الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب .... هل بدأ العد التنازلي للأنحسار

قاسم السيد

2010 / 10 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بعد سقوط النظام السابق عام 2003 واستيلاء القوى الأصولية والسلفية على المشهد السياسي والأجتماعي في العراق تراجع وضع المرأة كثيرا خصوصا في مسألة الحجاب حين اضطرت اغلب النساء الى ارتدائه مرغمات بعد أن تركنه لجيلين أو اكثر سواء عن قناعة بحكم طوفان الخطاب الديني او مكرهات بحكم المضايقة او التحرش وحتى الأعتداء المباشر عليهن في بعض الأحيان بل وصل الأمر بالنساء اللواتي ينتمين لطوائف غير اسلامية ممن لم يكن الحجاب أحد مستلزمات التدين لديهن أن لبسن الحجاب الأسلامي اسوة بالمسلمات في أوسع ظاهرة نفاقية اجتماعية مرت في تاريخ العراق الحديث نزولا عند رغبات الهوس الديني ... لكن مع تراخي قبضة القوى الاسلامية بسبب افلاس مشروعها السياسي والاجتماعي وما ألحقه هذا المشروع من كوارث في الحياة العراقية وإنحسار ظلها على الحياة الأجتماعية بعض الشيء مما سمح بظهور بوادر عودة خجولة لكثير من الممارسات الحياتية على مختلف الصعد ومن ضمن ذلك عودة المرأة المتسفرة الى واقع الحياة العامة .
هذه العودة للتسفر برغم مما تسببه لكثير من النساء وخصوصا الشابات منهن من مضايقات لكن حظين بنوع من التعاطف وحتى الأحترام نتيجة الشجاعة والثقة التي يمتلكنها في هذا الظهور الذي تحفه بعض المخاطرة .
وهذا يدلل على أن هناك هامش من الحرية من الممكن ان تستغله النساء التواقات للتحرر لكي يمارسن بعض من حقوقهن في كثير من المجالات وخصوصا في قضية الحجاب لكن يبدو انه لاتزال في الأذهان اثار الفترة الماضية وماسببته من خوف وتردد لايزال أثره في ذاكرة كثير من النساء كان من تبعاته هذا النكوص الذي أضحى سمة غالبة في المجتمع واصبح الطيف الديني يحسب هذا التراجع مكسبا لصالحه .
المرأة المحجبة بإقتناع و دراية ومن دون خوف أو إكراه لاغبار على حجابها بل هي أروع ماتكون عليه المرأة في هذه الحالة إذ يعد هذا الفعل موقفا تتبناه بإختيارها المحض اما التي تمارس التحجب وهي لاتملك فهما واضحا لصنيعها هذا او التي تتحجب نفاقا للأخرين تفاديا لمضايقاتهم حينها تكون المرأة في اتعس توصيف لها ومن نافلة القول ان المرأة المسلمة المحجبة أو المنقبة التي اصبحت قبلة لبعض التشريعات القانونية الأوربية الهادفة لنزع نقابها او حجابها لاتختلف كثيرا عن المرأة عندنا عندما ترغم على ارتداء الحجاب فكلا المرأتين يتحملان الظلم الأجتماعي سواء كان مصدره علمانيا او سلفيا.
ان تسفر المرأة او تحجبها ليس هو بيت القصيد بقدر ماهي المصالحة مع القناعة والتسلح بالشجاعة والابتعاد عن الرياء الذي اصبح سمتا اجتماعيا لدينا اذ ماتفسير بقاء بعض النساء حريصات على تغليف أجسادهن بحجاب هن اصلا غير مقتنعات بلباسه انما لمجرد تفادي بعض الاحراجات مع العلم ان الظرف الأجتماعي وخصوصا في العاصمة بغداد لم يعد بذلك التزمت الذي اعقب سني السقوط الأولى ... أليس هذا في الحقيقة تنازل رخيص الثمن عن حقها وحريتها في اختيار ماتلبس بأعتباره ابسط الحقوق التي يجب ان يكون لها خيار التمتع بها !!! .
يسود الشارع البغدادي الان ظاهرة ملفتة للنظر وهي ان بعض النساء وخصوصا الشابات منهن بدأن يرتدين نوعا من الازياء لاهي ازياء ذات طابع ديني اي انهن لايهتممن بتلك الحشمة والشروط التي تحددها الشريعة الاسلامية على وجه الخصوص ولاهي بالازياء المتحررة التي تدمغ من تردتيها بالتحرر اي لاهي بالمحجبة ولاهي بالمتسفرة في محاولة منهن للألتفاف على الأملاءات الدينية التي تضغط على النساء لكي يتحجبن وفي نفس الوقت هن تواقات لأن يأخذن حريتهن في هندامهن وطريقة لباسهن لكن رواسب الخشية من الاجواء التي طغى عليها الانغلاق والتزمت خصوصا الفترة التي أعقبت السقوط فهن محيرات لا إلى هؤلاء ولا إلى اولئك الجأتهن رغبتهن في ان يلبسن ازياء يكشفن فيها عن سيقانهن مثلا ثم استدركن تحسبا من بقايا الاجواء التي لاتزال بعض اثارها تحيط بهن فعملن على استرضاء المتزمتين بطريقة تدعو للاشفاق بأن قمن بتغطية رؤوسهن .
هذه الوضعية التي تورطت بممارستها كثير من النساء للجمع بين النقيضين حين غدت إحداهن كالحاوي في محاولة الجمع بين البيضة والحجرة في يد واحده مما ادى بهن الى فقدان الاحترام الاجتماعي فهن خسرن دعم الفريقين المتدين والمتحرر فأصبحن كلاعبي الحبال لاالسماء ترحب بهم ولا الارض ترحمهم واني لأتسائل مادمن يملكن هذه الجرأة في عدم الاذعان لدعوة المتشددين بالتحجب وفق الشروط الدينية فلماذا لايكملن الخطوة ويعبرن للضفة الاخرى ويعلن تسفرهن اسوة ببعض النساء اللواتي لم يعبأن بتصدي بعض المهووسين الدينين لتسفرهن حين واجهن بشجاعة رائعة اقذع التعليقات الخادشة للحياء بل ومواجهتن حتى بعض التحرشات المختلفة خصوصا ايام السنين العجاف التي تلت السقوط التي وصلت بالبعض منهن في أحيان كثيرة الى ان يتعرضن لأعتداءات مباشرة لكنهن رغم ذلك صمدن امام تلك التحديات ولم يذعن الا لقناعاتهن مما حمل المتشددين ان يكفوا ايذائهم لهن ولوعلى مضض .
طبعا لم يدر بخلدي وانا اكتب هذه السطور ان تكون عبارة عن دعوى للنساء لترك الحجاب والتسفر فمبدأ الوصاية على المرأة حتى وإن كان واجهته تحررية فإني أرفضه تماما ولأمرأة محجبة بملء إرادتها خير من متسفرة تتقي في تسفرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخمار والحجاب
فواز محمد ( 2010 / 10 / 20 - 10:23 )
عزيزي الكاتب اعتقد انه هناك فرق بين الحجاب والخمار وعلاقته بالتدين لان وضع الخمار على الرأس اصبح بحكم العادة وليس التدين وقبل ذلك المتدينين على مضض واعتبروه صحوة اسلامية والحقيقة انه ليس كذلك لان اغلب واضعات الخمار على الرأس غير ملتزمات بالعبادة والصلاة وترى الواحدة منهن ترتدي جنز ضيق او اي سروال ضيق وقميص ضيق يبرز كل مفاتنها وتضع انواع المكياج على الوجه ولو ناقشت الموضوع ستراها غير ملتزمة بكل المقاييس ولكن مع ذلك فهو مقبول من الاهل والشيوخ..واعتقد ان هناك سبب اخر ومهم ان المرأة تحتاج لوقت كبير من اجل الاهتمام بشعرها من الغسل الى التجفيف الى السشوار وجاء الخمار حل ممتاز بالنسبة لها فيكفي ان تمرر المشط على شعرها ثواني ثم تضع خمارها الذي يخفي شعرها الغير معتنى به وهذا هو من اقوى الاسباب لزيادة هذه الظاهرة


2 - مكره اخاك لابطل
قاسم السيد ( 2010 / 10 / 20 - 12:28 )
الاخ العزيز فواز شكرا على مروركم الكريم انا هنا اتحدث عن وقائع وليس عن انطباعات فالمرأة العراقية وخصوصا في بغداد العاصمة يختلف تعاملها مع الحجاب عن المرأة السعودية مثلا لكون المرأة السعودية لم تمارس التسفر خصوصا داخل مجتمعها السعودي بينما اضحى التسفر شكلا مقبولا ومعتادا في المجتمع العراقي وكانت المرأة تعتني بنفسها وبشعرها دون تقاعس وما كان ارتدائها لحجاب الرأس والذي انت اطلقت عليه تسمية الخمار نتيجة لتقاعسها عن الاهتمام بشعرها رغم اني تفاديت استخدام كلمة الخمار في مقالي لكونه يعتبر زيا قوميا لكثير من المجتمعات خصوصا الشامية منها تلبسه المرأة للتجمل اما النساء العراقيات وخصوصا غير المحجبات منهن لبسن الشال مرغمات وليس مختارات ولم يخطر ببالهن ان يربحن بضع دقائق ممكن ان تصرف للعناية بشكلهن وما ان تنفرد المرأة بنفسها او بزميلاتها بعيدا عن الرجال فسرعان ما تزيح هذا الشال عن رأسها اتراها تخرج شعرها الأشعث كما وصفت انت امام زميلاتها من دون اي اكتراث لوضعها المزري ... لاياسيدي لاتكن هكذا قاسيا على النساء وخصوصا العراقيات منهن فلايوجد هناك من هو اكثر من المرأة اهتماما بشكلها وهندامها


3 - انا لم اقصد العراقيات فقط
فواز محمد ( 2010 / 10 / 20 - 13:19 )
عزيزي الكاتب كل احترامي وتقديري للعراقيين والعراقيات وانا تكلمت عن الحجاب في المجنمعات العربية والاسلامية بشكل عام في محاولة متواضعة لتفسير سبب زيادته اي منافقة اجنماعية وليس لاسباب دينية كما يدعي البعض الصحوة الاسلامية...تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. دار المرأة في حسكة


.. هبا عويدان




.. سوسن مسعود


.. الذاريات محمد




.. ابتسام كامل رمام