الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شوية عليه وشويه عليك

شذى احمد

2010 / 10 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تكثر وتزداد الأحاديث الطرق والوسائل التي تلتقي بالنتيجة كلها لتخدم غاية واحدة وهي تكفين المرأة بدواعي حفظها وهي الدر المكنون والجوهر المصون من أن تنالها الأيدي والعيون.

يرصد بعض الكتاب والكاتبات حالات تبدو لشدة سذاجتها مخزية ومعيبة عندما يكن رواتها من الدعاة، والممتهنين الدين ونصوصه.
من هذه الحالات تلك التي حدثنا عنها الدكتور يونس حنون في مقاله ...غض بصرك تصبح مليونيراَ. حيث يلف ويدور الشيخ لكي يقنع جمهور المستمعين من المسلمين البسطاء الذين لم يسبق لهم الاطلاع على طبيعة الحياة لا في أمريكا ولا في بلاد غربية عموما بان النساء مبتذلات والاغتصاب هو الشغل الشاغل لرجالها وتغتصب حسبما جاء في المقال أمرآة كل ثلاث ثوان.. زمن قياسي كيف يصدقه مجنون قبل العاقل.
إن الهدف من مثل هذه الأحاديث وتداولها يوميا يبدو بالظاهر هدفا تربويا. لكنه في الحقيقة هدفا تبريرياً يريد من خلاله أولئك الدعاة من الشيوخ الإيحاء بسعة معلوماتهم وصدق رسالتهم وصحة النصوص التي يجب أن لا تناقش وإلا فان النتيجة ما نراه في بلاد الغرب.
يذكرني المقال بحادثة عشتها ولم اسمعها من احد الدعاة في إحدى القاطرات حيث صعدت شابة مبهرة الهيئة ترتدي ملابس متميزة يمكن وصفها باختصار بتنوره قصيرة للغاية ومعطف طويل جدا ولو أضفت .. كانت فارعة الطول ينطبق عليها الوصف الدارج كأنها ناقة أو منارة كما يحلو للعراقيين تسمية الفارعات فستعرف لما أدارت عنق كل من كان متواجدا يومها في القطار ولم تترك شبرا من ارض الصبر في نفوس من رآها منهم إلا وأحرقته بجمالها وفتنها وحضورها الملفت . لما جلست انحسر معطفها جانباً فانكشفت سيقانها المتناسقة الطويلة لتربك ريشة مايكل أنجلو الذي كان سيحتاج لساعات حتى يستعيد هدوءه واضطرابات قلبه قبل بدأ عمله في تخليد لوحة على هذا القدر من الروعة.
احدهم لم يصبر وسأخيب ظن زميلي يونس حنون وأقول انه أجنبي مليون بالمائة أشقر مثلها ولا يقل عنها وسامة ربما رأى نفسه كفؤا لها لكي يعلن بأنه نظير لهذا الجمال المتفرد. تحرش بعبارات هامسة ورأس يرتفع وينخفض كمن يجس نبض الخصم وردود فعله. فما كان منها إلا أن رفعت إليه رأسها قائلة بنبرات حادة قاطعة كل طريق للمساواة أو لإطالة الحديث غير المجدي على الأقل بالنسبة لها: أصمت ..أم تريد العقاب .
ماذا حصل الجلوس صامتون كان على رأسهم الطير . الفارس المغوار نكس رأسه ولم يرفعه والمعطف لم يسحب ليغطي عفوا اقصد ليطفئ نيران استعرت في قلوب شباب كانوا يعيشون في أمن وسلام في ساعة الصباح تلك . لم يحصل كل ذلك مضى القطار من محطة الى أخرى ونزلت الفارعة في محطتها وظلت تحرسها أيائل التحضر ، والحرية التي كفلها لها مجتمع يعتني بالكثير غير جمالها من بناء الى ثقافة الى تقنية الى تصميم الشوارع الى تنظيم الطرق والمواصلات مرورا ببناء محطات للوقود النظيف والطاقة الشمسية . بناء المصانع والمعامل إنشاء مركبات تسبر غور الفضاء . معالجة مشاكل البطالة التكافل الاجتماعي متابعة الأحزاب السياسية والحرص على معرفة الممولين لحملاتهم الانتخابية حماية تراث البلد و.. عشرات الملايين الأخر من الاهتمامات التي تفوق إن لم يسبق بعضنا الهاجس الشرقي فيقول يوازي بجماله وروعته ومتعته ساقي ناقة باهرة الجمال .
إن من يكفن المرأة وترتعد فرائضه لما يبدو منها ويسيل زبده مسكين يشكو تشوها خلقيا فاضحا في فقرات عنقه منعه من أن يرتفع برأسه ليرى بان في الحياة الكثير الذي يستحق اهتمامه والعيش من اجله. كل ما عليه فعله الابتعاد قليلا من كهوف الشهوة والشبق والرغبة المريضة بالجنس الى اهتمامات أعمق تعطي لباقي خلاياه وأعضاءه قيمة على الأقل موازية لتلك التي يمنحها لشهوته. عليهم تعليم الرجل في الشرق سواء في البلاد العربية أم الإسلامية بأنه لا يقل فتنه وجمالا وسحرا عن المرأة وانه ليس ظلاً يتبعها بل عليه أن يكون شمساً تنشدها هي أيضا. لم يخافون ذلك ربما كي لا ينقلب السحر على الساحر ويظهر من يقول ماذا عن مظهر الرجل وأناقته وجمال طلعته وحسن هندامه. الرجل بدوره يفتن المرأة فهل يظن واضعي النصوص والمحاضرات الأخلاقية الطويلة والخطب إن المرأة من حجر لا يحركها الرجل فلما لا يترتب عليه ما يترتب عليها هذا سيضع الحجاب ودعاته في محنة قاسية لكن الواجب يقول إن الحياة تتطلب الاحترام والتقدير بين الاثنين فلقد مللنا من قصة الذئب والغزال صرنا نسكن المدن المتحضرة ولدينا قوانين عليها تنظيم سلوكنا والرجل صار يشغله الكثير ويستثمر وقته في انجازات مهمة غيرت وتغير مجرى الحياة ولم تعد الأنثى واغتصابها همه كما كان في العصر الطباشيري لبني البشر. على اعتبار إن العصر الطباشيري تسميه خاصة بالديناصورات . وقفة ذكية وتستحق التقدير من كتابنا وكاتباتنا الواعين وهم يرصدون مثل هذه الحالات،وتتناولها أقلامهم بالتحليل كي يعرف الناس حجم الأضرار التي تلحق بحياتهم جراء سيطرة مثل هؤلاء الدعاة المبالغين وحجرهم لإرادة الإنسان البسيط ، وتغيب وعيه. علهم ينجحون في إيقاظ السبات منهم والمغيبين . ثم لتصدح الشواطئ بعدها بلحن عذب فتردد الحناجر المعافاة من وباء الهم الجنسي الأوحد بأغنية رقيقة تقول كلماتها..
ما تخليش الدنيا (الدعاة ) تلعب بيه وبيك
خلي شويه عليه وشويه عليك.

د. شـــذى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت العزيزة شذى
يونس حنون ( 2010 / 10 / 3 - 14:54 )
افرحني هذا التواصل الذي اتمنى ان يدوم عندما تستكمل كاتبة زميلة او كاتب زميل مابدأه غيرهم لاغناء الموضوع مناقشة واشباعه جدلا
لكني اعتب عليك في امر واحد
الوصف الرائع للفتاة جعلني ارى لها صورة مجسمة وليس مجرد كلمات على شاشة الحاسوب وهذا كما قالت اسمهان من -سحر الوصف- بحيث كنت على وشك ان اغض بصري عن مقالك خوفا من ان اتلقى انا ايضا تانيبا من تلك الفارعة الطول!
الانسان لايستطيع منع تسمر بصره احيانا امام مايمر امام ناظريه من صور جذابة او ربما كريهة او حتى مخيفة ...لكن يفترض ان يكون لديه من الكياسة مايكفي لاخفاء هوجة احاسيسه المستفزة وابقائها تحت العباءة وان يتعلم اسلوب البصبصة المستتر (اي من جوة ليجوة من دون الحاجة الى ان يلعق شفتيه بلسانه على رؤوس الاشهاد )فلا موجب لتجاوز الخطوط الحمر.......ربما يسمي البعض هذا نفاقا لكنه نفاق ضروري وصمام امان لتخفيف توترات الحياة اليومية في الشارع ومنع التصادمات الناتجة عن استفزازت غير مقصودة ...اما اذا كان بامكان الرجل ان يغض بصره تماما عن الغزلان الشاردة فبورك ايمانه واخلاقه لكني لا انصحه بان يتوقع المليارات من جراء ذلك


2 - ليست كل الرغبات تحمل نفس المفاهيم والنوازع
الحكيم البابلي ( 2010 / 10 / 4 - 06:23 )
مقال جميل جداً سيدة شذى ، وأتفق معك في أغلب خطوطه العريضة
إستوقفني قولك : وكل ما عليه فعله - الرجل - هو الإبتعاد قليلاً من كهوف الشهوة والشبق والرغبة المريضة بالجنس إلى إهتمامات أعمق تُعطي لباقي خلاياه وأعضاءه قيمة على الأقل موازية لتلك التي يحملها لشهوته .. الخ ، إنتهى
ملاحظاتي المتواضعة تقول بأن الكثير من الرجال الأسوياء يؤخذون بجريرة غيرهم من مُتدني الفكر والسلوك والسلبيين في طريقة تعاملهم مع المرأة ، بحيث أصبح الكثير من الناس وخاصة النساء يعتبرون رغبة الرجل في المرأة جريمة وخطأ وشذوذ ومرض نفسي !!! ، وكل هذا يدعوني للتساؤل : أين الخطأ والعيب والحرام والجريمة في أن يكون في داخلي ( شهوة وشبق ورغبة ) للمرأة !!؟
ولماذا أصبحت رغبات الرجل الجنسية توصف بالمريضة !!؟
الرغبة والشبق والجنس لا يجب أن يرتبطوا بمفاهيم الدونية والحيونة والمرض النفسي ، فأنا أعتبر رغباتي الجنسية والعاطفية تجاه المرأة من أسمى الرغبات الإنسانية وأمتعها وأكثرها جمالاً وبهاءً وقدسية ، وأرفض بشدة أن تُحسب على قائمة الدناءة والإنحراف والمرض
لذا علينا دائماً التمييز وبدقة بين الرجل الحق وبين الرجل المِخلَب
تحياتي


3 - المشاركه في المدون
سيد سعيد يحيى ( 2010 / 10 / 4 - 20:05 )
الاخت العزيزه شذى

ارجو ارسال مقالاتك ومشاركتي معكم في المدون , على العنوان المذكور اعلاه وشكرا


4 - صدور ضخمة وبطون رخمة وأفخاذ فخمة وإياك النظر
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 5 - 07:05 )
أحد أقوى المقالات التي قرأتها لك , أنا عزيزتي من أنصار السيدة نوال السعداوي التي تعتبر تغطية المرأة كتعريتها , ولو أني أسلم للفاتنة بحريتها في مظهرها لكني أرفض أيضاً هذا النوع من الحرية الذي يهيج الغرائز ويطلق الشهوات , وكما أن على الرجل أن يمتلك من الذوق ما يضبط نظراته المسعورة , فعلى المرأة أيضاً أن تمتلك من الذوق ما يمنع من إيقاد الشهوات , حدث في وسط اليابان البلد الذي لم يعرف عنه التحرش الجنسي , أن رفض أستاذ جامعي أن يلقي محاضراته والبنات شبه مزلطات , قال علناً : لن أغض بصري , فأنتنّ تتعريْن لجذب الأنظار وكان حادثاً شجع بقية الأساتذة على التصريح بأنهم لا يستطيعون إلقاء محاضراتهم بترو ودون بصبصة , الحرية مسؤولية وشكراً


5 - الى شذى
انور جمعه ( 2010 / 10 / 5 - 09:23 )
مقال رائع و ياكد على ما نرمي اليه دائما وهو استغلال رجال الدين جسد المراة و عاطفتها و غريزة الرجل لتسويق افكاره الخاصة و يدعي انها من اصل الدين و السنه. كفانا هذا الكفر الفكري

انور جمعه
الكويت

اخر الافلام

.. إزالة 150 دودة من فم امرأة بعد إجراء عملية أسنان فى بيرو


.. بايدن ينصح الشبّان المقبلين على الزواج: تزوجوا من عائلة فيها




.. القبض على امرأة كانت بصدد بيع فتاة بمبلغ 2300 دولار في العرا


.. مقتل امرأة بريطانية في هجوم لكلبين من فصيلة -إكس إل بولي- يث




.. المشاركة دارين عزام