الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القرضاوي 13: العلمانية مبدأ مستورد !

عبد القادر أنيس

2010 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستهل القرضاوي هذا الفصل المقتضب بقوله: "والعلمانية من ناحية أخرى، ضد أصالتنا وسيادتنا، لأنها مبدأ مستورد من خارج أرضنا، ومن قوم غير قومنا، لهم تاريخ غير تاريخنا، ومفاهيم غير مفاهيمنا، وقيم غير قيمنا، وعقائد غير عقيدتنا، وقوانين غير شريعتنا، وأوضاع غير أوضاعنا".
قبل مناقشة القرضاوي في هذه المواقف بودي أن أقدم، من أجل ضبط المفاهيم كمعيار ضروري لأي حوار، تعريفا للعلمانية يحظى، اليوم، بالموافقة الواسعة، في البلدان التي تبنت العلمانية خاصة فرنسا التي كانت سباقة في هذا المجال والتي تعتبر علمانيتها متشددة مناضلة مقارنة بغيرها ومع ذلك نقرأ:
"العلمانية في فرنسا هي مبدأ يفصل بين السلطة السياسية وبين التنظيمات الدينية –على الدولة أن تبقى على الحياد- كما يضمن هذا المبدأ حرية العبادة (وعلى التظاهرات الدينية احترام النظام العام)؛ وبالتالي يؤكد هذا المبدأ على حرية الاعتقاد ولا يضع أي رأي فوق غيره من الآراء (دين، إلحاد، لاأدرية، أو فكر حر)، محققا بذلك المساواة الجمهورية".
" علمنة المجتمع، لا تقتضي من الجمهورية أن تحارب الأديان، بل الوقوف ضد تأثيرها على ممارسة السلطة السياسية والإدارية، وبالتالي، حصر الأفكار الروحية والفلسفية ضمن مجال الاعتقاد الفردي وحرية الرأي".
http://fr.wikipedia.org/wiki/La%C3%AFcit%C3%A9_en_France
فهل هذه العلمانية تهدد الأصالة التي يتحدث عنها القرضاوي حتى يجعل بيننا وبين بشر مثلنا سبقونا إلى الأخذ ب بهذه الرؤية، حدودا مفزعة يستحيل تجاوزها والتواصل الإنساني المثمر مع أهلها؟ ثم هل هناك أصالة في تاريخ أي أمة بقيت جامدة لم يطرأ عليها أي تغيير، ولم تتأثر ولم تؤثر ولم تحتك ولم تأخذ ولم تعط؟ بل هل هناك أصل ثابت لأية أمة بقي على مر الأزمان في منأى عن أي تغيير أو تلاقح؟
عندنا ترفع القوى المحافظة والتقليدية شعارات تحولت إلى طابوهات تسميها ثوابت الأمة التي لا يُسْمَح بالمساس بنقدها أو التشكيك في دورها المزعوم في حفظ مقومات الأمة من خطر الذوبان في غيرها. يحصرها الإسلاميون في الإسلام فقط، ويحصرها القوميون عندنا في الإسلام واللغة العربية والوحدة الوطنية وحتى تاريخ ثورة التحرير.
وبما أن الإسلاميين يحصرون الأصالة في الدين الإسلامي، فنحن نتساءل: هل بقي هذا الدين هو هو في منأى عن التأثر برياح التغيير القادمة من جميع الجهات؟ رجال الدين عموما ينفون أن يكون دينهم قد تعرض لأي تغيير أو تعديل ولهذا عارضوا قديما ومازالوا يعارضون كل جديد بحجة أنه يهدد أصالتنا. لكن التجربة بينت أن هذا الجديد الذي ظلوا يوصدون في وجهه كل الأبواب والنوافذ سرعان ما كان يتسلل إلى ديارنا من حيث لا نحتسب. ماذا يفعل رجال الدين حيال هذا الأمر الواقع؟ نراهم يخرجون من تخندقهم وراء أصالتهم وثوابتهم ثم يلتفون على هذا الجديد في حالة فشلهم في طرده أو وقفه، ويبحثون له في مخزونهم التراثي عن مقابل ثم يؤصّلونه ويعيدون إخراجه في ثوب يوهم الناس أنه من صميم أصالتهم ثم يعودون إلى التخندق وراءه، وفي أحسن الأحوال يقبلون هذا الجديد بوصفه حكمة طولب المؤمن بالبحث عنها ولو بالصين ولكن بعد أن يلحقوا به تشوهات قبيحة كما رأينا ذلك في ممارساتنا الديمقراطية والعلمانية وفي مناهجنا التربوية ومذاهبنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى في ملبسنا ومركبنا. تكفي نظرة واحدة لأي شارع عربي ليرى الرائي تعايش أنماط من السلوك واللباس والمواقف والأحكام تنتمي إلى عصور متباعدة جدا.
هذا نموذج لهذا التشويه الذي يتسبب فيه رجال الدين، مثل القرضاوي الذي قال هنا عن الديمقراطية:
"وما قيل: إنه مبدأ مستورد، فالاستيراد في ذاته ليس محظورا، إنما المحظور أن تستورد ما يضرك ولا ينفعك، وأن تستورد بضاعة عندك مثلها أو خير منها، ونحن نستورد من الديمقراطية: آلياتها وضماناتها، ولا نأخذ كل فلسفتها التي تغلو في تضخيم الفرد على حساب الجماعة، وتبالغ في تقرير الحرية ولو على حساب القِيَم والأخلاق، وتعطي الأكثرية الحق في تغيير كل شيء، حتى الديمقراطية ذاتها!!".
فهل فلسفة الديمقراطية، كما قال، تقوم على " تضخيم الفرد على حساب الجماعة، وتبالغ في تقرير الحرية ولو على حساب القِيَم والأخلاق، وتعطي الأكثرية الحق في تغيير كل شيء، حتى الديمقراطية ذاتها!!"؟
وحدها القوى الفاشية، بما فيها إسلاميونا، استغلت تسامح وغفلة الديمقراطيين والعلمانيين بنية القضاء عليها وعليهم بعد الفوز في الانتخابات.
ديمقراطية القرضاوي المشوهة هي على مقاس دولة غريبة لا تنتمي إلا إلى عالمنا الإسلامي البائس كونها حكرا على ساكنيها من المسلمين فقط. أليس هذا ما يقوله القرضاوي بعظمة لسانه؟ "نحن نريد ديمقراطية المجتمع المسلم، والأمة المسلمة، بحيث تراعي هذه الديمقراطية عقائد هذا المجتمع وقِيمه وأسسه الدِّينية والثقافية والأخلاقية، فهي من الثوابت التي لا تقبل التطور ولا التغيير بالتصويت عليها".
http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?t=190249
مثل هذه المهازل لم تتوقف أبدا في تاريخنا المعاصر منذ بداية احتكاكنا بالحضارة الغربية، وكل مرة كان الأصوليون يعارضون التجديد باسم الأصالة: عارضوا باسم الأصالة الأخذ بالنظم السياسية الحديثة بحجة أن عندنا أنظمتنا الأصيلة: الشورى والحسبة والولاية والخلافة والأسرة السعيدة، ثم سطوا على مبادئ هذه النظم الحديثة ونسبوها لموروثهم الديني ثم هاهم ينادون اليوم بالديمقراطية مثلا ولكن في جانبها الانتخابي فقط، دون سائر الحريات التي لا تقوم للديمقراطية قائمة بدونها مثل حرية التعبير والاعتقاد والإعلام والمواطنة التامة والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.
عارضوا باسم الأصالة دخول وسائل الإعلام الحديثة بحجة أنها ذريعة للفساد ابتداء من الجريدة والسينما والمذياع والتلفزة ثم استحسنوها واستغلوها وهاهم اليوم يعرضون ويروجون فيها كل مخزونهم الديني.
كل هذه الإبداعات البشرية الوافدة بَدَّعوها وعارضوها باسم الأصالة وهاهم اليوم يتعاملون مع بدائلها المشوهة مثل الديمقراطية الإسلامية والجمهورية الإسلامية والعلوم الإسلامية وحتى الطب الإسلامي ، وكأنها من صميم أصالتهم حتى صارت هذه الديمقراطية الانتخابوية "من روح الإسلام" حسب تعبير القرضاوي نفسه. وللحق يجب أن نقول أيضا إن أنظمة الاستبداد عندنا استمرأت ذلك واستحسنته وتبنته ووفرت للإسلاميين وسائل الترويج لها وحتى الديمقراطيين تعاملوا معهم بتسامح ساذج أو غفلة لا تغتفر. وهو ما سهل، ميدانيا، قيام هذا التحالف المكشوف بين الأصولية والحكم القائم وأعاق مهمة تجاوزه وأفشل كل مشاريع الخروج من هذا الانسداد الحضاري الذي طال أمده.
أما القول بأن العلمانية خطر على سيادة الأمة فهو قول لا سند له. ولعلني لا أخطئ إذا قلت بأن العلمانية في تركيا ساهمت إلى حد كبير في جعل تركيا أفضل بلدان الشرق رغم النقائص التي ترتبت عن الأخذ بنوع من الديمقراطية المحدودة عمل أتاتورك ثم تلاميذه على تأخير توسيعها لتمارسها جميع الأطياف السياسية والثقافية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كرديف للعلمانية لا تستقيم بدونه ولعل هذا أيضا ما سهل عودة المكبوت الديني في شكل الحركة الإسلامية التركية في غياب عقلية علمانية حقيقية في التعليم والتربية وتكوين المواطن.
أما في الهند التي تبنت نظاما ديمقراطيا علمانيا منذ استقلالها فإن مجرد التفكير في التخلي عن العلمانية سوف يعني الزج بالبلاد في حروب أهلية بين الأديان والطوائف والملل والنحل الكثيرة جدا ولو طالبت كل نحلة وملة بالاعتراف لها بحق التشريع وحق العيش حسب ما تمليه عليها شرائعها فلن تعرف البلاد استقرارا أبدا ولا وحدة.
ثم هل كون أي مبدأ أو فكرة أو مذهب أو منهج قد نشأ وترعرع حتى نضج عند غيرنا مبررا كافيا لرفضه ورفض الاستفادة من إيجابياته خاصة إذا كانت له إيجابيات أثبتت الخبرة والتجربة والتطبيق أنها مفيدة لحياة الناس مثلما هو الشأن مع العلمانية والديمقراطية؟
كذلك يقدم القرضاوي حججا أخرى لرفض العلمانية بقوله عن الأوربيين: "إنهم احتاجوا إلى العلمانية لظروف خاصة بهم، ونحن لا حاجة لنا إلى العلمانية، لأنها كانت حلا لمشكلهم مع كنيستهم، وهي عندنا تكون مشكلة في ذاتها".
ويقول: "والعلمانية لا تصادم عقيدتهم، ولا شريعتهم، ولا تعارض أحكاما إلهية مفروضة عليهم من ربهم، ولكنها عندنا تصادم العقيدة، التي من مقتضياتها النزول على حكم الله ورسوله، وتعارض الشريعة، التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس، بوضع الأصول الضابطة لها، والأحكام الهادية لمسيرتها".
الراجح أن القرضاوي يجهل تماما كون العلمانية في أوربا برزت وانتصرت كنظرة جديدة في الحياة والسياسة والاقتصاد والعلم والفكر وحتى في الاعتقاد لم يعرفها الناس هناك إلا في العصر الحديث. فلم تكن أوربا علمانية منذ الأبد. لم تستقر العلمانية في السياسية الأوربية وفي حياة الناس هناك بسهولة. لم تقبل الكنيسة هذه العلمانية عن طيب خاطر وبدون مقاومة شرسة تواصلت عشرات السنين وتسببت في حروب دامية.
هل يمكن أن يجهل القرضاوي أن الكنيسة المسيحية وقفت بالمرصاد لكل خطوة نحو العلمانية: في العلوم وفي الآداب والفنون والفلسفة وفي السياسة والاجتماع، في حياة الأسرة، في تحرر النساء والرجال من القيود التي فرضتها كل أنواع الميز العنصري والديني والمذهبي والطائفي. جرى هذا رغم زعم القرضاوي بأن "العلمانية لا تصادم عقيدتهم، ولا شريعتهم، ولا تعارض أحكاما إلهية مفروضة عليهم من ربهم".
يحاول أعداء العلمانية مثل القرضاوي وغيره أن يوهموا الناس أن المسيحية لا تشريع فيها ولم تكن لها علاقة بالسياسة والدولة وبالتحكم بشؤون الناس وحرياتهم ومعاملاتهم.
يقول المفكر جورج طرابيشي بهذا الصدد: "أنا أذهب إلى أكثر من ذلك فأقول: إن الجملة الإنجيلية ليست هي التي صنعت العلمانية الأوروبية (يقصد "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" والتي استغلها القرضاوي في محاججاته لرفض العلمانية)، بل العلمانية الأوروبية الحديثة هي التي اكتشفت أهمية هذه الجملة في الإنجيل، والدليل أن المسيحية بقيت على مدى خمسة عشر قرنا تجمع بين الدين والدولة، وتكاد تؤله الإمبراطور البيزنطي، وتخلط الدين بالسياسية، ولم تفرق بينهما، ولم تكتشف هذه الجملة الإنجيلية إلا بفضل العلمانية، فعندما جاء أهل الحداثة في أوروبا وحتى يقنعوا المؤمنين المسيحيين بأن العلمانية لا تتعارض مع الدين أعطوا أهمية كبيرة لهذه الجملة التي أهملت طوال خمسة عشر قرنا من تاريخ المسيحية، وأنا أقول الشيء نفسه في الإسلام فليس حديث "تأبير النخل" هو الذي سيصنع العلمانية، وإنما عندما يحدث وعي علماني سنكتشف أهمية الجملة الموجودة في الحديث وغيرها." (يقصد حديث "أنتم أدرى بشؤون دنياكم").
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout&cid=1213871492021
القرضاوي لا يرى هذا الرأي عندما ينعت العلمانية بأنها: "عندنا تصادم العقيدة، التي من مقتضياتها النزول على حكم الله ورسوله، وتعارض الشريعة، التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس، بوضع الأصول الضابطة لها، والأحكام الهادية لمسيرتها".
وكم أشعر بالاشمئزاز من هكذا كلام! ذلك أن الدارس لتاريخ المجتمعات الإسلامية لن يجد فيها ما يبرهن على أن هذه الشريعة "التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس، بوضع الأصول الضابطة لها، والأحكام الهادية لمسيرتها"، حسب زعم القرضاوي، قد نظمت حياة الناس أو وضعت لهم الأصول الضابطة والأحكام الهادية لمسيرتهم. تاريخنا لا يختلف عن تاريخ الأمم الأخرى التي لم تَدَّعِ أن عندها هكذا شريعة سامية، إن لم يكن أسوأ في فترات كثيرة مقارنة بشعوب يعتبرها الإسلام وثنية كافرة أو محرٍّفة للشرائع التي أنعم الله بها عليها! بل إن هذه الشريعة لم يكن لها سهم معتبر فيما نعمت به مجتمعاتنا من فترات ازدهار كما لم تَحُلْ دون انحطاطنا. وشخصيا لا أحتاج لمساءلة التاريخ للتحقق من هذا الفشل الذريع، فحسْبي جولة في أسواقنا وشوارعنا وإدارتنا لأتأكد من مدى فشل هذه الشريعة في تربية الناس وتنظيمهم وهدايتهم، وهم منخرطون في الرشوة والمحسوبية والاعتداء المتبادل والتقصير في كل الواجبات. يتم هذا رغم أنهم يلتقون في صفوف كالبنيان المرصوص في المساجد عدة مرات في اليوم تحت إشراف وكلاء هذه العقيدة ووابلهم لا يتوقف من الخطب والمواعظ.
هذا ديدن العلاقات والمعاملات التي تميز أتباع المذهب الواحد، السنة مثلا، أما العلاقات بين المسلمين المنتمين لمذاهب مختلفة فهي أسوأ من علاقتهم بمن يعتبرونهم كفارا.
أما أهم حجة يقدمها القرضاوي للدعوة إلى رفض العلمانية فنلمسها في قوله: "والعلمانية عندهم، لم تمح سلطة الدين ورجاله، وإنما فصلت بين السلطتين: الروحية والزمنية، وتركت لكل منهما مجالها ونفوذها وحرية تحركها، وقد بقيت هناك سلطة الكنيسة، تمارس نشاطها بما تملك من مال ورجال وسلطان".
فما الضرر في أن تقوم عندنا علمانية كهذه، لا تمحو سلطة الدين ورجاله، وإنما تفصل بين السلطتين: الروحية والزمنية، وتترك لكل منهما مجالها ونفوذها وحرية تحركها وتقوم عندنا مؤسسات دينية تهتم بالشأن الديني؟ هذا إذا صدقنا القرضاوي عندما يقول في الأخير: "أما نحن، فليس لنا سلطة دينية مستقلة مقتدرة، فالعلمانية ـ عندنا ـ تعني تصفية الوجود الإسلامي، بحيث لا يبقى له قدرة ولا سلطان ولا حرية، ما لم يكن خادما للسلطة السياسية القائمة".
بينما الواقع غير ذلك. فعندنا مؤسسات دينية في كل بلد وهي ذات قوة ونفوذ ولا فرق بينها وبين المؤسسة الكنسية بل هي اليوم أكثر هيمنة على حياة الناس. وحتى في العهود التي ضعفت أو انهارت فيها الدول المركزية أو حتى في عهود الاستعمار وُجِدت مؤسسات دينية تكفلت بتأطير الجانب الروحي للناس مثل الجوامع الكبرى والزوايا الطرقية وأولياء الله الصالحين ! أما بعد الاستقلال فقد تكفلت الحكومات بالإشراف على الشؤون الدينية في منافسة مع المؤسسات التقليدية أو بالتحالف معها، فكيف يقول القرضاوي: "أما نحن، فليس لنا سلطة دينية مستقلة مقتدرة، فالعلمانية ـ عندنا ـ تعني تصفية الوجود الإسلامي، بحيث لا يبقى له قدرة ولا سلطان ولا حرية، ما لم يكن خادما للسلطة السياسية القائمة".
الراجح أن الوجود الإسلامي الذي يريده القرضاوي ويتستر عليه هو الدولة الدينية اتلي يشرف عليها رجال الدين مثل القرضاوي، دولة على طراز الخلافة الإسلامية القروسطية أو، في أحسن الأحوال، القبول باستمرار هيمنة هذه الدول القومية المعاصرة والمتحالفة مع رجال الدين من أجل تركيع الشعوب وتخديرها حتى لا تتنور وتفطن وتطالب بحريتها وحقها في المواطنة الكاملة بما تعنيه من مشاركة في تقرير مصيرها وجعل الحكومات تعبيرا عن إرادتها وليس العكس.
إذا كان الدين حاجة روحية ذاتية لدى المؤمن، فما حاجة هذا المؤمن إلى سلطة وإلى قدرة لكي يمارس تَديُّنَه. من المفروض أن تكون قدرة هذا الدين مستمدة من قدرة المؤمنين به ورغبتهم وليس من سلطة يستمدها الدين من تحالف شيوخه مع سلطات الدولة المستبدة. لكن هذه النظرة تستمد مسوغاتها من وصاية خانقة يمارسها رجال الدين على الناس بوصفهم وكلاء الله في الأرض على شعوب قاصرة وليس من مصلحة القصر أن يبلغوا سن الرشد ، حسب تعبير الكواكبي.
في الأخير هل يمكن نقل التكنولوجيا الغربية وكل مظاهر التقدم والأداء الناجح في الإدارة والمدرسة والمصنع والبحث العلمي، مجردة من روحها، أي من ثقافتها العلمانية التي أوجدتها؟ هل يمكن إدارة المجتمع الحديث بنفس الطرق العتيقة مهما زعموا لها من قداسة كما كانت تدار بها حياة الناس في المجتمعات ما قبل الحديثة؟
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلمانية
سناء نعيم ( 2010 / 10 / 7 - 07:32 )
رائع كالعادة أيّها المعلّم الأنيس.الإسلاميّون دأبوا،كعادتهم،على السّطو على كلّ الإنجازات الغربيّة الجميلة،الّتي لولاها، لما سمع بهم أيّ المشايخ،احد وأسلمتها.لقد حاولوا أسلمة العلم والحضارة والاخلاق والقيّم،حتّى الدّيمقراطية إعتبروها نظاما إسلاميّا .إنّهم يكذبون على الجماهير ويبيعونهم الوهم.بتمجيد ماض تليد لا يوجد إلاّ في العقول المريضة.إذا كانت العلمانيّة مبدأ مستورد ، فلماذا لا يرفضون كل واردات الغرب الكافر ويبرهنوا على إسلامهم الحقيقي؟.شكرا لك دوما على مقالاتك القيّمة ودمت شعلة في الحوار


2 - لا يصح غير الصحيح
حامد حمودي عباس ( 2010 / 10 / 7 - 09:08 )
لو تجاوزنا القول البائس بان احد اسس رفض العلمانية كونها مستورده ، على اعتبار ان الشيخ القرضاوي يتحدث ويطير بين بلد واخر ، من خلال المستورد وانه وصحبه لم يتحفونا باختراع انبوبة اختبار .. لو تجاوزنا ذلك ، فان العراق مثلا يحتوى اطيافا دينية ومذهبية تقترب اعدادها مما هو في الهند ، وبعد ان تولى الاسلاميون مقاليد اتخاذ القرار ، هدت كنائس واحترقت مساجد بفعل الاختلاف المذهبي حتى ضمن الدين الواحد ، وتم تهجير الالاف من العراقيين من منازلهم .. وحرمت اقامة الحفلات حتى في الاعراس ، والغي مهرجان بابل العتيد بعد ان وجهت الدعوات لمختلف الفعاليات الثقافية الاجنبيه بحجة تحريم الموسيقى .. فاية ديمقراطية اسلامية هذه بنظر الشيخ ، هل هي مستورده ام نابعة من الاصل ؟
ام انها ديمقراطية شيعية لا شأن لها بالديمقراطية الوهابية غير المستنسخه ؟ .. هراء لا يستند على اسس تحميه من الانهيار ، ذلك الذي ينثره القرضاوي من خلال مساعيه ، ولا بديل عن ركوب متن التحضر واللحاق بركب البشرية المتمدنه .. تحياتي الخالصه


3 - العلمانية بضاعة بائرة لا سوق لها
ناهض عبدالقادر ( 2010 / 10 / 7 - 09:47 )
بالحقيقة ان العلمانية تجارة بائرة لا سوق لها ا اليوم لو دخلت سوق الافكار ماذا تشتري ستجد ان الناس يتكئكون على شراء بضاعة الاسلام
كمثال رواج الكتاب الاسلامي
رواج الشريط الاسلامي
رواج المحاضرة الاسلامية
رواج المظاهرة الاسلامية
الخ
ان العلمانية صنو الاستبداد والذين يروجون لها هم في الاساس من عتاة الماركسيين الانتهازيين الذين يخدمون كل حكم وكل عصر
وهم الذين جلبوا الخراب والهزيمة والفساد والاستبداد والهمينة الاجنبية للاوطان
وخير مثال لذلك الجزائر


4 - تهدد العلمانيه عرش القرضاوي لذلك يحاربها
إقبال حسين ( 2010 / 10 / 7 - 10:16 )
وهذا دليل علي ان الدين في حد ذاته ليس مشكلة،فكما قال علي بن الخطاب القران لاينطق انما ينطق به الرجال،القرضاوي وغيره تهدد العلمانيه عروشهم لذلك لايتكلمون بصدق وضمير،فكما وجد علمانيو المسيحية عبارة ما لقيصر لقيصر ومالله لله يمكن ان نجد في الدين الاسلامي مايسند الفكر العلماني،سوف يتراجعون وان تأخر التغيير فعجلات الزمن يصعب تحريكها للخلف.في السودان رفض الاسلامييون ترشيح المرأة في البداية واتوا بمايسندهم من الدين ثم قبلوه وكانوا لايضعون صورة للمرشحة باعتبار ان ذلك ضد الدين ثم تراجعوا عن ذلك وحدثونا عن ان حق المرأة في الترشيح اتوا به من صلب الدين.


5 - ما المشكلة في طرح القرضاوي
ناهض عبدالقادر ( 2010 / 10 / 7 - 10:17 )
أبان فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي أن الذي يعنينا من الديمقراطية هو الجانب السياسي منها، وجوهره أن تختار الشعوب من يحكمها، وان الليبرالية التي تعني الحرية المطلقة مرفوضة أيضا عندنا، فليس في الوجود كله حرية مطلقة وقال: إن الواجب علينا أن نضيف مبادئ أو مؤيدات أخرى تؤكد شرعية الديمقراطية الحقيقية وقربها من جوهر الإسلام.. جاء ذلك في احدث دراسة له صدرت مؤخرا.. قال فضيلته:
بيَّنا سابقا أن الدولة في الإسلام دولة مدنية كغيرها من دول العالم المتحضر، وتتميز بأن مرجعيتها الشريعة الإسلامية. وهنا نبين أن هذه الدولة المدنية تقوم على الشورى والبيعة واختيار الأمة لحاكمها بإرادتها الحرة، وعلى نصحه ومحاسبته، وإعانته على الطاعة، ورفض طاعته إذا أمر بمعصية، وتقويمه بالحسنى، ومن حقها عزله إذا أصر على عوجه وانحرافه. وهذا التوجه يجعل الدولة الإسلامية أقرب ما تكون إلى جوهر الديمقراطية


6 - الى بارك عبد القادر
سالم الحر ( 2010 / 10 / 7 - 11:30 )
الذي جلب الخراب الى الجزائر هم الاسلاميون الذين كفروا غالبية الجزائريين وعلى حد علمي لا يوجد علمانيون في الجزائر اما ان كنت تقصد من هم بالسلطة فانت حتما جاهل بالعلمانية


7 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 11:45 )
سيدة سناء نعيم، شكرا على المرور والتقييم. عندنا في الجزائر مثل يقول: -ياكلو الغلة ويسبو الملة -. هكذا هم. بينما الاعتراف بالجميل من شيم النفوس الكبيرة. وللغرب أفضال على الإنسانية جمعاء لا تحصى ولا تعد.
تحياتي


8 - إلى حامد
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 11:49 )
شكرا أخي حامد على الملاحظة القيمة. بلداننا تعاني من نفس مظاهر التخلف التي يتسبب فيها رجال الدين المتحالفين والمتصارعين مع الاستبداد في نفس الوقت على نفس الغنيمة.
تحياتي


9 - إلى ناهض
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 11:51 )
شكرا سيد عبد القادر على التواصل. أنت محق، فكل مستهلك وبضاعته. الطيور على أشكالها تقع. أما أن تقول عن العلمانيين في الجزائر: - وهم الذين جلبوا الخراب والهزيمة والفساد والاستبداد والهمينة الاجنبية للاوطان. وخير مثال لذلك الجزائر- فإما أنك لا تعرف الجزائر وأزماتها أو أنت تهرف. وفي كلا الحالتين فهذا محزن.
تحياتي


10 - إلى إقبال
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 11:52 )
شكرا إقبال، نعم، الدين بالنسبة إليهم مثل العجينة يشكلونه حسبما يخدم مصالحهم. ومثالك بليغ عن هذه العقلية الحرباوية الإسلامية.
تحياتي


11 - إلى ناهض مرة أخرى
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 12:01 )
شكرا على التواصل وعلى الرجوع إلى المراجع للتأكد، رغم أنك لم تحسن قراءة تصريحات القرضاوي أو قرأتها قراءة انتقائية. ادعاء القرضاوي بأن الدولة في الإسلام مدنية هو مثل كذبة أبريل سرعان ما تنكشف. فعندما طرح علي عبد الرازق هذه الفكرة قامت القيامة ضده من طرف رجال الأزهر. وبعد ما يقارب القرن انتبهوا إلى مدنية الدولة في الإسلام. يعني عطلونا قرنا كاملا. رغم هذا فهم غير صادقين. دولتهم الإسلامية لا تتعايش مع مجتمع حر ومتفتح ومتعدد الآراء والأديان والمذاهب والأحزاب. فلا حزب إلا حزب الله عندهم. دولهم لا تقبل بتعطيل مطلب تطبيق الشريعة التي يختلف لونها وطعمها وظاهرها وباطنها من فريق إلى آخر. قبولهم هذا يعني زوالهم كقوة نافذة في المجتمع تمارس الضغوط على الحكومات وتنتزع منها الحظوة والجاه ومقابلة الرؤساء والملوك وجمع الثروات. هم مستعدون للتضحية بمستقبل أوطاننا ورفاهية شعوبها من أجل الحفاظ على نفوذهم.
أما الزعم بأن من حق الأمة اختيار حاكمها بإرادتها الحرة فلم يحدث ذلك في تاريخ الإسلام ولا نصت عليه شريعته. وهي بدعة حديثة اضطر القرضاوي للتلويح بها كمناورة لاستغفال الناس.
تحياتي


12 - العقلية الحرباوية
تي خوري ( 2010 / 10 / 7 - 12:50 )
اشكر الاستاذ عبدالقادر انيس على هذا البحث القيم.. وبعد..لقد اعجبني تعليقك رقم 10 التالي:
الدين بالنسبة إليهم مثل العجينة يشكلونه حسبما يخدم مصالحهم. ومثالك بليغ عن هذه العقلية الحرباوية الإسلامية.
واسمح لي ان اشارك بمثالين عن هذه العقلية الحرباوية: المعروف بالاسلام تحليل امتلاك العبيد والرسول وصحابته امتلكوا العبيد, ولكن تحت ضغط المجتمع الدولي اضطر السلطان العثماني ان يصدر فرمانا بمنع العبيد!! فعمت الاحتجاجات ارجاء العالم العربي ضد هذا الفرمان المخالف للشريعة الاسلامية!! فانبرى مفتي الدولة العثمانية بايجاد عشرات الفتاوى التي تؤيد الفرمان (وهذا لم يكن صعبا عليهم لان الاسلام حمال اوجه؟) ..وقد حصل نفس الشئ تقريبا بموضوع حقوق المرأة بعد ظهورها بقوة في المجتمع الدولي في العصر الحديث؟ وبقدرة قادر ,اصبح الاسلام هو اول من حرر المرأة واعطاها حقوقها وكرمها ؟؟ ونفس الشئ بمعاملة الاقليات والاخر , وقد أولفت المئات من الكتب بهذا الشأن وهي مسروقة من كتب الغربين وكل ما يفعلونه هو اسلمة هذه الافكار, واعادة صياغتها ووضع اسمائهم على مغلفاتها, وهذه بحد ذاته جريمة مارسها كل من الف كتب اسلامية؟؟
تحياتي


13 - إلى سالم الحر
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 7 - 16:42 )
شكرا على المرور. حول العلمانية المزعومة للدولة الجزائرية، رأيي أن الحكم في الجزائر منذ الاستقلال طبق سياسة انتهازية، لم يكن علمانيا ولم يكن إسلاميا، هو بين بين. قانون الأسرة مستمد من الشريعة الإسلامية. البرامج التعليمية تحاول التوفيق بين الدين والعلمانية الموروثة من المناهج الفرنسية. القوانين الأخرى في الاقتصاد والإدارة والمال مقتبسة من القوانين الغربية العلمانية خاصة الفرنسية. الشعب أيضا انتهج مواقف بين بين. الكثير كانوا يزاوجون بين الدين والعلمانية في التعامل مع المؤسسات المالية والضريبية. كان الناس يقترضون بفائدة دون أن يروها ربا، ويدفعون الضرائب للدولة بالتوازي مع إخراج الزكاة. النظام السياسي الاستبدادي لم يكن يسمح بإثارة مدى علمانية أو إسلامية هذا الواقع رغم وجود صراعات خفية مكبوتة بين ما كان يعرف بالرجعية والتقدمية إلى أن ظهر الإسلاميون على المسرح وألقوا حجارتهم في هذه البركة الراكدة وخيل للناس أنهم يدخلون في الإسلام من جديد فازدادت مظاهر التدين بشكل مفرط لعل ما فيها من نفاق يفوق ما فيها من تقوى .
تحياتي


14 - الى ناهض عبد القادر
خلف الكاشف ( 2010 / 10 / 7 - 18:27 )
بعد اذنك استاذنا الفاضل انيس لو تكرمت وتسمح لي بان اقول كلمة لناهض عبد القادر ان الديمقراطية كاصطلاح يعني فرض راي الاغلبية على الاقلية وهذا ما اخذ عنه القرضاوي فكرته ليربطها على انها من صلب الدولة الاسلامية وليس من الديمقراطية اللبرالية بالمفهوم العلماني لانشاء دولة ولذلك تجده عندما يقول ان نستورد الديمقراطية بما يتفق وشريعتنا ليس بكاذب ولكنه يستغل جهل الناس واتباعه بمعنى المصطلح ليفرض كيانه كداعية لفئة معينة تتخذ من ديمقراطيتها كغطاء لفرض السلطة على الاقليات كدولة اسلامية متخذة من شريعة الاسلام منهج تحاسب به الاخرين ممن لم ينتموا اليه فهل في هذا اي ديمقراطية ليبرالية ام هي ديمقراطية نخبوية ولهذا ياسيد ناهض عندما تدافع عن اراء اشخاص مثل القرضاوي ابحث عن معاني الكلمات والمصلحات قبل ان توجه دفاعك واليك مثل فكل من يتبع القرضاوي يندد بافعال ايران تجاه اقليات من شعبها فان كنت من الذين يرفضون هكذا سياسة اليس هذا هو نفس المبدا الديمقراطي الذي يطالب به القرضاوي ليكون سياسة الدولة الاسلامية ام ان اختلاف الطائفة والانتماء يتغير بحسب الانتماء .ومعذرة مرة اخرى للاستاذ انيس على هذا التدخل.


15 - الاستاذ العزيز عبد القادر انيس
سالم النجار ( 2010 / 10 / 7 - 21:27 )


يسعد مساك
الإسلاميون يحتكمون إلى الشريعة، ويعطونها الكلمة العليا ، فلا نقاش فيها ولا ديمقراطية . ولهذا لا يمكن للإسلاميين أن يكونوا ديمقراطيين حقيقيين، فلا يمكن قبولهم في رحاب الديمقراطية ، لأنهم خطر على الديمقراطية
وسبب رفض الاسلاميون لفكرة الديمقراطية كونها تعطي الكلمة العليا للشعب وتجعل كلمتهم وشريعتهم فوق كلمة وشريعة الله وهي تحلل ما حرم الله وتحرم ما احل الله وحجتهم بهذا ان الديمقراطية نشأت في احضان الدولة اليوناية الوثنية وازدهرت في بيئة علمانية اوروبية ، فهي بذلك جمعت بين الوثنية والحداثة وبذالك اصبحت ثقافة وفلسفة حياة وليست مجرد نظام سياسي وهذا يتناقض مع الشريعة والتعاليم الدينية ، وقد غفلوا ان الديمقراطية حالياً اصبحت قضية معايشية لا علاقة لها لا بتاريخ ولا فلسفة


16 - لابد للقيد أن ينكسر .. ولابد للخوف أن يندثر
سرسبيندار السندي ( 2010 / 10 / 7 - 23:12 )
بداية تحياتي لك يا عزيزي عبد القادر .. يقول الشيخ القرضاوي ( العلمانية عندنا تصادم العقيدة التي من مقتضياتها النزول على حكم الله ورسوله وتعارض الشريعة التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس ..ألخ ) والتساؤل هو أي إله هذا الذي يكمل حكمه وشريعته بشر والذي يشرك نفسه مع ألله في كل صغيرة وكبيرة .. وأي شريعة هذه التي أنزلها ألله والتي فيها المرأة تساوي نصف الرجل .. وأي دين هذا الذي يرجم الزانية ويقطع يد السارق .. ومشرعه قد فتح دعارة في جناته .. ونبيه المصطفى له قد حلل حتى التسعة ومن يده لم تسلم قبيلة أو قافلة أو حتى أمة .. ويقولون دين سلام ورحمة ومنظم لحياة الناس وخير أمة ...!؟

والتساءل أين قانون المرور ومخالفات السير .. وأين قانون تفخيخ السيارات أو تفخيخ الحمير .. وأين قانون الطواري والطيران في السنة والحديث والقرأن وكتب التفسير .. كفاك ضحكا على عقول السذج والمغفلين ومن لهذا الدين أسير .. أخير أمة هذه أحبتي فيها مليار متخلف لشيوخ الدجل والهبل أسير .. فو الله ستأتي ساعة فيها لن ينجوا رجل دين بفروة رأسه حتي لو كان رفيقا لله أو لمحمد نصير .. فثورة العقل قادمة والشباب سادة التحرير ... !؟


17 - ضمن تخلفنا ان ننشغل بما انتهي منه الاخرين
موسي ابن المعري ( 2010 / 10 / 8 - 00:42 )
ضمن منظومة التخلف التي نعيشها ان ينصب جام فكرنا ويتمحور حول ما خلعه الاخرين وانتهي وحسم عندهم كقضايا فكريه من قرن مضي
انشغالنا بمعني الكلمة واستنفاذ قوانا الفكرية حول تفسير معني العلمانية دونما الاهتمام بتنفيذها او عيشها ان نم عن شيء فهو اننا نحاول اقناع انفسنا بها واقصد هنا من يدعوا العلمانية وخاصة ان كل علماني ينكرها علي الاخر ويفسرها كما يعن له وكأنها اختراع صعب الفهم والتطبيق ويندر ايجاد من يعمل به حتي يسهل ايصال الفكرة الخاصة به للاخرين
ومن العجب العجاب وان كان لا يعد عجب ان خرج من اهل العجب حتي من يدعي مثقفي اهل العجب ان يشتد بين طبقة المثقفين ومن يفترض انهم انتهوا من التعريف ويعيشوا التطبيق ان يشتد بينهم علي مدار الوقت الصراع علي معني وتعريف الكلمة والمنهج فيضيع الوقت علي التعريف ويفوتنا التطبيق
ونرجع للقول ان كل هذا التطاحن علي التعريف والتطاحن علي من يكون او لا يكون علماني ما هو الا عملية اقناع للنفس قبل الاخرين اننا علمانيين... وتذكرة يومية للنفس بمعني الكلمة اعتقد انطلاقا من نقطة عدم الثقة في ان من يقولها يفهمها ولذلك يحتاج لان يذكر نفسه بها ويشاور للاخرين بانه من اهلها.


18 - كل شئ يتغير بالاحتكاك مع الاخر
مكارم ابراهيم ( 2010 / 10 / 8 - 11:11 )
الكاتب القدير عبد القادر انيس
تحية طيبة وشكرا على المقال الموضوعي الرائع
انا لاافهم كيف ان هناك بعض الكتاب العرب يتصورون ان المسلمين استطاعوا ان يحافظوعلى موروثاتهم وقيمهم دون ان تتاثر بالحضارة الغربية ! وكيف ذلك هل نسوا جهاز الستالايت الذي ينقل يوميا كل مايجري في الحضارة الغربية من اخبار وافلام واغاني افلام كارتون مسلسلات اي ان المسلم من الطفل الى الكهل في الدول الاسلامية على احتكاك مع العالم الغربي سواء اردنا ذلك ام لم نريد فلابد ان المسلم في الدول الاسلامية يتغير في فهمه للمعايير والقيم ممكن ان يكون هذا التغيير بالاتجاه الايجابي او بالاتجاه السلبي ولكن من المستحيل ان تبقى معاييره وقيمه الاسلامية ثابتة حتى لغة الفرد اليومية تتغير واسلوبه اليومي بالحياة من تناول للطعام الاجهزة التقنية الغربية والخ. فكل شئ يتغير لاتوجد نظرية او منهج او ايديولوجية ثابتة على اصلها بل كل شئ يتحرك ويتغيير ويتاثر بما حوله فلا يتصوروا ان الفرد المسلم في الدول الاسلامية لايتاثر بما يراه يوميا في وسائل الاعلام الفضائية
احترامي وتقديري الوافر
مكارم ابراهيم


19 - إلى خلف الكاشف
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 8 - 16:23 )
بالعكس سيد خلف، كلمتك إضافة قيمة للموضوع. كان مؤسسو حركة الإخوان المسلمين الأوائل ضد الديمقراطية لأنها تعطي الأغلبية حق التشريع بينما التشريع في الإسلام من الله (إن الحكم إلا لله). لعل كون أبي الأعلى المودودي ينتمي إلى مسلمي الهند وكانوا أقلية بالنسبة للهندوس هو ما دفعه لتبني هذا الموقف. مع قيام دولة الباكستان وتحول المسلمين السنة إلى أغلبية فيها غير رأيه. أنا فقط أوضحت أنه لا ديمقراطية بدون حق الأقلية في الوجود والتعبير والعمل السياسي. معك حق، فما يُفهَم من كلام القرضاوي هو أنه ما دام المسلمون السنة في مصر مثلا هم الأغلبية فمن حقهم أن يفرضوا شريعتهم على الجميع أو على الأقل من حقهم أن يحكموا البلاد مع تقسيم المواطنين تقسيما قروسطيا إلى أهل ذمة ومذاهب وطوائف متسامح معها فقط دون أن يكون لهم الحق في مواطنة كاملة. الدساتير العربية الحالية تنص أغلبها على أن رئيس الدولة يجب أن يكون مسلما.
تحياتي


20 - إلى سالم النجار
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 8 - 16:35 )
شكرا أخي سالم على المرور والتعليق. قبول القرضاوي الآن لنوع من الديمقراطية الانتخابوية يعود إلى جماهيريتهم الحالية وليس إلى قناعة صادقة بجدوى هذه الممارسة المتحضرة لإدارة المجتمعات. مع حق، يخطئ من يدعو إلى إشراكهم في العملية الديمقراطية قبل أن يعترفوا بكل أسس الديمقراطية كما تمارسها الشعوب المتحضرة. تحياتي


21 - إلى س . السندي
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 8 - 16:48 )
شكرا على المرور والتواصل. فعلا، كثيرا ما أشعر بالأسى وأنا أشاهد كيف يتمكن هذا الفكر المتخلف من الهيمنة على عقول الملايين ومنهم أغلبية المتعلمين عندنا. تقديري أن السبب يعود أصلا إلى غياب الحريات خاصة حرية نقد الدين وإيصاله إلى أعرض الجماهير. الإسلاميون استفادوا من الطابوهات التي تفرضها حكومات الاستبداد وتقمع بها المفكرين الأحرار. بقدر ما أنا محبط من واقعنا بقدر ما أتفاءل بالإمكانيات الجديدة التي أتاحتها وسائل الإعلام مثل أنترت وعلينا جميعا استثمارها على أوسع نطاق. شخصيا لا أعتقد أن نقد القرضاوي مضيعة للوقت كما علق أحدهم.
تحياتي


22 - إلى سيد موسى
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 8 - 16:57 )
لا تعتقد أنني أكتب ما أكتب حول العلمانية كنوع من الترف الفكري. الكارثة التي حلت بالجزائر وتواصلت طوال العشرين سنة الماضية سببها انخفاض مستوى الوعي العلماني عند الناس. وهو ما مكن الخطاب الإسلامي الظلامي التكفيري من الهيمنة على العقول.
معك حق، يحزنني أنا أيضا هذا التخلف عن ركب التقدم والحداثة ولكن -مكره أخوك لا بطل-
تحياتي


23 - إلى مكارم
عبد القادر أنيس ( 2010 / 10 / 8 - 17:11 )
كل الشكر للعزيزة مكارم على المرور والتعليق. طبعا الجميع يتغيرون، لكن التغير عندنا يتعرض للتشويه ويؤدي إلى إعاقات محزنة. عندنا مثلا استوردت الدولة مصانع حديثة جدا وبعد سنوات أفلست بسبب العقلية التي تدار بها والتي لا تتناقض مع العقلية التي أبدعت هذه المصانع. في مجتمعاتنا تتعايش قيم وتصرفات تنتمي إلى عصور متباعدة جدا وهو ما يولد تمزق نفسي واجتماعي محزن. تحياتي


24 - سيد انيس لست وحدك المتخلف عن الركب
موسي ابن المعري ( 2010 / 10 / 8 - 17:22 )
فكم المقالات التي كتبت في الفترة السابقة وقبلها وقبلها كلها لم تخرج عن التعريف والقول وللاسف سببت انقلابات وتفككات بين العلمانيين وتحولت لتراشق بالنيران والكلمات من العلماني ومن ليس علماني وكل يملك الحقيقة المطلقة الخاصة بالكلمة والكل يقول انا وحدي العلماني والاخرين كلا والف كلا.. والعجيب وكما قلت ليس بعجيب لانه يخرج من اهل العجب ان كل من ينكرها علي كل عربي او من اصل عربي او من اصل ديني لا ادري هل غابت عنه حقيقة انه ينكرها عن نفسه في نفس الوقت اليس كل من يكتب عربي ومن اصل ديني وانكر عروبته او ديانته بصراحة طبق سلطة ملخبط والخلاصة تقول ان لا احد يفهم ما يقول او يدركه او يفهم معني الكلمة او معني الفكرة نفسها واهو كله يريد ان يكون وكله يريد ان ينكر الاخر حتي ولو كان علماني وعجبي

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية