الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات قصة حب

شهلا البرزنجي

2010 / 10 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تداعيات قصة حب
كلما اردت الكتابة عن موضوع .....يحضرني موضوع الحب لما كل شيء مربوط بالحب؟
لما لايتوازن الحب مع مقتضيات الواقع.....ام ان الحب اصبح لعنة الحاضر...
لما لا اسمع عن قصة تنتهي نهاية مرضية لجميع الاطراف....
جاءتني وهي تبكي ورجتني ان انشر قصتها ودون ذكر للآسماء.....
شاهدت القلق السرمدي في عينيها البنفسجتين....
لقد لونت الملائكة عينيها لانها صادقة.....
ارتني جسدها وقد تشوه من الظلم.....الآلم .....الحزن.....رغم ذلك كانت جميلة
لانها كانت أمرأة روحا وجسدا ونفسا.....رأيت جمال روحها يملآ المكان لم يعد بامكاني ان ارفض طلبها.....
ترددت كثيرا..... انا اكتب عن الحاضر وعن مشاكلنا المتلازمة....لكنني لم استطع كبح رغبتي ان انقل الآمها
حاولت ان اجعلها تبتسم ولكن كان حبها وعشقها اقوى من ان اعبر عنه بالكلمات...
حاولت ان انبهها ان الحب اصبح شيئا متوفرا وحتى في الاسواق....
استنزفت الآلم وقالت ان حبي ليس اقصوصة الزمن الحديث...
انه ينبوع الزمن الجميل وقطعة فنية نادرة لايجب مزجها مع دمى الحاضر...
لم تبك عندما روت لي قصتها ....
ولاحظت ان نفحات السماء تملآ الجو عندما تنهدت....
قالت لي كان رجلا وهي اعتبرته رجلا واحبته رجلا
تبدأ قصتها عندما طرق بابها بحثا عن اللجوء والمأوى....
دخل حياتها ....كان كالطفل يبكي عندما تبتعد للحظات عنه...
اصبحت امه واخته وصديقته.....
روت زهور عمره بعطاء قلبها الحنون....
كان ضائعا تائها وجد الدرب لديها....
اوضحت لي انها كانت تحس انه سيرحل رغم الحاحه المستمر انه سيبقى...
لاحظت ان مشاعرها تفيض في كل اتجاه وتتغير نبرات صوتها مع كل كلمة...
قرابة عامين وهي مأخوذة بهوى وحب كان يتنفس شهيقه الاخير....
انتظرت رحيله كي تدفنه وتبكي عليه .....
لم يمت بل فقط كان يلهث ....
احيته مرات عدة واضافت له الزفير
رتقت خباياه البالية
وضمدته الى قلبها
ادفأته من البرد وغطته بثورة من العصيان.....
ألآن يرحل عنها وقد شفى جرحه وتعافى
وبكلمات غريبة حبهما قد انتهى منذ زمن طويل
لما لم ينتهي حينما كانت تسهر عليك وحينما كانت تدفن احزانك
لما توقف الآن فجاة لان عظامك دب فيهما الحركة
احببتها عندما كنت يائسا
ولاتتقبلها لانك لم تصدق انها احببتك
او اخافتك صراحتها اللامتناهية
ام ذكائها المتوقد ام نظرياتها عن كل مايدور حولك
هي وليدة الخبرة وليست ابنة الخوف مثلك
امضت حياتها وهي تسمع العالم
في حين كنت انت جالسا منزويا في غرفة مظلمة ترافقك كومة من جروح ماضيك
كنت تخاف الخروج لانك خجل من نفسك
هي لم تخجل يوما لانها ارادت ان تجرب الحياة
ولم تقبل ان تفرض عليها الحياة اوزارها والآمها
على غرارك ...انت دفعت ثمن رضوخك للحظة غباء بقية حياتك
كنت صبيا مرعوبا
معها اصبحت رجلا ولن تستطيع ان تصبح رجلا مرة اخرى
لقد فقدت رجولتك عندما ابحت لنفسك تعذيبها ....لانك غير مستقر ولاتعرف مم تتكون؟
وليس عندما رحلت عنها .... ارادها دوما حربا وارادتها سلاما....
انه لاوعيك المتمثل بشخصيتك وبتمثيلياتك
اتساءل ماذا كنت تفعل معها ؟ واين انت من كل هذا ؟
بل اين ذهبت كلمات حبك المعتقة واين رحل صوتك الحنون
من انت؟
حب تحول مسخا ؟
ايعقل كانت تظن ان المسخ فقط في الروايات والاحاديث القديمة
لم تعهده في الحاضر
كنت وسيما بحبك وعاشقا بلمستك
لما تراك الآن كالآفعى تترنح وتتلوى ويتغير جلدك مع كل دقيقة تمر من شفاءك....
من انت؟
لم تسمع جوابا ولكنها حزرت انه الغوص في الماضي من جديد
الم تهرب منه اليها ؟
ام كان هربك خدعة وحبك مسلسل مكسيكي مقنع ؟
من انت؟
شاهدت وحضرت مراحل احتضارك
المتها ولكن كان المك كالسعادة تحتضن اطرافها
تقبلت تشوهاتك وعيوب خلقتك وجروح اسيادك
كنت عبدا وهي حررتك ....استعبدتك نفسها
حررت روحك من ان تدنس ومن ان تعود للقمقم...
هكذا بكل بساطة اصبحت لاترى فيها الحاضر
ولا المستقبل
اصبحت لاتطيق انفاسها
وتنكرت لوجودها بعد ان عادت الحياة اليك
افقدتها حركاتك اللامعقولة توازنها العاطفي
ولكن لايهم اذهب وابتعد
هي ألآن تراك المسخ القبيح بعينه
اهدرت دمها لاسيادك
هي حرة منك ومن ملحقات حبك المشؤومة....
اجل لقد تحررت ولكنك انت من استعبدتك الحياة
وتركت روحك تحترق لاجل كومة انفعالات ستزول مع اول هطول للامطار ....
انتهى زمن احتضاراتك وولى زمن كلماتك
وانتهيت انت من حاضرها وماضيها ومستقبلها
لاتندم يوما وتاتيها لاهثا من جديد لانها دفنتك
و ضريحك الان يطرح الاشواك
ووجودك تلاشى تحت حفنة من التراب اوى بقاياك وبقايا كلماتك في الحب...
قالت لي قولي للجميع انني غفرت له واخليت سبيله بعد كل العذاب
لانها احبته بصدق ولاتتمنى له سوى ان يحيا بكرامة .....
وان يكون هو نفسه دون ان يمثل الادوار المفروضة....
قبل ان تخرج ابتسمت وقالت لي ان الله اراني من انا وسعادتي في ان احبه هو ...
واضافت قبل ان تختفي.....انني اقوى منه حتى بضعفي الذي لااعتبره ضعفا...
امام جبروت قوته المهزوزة........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة رجل فاشل
شنك جعفر البرزنجي ( 2010 / 10 / 5 - 11:00 )
عزيزتي الكاتبة مقالك جميل والغة الكتابة جميلة ولكن مايميز المقال هو احساسك بالمقابل وترجمتها بشكل جميل وواقعي ولكن كنت افضل ان يكون العنوان قصة رجل فاشل والحالة جدا واردة ومكررة لان الضياع سبب حقيقي للفشل وما اكثر الضياتع


2 - اعشق اسلوب كتاباتك
ئالا علي ( 2010 / 10 / 5 - 11:51 )
عزيزتي جميل كلماتك عندما ابدا بالكلمة الاولى لا اصبر ان امر ببقية الكلام متسلسلا , تعطين متعة قصوى للقاريء الفاقد لهكذا قراءات
شكرا


3 - ايتها البحر
اكرام الشاه بندر ( 2010 / 10 / 5 - 14:42 )
حينما اقرء حروفك واقلب اوراقك ... تأسرني امواجك وهي تلهو بين بالذهاب والاياب الى شاطئ الحقيقة .. وكم من شهلا في وطني قطرة ندى تمنح خجلا عذرياًً لكل الورد والاوراق والكتاب والشعراء يكتبون للندى وربما هي دمعة حزينة لروح ارادت للكتاب ان يمنحوها الوجود في اوراقهم .. اقرء حروفك ومن الصدق يجعلني ان اصدق لو استعان شهريار بكلماتك ونابليون في منفى جزيرته سيقولان هذا ما كنا نطلبه من امرأة خلقت من المرجان وجدران بابل
اكتبي فالجميع يعلم من اي حضارة انتي واعلمي ان لن يتداعى
فانتي فينوس في مملكتنا وحين نعود من حروب الكتابة والثقافة لابد ان نقف ونصلي في محرابك ونتذكر هنا كانت شهلا تكتب من تاريخ مشرف لا يباع في سوق السلاطين والمماليك بل في عقول الاحبة والاندى من ذلك انتي الحب في
كل عام وفي كل قصة ستكتب

المرأة هي نصف المجتمعو ، وهي التي تلد وتربي النصف الآخر
The woman is half the society and the one who educates the other half.


4 - لا للتحجيم في الافكارضد المراة
تارا الاسعدي ( 2010 / 10 / 7 - 00:11 )
عزيزتي الغالية........
ان مقالتك عن قصة تلك المرأة كانت مأساة في الاحداث ولكن في الوقت نفسه كنت تعبرين عن إمرأة قوية في شخصيتها واضحة في أرائها جريئة في أتخاذ قراراتها وهذه الصفات دلالة على قوة التركيز وعدم الإنهيارامام ما تعرضت لها من قبل رجل مريض نفسيا ورغم الآلام التي سببه لها فقد سامحته من اجل الحب
الذي أود قوله لك يا عاشقة البنفسج أقول هذا لأن شذى كلماتك توحي بالأصالة في إنتقاء التعابير و الدقة في الوصف كما في كتابات نجيب محفوظ والجرأة كما في مقالات نوال السعداوي ....عزيزتي دافعي عن الحق اينما وجدتي الغدر وداومي على الكتابة عن الحب لأن الدنيا خلقت من أجل الحب... بالحب يسود السلام النفسي والذي من خلاله نخدم الحب والأنسانية


5 - لا للتحجيم للافكار
تارا الاسعدي ( 2010 / 10 / 7 - 00:16 )
عزيزتي الغالية........
ان مقالتك عن قصة تلك المرأة كانت مأساة في الاحداث ولكن في الوقت نفسه كنت تعبرين عن إمرأة قوية في شخصيتها واضحة في أرائها جريئة في أتخاذ قراراتها وهذه الصفات دلالة على قوة التركيز وعدم الإنهيارامام ما تعرضت لها من قبل رجل مريض نفسيا ورغم الآلام التي سببه لها فقد سامحته من اجل الحب ..........
الذي أود قوله لك يا عاشقة البنفسج أقول هذا لأن شذى كلماتك توحي بالأصالة في إنتقاء التعابير و الدقة في الوصف كما في كتابات نجيب محفوظ والجرأة كما في مقالات نوال السعداوي ....عزيزتي دافعي عن الحق اينما وجدتي الغدر وداومي على الكتابة عن الحب لأن الدنيا خلقت من أجل الحب... بالحب يسود السلام النفسي والذي من خلاله نخدم الحب والأنسانية..........


6 - يالحب نتعلم التسامح
مانو راز ( 2010 / 10 / 7 - 01:20 )
كاتبتنا الملهمة ..............كلماتك كالبحر كلما تعمقنا في امواجها تلقينا المزيد...............فلك أنامل رقيقة في الكتابة والذي لاحظته ان لك طريقة جذابة في السرد ........وقد ألبستي الحب تاج التسامح ونكران الذات والتضحية والتي ارى ان هذه العناصر هي مفهوم الحب السرمدي.......ارى فيك ثقة عالية وانك تلعبين بالتعابير والكلمات التي تدل على ملكاتك الكتابية ......انتظر منك المزيد لأنك بحق في مقالتك اعطيت مسجات هادفة تتمثل ب........الصبر....القوة ........التسامح........الثقة بالذات عند المرأة........العفو عند المقدرة.........فلنحيا بالحب يا محبة الخير والعطاء

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة