الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاقيات الطبيب أولا

حسن الهاشمي

2010 / 10 / 8
المجتمع المدني



لا تزال العلاقة بين الطبيب والمريض يعتريها بعض المنغصات التي قد تؤثر في نفسية المريض، ما يؤدى إلى تضاعف المعاناة التي يشكو منها أصلا، فتزيده غما على غمه وألما على ألمه ومعاناة على ما يتحمله من معاناة المرض وما يتبعها من شجون ومصاعب ربما لم يطق تحملها لا هو ولا عائلته لاسيما إذا كانت من العوائل الفقيرة وما أكثرها في زماننا هذا.
فالمريض الذي يعاني من الأمراض النفسية أو الجسدية بحاجة إلى من يعتني به لتخفيف وطأة المعاناة لديه، ولكن حين مراجعته العيادات الخاصة أو الرسمية يجد أن بعض الأطباء يتعامل معه بمنتهى الكبرياء والاستهزاء وإشعاره بأنه شخص جاهل لا يفهم أي شيء، ناهيك عن إن بعض العيادات تعاني من الإهمال وانعدام الخدمات والنظافة، ما تنطوي على آثار سلبية مدمرة في نفسية المريض ويبقى يصارع حظه العاثر بين الأوجاع الباطنية والمنغصات الخارجية، وهو مناف لأبسط حقوق الإنسان ولاسيما أصحاب البلوى والزمانة والمرض الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام ومعاملة إنسانية تخفف عنهم ما ألم بهم من مآسى ومحن وهو ليس بغريب عن أخلاقياتنا ومفاهيمنا في الحياة.
والمفروض أن تكون معاملة الطبيب للمريض معاملة إنسانية واحدة سواء كانت في العيادة الشعبية أو العيادة الخاصة، حيث أن المريض عندما نهتم به نهتم بمواطنينا ونهتم بقيمنا وسلوكياتنا التي تربينا عليها، بيد أننا نرى بعض الأطباء يجعل المريض يراجعه أكثر من مرة دون أن يشخص ويبين له الحالة المرضية من المرة الأولى، وترى بعض الأطباء يتفق مع الصيدلية الفلانية وهكذا من الأمور غير اللائقة، وان التعامل القاسي مع المريض واستغلاله وجعله بابا من أبواب الرزق منافي لشرف المهنة التي تتطلب المزيد من الإنسانية والتعامل الأخلاقي الأمثل.
وطالما أكدت علينا شريعتنا الغراء أن علاقة الطبيب بالمريض ينبغي أن تكون من صميم أخلاقيات الطب وتتمحور حولها كافة المسائل الأخلاقية الأخرى ذات الصلة بالسلوك المهني والاجتماعي، وتشمل أخلاق الطبيب وواجباته وعلاقاته ومسؤولياته المهنية، وواجبات الطبيب حيال المريض في حسن الإستماع لشكوى المريض وفهم معاناته، وتجنب التعالي عليه أو النظرة الدونية له أو الاستهزاء به أو السخرية منه مهما كان مستواه العلمي أو الاجتماعي متدنيا، والرفق بالمريض عند الفحص، وعلى الطبيب أن يستخدم مهاراته في طمأنة المريض وتخفيف مصابه.
فالعلماء في مجال الطب مطالبون أن يكونوا علماء في مجال الأخلاق وفي تطبيقات الأخلاق، لان الأخلاق الحسنة ربما يتعاطى المريض حيالها إيجابا أعظم مع تعاطيه مع الدواء الخالي من الرقة والرأفة وربما يكون داء عليه لا دواء خصوصا إذا كان يمر في ظروف قاسية وغير مؤاتية، فلنرفع إذن عن كاهل المريض ثقل المصاريف إن كان فقيرا، ولنساعده بأخلاقنا ووداعتنا معه من تخطي شبح المرض الذي يداهمه على حين غرة، ولنجعل من أنفسنا مشاريع خير عندما نعامل المريض معاملة إنسانية فهو بأمس الحاجة إلى مساعدة نفسية وطبية وأخلاقية وربما مالية.
والحقيقة التي لا مناص منها إن الأكدار ربما تداولها الأقدار بين الناس فإذا أسئنا التصرف إزاءها ابتلانا الله بها وأكثر، أما إذا تعاملنا إزاءها برفق ولين ومعاملة أخلاقية حسنة فلربما تكون سببا في دفعها عنا وزوالها عن ساحتنا، إذ أن الكلمة الطيبة صدقة، ومساعدة المحتاجين قد تدفع البلاء المبرم إبراما، وإن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، وغيرها الكثير من موجبات الرحمة والرأفة الإلهية، نعم إنها الكلمة الطيبة والوجه الباسم من الطبيب والكادر الطبي والتمريضي حيال المريض ربما تفوق بكثير جميع الأجهزة الطبية والأدوية الفاخرة المجردة عن طيب نفس ووداعة تعامل، فهل من مدّكر؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل #العربية فادي الداهوك: ‏طلاب جامعة السوربون ونواب فرنس


.. رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية: نتهم ا




.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا