الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يهمني ان كنت تعبد الها او بقرة .. هذه هي العلمانية

عمرو اسماعيل

2010 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعوة الي الغاء المادة الثانية من الدستور المصري

لقد قلت سابقا وسأظل أقول أن الجدل حول العلمانية والاسلام في الحوار المتمدن بل في العالم العربي كله هو جدل سفسطائي .. لأنه يقارن بين مفهومين أحدهما دنيوي لا علاقة له بالدين ولايعادي الدين في نفس الوقت .. وبين مفهوم ديني سواء روحاني أو سياسي .. وفي تلخيص لمقالات نشرتها سابقا اقول التالي:
العلمانية في الغرب والذي أتي منه المصطلح .. لا يهمها في الحقيقة إن كان المواطن متدينا أو ملحدا .. لا يهمها ان عبد هذا المواطن الها أو بقرة طالما كان هذا الإيمان أو التدين علي المستوي الفردي ..ولكن يهمها ألا يكون الدين وسيلة للسيطرة السياسية كما كانت تفعل الكنيسة في العصور الوسطي وكما تفعل كثير من الحكومات الاستبدادية وجماعات الاسلام السياسي في عالمنا اليوم ..

هل يمكن ان يكون المواطنون مسلمين او مسيحيين .. علمانيين في نفس الوقت .. من منطلق التعريف العملي للعلمانية كما هو مطبق في كثير من بلاد العالم وكما هي الحقيقة في مصر كمجتمع رغم وجود المادة القانية للدستور ورغما عن انف رئيس حزب الوفد سيد البدوي الذي اعلن ان الحزب ليس علمانيا خوفا من ارتباط كلمة العلمانية بالكفر .. ممكن ان يكون الانسان مسلما او مسيحيا وعلمانيا في نفس الوقت ..
الحقيقة أن مصر .. كمجتمع ونظام هي دولة علمانية حتي النخاع .. الدين فيها هو دين .. والدولة فيها هي دولة .. والإنسان فيها حر في اختياراته .. 
المجتمع المصري ومنذ عشرات السنين بل ومئات السنين هو مجتمع علماني بالسليقة والفطرة دون أن يتعب نفسه في تعريفها.. في الريف والحضر ... يمارس بتلقائية الاختلاط بين الجنسين والمرأة فيه سافرة في القرية قبل المدينة .. ويمارس بتلقائية شديدة الحرية الدينية قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقبل الدستور .. موسي نبي ... عيسي نبي .. محمد نبي .. وكل من له نبي يصلي عليه ..
تجد في كل قرية أو مدينة مسجدا وكنيسة وقهوة .. من يريد أن يذهب الي أي منهم .. لا يستطيع أحد منعه .. في اي وقت .. الحرية متروكة للإنسان المصري بتلقائية شديدة .. اين يحب أن يتواجد ..

الشعب المصري كله تقريبا .. يحتفل بالمولد النبوي ويحتفل بالكريسماس .. ورأس السنة الميلادية الجديدة .. يحتفل بشم النسيم وهو احتفال فرعوني .. ويحتفل بعيد الغطاس وخاصة في الريف .. مسلمين ومسيحيين ..
المضحك المبكي .. أن الشعب المصري في الواقع هو شعب علماني حتي النخاع .. ثم نجد من يعتبر العلمانية سبة ..

كل النصوص الدينية سواء في الاسلام أو الأديان الأخري ..بها مايتعارض مع حقوق الانسان ودولة المواطنة والقانون المدني وهو ماتمثله الدولة المدنية الحديثة التي يمكن تسميتها علمانية حسب فهم من يصرون علي التناقض الصارخ بين الاسلام والعلمانية .. العهد القديم أو التوراة مثل القرآن به من النصوص مالا يتفق ابدا مع العلمانية والعهد الجديد لم يلغي العهد القديم .. ولكن العلمانية في الغرب استطاعت أن تتجاوز هذه المعضلة عندما لم تحاول أن تقضي علي الدين نفسه بل القضاء علي طبقة كهنة المعبد الذين يستغلون الدين لمصلحتهم ضد مبدأ العدالة الاجتماعية الذي يريده العامة .. وبالتالي نجحوا في اقناع العامة أن مصلحتهم هي فصل الدين عن الدولة .. وقراءة النصوص الدينية قراءة زمنية وجغرافية ..

وهي النقطة التي يفشل فيها غلاة العلمانيين العرب ولا يستطيعون فهمها .. والتي نجح فيها مثلا جمال عبد الناصر في فهمهما ببساطة وتلقائية .. انحاز الي العدالة الاجتماعية والي الغلابة فاستطاع بتاييد الغلابة المؤمنين في نفس الوقت أن ينكل بكل جماعات الاسلام السياسي .. أعدم سيد قطب زعيم فكرة الاسلام السياسي .. وبكي الشعب جمال عبد الناصر ولم يذرف دمعة علي سيد قطب .. جمال عبد الناصر كان علمانيا براجماتيا .. لم يحارب الدين نفسه .. ولكنه حارب الدين المتسيس .. ولو كان امهله الوقت و انحاز ايضا الي الشق الثاني من الدولة المدنية وهو الديمقراطية لكانت مصر الآن ومعها العالم العربي دولة مدنية علمانية بامتياز ..
الرسل في حقيقة الأمر كانوا علمانيين .. المسيح عليه السلام بصرف النظر عن طبيعته كما يفهمها المسيحيون أو المسلمون هو من قال اعطي ما لله لله ومالقيصر لقيصر (قمة العلمانية البراجماتية).. وسيدنا محمد عندما لم يكن يسعفه الوحي في اي مشكله دنيوية زراعية او حربية كان يقول انتم ادري بشئون دنياكم .. وبعده علي بن ابي طالب في اي موقف سياسي كان لا يسعفه فيه القرآن ...كان يقول القرآن حمال اوجه ..وهو فعلا كذلك وهذا سر إعجازه الحقيقي .. 
ولهذا ادعو العلمانيين العرب من الطرفين أن يكونوا براجماتيين .. فعدوهم الحقيقي هم طبقة كهنة المعبد من رجال الدين الذين يتحالفون مع كل مستبد ..ويفهمون أنه لا يمكن القضاء علي الدين ..أي دين ..سواء الاسلام أو غيره .. فالانسان البسيط بحاجه لله
وحتي المجتمع بحاجة للدين .. فما يحمي مصر من الانهيار الاقتصادي .. هو أنه حتي مفسديها وسارقيها يخرجون الزكاة ويقيمون موائد رمضانية في فهم خاطيء ولكن مفيد في نفس الوقت أنهم يطهرون أموالهم ..عندما تنهار الدولة المدنية وتغيب العدالة الاجتماعية ... لابد أن يلجأ العامة الي الدين .. وهو ماحدث في مصر .. وأي هجوم علي الدين نفسه ... يصب في مصلحة كهنة المعبد .. وهي نصيحة لغلاة العلمانيين وغلاة غير المسلمين .. تعلموا من عبد الناصر .. ولنطالب جميعا بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية .. دولة المواطنة وسيادة القانون المدني .. ونقلل من استعمال كلمة العلمانية ..فهو مصطلح تم تشويهه من قبل الجميع ...أعداؤه وأنصاره في نفس الوقت..
.. العدالة الاجتماعية والدولة المدنية هما حلنا الوحيد

لقد عرف توماس جيفرسون العلمانية تعريفا براجماتيا بحتا منذ قرنين من الزمان في أمريكا عندما قال: لا يهمني ان كنت تعبد الها او حمارا .. المهم ان تكون مواطنا يفيد الوطن .. فتستفيد من هذا الوطن.. ومن لحظتها وحتي الآن تحولت امريكا التي تطبق عمليا نفس المفهوم حتي اليوم اقوي دولة في العالم .. مفهوم براجماتي عملي للعلمانية فهمه عبد الناصر ايضا .. فاستطاع ان يتخلص من جماعة الاخوان ويظل في وجدان الشعب المصري بطلا حتي اليوم ..
ومن هذا المنطلق وليس من منطلق العداء للدين اطالب بالغاء المادة الثانية من الدستور المصري .. فالدولة هي شخص اعتباري تحمي حقوق مواطنيها من جميع الاديان ولا يصح منطقا ان يكون لها دين .. ومباديء الشريعة الاسلامية قد يصح ان تكون مصدرا للتشريع مع مباديء جميع الاديان ومع المواثيق الدولية والعرف لا أن تكون المصدر الرئيسي للتشريع ..
أتمني أن تكون وصلت الرسالة مرة أخري..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كهنة المعابد
زيد زيد ( 2010 / 10 / 3 - 16:46 )
اخي الفاضل
كهنة المعابد والسلاطين في تحالف ذكي مرسوم من الطفين او باستغلال كل طف منهم للاخر تمكنوا من ا ستغلال الغالبية العظمي من الناس وهم البسطاء.
هذا من جهة ومن جهة اخري،
الاديان (برأيي) هي قانون لضبط المجتمعات، نجحت في مقصدها في زمانها، والتعلق بها الي الان هو ثورة علي القوانين، ولكن هل يستطيع اي كان الغاءها ومعاداتها، ذلك برأيي مستحيل علي المستوي المنظور علي الاقل.
واراك اصبت في طرحك، بالدعوة لمحاربة احد اهم ضلعي التحالف وهم كهنة المعابد، لا محاربة الاديان بحد ذاتها ولا محاربة فكر الناس ومعتقدهم، فهم احرار في معتقدهم ويجب احترام ذلك المعتقد مالم يدعوا لالغاء الاخر.

اخي الفاضل
مقالك رائع وما جاء فيه هو برأيي السبيل السليم لتصحيح الوضع

بارك الله* فيك

تحياتي

* ان وُجِد ;)


2 - الحل يبدأ بقرار يفصل الدين عن الدولة
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 3 - 17:27 )
العزيز عمرو اسماعيل
مقال جيد وقيم وخاصة الدعوى لعلمانية براغماتية فهذا امر ضروري لأن العلمانية ضد التعصب والتحجر وبالتالي هي براغماتية بالتعريف. اما إساءة تطبيقها فهذا مبحث آخر
اما الاشكالية فهي كيف نعلم البشر ان يكونوا علمانيين يفكرون بمنطق ويناقشون بهدوء وقبول للرأي المخالف
بوجود نصوص دينية خانقة للحياة ومتدخلة في كل شيء في الاكل والشرب والزواج والطلاق والميراث واللباس والتعليم والاقتصاد والمال والاعمال. النصوص الدينية دخلت مطابخنا ومدارسنا وغرف نومنا وحتى احلامنا!!! كيف نوقف هذا الزحف الذي احتل عقول الكثيرين وشوه الجينات والتصرفات وفرض القديم وحارب الجديد. نحن اليوم في سجن الماضي والسجان هو نص الهي لا يجوز مسه او نقاشه
اعتقد ان الحل يبدأ بقرار يفصل الدين عن الدولة مباشرة مع اعلام قوي يعلم الناس انهم جميعا بشر قبل دياناتهم وقبل انبيائهم وانهم معا سوف يعيشون ويتساعدون.. الموضع معقد ويحتاج تضافر كل الحلول معا وحسب الظرف المتوفر
اشكرك من جديد واحييك على المقال الرائع


3 - مسا الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2010 / 10 / 3 - 17:49 )
مقال رائع اخي عمرو تسلم
اكرر مقولة الدكتور وفاء سلطان - أعبد الحجر اذا امنت به ولكن لا تضرب به أحد - ويسعد مساكم


4 - الدولة المدنية في الطريق اخواني ..لماذا؟
عمرو اسماعيل ( 2010 / 10 / 3 - 23:13 )
اتمني ان اكون محقا واطمئنكم أن الدولة المدنية في الطريق .. لماذا ؟
لننظر الي الدول التالية ونري مايحدث فيها؟
العراق.. طائفية مقيتة تعطل الحياة السياسية ومصالح المواطنين وبدأ يكتشف المواطن العراقي ان رجال الدين سواء سنة أو شيعة هم السبب و سيتمرد عليهم قريبا هذا المواطن ولن يجد حلا الا في الدولة المدنية .. مدي النجاح يتوقف علي العقلاء من العلمانيين البراجماتيين في العراق ووقوفهم ضد رجال الدين وليس الدين نفسه..
نفس الشيئ في لبنان فهو علي وشك التمزق الطائفي بسبب حزب الله الذي وصل الي النهاية وسيكتشف المواطن اللبناني سواء كان شيعيا او سنيا او مسيحيا أن الحل الوحيد الذي سيحمي حقوقه واولها حقه في حرية العقيدة هي الدولة المدنية
وهو ماسيحدث في مصر قريبا لأن الفتنة الطائفية بسبب رجال الدين من الجانبين وصلت الي درجة تتعارض مع طبيعة الشعب المصري ولن يجد هذا الشعب الطيب حلا الا في الدولة المدنية
الحالة في العالم العربي تشبه اوروبا في العصور الوسطي .. كل مانحتاجه هو عقل براجماتي يشبه العقل الانجلوسكسوني بين العلمانيين في منطقتنا ليتم التحول في هدوء وليس كما حدث في فرنسا.. يتبع


5 - يتبع
عمرو اسماعيل ( 2010 / 10 / 3 - 23:24 )
فلندع المتطرفين من جماعة الاسلام السياسي والسلفيين من السنة و الشيعة والمسيحيين ( الاصوليون هم سلفيون بالطبيعة بصرف النظر عن الدين والمذهب) يهيجون الدنيا فهم يحفرون قبورهم بايديهم دون وعي منهم..
انها النهاية لجماعة الاخوان وحماس وحزب الله .. الشعوب تريد الحياة والفن والادب والعدالة الاجتماعية ..
شكرا لحماس وما تفعله وحزب الله ومايفعله وماتفعله كل الاحزاب الدينية في العراق
لتكتشف كل هذه الشعوب انها تحتاج ماجدة الرومي وفيروز اكثر كثيرا من حاجتها الي حسن نصر الله و اسماعيل هنية


6 - عدم محاربة الدين بل رجال الدين السياسيين
مكارم ابراهيم ( 2010 / 10 / 4 - 05:30 )
الكاتب القدير عمرو اسماعيل
تحية طيبة وشكرا على المقال انا معك في عدم محاربة الدين بل محاربة رجال الدين الذين يسيسون الدين لتعصبهم وتطرفهم الاعمى..
نقطة خلافي مع الكاتب مصطفى حقي كان انه- اعتبر العربي او المسلم لايمكن ان يكون علماني صرف وهذا الراي اراه هو نفس راي الحزب المتطرف العنصري في الدنمارك الحزب الدنماركي الشعبي بزعامة السيدة بيا كياسكو تقول لايمكن للشخص الذي لم يولد في الدنمارك ان يكون دنماركيا مهما حاول الاندماج ولايمكن للشخص الذي ولد في الدنمارك ولكن ابويه من اصول عرقية غير دنماركية ان يكون دنماركي في رايها نرى لكي يكون الشخص دنماركي يجب ان يكون اجداده لاجيال عديدة ولدوا في الدنمارك وهذا هو التمييز العنصري لحزبها وسلاحها الذي تستخدمه في محاربة الاجانب المقيمين في الدنمارك لانها لاتقبل احترام فكرة التنوع لكل الاقوام في الدنمارك وتركز على التمييز العنصري بين الرقي والغربي
احترامي وتقديري
مكارم ابراهيم


7 - تتمة الاحزاب العنصرية في الدنمارك
مكارم ابراهيم ( 2010 / 10 / 4 - 05:43 )
والحزب العنصري الدنماركي الشعبي فيه رجال دين اي قساوسة امثال القس سورن كراوب وابنته القسة ان تطرفهم الديني بنفس درجة التطرف الدين لدى بعض رجال الدين المسلمين في البلاد العربية وهذه هي النقطة المهمة يقولون انهم علمانيون ولكن يضعون ثقلا كبيرا في سياستهم وجدول اعملهم على الدين ولذلك يحاربون الدين الاسلامي بكل اشكال الدعاية ولايؤمنون ان الانسان العربي المسلم او اليهودي يمكن ان يتغيير ويكتسب ايديولوجيات جديدة اوروبية بل هو يحمل رواسب ثقافته و هي التي تسيره ولن يتغير
وهذا كان نفس رايي الكاتب مصطفى حقي مع الاسف الشديد ان الانسان العربي يحمل في حناياه الموروثات اما الاحزاب الاشتراكية والديمقراطية الاخرى في الدنمارك فهي لاتؤمن بهذا الراي بل تحاول دحضه و التصدي له بكل ماتستطيع وانا مع الاحزاب الاشتراكية التي تقبل الانسان بالتنوعه واختلافه ولاتطالب الاخرين العرب واليهود والمسلمين ان يكونوا مئة بالمئة دنماركيين صرفا كالحزب العنصري في الدنماركي
احترامي وتقديري الوافر
مكارم ابراهيم


8 - الدين صيحة حرب
فؤاد النمري ( 2010 / 10 / 4 - 06:04 )
عزيزي عمرو
الدين صيحة حرب ولذلك ظهرت كا الأديان في عهود الدولة البطريركية. يحتاج القوم لنهب قوم أخرى فيعلنون ديناً جديداً يحض على الحرب وغزو الأقوام المجاورة
الدين لا يسيطر على أتفه الأمور الدنيوية. العكس هو الصحيح. أمور الدنيا تسيطر على الآلهة وتقولهم ما لم يقولوه. وهكذا فالدين تابع وليس متبوعاً
أنت تقول فصل الدين عن الدولة هو الحل. لكن الدين هو دائماً وأبداً مفصول عن الدولة. والدولة أي دولة هي علمانية مهما تسترت بأردية دينية وحتى دولة النبي محمد في المدينة كانت دولة علمانية. الدعوة الإسلامية بدأها محمد في مكة تدعو ضد سلطة تجار قريش الأغنياء ولولا ذلك لما تجمع حول محمد كل فقراء مكة الذين هاجروا إلى المدينة
رجال الإكليروس ضد ما يصفونه بالعلمانية لأنهم يرغبون بتولي السلطة وهم لا ينتجون إلا الفتاوى التي لا تطعم إلا الهشر والفشر


9 - الجميع في حاجة الي الله حتي الملحدين
عمرو اسماعيل ( 2010 / 10 / 4 - 13:35 )
بصرف النظر عن ماهية الله والدين .. ومن خلق الآخر ..الله أم الانسان
الله فكرة ميتافيزيقية والدين حاجة سيكولوجية للانسان ..يحتاجها ليستطيع تحمل ظلم الطبيعة.. ظلم الجينات الوراثية وظلم الكوارث الطبيعية
الواقع يقول أن البشر ليسوا متساوين لا في القدرات الجسدية من قوة وجمال ولا في القدرات العقلية والذكاء وهذا هو السبب الرئيسي لحاجتنا الي الله لنستطيع ان نقول لانفسنا اننا علي الاقل متساوين في عين الله
كلنا يجد نفسه يلجأ الي الله في لحظة معينه من الضعف ..حتي الملحدين ان صدقوا مع انفسهم سيكتشفون انهم في لحظات كثيرة في حياتهم كانوا يلجأون الي الله ..من منا لم يقل يارب حتي بطريقة لا ارادية
لن يستطيع اي نظام او تستطيع أي فلسفة أو أيديولوجية والشيوعية اقرب مثال ان تقضي علي فكرة الدين .. لأن الانساني في حاجة سيكولوجية الي الدين ولكن يمكن القضاء علي سيطرة كهنة المعبد وهذا مانجحت فيه العلمانية الغربية وهذا هو السبب الرئيسي لهزيمة الشيوعية كأيديولوجية .. أنها حاولت القضاء علي الدين نفسه وليس سيطرة رجال الدين رغم دفاعها عن العدالة الاجتماعية
محاولة القضاء علي الدين تصب في مصلحة رجال الدين


10 - الدين صيحة حرب
فؤاد النمري ( 2010 / 10 / 4 - 20:42 )
الدين حاجة للسلطة وليس للإنسان ولما كانت السلطة ضد الإنسان فالدين ضد الإنسان طالما أنه يستلبه
النظام الإشتراكي السوفياتي قضى على الدين ففي الستينيات لم تكن لتجد 3% من السكان متدينين بل وهم اليوم لا يزيدون عن 5% . وأخيراً باستطاعتي أن أؤكد للدكتور عمرو بأن الماركسية ليست إيديولوجيا. الماركسية ضد كل إيديولوجيا وهي تنفي نفياً قاطعاً لكل إيديولوجيا. أنا تداخلت لأطلب من الدكتور عمرو أن يعيد النظر بدور الدين في المجتمع وليس لأقنعه بالشيوعية وأنا أعلم بأنه لن يقتنع، ولماذا وجد نفسه يتعرض للشيوعية وهي ليست مبحثه أو مبحثي. ولعلم الدكتور عمرو فما انهار في الإتحاد السوفياتي هو نظام ضد الشيوعية وليس أدل على ذلك من أن الكي جي بي هي التي قلبت الأنظمة في شرق أوروبا وكان واضحاً دورها في رومانيا وفي الإتحاد السوفياتي نفسه
موقف الإنسان من الدين هو على درجة عظيمة من الأهمية ولذلك أسمح لنفسي بالمداخلة في كتابات الدكتور عمرو علي أفيد،وحبذا لو درس الرسالات السماوية الثلاثة في موقعي