الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الكراهية

هشام حتاته

2010 / 10 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


- ماذا حدث للمصريين ؟
الفتنة الطائفية والعنف وزيادة جرعات الكراهية .... سلوك شاذ طرأ على الشخصية المصرية بداية من العقود الثلاثة الاخيرة ووصل منتهاه الآن .. فماذا حدث ؟
دراسات وكتب ومقالات كلها اجتهادات فردية ، وحتى المؤسسات الرسمية ترصد النتائج دون ان تبحث عن الاسباب . كنت اتمنى ان تكلف الدولة لجنة على اعلى مستوى من اساتذة علم النفس والاجتماع والفلسفة والتاريخ ( بعيدا عن رجال الدين ) لدراسة هذه الظاهرة والبحث عن جذورها للوصول الى الحلول المناسبة على غرار ماحدث فى الولايات المتحدة بعد حرب فيتنام وظاهرة هجر الشباب الامريكى الحياة الاجتماعية فى تجمعات الى خارج المدن ، وانتشار الماريجوانا والمخدرات ، فى حالة ضياع شبيهة بما نعيشه الآن . ولكن الحكومة الامريكية اهتمت على اعلى مستوى وجمعت عقولها ومراكز بحوثها وتمت دراسة الظاهرة ومعالجة الاسباب ، وصدر الكتاب المعروف " امة فى خطر" .يرصد ويحلل ليصل الى الداء والدواء .
من جانبنا نقدم رؤيتنا التى لاندعى لها الشمولية وان كنا ندعى اننا فعلا امة فى خطر وفى حالة تردى قيمى وحضارى رغم انتشار المد الدينى السلفى منه والمعتدل ، فماذا حدث .. ؟ وماهى الاسباب ..؟ وكالعادة ابدأ دائما من الجذور ..!!

** على المستوى السياسى والاجتماعى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ هل تعنى ان الرئيس ممكن ان يكون مدنيا ويترأس وزير الدفاع ؟؟
قالها صديقى الضابط مستنكرا من عدة سنوات اثناء حديثنا على تعيين نائب للرئيس وانا اشرح له اننى من مؤيدى عدم تعيين نائب حتى يختار الشعب فيمابعد حاكمه من خارج المؤسسة العسكرية ، ورغم انه من ذوى الرتب الكبيرة الا انه عاش وتربى خارج القوات المسلحه وداخلها فى ظل ثلاثة حكام لمصر من العسكريين ، وكأن ذلك هو القاعدة وماعداها مرفوض .

تعايش الناس مع اعتلاء العسكر للسلطه واعتادوا على الحكومات والوزراء التكنوقراط ، ان يكو وزير الدفاع ضابط جيش ، ووزير الداخلية ضابط شرطة , ووزير الزراعة مهندس زراعى ...... الخ ، ومع استمرار الوضع يتم التعايش معه والاعتياد عليه ومع الاعتياد يتم التكريس ثم فى النهاية يصبح من البديهيات والمسلمات سواء فى السياسة او الدين ومختلف شئون الحياة . كل هذا بشرط غياب الرؤية الاخرى ، فالفكر الاحادى التسليمى يتكون مغ غياب الفكر النقدى الذى لاينبثق الامع وجهتى النظر المختلفتين .

عاشت مصر اكثر من الفى وخمسمائة عام تحت الاحتلال منذ العام 525 قبل الميلاد مع دخول الفرس وحتى عصر محمد على 1805 ميلادى ( نحن نعتبر غزو عمرو بن العاص مصر عام 640 م وخضوعها للحكم العربى واستنزاف ثرواتها واستعباد شعبها هو الاحتلال بعينه ، رافضين الزعم القائل بـ " الفتح " الا اذا كان معنى الفتح هو الاحتلال الاستيطانى ) ، منذ ذلك الزمان الموغل فى القدم وحتى بداية القرن التاسع عشر الميلادى كان يسود مفهوم حق القوة - بدرجات متفاوته - تآلف الشعب المصرى محتليه وتعايش معهم ووصلت قمة التراجيديا والمأساه ان يحكمه العبيد ( المماليك ...!!) حتى اصبح الحكم الاجنبى من البديهيات والمسلمات ( وحتى الآن يترحم البعض على فترة الاحتلال الانجليزى لمصر ) . ومع التعود والتسليم بالامر الواقع فليس هناك مجال للتذمر او الرغبة فى التغيير اوحتى ......... الكراهية ..!!

ومع عصر محمد على تاسست – ولأول مرة منذ بداية تاريخها - مصر الحديثه على اسس مدنيه ، واصبح المصرى ولأول مرة – منذ عصر رمسيس الثانى – جنديا فى جيش بلاده ووصلت جيوش محمد على الى الاناضول شمالا والشلالات جنوبا ، واصبحت الخلافه التركية مجرد رمزا فى البداية ثم انتهت مع الاحتلال الانجليزى فيما بعد ، وبعد ان استرد الشعب هويته وشارك فى جيش بلاده واصبح عاملا وصانعا وزارعا رأينا كيف بعدها قاوم الاحتلال الانجليزى وتوجت ذلك ثورة 1919،و لوجاء الانجليز بعد المماليك لمارأينا اى مقاومه ، فقد عاش تاريخنا على مستعمر يطرد آخر ويجلس مكانه ... منذ ان جاء الاسكندر ليطرد الفرس ويجلس ، والروم لطرد البطالمه ليجلسوا ، والعرب لطرد الروم ليجلسوا والمماليك لطرد العرب ويجلسوا .... وهاكذا مصر هنيئا مريئا وبالهناء والشفاء .......!!!!

ومع انقلاب العسكر فى يوليو 1952 ( ثورة يوليو المجيدة ...!! ) جاء اول حاكم مصرى صميم محملا بعقدة حصار الفالوجا اثناء حرب 1948 بفلسطين ، حيث كان من الصعب على ضابط فى الجيش المصرى ( الكبير ) ومعه بعض الجيوش العربية الاخرى ان يهزم ممن اطلق عليهم وقتها " العصابات اليهودية "، وأثيرت وقتها قضية الاسلحة الفاسدة وتضخمت بعد قيام الثورة . كان الهم الشاغل لجمال عبدالناصر هو اسرائيل ( او لنقل " عقدة الفالوجا " ) .اما العقدة الثانية التى عانى منها طفلا وشابا هى عقدة " الفقر "

اصبح من المعروف الآن للمتخصصين ان الولايات المتحدة الامريكية تعاونت مع الثورة فى البداية ( راجع كتاب لعبة الامم لضابط المخابرات الامريكية فى مصر ابان تلك الفترة " مايلز كوبلاند " ) ، وظل هذا التعاون حتى اتفاقية الجلاء بين مصر وانجلترا عام 1954 واستمر حتى العدوان الثلاثى عام 1956 وان الانذار الامريكى كان سببا مباشرا فى الجلاء . ليس حبا فى مصر ولكن رغبة امريكية فى وراثة الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية فى الشرق الاوسط - فهذه طبيعة الاشياء - . ولكن كانت اسرائيل ضمن المعادلة الامريكية ، ولما كان من الصعب على عبدالناصر ان يكون فى السلة الامريكية مع اسرائيل حتى وان كانت مملكة آل سعود العربية الاسلامية ضمن هذه السله ، اتجه عبدالناصر الى المعسكر الروسى المضاد. متبنيا الخط الاشتراكى ليعوض عقدة الفقر ( وان كنت شخصيا من اشد المؤمنين بالعدالة الاجتماعية ، الا اننى ايضا من اشد المؤمنين بقضية العدل عموما ، فانصاف الفقراء لايكون على حساب افقار الاغنياء ثم يصير الوطن كلة بعد ذلك فقيرا ... !! كان فرض ضرائب تصاعدية على الاغنياء مع نظام ديمقراطى شفاف لايسمح باستغلال السلطة والنفوذ لتنامى تلك الثروات أو لصعود ثروات اخرى غير مشروعة . كفيلا بمحاولة تحقيق هذه العدالة ، حيث ان العدالة المطلقة على غرار مدينة افلاطون الفاضلة هو حلم مستحيل تحقيقه ) . ومتبنيا قضية فلسطين ليعوض عقدة الفالوجا
ومع الفشل على المستوى الاجتماعى كان ايضا الفشل فى السياسة الخارجية المصرية ونجاح للسياسة الخارجية الاسرائيلية التى جنت نتائج هذا الفشل تحالفا قويا مع الولايات المتحدة الامريكية .
وهنا بدأت الحملة الضارية ضـد الاستعمار ( امريكا ) واذناب الاستعمار ( اسرائيل ) وكانت بداية تجييش حالة الكراهية التى وصلت قمتها اثر هزيمة يونية 1967 ، ولما كانت قضية الاسلحه الفاسدة قميص عثمان للعسكرية المصرية عام 1948 اصبح التواطئ والدعم الامريكى هو قميص عثمان موديل 1967 .
رغم ان الاحتلال الانجليزى لمصر انتهى بهدوء واعتبر انتصارا للثورة الا ان حملة الكراهية و( القضاء على الاستعمار واذناب الاستعمار....!! ) بدأت منذ التحالف الامريكى مع اسرائيل بعد الاتجاه المصرى الى المعسكر الشرقى . وبدات آله الاعلام الناصرى تعمل بدون كلل لشحن الكراهية ضد الغرب ، ومع الراى الواحد والاعلام الواحد والالحاح الدائم وغلق كل نوافذ الرأى الآخر تمت عملية غسيل مخ واسعة النطاق ضد الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا ( واسرائيل حتى قبل حرب الايام السته ..) وازدادت واشتعلت بعدها ، كأن مخزون الفى وخمسمائة عام من الاستعمار يتحملهم الان الغرب والولايات المتحدة . حتى اعتبر اى مصرى ذو اتجاهات ديمقراطية على النمط الغربى عميلا او جاسوسا لهذا الغرب ، واصبح من لزوم الوطنية ان يشارك الجميع فى حملة الكراهية . واصبحت كراهية الغرب من البديهيات والمسلمات ، ومازالت بقاياها تعشعش حتى الان فى رؤوس الناصريين .

على المستوى الدينى : **
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح الخامس من يونيو 1967 اهتزت سماء مصر بازير الطائرات الاسرائيلية ، ولم تمضى سوى ثلاثة ايام حتى ارتجت نفوس وعقول وافئدة المصريين بخبر الهزيمة ، كانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية – انهزمت ثلاثة جيوش عربية وانتصرت اسرائيل ..!!-
وحتى لانطيل ( فالمرارة لازالت فى حلقى حتى الآن منذ ان عشت تلك الهزيمة وانا فى بداية مرحلة الشباب ) . تغيرت معادلات وظهرت حقائق جديدة على الارض ( والفاتورة مازلنا ندفع ثمنها حتى الآن ) وانكسرت اصنام عبدناها ، وحلت اصنام اخرى مازالت ماثله امامنا حتى الان ، ونلخص النتائج فى الاتى :
- انكسار شعبى عام وبداية تهافت وتفسخ الشخصية المصرية بعد الترابط القوى خلف الملحمة الناصرية ، ومع التراجع الحضارى والسخرية والتمرد على الذات
بدأت مرحلة الانحطاط الفكرى والثقافى وظهرت اغنيات مثل السح .. الدح .. أمبو . والعتبة جزاز والسلم نايلو فى نايلو ...... !!
- تراجع المد الثورى لصالح القوى الرجعية العربية متمثلا فى سحب الجيش المصرى من اليمن ودفع السعودية والكويت والامارات مساعدة سنوية لكل من مصر وسوريا لازالة آثار العدوان ، وبعدها تم التصالح الاعلامى وذهاب احمد سعيد ( مدير اذاعة صوت العرب الذى استشهر بالهجوم على دول الخليج عامة والسعودية على وجه الخصوص )
- تثبيت اسرائيل كقوة اقليمية فاعلة وموئرة
- زيادة جرعات الشحن والكراهية ضد اسرائيل والغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص
- بداية ظهور الحركة الدينية ، وكان اول بوادرها عضوا بمجلس الشعب من الشيوخ ( الشيخ عاشور) عندما وقف فى المجلس امام عبد الناصر بعد الهزيمة لينتقد ملابس النساء القصيرة ويقول : ان المرأة لو انحنت قليلا لبانت سوءاتها – اشارة الى " المينى جيب " . فقال له عبدالناصر ساخرا : ضحكتنا والله ياشيخ عاشور ... !! ها ها ها ( فليضحك عبد الناصر كما شاء . الا ان واقعة " المينى جيب " وقبول اول دفعة مالية من الحكومة السعودية كما تقرر فى مؤتمر الخرطوم ، كانت البدايات الاولى للنقاب الآن ...!!
- وبمناسبة الـ ها ها ها انتشرت النكات وأكثرها جلدا للذات ، وايضا انتشرت الاشاعات التى تقول ان بعض الطائرات الاسرائيلية كانت تقودها نساء ومنهم الحوامل اللآتى وضعن حملهن فى المستشفيات المصرية بعد ان سقطت طائراتهن ..... !! وبرغم قيادة امرأة حامل لطائرة لايتفق مع اى منطق ، الا ان جلد الذات كان يصدق ان نساء اسرائيل الحوامل هزمونا .. !!
- تغيير الانتماءات وبداية تسلل الفكر الوهابى الى مصر والمنطقة العربية : كيف ..؟؟

* عندما تكفر بشئ فمن المنطقى ان تؤمن بأى نقيض – فالكفر والايمان نسبي ، فليس هناك كفر مطلق ولا ايمان مطلق -. وكان فشل المشروع الناصرى بمايمثله من شعارات واوهام وانتصارات اعلامية وتنظيرات هيكلية ( نسبة الى السيد هيكل ) ، و قبلها النظام الملكى المصرى الليبرالى الذى اجهز عليه الاعلام الناصرى ، وضاقت بالناس السبل ، واصبح الواقع مريرا ( فبدلا من اللافتات التى وضعت على المتاجر تقول : فرعنا القادم فى تل ابيب ، استيقظ الناس صباح الخامس من يونية على جنود اسرائيل فى الضفة الشرقية لقناة السويس ) فلم يعد امامهم الا الله .. واستمطار اللعنات على اليهود ، وارتجت المساجد بالدعاء :
- اللهم امحق اليهود ...اللهم شتت شملهم .. اللهم فرق جمعهم ....
- اللهم اجعل اموالهم ونسائهم غنيمة لنا وانصرنا عليهم يارب العالمين ...
* فى المراحل الاولى من بزوغ الفكر الانسانى البدائى ، استعان الانسان بالمجهول ليقيه مخاطر المعلوم ، ومن هنا ظهرت عبادة قوى الطبيعة وطقوس تقديم القرابين ، ومع بداية الاديان الابراهمية الثلاثة ( اليهودية والمسيحية والاسلام ) تم توحيد كل الهة الخير القديمة فى اله السماء ، والهه الشر فى الشيطان . فاذا فشل المشروع الناصرى وضاقت بالناس الارض بما رحبت فان اله السماء هو المنقذ والمخلص والمنتقم من اسرائيل وامريكا انصار الشيطان .
* وبعد حرب اكتوبر 1973 وتحقيق اول نصر مصرى حقيقى ، كان المفروض ان تعود الشخصية المصرية الى توازنها واسترداد شخصيتها الطبيعية ، فهاهو اول حاكم مصرى يعيد امجاد وانتصارات الفراعنة بجيش وتخطيط مصرى خالص . فماذا حدث ؟

- كانت اتفاقية كامب ديفيد وبرغم استرداد الارض المحتلة والوعد بالرخاء بعد انهاء حالة الحرب ، الا انها كانت ترسخ فى اللاشعور الشعبى المصرى اعترافا بعدم القدرة على مواجهة اسرائيل ، والاعتراف بها قوة اقليمية فى المنطقة . فـ " العصابات الصهيونية " اصبحت دولة معترف بها من اكبر الدول العربية .... !!
- مع تدفق ثروة النفط بارتفاع اسعاره نتيجة هذه الحرب ذهب المصريين للعمل لدى دول الخليج عموما والسعودية خصوصا متعرضا لعملية غسيل مخ اعدت سلفا وبعناية ، ضد مواطن لدية الاستعداد الكامل بعد ان فقد الكثير من احلامه فى الثورة وبعض كبريائه فى كامب ديفيد .
وبين اعلام مصرى يشيد بالدور السعودى ( الشقيق ..!!) وقيادة مصرية تفتح المجال للمد الدينى للحد من الفكر الماركسى والناصرى . واعلام سعودى يضخم فى هذا الدور ويطنطن بالريادة السعودية ودورها وثقلها فى قارات العالم الخمس ، ومواطن سعودى كان خارج التاريخ فوجد نفسه يتمتع بالثروة والريادة مما اصابه بمرض تضخم الذات والاستعلاء على مواطن اكثر حضارة ورقيا ساقه حظة العاثر ورعونه حكامة للعمل اجيرا لدى بدوى الامس القريب ، وبدأت عمليات التعويض نفسى والاستعلاء تمارس عليه بالاشارة دائما الى ان نصر اكتوبر كان بصيحة الله اكبر ودعم فيصل بالبترودولار، وهزيمة يونية كانت نتاجا للتعاون مع الروس الملاحدة .. وان الدين هو السعودية ، والسعودية هى الدين ... والوهابية هم اهل السنة والجماعة والفرقة الناجية واصحاب الحقيقة المطلقة .
ووجد المصرى نفسه بين شقى الرحى .. وانتشرالفكر الوهابى مع العائدين الذين لعبوا دور الخبراء القادمين من الارض المقدسة لينشروا الاسلام الصحيح على منهج " اهل السنة والجماعة " كما تعلموه فى بلاد الحرمين الشريفين ، وكما تم الاستعلاء عليهم هناك جاءوا فى عملية تعويض نفسى مضادة للاستعلاء على ذويهم ، وانتشرت التحريمات الوهابية المعروفة ، غير مدركين فرق التطور الحضارى الهائل بين ثقافتي الطمى والرمل ، وبدأت عملية وهبنة شاملة للفكر المصرى :
اقامة الحدود حسب الشريعة الاسلامية
تحريم العمل لدى الدولة لانها تأتى من ضرائب الخمور والملاهى وتجار المخدرات
تحريم الفن
تبخيس القانون المصرى الفرنسى والمناداة بتطبيق قوانين الشريعة الاسلامية
تكفير كل من لايتبع تعاليم اهل السنة والجماعة
واخيرا ... وليس آخرا ... تكفير شريك الوطن القبطى المسيحى حتى ان مرشد جماعة الاخوان المسلمين فى مصر ابان عصر السادات ( مصطفى مشهور ) طالب بفرض الجزية عليهم وعدم اشتراكهم فى الجيش المصرى متهمهم بعدم الملاء للوطن .... !! وظهورت عقيدة الولاء والبراء ( ان توالى المسلم وتتبرأ من المسيحى ) وعقيدة الاستحلال ( استحلال اموال الاقباط المسيحيين ) وزيادة فى شحن مزيدا من الكراهية انتشر الحديث النبوى ( يحشر المرء مع من يحب )
شحنات من التحريم مملوءة بالكراهية للآخر سواء المسلم المختلف عقائديا اوالمسيحى ، ومع زيادة جرعات الكراهية انتشرت ظاهرة العنف فى مجتمع لم يعرف طوال تاريخه سوى الوداعة والالفة ، فالتكفير فى المفهوم السلفى يستوجب القتل للمسلم المخالف ودفع الجزية وهم صاغرون للمسيحى ..!!
المشكلة ان الطابور الخامس الوهابى الذى تأسس فى مصر بدأ فى ترويج الاشاعات ضد الدولة المصرية ذاتها واسقط عليها كل خطايا وسلبيات النظام السعودى من الرشوة والفساد حتى تتقزم امام الدولة النموذج ( مملكة آل سعود ) وتلك قصة اخرى تستحق ان تكتب .
بالتأكيد هناك عوامل اخرى لزيادة جرعات العنف والكراهية ( سياسية واجتماعية ) ولكنى اعتقد ان ماكتبناه هو حجر الاساس فى هذه الظاهرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - روح على الجزيرة اياها تعرف تعوم ؟!
عهدي عدلي كاسب ( 2010 / 10 / 5 - 12:52 )
قبل الفتح العربي لمصر كان المصريون في طريقهم الى الانقراض بسبب ممارسات المحتلين الرومان مصر لم تعرف في حياتها حاكما قبطيا حتى دخول العرب الفاتحين منطق العدل ان نكتب بعدل لاعلى اساس الكراهية
حنانيك يا استاذ حتاته
انت وفق منطق التيار المتطرف في الكنيسة المصرية ضيف على مصر ولازم ترحل على بلدك اليس معنى هذا الكلام ان فككته يعني اهدار دمك وعرضك ومالك
نرجو الانصاف يا ايها الكاتب الهمام هشام
وعدم الانسياق ورا الكراهية
ان سوء الاحوال في بر مصر يتحمل العلمانيون كل الوزر فيها
لانهم كانوا ولا زالوا يداهنون الحاكم المستبد لا بل ان فيهم من يرى ان الحكم الحالي صمام امان لهم
ولذلك هم ضد التغيير ومع التوريث توريث الاستبداد ولسان حالهم يقول نار الاستبداد ولا جنة غيره


2 - صناعة الكراهية
elias melbourne ( 2010 / 10 / 5 - 16:02 )
الاستاذ العزيز
تحليل أكثر من رائع . أنها الحقيقة المرة


3 - طرف اخر بالمعادلة
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 6 - 10:49 )
تزامن بدء مظاهر التزمت الديني مع صعود الخميني الى السلطة في ايران فيما عرف بعد ذلك بالصحوة الدينية.لا ندري بترودولارات من ساهمت اكثر في هذه الظاهرة اهي المنظومة العقائدية الوهابية لنشر ايديولوجيتهم الظلامية ام هي رغبة الفرس بنهضة شيعية لتصدير الثورة الخمينية وبين حانا ومانا.....كثرت لحانا


4 - ردود على القراء
هشام حتاته ( 2010 / 10 / 6 - 14:26 )
شكرا لصاحب التعليق الثانى ، وبالنسبة لتساؤل الاخ بشارة صاحب التعليق الثالث اقول له ان قيام الثورة الايرانية ورغبة الخمينى فى تصديرها الى دول الجوار كان من ضمن الاسباب التى جعلت الحكومة المصرية تتساهل مع الوهابيين وتفتح لهم الطريق لمحاربة المد الشيعى وقد ذكرت ذلك فى كتابى ( الاسلام بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى )، واشكرك على التساؤل والاهتمام


5 - شكرا اخ هشام
بشارة خليل ق ( 2010 / 10 / 6 - 23:31 )
بالفعل ما كتبت منطقي .طالما تسائلت مَن وراء ادلجة المجتمع المصري الطيب ولماذا؟ ارجو لمصر كل الخير والعودة السريعة الى التعافي والتسامح الزراعي , (تعبير جميل اسمح لي باستعارته)
لك احلى تمنياتي في انتظار ما ستكتب

اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي