الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان أعداء الديمقراطية

شريف حافظ

2010 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقف الشعوب العربية وعن حق، ضد دعاوى إسرائيل بأن يقوم السلام على حل الدولتين، وفقاً لأن تكون إسرائيل يهودية العرق، وفقط. فتلك الدعوى، وغير كونها عنصرية، هى أيضاً غير ديمقراطية.

الغريب، أن الإخوان يريدون لمصر الشىء نفسه بهوية إسلامية بحتة، برفض ولاية القبطى، وكأن انتخاب رئيس الجمهورية، فى مستقبل الدولة المصرية، وفقاً لإرادتهم، سيتم باختيار عنصرى على أساس دينى، للمسلمين فقط، دعماً لتفريق وقسم الوطن.

إن ما يقولونه، وفقاً لهذا المنطق العقيم، إنما يدل دلالة لا يُمكن أن يغفلها عقل واع، على قمة رفضهم للديمقراطية، وأنهم يخادعوننا كمصريين، ليل نهار! فالمعروف، أن الديمقراطية الحقيقية، هى الاختيار الحر من خلال الشعب، للمرشحين. فإذا ما اختار هذا الشعب، بمسلميه ومسيحييه وغيرهم، قائدا مسيحيا، أصبح الأمر منافيا لقواعد الإخوان.

ألا ترون شكل الديمقراطية الإخوانية؟ إنهم لا يريدون ديمقراطية، ولكنهم يريدون حكما شموليا، يدعون أنه حُكم الله، بينما سيُسخرون النص، وفقاً لرؤيتهم، لأن القرآن فى النهاية، حمال أوجه، وفقاً لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه! إنهم يريدون ولاية الفقيه، مثلما الحال فى إيران، حيث يحددوا كقيادة عُليا، من سيدخل الانتخابات وفقاً لانصياعه لهم ودينه فقط، دون أهمية صلاحه لنا، وكأن الأمر تقليص تام للمادة 76 من الدستور، التى نعترض عليها، ليكتفوا بسطرٍ واحد فقط، يصبح لهم فيه الأمر كله!!

إنهم يريدون نوعا آخر من الحكم، ليس متماشيا ولكنه معادى للدين. إنهم يريدون أن يكونوا ظل الله على الأرض، بحيث يصورون معارضتك لهم، وكأنك تُعارض الله عز وجل، وذلك لإرهاب الناس، وإشاعة الديكتاتورية وتصوير الأمر على أنه إلهى! إنهم يريدون لنا أن نعبد حجراً، مُمثلاً فى خاتم، فى أصابع يد مرشدهم، فنُقبله، مما يعنى السمع والطاعة، دون نقاش، ولم نؤمر إلا بتقبيل حجر واحد، قال عمر بن الخطاب، إنه لولا أنه أُمر بتقبيله من الله، لما قبله، ولكنهم يقبلون خاتم المرشد ليل نهار، والغريب، أنهم هم من يُحدد صلاحهم، ولسنا نحن فى تلك الحال، ولا أعرف كيف لهم أن يقولوا إنهم صالحين والله يأمرنا بعدم تزكية أنفسنا، لأنه أعلم بمن اتقى!

إن هؤلاء، لا يمتون للديمقراطية بصلة، ولا يمتون للحديث باسم الدين بأية صلات!! ولو كانوا حقاً ديمقراطيين وسطيين، لما انشق عنهم الكثيرون، واستنكروا أساليبهم، وكونوا حزباً سُمى بالوسط! إن أكذوبة ادعاء الوسطية من قبل الإخوان، لتثير الغثيان لدى من يتابع ما يقولون ويفعلون. وهنا لا ننكر، حتى نكون موضوعيين، أن منهم من هو بالفعل وسطي، ولكنه ليس بداخل مكتب الإرشاد، أو أن صوته منخفض، ولا يملك الاعتراض على ما يفعلون. ولو أنه اعترض، فإنه سيصبح خارج الجماعة، لأنهم لا يقبلون النقد بأية وسيلة كانت! فهم يريدون من الناس، أن يعتقدوا أنهم يملكون الصواب وحدهم دون غيرهم، وهو ما يعبر عنه أغلب أحاديثهم!

إنهم ينظرون إلى المجتمع، بل وإلى حركات المعارضة التى ينضمون إليها، "بنظرة استعلائية"، ولا يمكن التغاضى عن كلمات محمد بديع، فى رؤيته ملكيتهم "الماء الطهور من السماء"، حتى وإن كانت تلك زلة لسان كما يقولون دوماً. إنهم يرون أنفسهم فوق الجميع، ويخلقون "كهنوت إسلامى"، ما أنزل الله به من سلطان، ويظهر هذا جلياً من أسلوب معارضتهم للنظام. إننا لا ندافع عن النظام، بل نرى أن المعارضة يجب وأن تكون من أُناس يرون أنفسهم جزء من الشعب. إلا أن الإخوان، لا يرون أنفسهم أبداً جزءًا منا ولكن أعلى من الكل! إن اسمهم فى حد ذاته، يعبر عن تلك النظرة الاستعلائية، فهم يعرفون أنفسهم بالإخوان المسلمين، وليسو مجرد إخوان مسلمين، دون الألف واللام للتمييز! وكأنهم المسلمون وغيرهم لا! إنهم انطلقوا بالأساس وفى أذهانهم تلك الثقافة العنصرية، المُستعلية فوق الجموع، وحتى فوق الصلة بين العباد وربهم! وكل هذا بدع بعيدة عن الدين، ولا يمكن أن تمت له بصلة!

إنهم يرون أنفسهم فى مكانة وغيرهم أدنى منهم، وهو ما لا ينسجم مع صلب الدين. إنهم يفرقون بين الناس، ولا يستحيون من ذلك. إنهم لا يؤمنون بالمواطنة، بينما يعلنون هذا. وفى النهاية، فإنهم مستعدون للحرب من أجل غير المصريين أكثر من مصر كلها! إحذروهم، لأنهم فى سبيل مصالحهم مستعدون لبيع أى شىء، بما فى ذلك الوطن! فلتحافظوا على مصر، بالتحرك نحو الوعى السليم، عابدين الله فى خشوع، دون كهنوت يفرضونه عليكم، ما أنزل الله به من سلطان!

ومصر أولاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصحاب المشروع الحضاري
طلال الشبيبي ( 2010 / 10 / 19 - 18:10 )
تعليقا على ما قاله حافظ فإن للاخوان المسلين مشروع حضاري أسمى وأنبل مما تدعيه فالديمقراطية ليست الا جزء بسيط مما يدعو اليه الاخوان ، ومعروف عنهم
واكبر دليل محاربة السلطات الدكتاتورية لهم في كل البلاد العربيه وكون الانظمة العربية لم تأتي بجديد سووى الاحتكار والتوريث واقول للمتزلفين من امثالك اخسؤوا كفاكم ذلا استحوا اخجلوا يا ابواق


2 - طلال الشبيبي ومشكلة الثنائيات المريضة
د.شريف حافظ ( 2010 / 10 / 19 - 19:12 )
أولاً، هذا هو الجزء الأول من جزئين لهذا المقال، والإجابة على ما تقول فيما يتعلق بثقافة الإخوان في الجزء الثاني، مما سيجعل تعليقك منقوص، ومن قلب أدبيات الإخوان أنفسهم! ليس بالضرورة يا أستاذ أن من يهاجم الإخوان ينتمي للأنظمة.. ولتطلع على مقالاتي في المجمل لتعرف أني تعرضت للجميع بالنقد، ولكن ركزت على الإسلاميين لأنهم تائهين، ويرددوا كلاماُ لا يمت للدين بصلة ولكن رغبة في الضحك على الناس من أجل الكرسي
ثانياً: لماذا تردد المعتقد العربي الدائم، في الحياة بين ثنائيتين؟ يعني إما النظام أو الإخوان؟ لا يوجد بديل ثالث؟ يوجد ولكن لأن الفكر العربي، ليس تعددي فأنت تردد المعتاد، وتلك عقلية مريضة، ليست خاصة بك ولكن هي إشكالية الثقافة العربية كلها
ثالثاً: الإخوان ليسوا أنقياء كما تدعي، ولهم فضائح يندى لها الجبين فيما يتعلق بك الأمرين: الدين والسياسة .. وبالأصح الأخلاقيات، ولتقل لي، لماذا يقلضي الإخوان بعضهم البعض اليوم في مصر وفي أقسام مصر؟
تحياتي


3 - لانريد تنفيسا عن احقاد
ناصر عمار ( 2010 / 10 / 19 - 20:47 )
من يهاجم الاخوان هو بالضرورة مع النظام والاستبداد والفساد والتوريث واستمرار هذا الثلاثي الكريه
المقال قائم على السخائم والاحقاد نريد ان نقرأ اشياء موضوعية لا تنفيسا عن احقاد

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا