصولهم لسدة الحكم . في حين أن الخسارة في مفهوم الثورة تعني تقويض المشروع و تشتيت الثوار بين فئات تلقى حتفها و أخرى تنصهر في بوتقة النظام الحاكم ، واخرون يلوذون بالخارج و يقيمون فيها بقية أيام عمرهم . ما أود قوله هو الاتي : ان الأستثمار في مشروع الثورة مجازفة لا يقوم بها الا أصحاب القلوب القوية المؤمنون بقضية الثورة و مبادئها ، الساعيين الى تغير الواقع سواء كلفهم ذلك حياتهم أو ممتلكاتهم أو مستقبلهم أو راحتهم الشخصية . هذا في الوقت الذي يعادي فيه اخرون الثورة وكل قيمها لأنهم مستفيدون من السلطة الحاكمة ، مع بقاء بعض الفئات متربصة بالأحداث وانتظارهم الحسم ليعلنوا عن موقفهم ودون أن يشاركوا بالسلب أو الأيجاب في غمار الأحداث .
غالبا ما يقود الثورة ((الانتلجنسيا)) التي لديها نظرة لما تؤول اليه واقع الحياة بعد الثورة ، اذ أن نجاح أي ثورة تعني تغير الواقع الأجتماعي و الأقتصادي و السياسي . فعلى الثوار تغيرمعنى (القيم) في المجتمع لخلق حالة جديدة تتلائم مع الايدولوجيا التي ناضلوا وضحوا من أجلها . والا فأن تغير حزب بحزب أو أشخاص باخرين مع بقاء نفس ( قيم ) الحقبة السابقة لاتعتبر ثورة بالمعنى الشامل بقدر ما هو انقلاب و استغلال مقدرات الشعب من قبل فئة حلت محل الفريق الذي سبقه . بل أن الدكتور ( عبدالله العروي ) يذهب أبعد من ذلك ، عندما يصف الحزب الذي لايملك (ايديولوجيا) بالحزب الأنتهازي الظرفي الذي لايهمه سوى استغلال النفوذ والسلطة .

استرشادا بما سبق ما هو حال الثوار في كوردستان ؟ . هل غيرت ايديولوجيا الثورة التراكمات الثقافية التي كانت قائمة منذ عشرات السنين عندما تسلم الثوار السلطة ؟.
ان هؤلاء الذين قرروا اللحاق بصفوف الحركة التحررية الكوردستانية ، وضعوا نصب أعينهم التمتع بنسمات الحرية في يوم من الأيام اذا قدرت للثورة النجاح ، و ها هم اليوم يعيشون بحرية و أمان و سلام نسبي الى حد كبير في كوردستان . ما الذي يسخط منه الكثيرون من أعمامي البيشمركة ؟ . لماذا يشعر البعض منهم بأستلاب الكرامة ؟ .
ما أن وصل الثوار الى الحكم في كوردستان عام 1992 حتى ظهر الى السطح تحالف من نوع غريب بين العشائر و الأحزاب الكوردستانية ، ربما نتيجة لطبيعة المجتمع المنغمس في تقديس العشائرية . مع العلم أن هذه العشائر كانت ضد الثورة و موالية للبعث البائد . هذا الأختراق الذي حصل كان على حساب الثوار ، اذ أن فائض ( قيمة الثورة ) توزع بين المتنفذين في الأحزاب و الأرستقراطيين ، و فيما بعد انضمت اليهم البرجوازية الصغيرة و شبه الكبيرة . كان على الثوار اعادة هيكلة المجتمع وتغير بناه لكنهم لم يكلفوا نفسهم عناء ذلك وتسرعوا في انتخابات كانت كلمة العشيرة فيها هي الأقوى ، مما جعل الجميع يخطبون ودها ، وهنا يسأل البعض كنا نقاتل من؟ ومن أجل ماذا ؟ . وماالذي تغير بين الأمس واليوم ؟ . مادامت الحظوة لدى سلطة الثوار لأشخاص كانوا ذو مكانة أبان العهد المنصرم .
هذا التحالف أفرز أغنياء جدد و زاد الأغنياء السابقين غنى و ظهر هنالك أغنياء بالوكالة . في حين بقيت الفئات المهمشة دون نصير ، وبقى الكثيرون من (الثوار) في المعادلة الجديدة أرقام هامشية . فليست لديهم عصبية عشائرية قوية ، وليس كلهم في المواقع المتنفذة ولم تقدم لهم السلطة الجديدة مشاريع و فرص عمل حقيقية تتناسب مع سنوات نضالهم الطوال . كان أمام (الثوار) المهمشين فرصة أخيرة لأيجاد موطئ قدم في اللعبة الجديدة ، من خلال القيام بالتملق و النفاق و التطبيل و القيام بأعمال قذرة ، الا أن أغلبهم يرفضون تدنيس تاريخهم المشرف ، و بعد أن علمتهم الثورة العزة و الكرامة يأبون الذل و الهوان . فأخذ مكانهم بعض أشباه المثقفين المائعين الذين يروجون للوضع كما هو مطلوب منهم مع اضافة القليل من فذلكاتهم التي لاتقنع سوى من لا حول له ولا قوة . علما أن أمثال هؤلاء المأجورين يفعلون ذلك لكل سلطة وكل حين . أننا أمام عمليات شراء ذمم فاضحة في المجتمع الكوردستاني ، ولايدفع ضريبة ذلك الا الثوار البيشمركة الذين بكل حسرة يسألون اليوم عن فائض قيمة الثورة .

# نكمل في مقال قادم . لماذا يشعر الثوار بالأغتراب داخل سلطة الثورة ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا .. سوباس سوباس
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 10 / 1 - 20:48 )
سوباس برا گيان ئارام باله ته ى. المقاله رائعة فى وصفها وسبق ان كتبت الى احد المسؤلين فى احد الاحزاب الكوردية المتنفذة حول حقوق المناضلين الاوائل اللذين ظلموا عوائلهم واطفالهم من اجل امداد الثورة الكوردية بعوامل الاستمراية ولكن القيادة الكوردية نكرت حقوقهم من خلال نسيانهم وكانهم صفر على الشمال ويعانى هذا الانسان من الاهمال واان المنظمات الحزبية اهملت عائلته رغم انها قدمت العشرات من الطلبات ولكنهم لم يحصل حتى على متر واحد من الارض او لم يتم ذكر مناضلهم فى اية مناسبة كرمت فيها قياتهم المناضلين الاوائل
فالبيروقراطية والتفكير فى زيادة الثروات هو سيد الموقف وان ما ذكرته صحيح مائة فى المائة ولم نكن نتصور ان الثورة هى لاجل البعض ولم تكن لاجل الفقراء والمناضلين
بلا شك انه هناك الكثير مما اريد ان اكتبه ولكن سيكون موعدنا فى مقاله وليس فى تعليق مقتضب كهذا
سوباس.. سوباس.. شكرا براى ئازيز
[email protected]


2 - مقال مهم
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 2 - 00:56 )
حقيقة اخي الكاتب انت تضع يدك على جرح نازف بين المضحين وامنتفعين كل ماذكرته يدل على عدم وجود ثورة بلمعنى الحقيقي سواء في كردستان او في باقي انحاء العراق لان العوامل المسببة للسخط والنقمة مازالت نفسها تقريبا بعضها تراجع دوره والاخر ازداد حدة مثلا الديكتاتورية مازالت هي صاحبة الكلمة القصوى رغم الانتخابات التسلط الحكومي اصبح اشد ضراوة ربما هناك انفراج اقتصادي ولكن الخدمات متدهورة ومن سئ الى اسؤ ولو قارنا كل المنجزات(ان صح التعبير)مع الاخفاقات نجد اننا في نهاية الامر والحسبة خاسرون هذا ناهيك عن المسؤلية التاريخية
فعلا مقال مهم تشكر وبانتظار المزيد


3 - كوردستان حبيبتى
عبدالله الشامى ( 2010 / 10 / 2 - 01:19 )
انا سعيد بك استاذ ارام انك كاتب جيدوغير منحاز لاى فئةاو مجموعة من الناس وانما تصف الواقع واتمنى لك التوفيق والسدادوجزاك الله خيرا وانعم الله عليكم بالامن والامان والحرية

اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة