الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهائن العراق بين الإيمان والنفاق

مسعود عكو

2004 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحتار المرء في كيفية الحديث عن أزمة الرهائن في العراق ومهما كنت حيادياً عليك اتخاذ موقف من تلك الانتهاكات الصارمة لحقوق الإنسان بالدرجة الأولى ومن ثم اتهام الإسلام الحنيف من خلال وضعه في قفص الاتهام وتوجيه تهم الذبح والقتل والاختطاف باسم الدين وبغطاء شبه شرعي من قبل الكثير من رجال الدين سواءً بالفتوى العلنية لإباحة تلك الجرائم أو بالتكتم والتستر على فتاويهم أو بعدم بيان موقف رسمي حقيقي واضح وصريح من تلك الجرائم و الاكتفاء بغض الطرف والموافقة الضمنية لذلك ومن خلال هذه الموافقة الضمنية تكذيب لما جاء محمد عليه الصلاة والسلام به ألا وهو حديثه ووصفه للساكت عن الحق بأنه شيطان أخرس.

من خلال المتابعة اليومية للقنوات الإعلامية العربية خاصة والأجنبية عامة نرى أن أزمة الرهائن في العراق في طريق إلى سيطرة تامة على كل أحداث العالم من صغيرها وكبيرة أترى لأنها أزمة إنسانية حقيقة وهذا مما لا شك فيه أم هي بيان صورة مشوهة وتصدير موقف عدائي من الإسلام الذي ترتكب هذه الجرائم البشعة باسمه وتحت لواء الله أكبر وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.

بغية تسليط القليل من الضوء على هذه الأزمة اتصلت مع الكثير من رجال الدين الإسلامي بكل طوائفه ومذاهبه وحتى مع رجال دين مسيحيين وديانات أخرى ليست سماوية وتباينت مواقفهم من تلك المسألة ولكن الكل كان متفقاً على ثلاثة نقاط رئيسة حاولت تلخيصها وذلك لكثرة التركيز عليها من قبل أولئك الناس الذين اتصلت معهم.

أولاً:
اجمع جميع العلماء على ضرورة الفصل بين التسميات التي تلفظ على ألسنة الناس وهي أن المحتجز أو الرهينة يعتبر أسيراً لأن الحالة العراقية هي حالة حرب وليست حالة عادية وعلى اعتبار أن القوات الأجنبية لا زالت موجودة في العراق فتعامل الرهينة سيكون على أساس أنه أسير أسرته الجهة المقابلة من الحرب ولكن هناك إبهام وتضليل من قبل هؤلاء العلماء حول اعتبار الموظف أو المقاول أو التاجر أو حتى العسكري الذي هو مجبراً تحت إمرة قائده ودولته من خوض المعركة في العراق لأن الإسلام يعتبر كل الجنود في حالة حرب باغية وليس مدافعاً عن نفسه فالواجب على العسكري أو الجندي أن يقف ضد قائده لأنه وبمبدأ إسلامي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وباعتبار الحرب على العراق لم توافق عليه الأغلبية الدينية الإسلامية فيعتبر هذا عملاً في معصية الخالق ولكن البعض من العلماء أكد أن العسكري المجند تجنيداً إجبارياً في بلده وجاء لخوض المعركة هو مأمور أي لا حول له ولا قوة وباعتبار الحرب شنت على نظام صدام حسين الكافر كما وصفته كل المراجع تعتبر الحرب هي حالة دفاع عن الشعب العراقي وليست ضد الشعب العراقي.

ثانياً:
اعتبار الرهينة إنساناً لا علاقة له بحكومة بلاده لأنه قد يكون منتسباً إلى تلك الحكومة فقط بالجنسية أو الإقامة في حين قد يكون إنساناً مسالماً إلى درجة عالية ويجب التفريق بين الحكومات ورعايا تلك الحكومات فنادراً ما تجد شعباً راضياً كل الرضا عن حكومته أي أن هناك دائماً معارضون ومخالفون لأراء ومواقف السلطة الحاكمة من أبناء شعوب تلك الحكومات ويجب الفصل كل الفصل بين هاتين النقطتين.

ثالثاً:
الرفض القاطع لإلحاق اسم الدين الإسلامي الحنيف بأعمال تلك الجماعات الإرهابية التي غرضها الوحيد تشويه سمعة الإسلام وتكثير أعدائه في العالم وخصوصاً في الغرب وأمريكا.

على الرغم أن أعمال تلك الجماعات ترتكب باسم الإسلام وتحت لواءه لكن الإسلام بريء من تلك الجرائم لأن مبادئ الإسلام تنطوي على احترام كرامة الإنسان وحماية حقوقه احترام حقوق الأسرى وضمان سلامتهم.

من جهة أخرى رفض الكثير من رجال الدين أن يبرزوا هذا الموقف على الملأ وعلى الفضائيات لأسباب لم تكن مقنعة برأي وطلبوا مني عدم كشفها و سأكون وفياً لهم فيها.

أما ما يتعلق بشرعية الوجود الأمريكي والحرب على العراق فكان الموقف مزدوجاً فذهب قسم بأنه كانت أمريكا محقة في الحرب على نظام صدام لأن ظالم ويجب أن تأتي قوة أكبر منه لإزاحته عن الحكم و تحرير الشعب العراقي من براثن الطغيان والظلم والتنكيل في حين ذهبت مجمعة أخرى إلى رفض الاحتلال وإلقاء اللوم على الحكومات العربية بشكل خاص والإسلامية بوجه عام حيث كان من واجب تلك الحكومات أن تتدخل في الوضع العراقي وتحرير الشعب العراقي من حكومة متسلطة ظالمة ليست أهلاً إلا للقتل والتشريد والتنكيل والظلم فكان من المفترض أن تكون القوات العربية والإسلامية هي اليوم تسير أمور العراق حتى يستطيع أن يرجع إلى الحظيرة العربية والدولية ولا تكون أمريكا وبريطانيا هي القوة الداعمة للحكومة العراقية المؤقتة وهي الناظمة لأمور البلاد والمسيطرة على مقدراته وتوجها لمصالحها الخاصة.

من خلال هذه العجالة أي إسلام هو الذي يبيح قتل الإنسان الأعزل؟
أي رجل دين هذا الذي يوافق على ذبح إنسان بريء لا حول له ولا قوة؟
أي رجل دين يخاف أن يعلن الإسلام الحقيقي ويتمسك بالصمت ويرى هذه الانتهاكات الصارمة التي ترتكب بحق الأبرياء وتحت لواء الدين وقتل الإنسان باسم الله عز وجل والتكبير عليه دون خوف من هذا الإله؟
إذا كان الدين والتدين والجهاد هكذا فالنفاق والكفر الكبائر كيف تكون؟؟؟!!!
لن أقول أكثر من هذا القول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإن لله وإن إليه راجعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس