الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى يوم المعلم العالمي

محمد شفيق

2010 / 10 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


قبل ايام مرت ذكرى يوم المعلم العالمي الذي اقرته الامم المتحدة في تسعنيات القرن الماضي , والتي تزامنت مع بداية العام الدراسي الجديد , وبداية رحلة العزم للنجاح والتفوق خصوصا من اخفق في السنة الماضية . لايخفى علينا ما للمعلم من دور كبير في بناء وتقدم المجتمع , حتى شبهه امير الشعراء ( احمد شوقي ) بالرسول , وقبل ذلك اكرمه الله ورسله , حيث نصت عشرات الايات والاحاديث على مكانة المعلم وضرورة احترامه , فالرسول الاعظم محمد حصر بعثته بالتعلم حيث قال كما في الحديث الصحيح ( انما بعثت معلما ) ومما يروى في حق المعلم وفضله , بأن الامام الحسين بن علي ملأ فم المعلم الذي قام بتعليم ولده احدى سور القران ذهبا مكافاة له على هذا العمل . وعندما نطالع رسالة الحقوق للامام علي بن الحسين المعروف ( بزين العابدين ) ( حَقُّ سائِسِك بالعلم التَّعظيمُ له ، والتوقيرُ لِمَجلسه ، وحُسنِ الاستماع إليه ، والإقبال عليه . وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يُجيب ، ولا تُحدِّث في مجلسه أحداً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تدفع عنه إذا ذُكر بسوء ، وأن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوّاً ، ولا تعادي له وليّاً ، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنّك قصدته ، وتعلَّمت علمه لله جلّ اسمه ، لا للناس ) .حيث يصل بذلك الى قمة الاخلاق واحترام المعلم , لان احترام اصحاب العلم وتوقريهم هو دليل على رقي المجتمع وتقدمه ( فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ) ( من علمني حرفا ملكني عبدا ) .
لكن ما نشاهده في مدارسنا وجامعتنا من استخفاف الطلبة بالمعلم حيث وصل الامر الى تهديده بالقتل والتصفية ان لم يضع له درجة النجاح او يجعله يعبر المرحلة الدراسية . يروي لي احد طلبة الجامعات بأنه بعد سقوط النظام السابق قام احد الطلبة بطرد استاذه من القاعة امام انظار الطلبة قائلا له ( ما ارتحالك ومتعجبني ) . لكن مقابل ذلك ومن باب الانصاف والحيادية نجد ان الكثير من الاخوة المعلمين والمدرسين والاساتذة الجامعين مقرصين كثيرا بحق الطلبة وفي اداء واجبهم . قبل فترة كنت اتحدث الى احد طلبة الدراسة الاعدادية فقال ( لم نفتح كتاب النقد لهذه السنة ) ( نصف كتاب الجغرافية تركه المدرس علينا ونحن مرحلة منتهية ) رغم انهم صفوف منتهية ومقبلين على امتحان وزاري لا يرحم !!
اضافة الى الى جشع الكثير الكثير من المعلمين والمدرسين , فبعد التحسن النوعي الذي طرأ على رواتب المعلمين والمدرسين , فلايزال الكثير منهم يبتزون الطلبة بطرق مختلفة عبر الملازم والاستنساخ والدروس الخصوصية التي باتت من الظواهر المنتشرة في والادهى ان نسب النجاح المرتفعة التي حققتها محافظة كربلاء ( وسط العراق ) في هذا العام هو بفضل انتشار الدروس الخصوصية , حدثني احد الطلبة قبل بضعة ساعات من كتابة هذه السطور بأن الدرس الخصوصي للمادة الواحدة اصبح ( 250 الف دينار ) ( 300 دولار ) للمادة الواحدة هذا بالنسبة للمدرس من الدرجة الثالثة اما المعلم من الدرجة الاولى فلايقل اجوره عن ( 350 الف دينار ) ( 400 دولار ) تقريبا , هذا الامر الذي يحدث خللا كبيرا في ميزان مدفوعات الاسرة العراقية . احد الاصدقاء انفق على الدروس الخصوصية السنة الماضية ما قدره مليوني دينار ( اكثر من 2000 دولار تقريبا ) وهو موظف ( اف بي اس ) ويسكن في بيت ايجار آيل للسقوط في اية لحظة .
طبعا لانريد ان نتحامل على المعلم او تشويه صورته عندما نذكر هذه الوقائع المؤلمة , كما ان وزارة التربية العراقية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن تنامي هذه الحالات السلبية في اوساط المعلمين . لكن رغم فساد بعض الكوادر التدرسية والتي نتمنى من الجهات معاقبتهم , الا انه يبقى للمعلم تلك المكانة الكبيرة والمنزلة الرفيعة في تربية الاجيال . ولا اننسى ان نناشد وزارة التربية الالتفاف الى المعلمين وتحسين حالتهم المعيشية وتحسين رواتبهم , لولا المعلم لما جلس المسؤول اليوم على سدة الحكم ولا انسى المتقاعدين من المعلمين الذين يحتاجون لموضوع مستقل عن معانتهم واهمال الجهات المعنية لهم , ولنكون بذلك مجتمعا يحترم العلم واهله
فتحية لكل معلم ساهم في تخريج الاجيال الصلحة والمنتجة للمجتمع . وسيبقى المعلم والمدرس والاستاذ تلك الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخي الرائع الجميل محمد شفيق
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 10 / 8 - 23:23 )
لك اجمل وارق تحية
ما ذكرته ينطبق على اغلب بلداننا الشرقية للاسف
اذا لم يصلح حال المعلم فلن يصلح حال المجتمع
شكرا لمقالك الرائع بحق


2 - استاذ محمد النشيط ذو المواضيع المميٌزة
Jenny Hayek ( 2010 / 10 / 9 - 00:00 )
أستاذ محمد المرحلة الإبتدائية أهم المراحل التي يجب أن تأخذ مكانة كبيرة جداً من الإهتمام
للأسف الشديد المدارس الإبتدئية اكثرها يعامل الطفل فيها كأنه سجين ومجرم
يجب ان يعلقب كل من يضرب الطفل...وتقليل عدد الطلااب في الصف..حيث يبلغ عدد طلاب الصف الواحد إلى 60 70 في الصف الواحد


3 - محمد الحلو وجيني حايك
محمد شفيق ( 2010 / 10 / 9 - 17:21 )

تحية طيبة

الاخ الحبيب والاستاذ الكبير - محمد الحلو - لك لك ما يختزنه قلبي من الحب والاحترام .. واشكر مرورك الجميل وتعليقكم الاجمل

الاخت الرائعة والانسانة المهذبة -جيني حايك - لكم اجمل تحية .. شكرا للمرور الجميل .. اتمنى ان تعالج جميع مشكلات التعليم في الوطن العربي

تحياتي


4 - المعلم ومعوقات المرحلة
احمد جبار غرب ( 2010 / 10 / 9 - 17:41 )
اخي العزيز
محمد شفيق
اجمل تحية
لاشك ان دور المعلم في العملية التعليمية يجب ان يكون تربويا لانه على مسؤوليته تقع تربية الاجيال وهذه المسالة ليست سهلة اطلاقا اذا ماعرفنا الاوضاع التي يعيشها العراقيون وهي وهي مسؤولية تربوية تضامنية تشترك فيها جهات عديدة الدولة في توفير الدعم المادي والمجتمع في دفع ابنائهم للتحلي بروح التعاون والاخلاق الفاضلة والمعلم عليه المهمة الاكبر في توصيل مفردات المنهج التعليمي للطلبة وفق السياقات الطبيعية والحديث عن الدروس الخصوصي هو مؤشر مايواجهه المجتمع من مشاكل وعقد لاتنتهي ...موضوع قيم جدير بالقرائة مع مودتي وتقديري

احمد جبار غرب


5 - المعلم ومعوقات المرحلة
احمد جبار غرب ( 2010 / 10 / 9 - 17:41 )
اخي العزيز
محمد شفيق
اجمل تحية
لاشك ان دور المعلم في العملية التعليمية يجب ان يكون تربويا لانه على مسؤوليته تقع تربية الاجيال وهذه المسالة ليست سهلة اطلاقا اذا ماعرفنا الاوضاع التي يعيشها العراقيون وهي وهي مسؤولية تربوية تضامنية تشترك فيها جهات عديدة الدولة في توفير الدعم المادي والمجتمع في دفع ابنائهم للتحلي بروح التعاون والاخلاق الفاضلة والمعلم عليه المهمة الاكبر في توصيل مفردات المنهج التعليمي للطلبة وفق السياقات الطبيعية والحديث عن الدروس الخصوصي هو مؤشر مايواجهه المجتمع من مشاكل وعقد لاتنتهي ...موضوع قيم جدير بالقرائة مع مودتي وتقديري

احمد جبار غرب

اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله