الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا صخرها وملحها وجرحها

عمار الدقشة

2010 / 10 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ما أعظم الحديث في حضرة التضحويين أمثالك، وما أصعبه عندما يكون منك وإليك. تذوب أصابعنا، وتحترق الأفكار. نصنع من قهرنا هرما، ونناضل ليقيننا السرمدي أنك تنتمي للجوعى ومن يقاتل.
عظيم أنت كما الفكرة، فولاذي كالثورة، عصي على الكسر كما الجبهة.
رفيقنا أبا غسان.. بقلب أرهقه طول الغياب، وبيد أدماها القيد، وعقل عجزت كل مؤامرات الأرض أن تطمس يساريته، نناجيك وأنت أقرب إلينا من حبل الوريد..
عند الحديث عنك وإليك أبا غسان.. يتوقف الزمن، وترجع القلوب في دقاتها عقودا للوراء، تمتد إليك الفكرة، وترتفع الآهات في بندقية ثائر جبهاوي، أقسم بدم المصطفى ألا رجعة؛ فللوطن أو الموت طريقنا، وفي ظل وردة حمراء نلتقي.
أيها الفينيقي المجروح، يا مُشعل النار التي لا تخبو وحارسها، سلامٌ عليكَ.. يوم تمردتَ.. ويوم ثرتَ.. ويوم زُرعت في قلب ووجدان الشعب برقا عربيا.
في حضرتك سيدي نعود في زحمة الأفكار والكتب والبنادق إلى عكا وحيفا ودمشق وبيروت، نلتقي في خيمة على الحدود أو في ظل كرمة، وأنت كما عهدناك دوما، تؤدلجُ تعبّيء ولا تتعب.. وترنو لغد أفضل.
نضلّ طريق العودة إلى حيفا، ونعجز عن قرع جدار خزّان يفصلنا عن الموت أو الموت، وننظر من خلف الأسلاك إلى أرض البرتقال الحزين بضعف استحال جبلا وضبابية لا تمحوها إلا أنت، وعجزٍ جعلتَ منه بعبقريتك بندقيةً وكاتماً للصوت وفكرة، لتقلب وببساطة كل نواميس الأرض، وتسحق بهدوء كل الموازين التي اختلّت يوم نكبنا.
ها نحن بين يديك رفيقي من جديد، في دورة لا متناهية من صمودك السرمدي وبحثا عن ذاتنا، وأنت لازلت على موقفك بأن الثورةَ ثم الثورةَ ومن بعدها الثورة هي الحل.. وجبهتَك ورفاقَك والبنادقَ والصخورَ والنسورَ والبيارق..
كلها على ذات الدرب..
تسمو إليك الأفكار في كل يوم، وتناجيك خيمة أسير في عسقلان ومجدّو و هشارون. يبتسم إلى طيفك ضريح شهيد في قلقيلية، وينتظر سطوعَك طفل جائع في مخيمات البؤس، ويناديك جيفارا غزة عند كل مساء..
وأنت كما أنت لا تملّ البحث عنا، ولا يتعبك كثرة التجوال. تهبط إلى مجدو وهشارون وريمون كل يوم، تطيل الحديث ثم تستأذن على أمل لقاء قريب. تحلّ على جبل النار ضيفا، قبل النزول إلى غزة، وكعادتك عند الشفق تتحدث مع جيفارا، تستفسر عن موعد الهجوم الجديد، وتدوّن اسم شهيد آخر، ليكون بطل الراوية القادمة.
ونحن أيضا رفيقي ننتظرك يوميا، نلتقي في مقاربة واقعية، فما أعظمك أبا غسان ورفاقك الحكيم وأبا علي ووديع، يوم اجترحتم المعجزة، وشيّدتم لنا حزبا طاول عنان السماء، وأرشدتمونا لطريق العودة إلي حيفا، قرعتم لأجلنا جدار الخزان، وزرعتم أملا في أرض البرتقال الحزين، وانتظرتمونا.. فمنّا من غادر، ومنا من ينتظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر