الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سمح لمجلس محافظة بابل بالافتاء ؟

محمد شفيق

2010 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في احدى البرامج الاسبوعية التي تبثها فضائية عراقية , استضافت في تلك الحلقة الباحث الاسلامي السيد " احمد القبانجي " وكان موضوع الحلقة يدور حول اغلاق محال بيع الخمور في حينها . فتوجهت المقدمة للسيد القبانجي بالسؤال التالي ( الشريعة الاسلامية كما تعلمون تحرم شرب الخمر وبيعه وتعاطيه الخ ) فأجابها قائلا ( الاسلام يحرم الغناء والفن والرقص , طيب هل يمكن اغلاق الجامعات والمعاهد التي تعلم وتدرس الرقص والغناء والفن الخ )
تذكرت هذا الحوار وانا اقرء عمود الكاتب "جاسم مراد " في صحيفة الزمان ( العراقية ) يوم الخامس من تشرين الاول / اكتوبر والتي كانت بعنوان ( بابل تورا بورا العراقية ) وعمود الكاتب ( كامل حسن الدليمي ) والذي حمل عنوان ( مهرجانات حداد ) حيث تعرضا الى قرار منع مجلس محافظة بابل اقامة مهرجان بابل لهذا العام لان هناك فعاليات موسيقية وغنائية وشعرية وغيرها , بدعوى انها تتنافى مع الشريعة الاسلامية وعلى اساسه تم الغاء هذا المهرجان الكبير الذي يعد احد ابرز معالم العراق الثقافية والتراثية ,
واؤد هنا ان اسئل الجهات المعنية والمختصة وخصوصا الاعضاء الذين اصدرو هذه ( الفتوى ), من سمح لكم يامجلس محافظة بابل بالافتاء؟ , وهل هناك قانون ينص على ان الامور الشرعية تستند الى مجالس المحافظات ؟. اذن ماهو دور ديوان الوقف ( السني والشيعي ) ( ياربي كم اكره هذه التسمية ) وماهو دور المرجعيات الدينية في النجف ؟ ومفتي الديار العراقية ؟. المفروض الرجوع الى المراجع او المؤوستين صاحبة الشأن في مثل هذه المواضيع ( ولاتقف ماليس لك به علم ... ) وفي الحديث النبوي ( من افتى بغير علم اكبه الله على منخريه في نار جهنم ). واذا تعرضنا الى هذه ( الفتوى ) سنجدها تخالف ما نص عليه الدستور العراقي. ففي المادة الثانية ( ب ) من الدستور العراقي نصت على مايلي ( لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادىء الديمقراطية ) وطبعا هذا القرارلايتنافى مع الديمقراطية فحسب بل خرق واضح للمبادىء الديمقراطية . كما ان الدستور العراقي ضمن حق الحرية في العبادة للديانات الاخرى كما في المادة ( 41 / أ ) و ( ثانيا ) ,فأذا كان من طقوس احدى الاديان هو الغناء وعزف الموسيقى فهل سيصدر قرار بمنعهم من ممارسة هذا الطقس ؟ ثم هل من عمل مجالس المحافظات ومهامها الانشغال بالافتاء والتحريم والتحليل , لماذا لايلتفت السادة اعضاء المجلس الى شؤون المواطنين والخدمات وغيرها . ام ان هذا لمجلس هو كسابقه عبارة عن مجموعة من ( الروزخونين ) الذين اتخذو من الدين غطاءا كمحافظ بابل السابق الذي سئل عن تحصيله الدراسي فقال ( انني ماجستير في حب الحسين )
ثم من قال ان الاسلام حرم الموسيقى , هناك شبه اجماع على جواز سماع الموسيقى من قبل رجال الدين والمرجعيات . الفضائيات والتي تدار من قبل رجال الدين , الا يوجد فيها عزف موسيقي وحتى بعضها تعرض الاغاني الوطنية . اللطميات والاناشيد في مدح او رثاء الائمة والصالحين الا تدخل فيها الحان موسيقية وغنائية .انني شخصيا سمعت احد الشعراء يقول ( استعنت ببعض الملحنين لتلحين اناشيدي الدينية ) واحد كبار مراجع الدين عندما سئل حول جواز سماع اللطميات والاناشيد التي تحتوي على الحان غنائية كان جوابه ( لابأس ) ( اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )
وهناك محاضرة قيمة للداعية الاسلامي الدكتور " طارق السيودان " يتعرض فيه لهذه المسألة بشرح وافي ومفصل , اتمنى سماعها
كما يقع على عاتق الحكومة والبرلمان ان تمنع ممارسة ( التدين ) داخل المؤوسسات الرسمية حفاظا على الدين من التسيس وتفسير الدين واحكامه حسب الاهواء والميول كما يقول القران الكريم ( ولاتقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ...) وعملا بمبدأ ( الدين لله والوطن للجميع ) . كما اتمنى معاقبة جميع من يفتي من غير المؤوسسات والاشخاص المرخصين للافتاء . وعلى الاعضاء الاخرين في مجلس محافظة بابل الوقوف بوجه هذا القرار ( الجاهل ) والمساهمة بنجاح هذا المهرجان الذي سوف يساهم وبشكل كبير في استعادة عافية العراق في العديد من المجالات . اسئل الله تعالى ان يخلصنا من جماعة ( آمون ) واصحاب العمائم المزيفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah