الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (6_6)

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2010 / 10 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(*ضرورة كشف الغرب وفضحه أمام اليهود والعالم*)

للتعامل مع إسرائيل لابد من تغيير كل قناعاتنا وأفكارنا الموروثة عن المارد الإسرائيلي الذي لا يقهر، ولا بد من وضع المشكلة اليهودية الإسرائيلية في مكانها وواقعها وحجمها الطبيعي الذي قامت ونشأت عليه، كما سبق وأن بينت في المقالات الخمس السابقة من هذا الملف، وهذا التعامل لن يتم إلا إذا عدنا إلى تفكيك ونقد وكشف الجذور الدينية الحقيقية التي ساهمت في تكوين وصقل الشخصية اليهودية، ولابد أن نوضح للعالم كله أن إسرائيل دولة دينية، الدين هو مبتداها ومنتهاها، ولابد أن نوضح لليهود أنفسهم وللعرب وللعالم كله مدى خطورة الفكر الديني اليهودي وآثاره المدمرة والمخربة للحاضر البشري كله ومستقبله كذلك، وأن هذا الفكر سيعمل عاجلا أو آجلا على الإبادة الجماعية لليهود أينما وجدوا وأن هذا المصير هو مصير محتوم ما لم يراجع اليهود أفكارهم الدينية وممارستهم الوحشية ونظرتهم للجنس البشري كله، ولابد أن نوضح للعالم كله أن الفكر الديني اليهودي لا يمثل خطرا فحسب على منطقة الشرق الأوسط بل سيمتد خطر ذلك الفكر ليطال كل دول وحضارات وثقافات العالم أجمعه، وأول من سيكتوي بنار اليهود هو الغرب المسيحي الذي كان هو المكون والمساهم الأساس في تكوين تلك الدولة وإمدادها بكل تلك القوة العسكرية التي سوف ترتد نيرانها إلى صدور العالم الغربي عاجلا أم آجلا، فاليمين المتطرف في أوروبا بدأ في العودة والصعود من جديد وسوف يتمدد ولن يستطيع أحد وقفه وستكون له الغلبة في المستقبل، وساعتها لن ينسى اليهود ما فعله بهم اليمين الأوروبي في الماضي، وستحين ساعة الحساب والأخذ بالثأر وسينقلب السحر على الساحر، وإن غدا لناظره قريب.

وقبل ذلك كله لابد من كشف وفضح وتعرية الأنظمة السياسية الغربية أمام العالم كله على وجه العموم وأمام الشعوب الغربية على وجه الخصوص، وكيف أن هذه الأنظمة هي التي وقفت متفرجة ومكتوفة الأيدي أمام اضطهاد اليهود وإبادتهم على أيدي النازيين وغيرهم من الشعوب الغربية في شتى البلدان الغربية، وأن الأنظمة السياسية الغربية لم تكتف وحسب في التزام الصمت أمام الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين، بل لابد من فضح الغرب وتعريته أمام اليهود أنفسهم، حتى يعلم اليهود بأن مساندة الغرب لهم في قيام دولة إسرائيل لم يكن عن تعاطف منهم وشعور بالذنب وتكفير عن خطيئة، بل هو حلقة جديدة من سلسلة حلقات المحاولات المستمرة للتخلص من اليهود وتطهير المجتمعات الغربية منهم، ولابد من أن يكتشف اليهود ويعلموا جيدا أن مساندة الغرب لهم في قيام دولة إسرائيل كانت بمثابة إبادة جماعية جديدة لهم أخذت شكل الطرد والتهجير من المجتمعات الغربية إلى فلسطين، وأن مساهمة الحكومات الغربية في العمل الدؤوب على طرد اليهود وتهجيرهم وعزلهم في فلسطين تحت لافتة حق اليهود في إقامة وطن قومي لهم على حساب شعب آخر وهو الشعب الفلسطيني كانت بمثابة عزل حقيقي لليهود وفصل لهم عن المجتمعات الغربية حتى ولو أخذ ذلك صورة العمل الإنساني أو التعاطف معهم.

ولابد أن يعلم اليهود جيدا أن العالم الغربي متمثلا في أنظمته السياسية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية هو هو العالم الغربي نفسه الذي صمت وبارك قيام النازيين وغيرهم باضطهاد اليهود وإقامة المحارق لهم منذ القرن الثامن عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن العشرين، ولابد أن يعلم اليهود جيدا أن الغرب بمساعدتهم لهم في قيام دولة إسرائيل لم يكن عن وازع أو تعاطف إنساني ولا عن شعور بالذنب، بل لم يقم الغرب بذلك إلا للتخلص نهائيا من اليهود ومن سطوتهم وسيطرتهم وممارستهم لأفكارهم الدينية في المجتمعات الغربية، ولابد أن يعلم اليهود جيدا أن الغرب ما ساندهم في قيام دولة إسرائيل إلا لاستحمارهم واستخدامهم كدروع بشرية وجنود مرتزقة للحفاظ على المصالح الحيوية للعالم الغربي في منطقة الشرق الأوسط، وتنفيذا لمخططات الغرب في هذه المنطقة، وفي مقابل ذلك يلقون إليهم بالأجر في صورة مساندات سياسية ومساعدات اقتصادية ومادية وعسكرية، وفي مقابل ذلك يقوم اليهود بدفع الثمن غاليا من دماء وحياة أبنائهم وبناتهم كتضحية وقربان نيابة عن العالم الغربي في محرقة ما يسمى الصراع العربي الإسرائيلي.

كذلك لابد أن يعلم العرب جيدا أنه لمن الحماقة بمكان ترديد القول بأن الغرب دائما ما يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، بل علينا أن نعلم ونعي جيدا أن إسرائيل ما هي إلا دمية وأداة بيد الغرب لتنفيذ المخططات الغربية في منطقتنا، وأداة لتأمين المصالح الغربية فيها، ولابد أن تكون الحرب من الآن هي حرب أفكار لا حرب جيوش، لكشف الوجه الاستعماري الغربي القبيح وفضحه أمام العالم وأمام اليهود وأمام العرب وأمام الشعوب الغربية، وكذلك لإنقاذ اليهود من استحمار الغرب لهم واتخاذهم كجنود مرتزقة ودروع بشرية لتأمين مصالحه حتى لا يكون دم اليهودي واليهودية هو الثمن الرخيص لذلك.

أما من قد يسأل من العرب والمسلمين غير الفلسطينيين عن تحرير فلسطين، أقول لهم عليكم إذا أردتم تحرير فلسطين أن تحرروا أنفسكم أولا وتحرروا أوطانكم من الحكام العرب الذين استباحوا أموالكم ودماءكم وأعراضكم وثرواتكم وبلدانكم وقدموها قربانا ودون مقابل للعالم الغربي حتى يرضى عنهم ويبقيهم على كراسيهم ومن ثم يمنحهم شرف خدمة إسرائيل وحمايتها منكم، فإن فعلتم ذلك فساعتها يكون لكل حادث حديث ولكل مقام مقال.

(تمت)

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قبول الصداقة
احمد الحسني ( 2012 / 2 / 2 - 12:42 )
السلام عليكم.....مرحبا بالأخوة والأصدقاء للعمل الجاد في هذا الموقع......(أحمد الحسني/ العراق_بغداد/ موبايل: 009647704221078 ).

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran