الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسيس القضاء

صاحب الربيعي

2010 / 10 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعمدّ السلطة المستبدة على حصر القبول في كليات الحقوق والمعاهد القضائية على منتسبي حزبها لفرض الهيمنة على السلطة القضائية، لأنها أهم أجهزة الدولة وعدّ القضاة موظفي سلطة وليسوا موظفي دولة وبما أن السلطة حالة متغيرة والدولة حالة ثابتة فيجب تطهير الجهاز القضائي من موظفي السلطة ليحل مكانهم موظفي الدولة لحماية القانون من تجاوزات قضاة سلطة الاستبداد بعدّهم سياط السلطة ضد المجتمع.
لذلك يفضل المواطن في كثير من الأحيان، إجراء تسويات لخلافاته خارج نطاق القضاء مثل اللجوء إلى الفصل العشائري أو تحكيم أعيان المجتمع لشعوره بعدالة الأحكام وإلزاميتها للطرفين لاستنادها لأعراف وتقاليد اجتماعية وليست لأحكام قضاة مرتشين من أحد طرفي النزاع فيشعر الطرف الأخر بالغبن والحيف.
إن الكثير من المحاكم الصورية في الدول المتخلفة صدرت أحكاماً قضائية بالإعدام على معارضي السلطة وكانوا القضاة شهود الزور فيها، فعدّ الجهاز القضائي الأكثر فساداً من باقي أجهزة الدولة. كما أن تقاضي القاضي الفاسد الرشاوى لإصدار أحكام غير عادلة جعل المواطن يفقد الثقة بالدولة وجهازها القضائي غير العادل بعدّ القاضي منحازاً وخصماً ضد معارضي السلطة ومن ثم تأتي أحكامه جائرة ومهينة لإرضاء السلطة المستبدة.
يقول (( ثربانتس )) : " إن منّ تريد عقابه لا ترهقه بالشتائم، فيكفيه إهانة العقوبة ".
إن تحول القاضي إلى خصم ضد المواطنين بعدّه رجل سلطة لا رجل دولة غاية في الخطورة ليس على المجتمع وحسب، بل على الدولة ذاتها فيصبح رجل السلطة معفياً من المساءلة القانونية ينتهك القانون على نحو كبير لينتاب المواطن شعوراً بالعداء ضد الدولة والسلطة معا.
ينصح (( ثربانتس )) رجال السلطة قائلاً : " إن قدر لكم الحكم في قضية أحد أعدائكم فأنسوا عداؤه لكم وأنظروا فقط إلى حقائق قضيته ".
إن السلطة المستبدة الجاثمة على صدر المجتمع لعقود طويلة من الزمن تعدّ سلطة جائرة وتحمل الضغينة والحقد ضد المجتمع لأنها تعي أنها مرفوضة اجتماعياً فتتعاظم مشاعر العداء في ذاتها لتمارس مزيداً من العنف بأجهزتها القمعية تحت غطاء قانوني وبمساندة قضاة فاسدين لإرغام المواطنين على الخنوع والذل، فكلما تشبثت السلطة المستبدة بالحكم تداعت أكثر سلطة القانون وبتعاظم نفوذها في أجهزة الدولة يفسد الجهاز القضائي على نحو كامل.
إن حقد السلطة المستبدة ضد المجتمع يقابله حقداً معاكساً وتحدياً من المجتمع ليس لأجهزة السلطة فقط وإنما لكل أجهزة الدولة، فحين يصبح الوطن ملك السلطة المستبدة لا يمكن عدّه وطناً وإنما سجناً حراسه رجال السلطة وجلاديه رجال القانون.
ينصح (( سمير شيخاني )) رجل السلطة قائلاً : " أزل من نفسك كل أثر للتحامل لأن المشاعر العدائية تتعاظم في الذات، فيصعب التخلص منها. وأظهر شعوراً طيباً تجاه الآخرين لتعبر عن نقاء روحك ".
إن انحياز السلطة القضائية إلى السلطة التنفيذية ضد المواطنين يضعف القانون، فيفقد المواطن سلاحه الوحيد للحفاظ على كرامته من رجال السلطة المتنفذين. وحين يجرد المواطن من سلاح القانون يصبح أعزلاً فيضطر إلى حيازة سلاح آخر للدفاع عن كرامته ضد سلطة مستبدة وقضاء تابع ومسيس وبذلك لم يعدّ الوطن وطناً وإنما سجناً يحرسه رجال السلطة متسلحين بسياط القانون لقمع المواطنين.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با