الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية

الفيتوري بن يونس

2010 / 10 / 18
المجتمع المدني



انتقدني البعض وعلى رأسهم زميل اعتز بوجهة نظره كثيرا هو الأستاذ مفتاح كويدير المحامي الذي اتهمني بالجبن والسلبية وتكريس الأمر الواقع بالنسبة للعمل الأهلي في المجتمع العربي ووصف مقالتي المنشورة بالعدد 3156 بتاريخ 61/10/2010 من الحوار المتمدن بتحليل الواقع الراهن دون أن تستشرف آفاق هذا العمل مستقبلا .
الأمر الذي دفعني للعودة للموضوع مرة أخرى ليس من باب الرد على الانتقادات الموجهة إلى لأنني من المؤمنين بقل كلمتك وامش ولكن استكمالا لنقص قد يكون شاب الموضوع لعدم استشرافه لآفاق هذا العمل مستقبلا .
فالعمل الأهلي أو المدني في المجتمع العربي وارتكازا على تحليل واقعه في المقالة المشار إليها تبدو أفاقه في المستقبل المنظور على الأقل غير مبشرة ، لان واقعه المؤسف وبكل بساطة لا يرجع فقط إلى التشريعات التي تلجمه ، إذ انه وحتى في الدول التي تعطيه حيزا أوسع من حرية الحركة قانونا أساء في أحيان كثيرة إلى هذا الحيز بموقفه المعادي للدولة وليس المكمل لها ، مما جعل من الطرفين ينظران إلى بعضهما بكل الشك والريبة ، وبالتالي بنيت علاقتهما على افتراض سوء نية كل منهما إزاء الآخر ناهيك عن انه لم يحقق أهداف العمل المدني في المجتمع .
الأمر الذي يؤكد أن أزمة العمل الأهلي في مجتمعاتنا ليست راجعة إلى التشريعات المنظمة فحسب بل تعود أولا إلى بنية عقلية ثقافية متأصلة عبر التاريخ تقوم على ثنائيات السيد والعبد الراعي والرعية الثواب والعقاب ، مما يجعل منها واقعيا غير قابلة بالآخر وجودا أو حتى رأيا مخالفا باعتبارها محتكرة للحقيقة ، وبالتالي غير ذات تاريخ في العمل الأهلي اللهم جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي نشطت في فترات معينة وبتوجيه حكومي مباشر أو على الأقل بمباركة السلطة وفي مفارقة عجيبة لمحاربة العمل الأهلي باسم الله أحيانا .
فأنت لكي تتطوع وتهتم لأمر الآخر مقدما له العلاج في أقاصي الأرض مضحيا براحتك ومعرضا سلامتك للخطر ومحتملا بعدك عن اهلك على طريقة أطباء بلا حدود – ليس من باب الدعاية – يجب أن تؤمن بهذا الآخر وبحقه في الحياة بغض النظر عن جنسه ودينه ومذهبه ، بل حتى موقفه الشخصي منك ، وهو أمر لا يستطيع أن يفعله قوم مازالوا يتنابذون في ما بينهم حتى على أساس الاختلاف المذهبي ويرى بعضهم في الآخر أهل ذمة عليهم دفع الجزية .
واختصارا لهذا الاستشراف أعود إلى القول انه لكي يحقق العمل المدني أو الأهلي أهدافه لابد أن تتأصل ثقافته أولا وهو أمر يحتاج إلى وقت طويل ربما جدا ، ومن هنا يجب أن نركز على نشر هذه الثقافة أكثر من التركيز على العمل ذاته ، لأنه متى انتشرت ثقافته فسينتشر العمل المدني تلقائيا مع عدم إهماله كليا لان الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقولون .
أما عن سلبية موقفي فإنني اتخذ وعلى طريقة صاحب نجوم الظهر استسلم و لا أصالح شعارا لموقفي خاتما مقالتي بأنني اشد و بقوة على أيدي أولئك اللذين يعملون في هذا المجال رغم كل معوقات الثقافة والقانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م


.. اشتباكات واعتداءات واعتقالات.. ليلة صعبة في اعتصام جامعة كال




.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن