الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقترب تأسيس الدولة العشائرية والقروية – صدام والمالكي نموذجاً

عبدالناصرجبارالناصري

2010 / 10 / 10
المجتمع المدني



في بداية مرحلة العد والفرز لأنتحابات 7-3 – 2010 جاءتني رسالة من أحد الأصدقاء تتحدث حول أقتراب العراق من تأسيس الدولة المدنية المتحضرة فكان ردي على هذه الرسالة لاتفرح ياصديقي فلننتظر ماذا تفرز النتائج وكل الحمد لله أفرزت لنا الأنتخابات كتل غير شرعية وحيل ولف ودوران

وهذا اللف والدوران والضحك على المواطنين لن يعبر على الشعب العراقي فالشعب اليوم يعرف كل صاحب حق ويعرف كل باطل متحايل على الدستور وعلى الأخلاق السياسية العامة , وبما أن الشعب أصبح واعيا الى حد كبير بفضل الله وبفضل الديمقراطية الأمريكية والأنفتاح المعلوماتي الأمريكي بدأ السياسيون في العراق يقسمون الشعب على هواهم وعلى مقاساتهم وبدأوا يقسمون الشعب الى ولايات وقرى ومجموعات وعناصر ويجعلوا لهذه التقسيمات قيادات وهمية من أجل أن يقمعوا كل مواطن واعي يدين الحكومة أو لايتعاون معها
فصدام حسين الأول عانى معاناة شديدة من عقول العراقيين وأبداعهم ونقدهم للحكومة ومعارضتهم لظلم صدام حسين الدموي وأفعاله الشنيعة ولذلك كان على صدام حسين أن يعمل أعمال مهمة من أجل قمع هذه الأصوات المعارضة له ولذلك شكل صدام لجنة خبراء وكانت مهمتهم الرئيسية هي أيجاد حل لقمع المعارضين له

فقررت هه اللجنة توصيات للرئيس صدام حسين وكان من أول توصيات هذه اللجنة هو
- دعم شيوخ العشائر دعما قويا من أجل أن يتعاونوا مع النظام ومع الرئيس القائد
- دعم المطربين لكي يغنوا ويرقصوا ويبتهجوا حتى يحسنوا صورة الرئيس صدام

ولله الحمد كانت لهذه اللجنة المكلفة من صدام حسين كانت لها نتائج جيدة وواضحة النجاح والتقدم وفي اليوم الثاني من توصيات اللجنة دعى صدام حسين كافة الشيوخ وأعطى لهم كل مايشتهون من أموال ومن سيارات ومن سلطة وقال لهم جولوا وصولوا في عشائركم ولكم الحصانة الكاملة المهم القيام بعملكم الأول وهي الكشف عن المعارضين والذين لايحبون الرئيس وذلك من خلال كتابة التقارير على المواطنين الذين ينتمون الى نفس عشيرة كل شيخ
ولله الحمد مئات الشباب الذين يسكنون في مايسمى العشائر زجوهم شيوخهم في السجون وأقتادوهم لحبال المشانق فكان لصدام حسين فرحة كبيرة للعمل الجيد الذي يقوم به الشيوخ , ولذلك عمل صدام حسين على زيادة عدد الشيوخ ودعم أكثر عدد من الشيوخ وسمى صدام حسين الشيوخ الجدد بشيوخ التسعينات وشيوخ أصدقاء الريس وذلك لعلم صدام اليقين بدور الشيوخ في قمع الشعب العراقي من أجل أن لاتكون لهذا الشعب نهضة ضد الظلم والطغيان والتخلف البعثي والعفلقي
والمالكي ولله الحمد بنفس الخطوات الصدامية من حيث التوجه لشيوخ العشائر فكلما شعر المالكي بأزمات سياسية تلاحقة وبرفض شعبي يلاحقه تدارك نفسه ودعى العشائر للقاء بهم وألقاء كلمة عليهم ومن خلف الكواليس السيارات وملايين الدولارات والدنانيرتوزع عليهم من أجل تحسين صورة المالكي وأقناع الشارع العراقي العشائري بأن المالكي جيد
فعندما كان المالكي يمر بمأزق المليشيات وشعر بأنه سوف يعلن عن فشله في أداء المهمة الملقاة على عاتقه بدأ بالتوجه الى شيوخ العشائر ولله الحمد كانت لهذه الخطوة نتائج مربحة وفعالة في معرفة عناصر المليشيات فلن يهديء رأس المالكي من المليشيات ألا حينما توجه الى شيوخ العشائر وذلك لأن عملهم مجرب ودورهم واضح في تثبيت الطغاة على كرسي الحكم
وبعد العمل الجيد الذي قام به الشيوخ لصالح المالكي عمل المالكي كل مابوسعه من أجل مكافئة الشيوخ فشكل لهم مجالس الأسناد وعمل على أصدار قرار من مجلس النواب لكي يجعل من مجالس الأسناد عفوا مجالس الشيوخ عملا دستوريا وقانويا حتى يبررالمالكي مايصرفه من مليارات على الشيوخ

وبعد مجالس الأسناد قام المالكي بتشكيل وزارة خاصة سميت بوزارة الدولة لشؤون العشائر ولانعلم من يديرها أتوقع بأن المالكي شخصيا يديرها أو حد رفاقة الطائعون له
وبعد الوزارة خصص المالكي يوما من كل أسبوع أو من كل أسبوعين للقاء الشيوخ وصدعت قناة العراقية رؤوسنا وأزكمت أنوفنا في لقاء المالكي والشيوخ ومع كل كلمة يقولها المالكي حتى يقاطعه الشيخ ها خوتي ها بس المالكي هو الزين وهي الهوسة نفسها التي كان يقولها لصدام هاخوتي ها بس صدام هو الزين ولكن الفرق بين صدام والمالكي هو في مايقوله الرئيسان بعد الهوسة للشيخ فكان صدام حسين عندما ينتهي الشيخ من هوسته يقول له صدام حسين عفية وكانت عفية صدام حسين معروف سعرها " ربع مليون دينار عراقي بذاك الوقت "

أما المالكي فعندما ينتهي الشيخ من هوسته يقو ل له بارك الله بيكم ولانعرف بارك الله بيكم كم هو سعرها الحالي وأعتقد أنها عشرين مليون أو أكثر

وفي النهاية لايصح ألا الصحيح لادولة مدنية ولادولة ديمقراطية وعلى المدنيين والديمقراطيين والمستقلين والواعين والغير عشائريين والغير قرويين أن يهاجروا من هذا العراق
لأن العراق سوف يكون دولة عشائرية قروية بأمتياز مفصلة على حساب الطائفية والمذهبية والمناطقية ولله الحمد كل الحمد لله ولدنا في هذا البلد الطارد لأبناء ه العمالقة والمستقطب لأبناءه الشيوخ والقروين فقط
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل


.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين




.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري


.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين




.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!