الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المذهبية عدو الدولة الوطنية

عهد صوفان

2010 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ وجد الإنسان على الأرض سعى لتنظيم حياته وفهمها والسيطرة عليها. ارتحل في عالم الفكر يبحث ويفتّش عن أسرار الكون الواسع وعن دوره فيه. وبدافعٍ من غرائزه البدائية استخدم القوة العضلية للسيطرة على أبناء جنسه ..
تطورت غرائزه وسلوكياته واستحضر الآلهة والنصوص المكتوبة والشرائع. وتفنن في خلق مفاهيم الخضوع عند رعاياه. فأقام أنظمة يحكمها هو كإلهٍ أو ابن الإله أو والد الإله. ابتدع وراثة الحكم والسلطة. ودوّن لها المبررات التي تبقيه سيد العرش الوحيد.. حاول أن يحمي سلطته ويديم عرشه ولكن لم يستطع. فكان يسقط في كلّ مرة بأخطائه التي لم تواكب مستجدات الحياة. ولم تعِ المتغيرات الكثيرة حوله...

مرت حياة البشر بمراحل كثيرة حكمتها الظروف وانتقل الإنسان من حال إلى آخر متقدماً سلم التطور الحتمي. وبدخولنا مرحلة الثورة الصناعية بدأت ملامح جديدة تظهر. بدأت تولد دولة حديثة مختلفة. بدأت تفاعلات كثيرة تحدث. لم يعد بإمكان الحاكم تجاوزها .. بدأ الحاكم يخاف من هدير الشعوب التي يحكمها. وعليه أن يحسب لها ويضعها في اعتباره أكثر. تطورت القوانين وبدأت تظهر حدود جديدة بمعايير جديدة.

في كلّ الأزمنة السابقة كانت غريزة الحروب هي الأقوى. وكان سهلاً أن ترسل جيشاً ليقاتل ويموت دون أن يعلم به أحد.
ولا أحد يعلم كمّ البشر الذين سقطوا على مذبح الحياة بأمرٍ من قائدٍ إله وجبت طاعته وعبادته. ولا أحد يعلم كمّ الدموع التي ذرفت هنا وهناك فوق تراب أرضنا التي شبعت من الجثث والدمّ المسفوك..
ففي نهاية الحرب العالمية الثانية استفاق العام من غيبوبة القرون السحيقة على وقع أكثر من 60 مليون قتيل وعلى خرابٍ ودمارٍ طال الأرض كلّها..
استفاق العالم على جرائم لم ترتكبها حتى الحيوانات المفترسة في غاباتها. تذكروا ما جرى في لينينغراد على أيدي جيش هتلر وكمّ الاغتصاب الذي حدث هناك . تذكروا ما جرى في معركة برلين وماذا فعل جنود ستالين بنساء برلين وأطفالها. وكم كان سهلاً أن تدكّ الطائرات بيوت الآمنين فتحولها إلى أكوام من الحطام دفن داخله جثث الأطفال والنساء والشيوخ.. تذكروا أن ثمناً غالياً وكبيراً دفع لأجل رجلٍ أراد هذه الحرب!!!..

هذه الصحوة الضرورية أرّخت لقيام دولة فيها القرار ليس للقائد الأوحد بل لنظام مؤسساتي يحمي الإنسان ويجلب الأمان..
ودخلت الدساتير والقوانين حيز التنفيذ بعد أن أنزلت من على الرفوف القديمة وفُعّلت هيئة الأمم المتحدة . وبدأ عصر ولادة دولٍ جديدة تخضع لشرعة الأمم المتحدة .انضمت هذه الدول التي كانت من كافة الألوان والأشكال والعقائد إلى هيئة الأمم المتحدة.

الكثير من هذه الدول بدأ الأنين بعد اللحظة الأولى لولادته . لأن معتقدات شعوبهم مختلفة حيث بدأت هويّات المعتقدات تضغط وتحتلّ الأماكن والمواقع وكأنّها تبني عرشها على حساب عرش الوطن .
كبرت هذه المذاهب وتسابق أبناؤها في قضم أجزاء الوطن فاستحضر الجميع نصوص التاريخ السحيق ليبرروا قضمهم هذا .
استحضروا الدهاء والذكاء والقوة وكل التبريرات فولدت دولنا مريضة ومشوهة منذ لحظتها الأولى . لم ننظر لها كمظلة للجميع . تحمي الجميع وتعمل لأجلهم . ولدت ونحن ننظر إلى مذاهبنا التي كبرت على حساب الوطن .فكان الانفصام الحاد بين أبناء الوطن الواحد الذي يفترض أنه وطن الجميع .. واليوم وصل الأمر لدرجة تذكرنا بأيام الحروب الأولى .

اليوم الحرب مشتعلة في النفوس والكره تضخم وكبر بين أبناء الوطن الواحد . الوطن اليوم لم يعد عائلة واحدة لها أب واحد وأم ّواحدة ... هو خليط غير متجانس . خليط كاره ومستعدّ لقتل أخيه ابن وطنه لأنه ينتمي لمذهبٍ آخر أو دينٍ آخر .
احتلت المذهبية الوطن كله ,حتى صار دستوره مستمد من المذهبية وقوانينه مذهبية .
المذهبية تراها في الشوارع وفي المحال وفي اللباس والغذاء والعادات والسلوكيات .
المذهبية صارت داء الوطن العضال الذي سينتهي بموت الوطن حتما كما ماتت في السابق أوطان كثيرة وتلاشت من التاريخ ولم يبق منها إلا سطور كتبت للذكرى ...
أمم انتهت واندثرت ليس بسبب الغزو الخارجي بل بسبب الوباء الداخلي الذي قسم البشر على بعضهم. وزرع سيفاً بين الأخ وأخيه. ورسم حدودا كثيرة تفصل بين أبناء الوطن الواحد .

في أوطاننا الأمثلة كثيرة ويعرفها الجميع الكبير والصغير. ولكننا نكذب على أنفسنا وعلى أوطاننا بإلقاء اللوم على البعيد الغريب.. في العراق وأمام أعين الجميع تتبارى المذاهب المنقسمة الكارهة لبعضها بمعلقات الكلام البديع بينما الوطن معلّق في الهواء ينتظر أبناءه أن يشكلوا حكومة تخدم المواطنين الذين لم يبق شبرٌ في أجسادهم لم يصب بشظية طائفية ومذهبية..

وفي لبنان هذه الدولة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً!! أهي دولة ؟ أم مزرعة ؟ . فكلّ المذاهب دول وبعضها مسلح له حدوده ومدارسه وشبكات كهربائه ومائه واتصالاته ومرجعياته وو.. كيف نبني هكذا وطن؟؟؟!!!..والجميع لا يؤمن بالوطن أولاً وأخيرا. وفي مصر, المذهبية على فوهة بركان. إن انفجر يحرق الجميع. وفي السودان وفي اليمن وفي البحرين وفي كلّ بلادنا نرى ونسمع أصوات المذاهب تعلو فوق صوت الوطن...

ومع ذلك ترى مثقفينا على الشاشات يلوكون الكلام دون أن يقتربوا من نقد المذهبية التي تعبث بالوطن. تسمع منهم حرصهم على الوطن وعلى أبناء الوطن. ولكن كيف يكون الحرص على الوطن ونحن نخفي أمراضه الفتاكة ونطلب من الناس أن يحبوا بعضهم ويكونون يدا واحدة في بنائه؟؟ . كيف نطلب من أبناء الوطن أن يحبوا بعضهم ونحن ننشر المذهبية تحت عناوين التنوع الثقافي والحضاري ؟؟. هل المذهبية حضارة ؟؟. مع العلم أن مرجعيات أبناء الوطن هم في الخارج حيث الجالسون على عروش المذاهب وليسوا داخل الوطن!!. نحتاج الجرأة من الجميع أن يشخّص المرض الحقيقي ويقول الحقّ الذي ينجي الوطن والمواطنين..المذهبية ضد الوطن تماما ولا يمكن بناء وطنٍ مذاهبه أكبر منه وحدودها تتجاوزه...

دروس التاريخ عبرٌ لمن يعتبر وهي حبرٌ على ورق لمن يصمّ آذانه ويغلق عينيه . لا يمكن أن نبني وطنا فيه تنوع فكري وثقافي متحارب ومحمّل بالكره والعنصرية تجاه الآخر .
لا يمكن أن نبني وطنا فيه أحزاب تعمل للسلطة فقط وتركب كل أمواج الوصول والتسلق . تبيح كل شيء وتفعل أي شيء فقط لأن كرسي الحكم مفيد ويجلب المكانة والوجاهة والمال ...

الوطن يبنيه أفراد مؤمنون به أنه المظلة الوحيدة فوق رؤوسهم وأنه الجامع الأول والوحيد لهم ...
كيف نبني وطنا نهدم به يوميا ونفتت وحدته باستمرار ؟؟..
كيف نبني وطنا يصغر كل يوم في عقولنا حتى تحول إلى قزم أمام مذاهبنا ؟؟..
كيف نبني وطنا نتقاضى راتبه دون أن نعمل ؟؟..
كيف نبني وطنا نسرقه يوميا وننهبه باستمرار؟؟..
كيف نبني وطنا نراه فريسة علينا أن نأكلها ؟؟..
كيف نبني وطناً افترست مذاهبه كل الإثنيات والقوميات التي تعيش فيه؟؟..
كيف نبني وطنا وولاؤنا لمذاهبنا أولا وثانيا وثالثا ؟؟..

هذه المذهبية التي زرعت الكره بين البشر بادعاء كل منها أحقيتها بالوطن وأنها هي ابنة الوطن الحقيقية. عندما تنتشر المذهبية تنتشر معها أمراض أخرى كثيرة تعمل معها على تفتيت الوطن وإضعافه وتمزيق وحدته التي بدونها لا يبقى الوطن وطنا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوطن
سالم الحر ( 2010 / 10 / 20 - 19:33 )
ماهو الوطن وماهي حدوده اولا اهي قومية ام دينية ام نرضى بالتقسيمات التي ورثناها عن الاستعمار


2 - صدقا اسعدتني
ايار العراقي ( 2010 / 10 / 20 - 22:08 )
حقيقة احب ان اهنئك من كل قلبي على هذا المقال الجميل الرائع سيدي الفاضل
نعم الطائفية عدوة الوطنية لان ولائها يوجب النظر الى خارج الوطن والتكتل او حتى التماهي والمحاربة من اجل افكار وعقائد لاعلاقة لها بلمواطن ولابحاجاته الاساسية
الوضع عندنا في العراق بدا ياخذ منحى اخطر بعد ان تجذرت الطائفية السياسية (للاسف)داخل نفوس سيسيينا وبدات تنتقل لتترسخ في ذهن المواطن العادي لااريد ضرب الامثلة فهي كثيرة ومعروفة ولكن في المجموع العام اصبحنا وبعد ان قاتلنا في سبيل عملية سياسية يسودها القانون اقول اصبحنا وللاسف ننتظر موافقة السادة رؤساء الطوائف ليقرروا لنا شكل بلدنا الجديد
بين عميل بلضرورة واخر بلارتزاق وثالث ينتظر دوره كي يصبح عميلا سنضيع وطنا جميلا ارضاء لاصحاب الغايات المريضة والمفاهيم المنحرفة والبالية
صدقا اسعدني مقالك الجميل هذا


3 - أخي العزيز سالم الحر
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 06:44 )
تحية لك واشكرك على الأسئلة الكبيرة التي سألت
وهي مشروعة. ولكن ألا تظن معي أن الأديان والمذاهب هي أول من اعتدى على الشعوب وسلبت اوطانهم وأقامت الدول على قياس هذه الأديان والمذاهب
إن تحرير الأوطان من المذهبية يقطع نصف الطريق لخلق وطن يكون لجميع ابنائه
بالتأكيد المذهبية ليست العدو الوحيد للوطن لكنها العدو الأخطر عليه
وهذا واقع نراه ونعيشه في بلادنا التي تمزقها المذهبية
تحية لك


4 - صديقي ايار العراقي
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 06:58 )
جميعنا نعلم ونرى الدور الهدام الذي تلعبه المذهبية في تدمير الأوطان
وكلنا يتألم وهو يرى أرضه تتقاسمها انياب مفترسة بنت أوكارها في الخارج وبدأت بإلقاء الأوامر الإلهية المقدسة حتى تطاع تنفيذا لهذه الأوامر
الأطفال يميزون ومفكرونا لا يميزون بل صاروا جزءا من عملية اغتصاب الوطن
مرض المذهبية الدينية هو سرطان حقيقي يصيب كل مفاصل الحياة خاصة ان للمذهبية مؤسسات كبيرة تحميها وتكسب منها لذلك ترى المذهبيين يبررون افعالهم بتقديم تبريراتهم والعمل على تمييز طوائفهم وانتقاد الطوائف الأخرى وذلك لتعميق الانقسام الذي يبقي سلطانهم كبيرا
صدقني لن نستطيع بناء وطن فيه طوائف اكبر منه ومصيرنا هو الهلاك والفقر والألم ان لم ندرك خطورة المذهبية
اشكرك واحييك


5 - يارجل.......
محمد م ديوب ( 2010 / 10 / 21 - 10:00 )
تتكلم عن المذهبية ودولنا مفصلة على قياس عائلات أي أنه يلزمنا الكثير لكي نتطور ونصبح دولاً مذهبية يا أخي عهد نحن الآن في مرحلة ما قبل القبيلة والعشيرة والمذهبية وأين منا الدولة الوطنية ؟؟؟؟؟


6 - المبدع عهد
سامي ابراهيم ( 2010 / 10 / 21 - 12:42 )
تحية لك أيها المبدع عهد.
مشكلة المذهبية أيها المبدع عهد أن الإنسان المتدين يجد صعوبة شديدة في التوفيق بين آرائه وبين سلوكه، أي: ان الإنسان محكوم بالتعايش مع الآخرين، عليه أن يبحث عن نقاط توافق بينه وبين الآخر وعندما لا يوجد أي نقاط توافق لأن كل شخص (مذهب) يعتقد أنه يملك الحقيقة كاملة ومطلقة فعليه أن يتكرم ويتصدق ويتعامل مع بقية المخطئين الأقل منه مرتبة عند الله أي عليه أن يعمي عينيه حتى يستطيع أن يعمل مع الكافر والزنديق ولكنه في النهاية يجد صعوبة شديدة في التعامل مع إنسان يخالفه منظومته الفكرية ويرى أنه من المستحيل التفاهم معه، فيقع المجتمع ضحية صراع مذهبي يمزقه ويفتته. جميلة جدا مقالتك هذه ياعهد الإبداع والإشراق وخاتمتها قصيدة شعر يجب أن يرددها الناس
دمت بخير


7 - وطني هنا وطني انا
سالم الحر ( 2010 / 10 / 21 - 13:38 )
اخي عهد انا لا اضن فقط في ان الاديان سلبت منا كل ما نحب بل دمرت كل ما هو جميل في هذه الحياة ولكني قصدت ان الوطن الحقيقي عكس ما تروج له المصطلحات التي تحاصرنا دائما الوطن يا سيدي باختصار هي الحرية او كما عبر عنه احمد مطر الشاعر المتمرد بقوله في قصيدته الرائعة هذا هو الوطن وطني أنَـا : حُريّـتي
ليسَ التّرابَ أو المبانـي.
أنَـا لا أدافِـعُ عن كيـانِ حجـارةٍ
لكـنْ أُدافِـعُ عـنْ كِيانـي ! تحية لك


8 - أخي محمد م ديوب
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 14:36 )
الدين هومشروع سلطة والمذهب وسيلة دينية نشأت بين المؤمنين المتنازعين على السلطة. والعائلات المتسلطة هي جزء من منظومة الفكر التسلطي وغالبا ما تتسلق هذه العائلات سلم الدين لتحوز على السلطة أوأي اسلوب آخر
وخطر المذهبية اكبر من خطر العائلية لأن الأول مرتبط بالمقدس وعندنا مرتبط بالله الذي يقف مع امير المؤمنين بينما في العائلية تسقط هذه الورقة ويكون اسهل علينا انتقاد السلطة وعائلية السلطة .والتخلص من المذهبية يعني التخلص من الدين كمشروع سياسي وبالتالي سوف تتساقط الأنظمة العائلية وبشكل سريع لأن الدولة في هذه الحالة تكون قد فصلت الدين عن السياسة وهذا الفصل لن تصمد مطلقا امامه العائلية
اشكرك على افكارك الجميلة واحييك


9 - عزيزي سامي ابراهيم
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 14:48 )
المذهبية تشرنق الانسان وتحول عقله الى متحجرة من الزمن الماضي. ومع هذا العقل المتحجر يموت الاشراق والابداع والتفاعل الانساني وهي من اساسيات قيام ونمو الوطن الذي يجمع كل ابنائه ويبني بابداعهم مجد وحضارة هذا الوطن
المذهبية ترفض الآخر ابن الوطن وتميز نفسها وتفرز بين البشر على اساس نوعية الايمان. وتاريخ المذاهب قدم الكثير لنا من الحروب المذهبية والدمار والخراب واليوم نرى ماذا تفعل الأحزاب المذهبية وكيف تزرع الكره في كل مكان وتخون الآخر وتدعي انها تطبق شرع الله وحدوده
هي سرطان حقيقي بجسد الوطن وهي من اخطر امرضه الفتاكة
والأخطر انها تشكل برامج عقلية تشوه العقل وتأخذه الى الماضي البعيد بعيدا عن الواقع اليوم وبعيدا عن الحضارة والتطور
اشكرك يا صديقي العزيز


10 - عزيزي سالم الحر
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 21 - 14:57 )
انا اوافقك تماما ان الوطن ليس حجارة وتراب بل هو حرية وذات وكينونة بشرية هو ان تشعر بمحبة الآخر وعطفه واقترابه منك. وانا لا أؤمن بالوطن التراب والصخور ففي كل مكان توجد ولكن الوطن كما قلت هو روح طيبة ومعاملة حسنة وامان وسكينة
وهذه الروح الطيبة تدمرها المذاهب التي تعيش على زراعة الكره ووضع الفوارق بين البشر
بالتأكيد لو فصلنا الدين عن السياسة لهزمنا المذهبية وكل اشكالها ولقطعنا غالبية طريقنا الى وطن المحبة المنشود
اشكرك واحييك


11 - المذهبية هى نتاج عنصرية الفكرة عزيزى عهد
سامى لبيب ( 2010 / 10 / 21 - 23:27 )
تحياتى عزيزى عهد
أكتب هذا التعليق للمرة الثانية لا أعرف لماذا لم يرسل .

أنت تناولت يا عزيزى قضية فى منتهى الأهمية وأعتقد أنه الخطر الرئيسى الحادق بكل الأنظمة العربية التى تتصاعد فيها المذهبية .

أعتقد ان أصل المشكلة هى أن الأديان عنصرية الفكرة ..فهى تحتكر الحقيقة المطلقة أى لا تقبل بأى فكرة أن تقترب منها بل تتعالى عليها .
من الطبيعى أن تدور الدوائر وتصيب فكرة الحقيقة المطلقة النسيج الدينى نفسه من داخله فالفكرة ليس لها حدود تحدها فتصبح تأكل نفسها وتنتج المذهبية ويتم رفض الآخر والذى يفسر النص بطريقة مغايرة .

نرى أن المذهبية تحولت إلى إنتماء وهوية ليتشرنق الإنسان فى داخلها ويجد مصالحه وإنتماءه فيها ويضيع الوطن بين مصالح ضيقة .

حتى الديمقراطية يتم تفصيلها من خلال المذهبية والطائفية لتكون مصالح ضيقة كما فى لبنان والعراق .
خطورة القضية انها قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار وفى أقل مستوياتها تكون مقوضة للوطن حائلة لتقدمه وتحرره .

يجب أن نولى هذه القضية المزيد من الأهمية والبحث للخروج بها من هذه الأزمة .

خالص مودتى


12 - السيد عهد صوفان المحترم
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 22 - 08:16 )
يكفي أن نلقي نظرة على النظام التعليمي الفاشل بكل المقاييس لنعلم أي هوة سحيقة رمى العرب أنفسهم فيها بكل تسليم وطواعية , لا تقدر أن تملأ الانسان بغير ما عندك , ماذا عندنا لنعلم الانسان العربي ؟ قصص حمير وكلاب وثعلبة وجحش ووحش وحنش ؟ لا بأس عندي على الإطلاق أن يكون القرآن والحديث مصدراً من مصادر ثقافتنا , إلا أني أرى في المقابل أن ثقافات الأديان السابقة جزء أساسي من الثقافة الانسانية , وتعليمنا بشكل عام لا يقوم على البعد الوطني , والانتماء للوطن مستمد من الدين ويضيق أكثر عندما ينتمي للطائفة, فأكثر عندما ينتمي للمذهب, فأكثر وأكثر عندما يكون حتى للفرقة كلمتها , الاستبداد السياسي أيضاً يوقف الحراك الوطني ويضغط على تفكير الانسان بتعاونه مع الجهات الدينية , شعب يا سيدي سلّم عقله للصين تفكر عنه ولم يبق سوى أن تنتج الصين جهازاً يعين العرب على إفراغ إمعائهم بكبسة زر أوتوماتيكياً , هؤلاء الذين يدفعون الملايين المهبولة ليرفدوا الاقتصاد الوطني بشراء سيارات ذات نمر مميزة , الدولة الوطنية هي القبيلة عند العرب , وشكراً


13 - عزيزي سامي لبيب
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 22 - 11:47 )
المذهبية صارت هوية وانتماء بدلا من هوية الوطن الذي يصلح كحضن للجميع بينما المذهبية حضن فئة من ابناء الوطن.هي ترسم حدودا بين المذاهب والأديان وتزرع بذور الاختلاف في اللباس والحياة والطقوس. وحتى انها تزرع الاختلاف حول حقيقة الوطن ودور الوطن
فالوطن عند بعض المذاهب هوجزء من الوطن الكبير التي تبنيه المذهبية ودوره يرسم في الخارج بغض النظر عمن يشاركك هذا الوطن
وكون الفكر الديني منغلق اساسا فالحوار مع المذاهب عقيم. لأن الجميع يملك النص المقدس والجميع يملك الأنبياء والخلفاء والأئمة والثقات
في الماضي خيضت الحروب المذهبية وقطعت الرؤوس واليوم يستمر دمار المذهبية لمجتمعاتنا وأوطاننا وما نراه ابلغ من ان نقوله ونحلله
اشكرك ايها العزيز وتحية لك


14 - عزيزتي ليندا
عهد صوفان ( 2010 / 10 / 22 - 11:57 )
كما ذكرت فالمذهبية دخلت مفاصل حياتنا في مناهجنا الدراسية وقوانينا وتشريعاتنا وغرف نومنا . ولولا ذلك لما تكلمنا. لو كانت الديانات والمذاهب في النفوس فقط لما تكلم احد. لكنها نزلت الى الشوارع والحارات وسيطرت وامرت وعلى الجميع الطاعة حتى وان كانوا من مذاهب اخرى
وكما تعلمين ان المذاهب هي أديان مقدسة ونصوص سماوية لا يجوز الاقتراب منها لذلك تجمدت العقول واستكانت واعتمدت كما ذكرت على الغير في الصين وفي كل مكان. وليس اسهل من القاء تهمة التخلف على الآخر المتربص بنا
تحية كبيرة لك اختي ليندا

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب